الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصَّلاة وأتم التَّسليم على سيِّدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين, وبعد:
قال الله تعالى: {.. مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة:32].
إنَّ الروابط العلمية والهيئات الإسلامية السورية تستنكر التَّصرف الإرهابي الإجرامي الذي استهدف بلدة الريحانية بمحافظة هاتاي التركية، والذي أسفر عن مقتل حوالي خمسين من المدنيين العُزَّل الأبرياء، وإصابة نحو ما يزيد عن مائة آخرين من المواطنين الأتراك ومن المهجّرين المظلومين من الشعب السوري الحر.
إنَّ هذا العمل الهمجي المقيت والإرهاب الدموي الفاجر؛ ما هو إلا امتداد للمسلسل الإجرامي المتوحش، وللمجازر الفتاكة الرعيبة، والتي ما زالت تتعاقب على مدى سنتين على مرآى ومسمع المجتمع الدولي الراقد في غفوته.
أما آن لهذا الضمير الإنساني أن يستفيق من رقدته؟ ولو لحظة واحدة وهو يشهد سيل الدماء وتمزق الأشلاء، وإحراق الجثث، ويسمع أنين الثكالى، وبكاء الأطفال؟
أما آن أن يتخذ موقفاً لردع هذه العصابة الإرهابية المجرمة الباغية اللعينة عن استهتارها وإجرامها؟
ولكن لا حياة لمن تنادي..
إنَّ الروابط والهيئات الإسلامية السورية تتقدم إلى تركيا حكومة وشعباً بالتقدير والإجلال للموقف النبيل المشرِّف من الثورة السورية وللدعم الأخوي للمهجّرين الأحرار تأكيداً على الصِّلات الوثيقة التاريخية بين الشعبين، وتعرب عن خالص تعازيها للحكومة التركية والشعب التركي الصديق والشعب السوري الصابر، ولأُسر ضحايا هذا العمل الآثم وتمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبَّل شهداءنا، ويشفي جرحانا، ويفك أسرانا، ويجبر مصاب شعبنا الأبي ويعوَّضه خيرًا، ويعجِّل بالفرج والنصر المبين.
الاثنين 3 رجب 1434هـ - الموافق 13 أيار / مايو 2013 م