الخميس 19 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 21 نوفمبر 2024 م
كيف نغسل أشلاء القتلى ونصلي عليهم؟
رقم الفتوى : 7
الأحد 28 صفر 1433 هـ الموافق 22 يناير 2012 م
عدد الزيارات : 67621

السؤال: بعض القتلى في الثورة يكون أشلاء بسبب القصف، أو تقطع بعض أعضائه خلال التعذيب فكيف نغسله ونصلي عليه؟

__________________________________________________

 

الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

قد رأينا والله من هذه المشاهد ما يُدمي القلب ، وتَدمع له العين ،وهذا مما يدل على مدى إجرام هذا النظام ، وحقده الدفين ، وخلوه من كل معانيالإنسانية والرحمة ، نسأل الله تعالى أن يخلص إخواننا من براثن هذه العصابة المجرمة وشرورها.

وأما ما سألت عنه ، فنجمل الجواب عنه في النقاط التالية :

أولاً: إذا وجد الميت أشلاءً مقطعة ، أو لم يوجد منه إلا بعضه ، فالواجب تجميع أشلاء وأعضاء كل ميت على حده ، وإن تعذر معرفة أصحاب هذه الأشلاء ، فتترك متفرقة كما هي .

ثانياً: يجب تغسيل هذه الأشلاء ، وتكفينها ، والصلاة عليها ، حتى لو كان الموجود منها بعض الميت كيده أو رجله فقط ، ويدفن كل ميت أو الجزء الموجود منه في قبر مستقل إلا إن تعذر ذلك فيجمع في القبر الواحد بين أكثر من ميت للضرورة.

ثالثاً: إن صُلي على الميت ثم وجد جزء آخر منه : فتغسل هذه الأجزاء ، وتكفن، وتدفن في المقبرة، ولا يصلى عليها.

رابعاً: إذا تعذر تغسيل الميت لشدة الإصابة فإنه يصب عليه الماء صباً دون مسِّ جسده ، فإن تعذر ذلك يُمِّم بالتراب ، فيضربُ رجلٌ التراب بيديه ، ويمسح بهما وجه الميت وكفيه .

فإن أمكن تغسيل بعض أجزائه دون بعض: غُسل ما أمكن غسله من هذه الأجزاء، ويمم الميت في وجهه وكفيه عن الأجزاء الأخرى.

وإن لم يمكن تغسيله أو تيميمه بالتراب لشدة الإصابة ، أو تعذر مسكه والتعامل معه : فإنَّه يكُفن دون غسل أو تيمم.

خامساً: أما الشهداء من قتلى "الجيش الحر" الذين استشهدوا خلال الاشتباك ، فهؤلاء يدفنون في ثيابهم التي قتلوا فيها دون تغسيل ، ولا تكفين ، ولا صلاة ، وكذلك الحكم فيما وجد من أشلائهم.

نسأل الله تعالى بمنِّه وكرمه أن يرحم هؤلاء الشهداء جميعاً، ويكرم نزلهم ، ويوسع مدخلهم ، ويغسلهم بالماء والثلج والبرد ، وأن يجعل ما أصابهم رفعةً لدرجاتهم وتعظيمًا لأجرهم ، وأن يلهم أهاليهم الصبر والرضا ، وأن يعاجل بالانتقام ممن ظلمهم وبغى عليه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .

والحمد لله رب العالمين.

 

طوبى للشام | سوريا
الاثنين 29 صفر 1433 هـ الموافق 23 يناير 2012 م
أرجو التوضيح بخصوص الشهداء من المتظاهرين... لأاني أعرف بأن الشهيد لا يغسل كما وضحتم في شهداء الجيش الحر.. أليس المتظاهرون شهداء بإذنه تعالى
إن كانو خرجو لإعلاء كلمة الله.... و وشكراً

 

