تؤكد هيئة الشام الإسلامية رفضها لما ورد في تقرير رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية الفريق أول محمد الدابي من أخطاء، وخاصة عندما ادعى أن بعثته تمتعت بحرية الحركة ولم تواجه أي معارضة من النظام، وذلك على الرغم من الحملة التي شنها الإعلام السوري على بعثته، والشتائم التي كالها رئيس النظام على جامعته، والشكاوى التي نقلها نبيل العربي على لسانه من عدم تعاون النظام، وتواتر صور الاعتداءات التي تعرض لها أعضاء البعثة على الملأ.
ولم يعكس الدابي الحقيقة عندما ادعى أن: "العنف قد خفت حدته"، ولـمّا تجف دماء أكثر من ألف شهيد قضوا في فترة مكثه بسوريا، منهم مائة سقطوا قبل بيانه بيوم واحد!
ولم يكن الدابي منصفاً عندما نسب العنف إلى: "جهات مسلحة معارضة" تقوم بالاعتداء على الجيش السوري، وتستهدف منشآت حكومية وخطوط أنابيب وعربات نقل عام.
وجانب الدابي الحقيقة عندما نسب إلى بعثته فضل: إبعاد القوات الحكومية عن المحتجين، مما أدى إلى تحجيم المواجهات بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين.
ولم يكن الدابي صادقاً في حديثه عن سحب المظاهر المسلحة من المدن، في الوقت الذي كانت تدك البيوت على رؤوس سكانها في إدلب وحمص والزبداني ودوما بالدبابات وراجمات الصواريخ.
ووقع الدابي في التناقض عندما اعترف بعجز بعثته عن توثيق عدد المعتقلين، لكنه لم يتوان عن وصف تقديرات المعارضة بالمبالَغ فيها، مشيراً إلى حركة إفراجات ضخمة طالت نحو سبعة آلاف معتقل قبل المرسوم الرئاسي وبعده!
وبدا للفريق أول محمد الدابي أن سوريا تعيش حالة انفتاح إعلامي لم يتنبه له أحد سواه، عندما تحدث عن: حرية إعلامية تتمتع بها نحو مائة وخمسين وسيلة إعلام دولية.
وإن هيئة الشام الإسلامية إذ تعلن رفضها لما ورد في تقرير رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية، لتستنكر التخاذل العربي من جهة، والتدخل الخارجي الصارخ المتمثل في النظام الإيراني وأذنابه بلبنان والعراق من جهة أخرى.
وتثمن الهيئة موقف دول مجلس التعاون الخليجي في سحب مراقبيها، وإعلانها عن اتخاذ قرارها بعد تأكدها من استمرار نزيف الدم وقتل الأبرياء.
كما تتوجه الهيئة بأحر التعازي إلى أهالي الشهداء، وبأبلغ مشاعر المواساة إلى المصابين والمعتقلين والمهجرين، وتؤكد لهم بأن الانحياز الذي ظهر في تقرير بعثة المراقبين لهو دليل آخر على وجود دوافع مشبوهة خلف تلك المغالطات.
لكن أمر الله غالب، وقدَره نافذ، وقد وعد عباده بالنصر مع الصبر: "حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجي من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين".