البيان الأول ( التأسيسي )
لهيئة الشام الإسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله عزّ وجل: ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتُبَيِّنُنَّه للناس ولا تكتمونه )
تمرّ سوريا منذ شهر آذار الماضي بمرحلة تاريخية استهلها الشعب السوري الأبي بإطلاق ثورته السلمية التي تهدف إلى تحقيق الكرامة، وتخليص البلاد من نظام الحكم القائم على انتهاك الحقوق الأساسية ومنع الحريات العامة وتدنيس الكرامة الإنسانية.
إن الثورة السورية بطبيعتها السلمية، وزخمها الشبابي، وثبات أبنائها، تواجه أعتى آلات الإجرام والظلم والطغيان. لذلك فإنه يتعين على أبناء الأمة نصرة الشعب السوري على تحقيق أهدافه العادلة، وتخليصه من النظام الذي ارتكب جرائم القتل العشوائي، والاعتقال التعسفي، والترويع والتهجير دون رحمة أو شفقة.
ونظراً لما يقتضيه الواجب الشرعي، وتمليه الضرورة؛ فقد اجتمعت نخبة من أبناء الشعب السوري في إسطنبول يومي الجمعة والسبت 30 أيلول، و1 تشرين الأول 2011.
وبعد الحوار والتشاور، تم الاتفاق على ما يلي:
أولاً: الإعلان عن تأسيس هيئة الشام الإسلامية، وهي هيئة إسلامية شاملة، تعمل على تحقيق مطالب الشعب السوري ومشاركته في بناء الوطن.
ثانياً: الهيئة جزء من الشعب السوري، ولذلك فإنها تعلن التزامها بأهداف الثورة المتمثلة في إسقاط النظام الحاكم وتحقيق الحرية والكرامة والعدالة.
ثالثاً: تطالب الهيئة المجتمع الدولي بالقيام بواجبه في العمل على إيقاف الجرائم التي يرتكبها النظام وآلته الحربية ضد الشعب الأعزل.
رابعاً: تطالب الهيئة جامعة الدول العربية بالمبادرة إلى رفع غطاء الشرعية عن النظام الحاكم، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتحقيق مطالب الشعب السوري، بكل مكوناته.
خامساً: تحذر الهيئة النظام الغاشم من مغبة العبث بالأعراض وانتهاك الحرمات وقتل الأطفال، وتحمله مسؤولية سلامة كافة المعتقلين والمعتقلات في سجونه، وتستنكر منع تقديم العلاج للمصابين، وانتهاج سياسة التهجير القسري للمدنيين. وتشجب المواقف الدولية والحزبية المساندة لهذه الأفعال العدوانية.
سادساً: تتقدم الهيئة ببالغ الشكر إلى الشعوب العربية والإسلامية التي أثبتت بتفاعلها أن الأمة الإسلامية كالجسد الواحد.
سابعاً: تؤكد الهيئة على ضرورة الحفاظ على صيانة الوحدة الوطنية، في مواجهة النظام الذي لا يميز في جرائمه بين أبناء المجتمع. وتبارك أي جهد جماعي أو فردي يساعد الشعب السوري على الخروج محنته.
ثامناً: تثمن الهيئة جميع الجهود المبذولة لتوحيد الصف وجمع الكلمة للوقوف إلى جانب الشعب السوري في نيل حريته وكرامته وتحقيق مطالبه. وتبارك الإعلان عن تشكيل المجلس الوطني وتعلن تأييدها له، وتدعو الله أن يكون بداية لمرحلة حاسمة في تحقيق أهداف الثورة.
إن الهيئة إذ تترحم على أرواح الشهداء الذين ضحوا بدمائهم لينال الشعب السوري حريته وكرامته، لتتعهد بالاستمرار في المسيرة حتى تحقق الثورة أهدافها كاملة.
والله الموفق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
هيئة الشام الإسلامية
5 ذو القعدة 1432
3 أكتوبر 2011