بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ، وبعد:
فبحمد الله تعالى وتوفيقه عُقِد اللقاء الأول للملتقى الإسلامي السوري في مدينة استنبول، وذلك ما بين 19إلى 21من شهر صفر 1433هـ، الموافق 13 إلى 15 كانون الثاني 2012م ، وقد شارك فيه مجموعة من العلماء والمفكرين والدعاة والإعلاميين الذين يمثلون أطياف العمل الإسلامي في سورية.
ولقد جاء في سياق الثورة السورية المجيدة التي كان من أهم تجلياتها كسر حاجز الخوف الذي فجر الطاقات الكامنة في كيان شعبنا المجاهد المصابر المتطلع إلى تحقيق الحرية والعدالة والكرامة، والتخلص من براثن الطغيان والظلم الذي رزح تحته طوال نصف قرن.
ومن أهم أهداف تأسيس هذا الملتقى :
1- توحيد الر ؤى، وتنسيق المواقف والجهود تجاه القضايا الكبرى والتحديات التي تواجه الأمة.
2- إقامة المؤسسات والمشروعات والبرامج النهضوية التي تساعد على تحقيق رسالة الملتقى.
3- تعزيز القواسم المشتركة، وإبراز جوانب الاتفاق، واحتواء الخلافات وحل الإشكالات.
4- حشد الدعم لثورة شعبنا في سورية والتعاون على ترشيدها والحفاظ على مكتسباتها.
5- الحفاظ على هوية الأمة، وحماية استقلالها وحريتها، والتعاون على بناء المجتمع المؤمن الصالح.
وقد أسفرت اجتماعات الملتقى عن المقررات الآتية :
·التأكيد على الحفاظ على ثوابت الأمة وهويتها.
·التأكيد على دور العلماء وأثرهم الحيوي والضروري في نهضة الأمة ودفع الظلم عنها.
·تأييد الثورة السورية، وتبني مطالبها المشروعة، وعلى رأسها إسقاط النظام بكافة رموزه، وعدم الحوار معه.
·الطلب من المجتمع الدولي العمل على حماية المدنيين السوريين بشتى الطرق الممكنة والمشروعة.
·دعوة جميع شعوب العالم وحكوماته وبخاصة الشعوب العربية والإسلامية وحكوماتها إلى التضامن مع الشعب السوري ودعمه في ثورته ومناصرته لوقف حمامات الدم واستباحة الأنفس والأموال والأعراض من قبل النظام الظالم الفاجر
·دعوة الجامعة العربية إلى التطبيق الكامل لمبادرتها، وذلك بإلزام النظام بسحب المظاهر المسلحة من المدن والقرى، وإطلاق سراح المعتقلين، والكف عن الاعتقال العشوائي والتعذيب، والسماح بالتظاهر السلمي، والسماح لأجهزة الإعلام المختلفة بتغطية ما يحصل في الداخل السوري، ونؤكد أن عدم التزام النظام ببنود المبادرة يقتضي أن تبادر الجامعة إلى تحويل ملف القضية السورية إلى مجلس الأمن الدولي فوراً.
·رعاية أسر الشهداء والأسرى والمفقودين والمهجرين والجرحى، ودعمهم مادياً ومعنوياً.
·يشيد الملتقى بكل من رفض إطلاق النار على أهله من أفراد الجيش العربي السوري، أو انحاز إلى حمايتهم والذود عنهم في وجه آلة القتل والقمع، وندعو كافة عناصر الجيش إلى الالتحاق بالجيش السوري الحر ودعمه للوقوف إلى جانب شعبهم وحمايته ، مع التأكيد على حرمة التعاون مع النظام في تنفيذ جرائمه ضد شعبه بأي شكل كان.
·نُهيب بالمنظمات الحقوقية والإنسانية العربية والإسلامية والدولية أن تقوم بواجباتها تجاه الشعب السوري.
·ندعو أبناء شعبنا إلى الالتزام بما عُهِد عنه من الصبر والمصابرة والحفاظ على وحدته الوطنية، ونسيجه الاجتماعي والبعد عن جميع أشكال الطائفية والحفاظ على سلمية الثورة، مع إقرار حق الدفاع المشروع عن النفس والعرض.
·يثمّن الملتقى دور علماء الداخل السوري، ويقدّر جهودهم وأعمالهم في تلك الظروف البالغة الصعوبة، وبخاصة أولئك الذين صدعوا بالحق في وجه الظلم والطغيان، ويهيب بالمترددين والصامتين أن يراجعوا مواقفهم في ظل الدور المؤمَل منهم والعهد المأخوذ عليهم في بيان الحق ونصرته، وبيان الظلم وفضح أهله.
·يؤيد الملتقى المجلس الوطني السوري للقيام بواجبه، ويدعوه إلى تحمل مسؤولياته تجاه شعبنا السوري بتحقيق مطالبه وحمل أمانة الحفاظ على مكتسبات الثورة وثوابتها والوفاء لدماء الشهداء المسفوحة على أرض الوطن.
·يشكر الملتقى كلَّ من وقف إلى جانب الشعب السوري في محنته من شعوب وحكومات ومنظمات رسمية وأهلية، كما يندد بمواقف بعض الدول كروسيا والأحزاب والعلماء والكتّاب والإعلاميين الذين يقفون إلى جانب النظام السوري الظالم ويندد بشكل خاص بأولئك الذين يتشدقون بالأخوة والوحدة الإسلامية وتأتي تصرفاتهم على الضد من ذلك كإيران وحزب الله ونذكرهم بأنهم يشاركون في إزهاق دم الشعب السوري.
وفي الختام نسأل الله تعالى أن يرفع الغمة عن بلادنا، وأن يكلل بالنصر جهود شعبنا ويعجل لهذه الأمة فرجها (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) والحمد لله رب العالمين.
استنبول 21/2/1433هـ
الموافق 15/1/2012م