المكتب العلمي ـ هيئة الشام الإسلامية | syria
الاثنين 29 صفر 1433 هـ الموافق 23 يناير 2012 م
أخانا الكريم .. 
شكر الله تواصلك واهتمامك ..
نحيلك أخي الكريم إلى فتوى سابقة في الموقع بعنوان : ( هل يسمى المقتول على أيدي النظام السوري شهيداً ؟ وهل له أحكام شهيد المعركة؟ ) 
تجدها على هذا الرابط:
http://islamicsham.org/fatawa/59
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
طوبى للشام | سوريا
الثلاثاء 1 ربيع الأول 1433 هـ الموافق 24 يناير 2012 م
جزاكم الله خيرا....
محمد | السعودية
الخميس 3 ربيع الأول 1433 هـ الموافق 26 يناير 2012 م
السلام عليكم
بخصوص الفقرة الخامسة من الفتوى 
ارجو منكم توضيح السبب في عدم وجوب الصلاة على الشهداء من الجيش الحر
(ولا تكفين ، ولا صلاة ، وكذلك الحكم فيما وجد من أشلائهم.)

وما هو المغزى من عدم وجوب الصلاة عليهم 
او تكفينهم ؟
ولكم جزيل الشكر 
خالد | السودان
الجمعة 14 جمادى الأول 1433 هـ الموافق 6 أبريل 2012 م
اللهم عجل نصر أحبابنا المجاهدين في الشام
المكتب العلمي ـ هيئة الشام الإسلامية | سورية
الثلاثاء 15 رجب 1433 هـ الموافق 5 يونيو 2012 م
الأخ محمد من السعودية:
القول بعدم تغسيل الشهداء من الجيش الحر أو تغسيلهم أو الصلاة عليهم: بناء على الحكم الشرعي في التعامل مع الشهداء من المقاتلين، كما هو معروف في
الفقه الإسلامي، وقد سبقت الإشارة إليه في فتوى تجدها على هذا الرابط:
http://islamicsham.org/fatawa/59

والله أعلم
ندى الصالح | السعودية
الاثنين 16 شوّال 1433 هـ الموافق 3 سبتمبر 2012 م
قلتم بارك الله فيكم(أما الشهداء من قتلى "الجيش الحر" الذين استشهدوا خلال الاشتباك ، فهؤلاء يدفنون في ثيابهم التي قتلوا فيها دون تغسيل ،
ولا تكفين ، ولا صلاة ، وكذلك الحكم فيما وجد من أشلائهم.)
ماذا عن مجاهدي الجيش الحر الذين يُقتلون غدرا بالقنص هل ينطبق عليهم نفس الحكم ؟ 
المكتب العلمي - هيئة الشام | سورية
الاثنين 16 شوّال 1433 هـ الموافق 3 سبتمبر 2012 م
الأخت ندى الصالح:
نعم ينطبق عليهم الحكم، فما دام الشخص قد خرج للجهاد فهو مجاهد في كل حركاته وسكناته، ويعد شهيدًا بأي طريقة كان قتله.
والله أعلم
علي | جدة
الاثنين 3 رمضان 1435 هـ الموافق 30 يونيو 2014 م
اذا وجدت بعض اجزاء الميت كيده او رجله كيف تغسل ويصلى عليها لوحدها وهي لا تسمى إنسانا؟
وهل الابعاض المقطوعة من الناس للمرض تعامل كذلك؟
لا يعرف ان قدم عروة ابن الزبير صلي عليها لما قطعت
وهكذا ما تنقطع في الحوادث

اتمنى مراجعة فتوى الصلاة على الابعاض 
المكتب العلمي_هيئة الشام الإسلامية | سوريا
الأربعاء 5 رمضان 1435 هـ الموافق 2 يوليو 2014 م
الأخ علي من جدة
الصلاة على أجزاء الميت محل خلاف بين أهل العلم، والأرجح هو ما أثبتناه في الفتوى من مشروعية الصلاة على أجزاء الميت؛ لثبوت ذلك عن الصحابة رضي
الله عنهم.
قال النووي في "المجموع":  "وَاتَّفَقَتْ نُصُوصُ الشَّافِعِيِّ رحمه الله وَالْأَصْحَابُ عَلَى أَنَّهُ إذَا وُجِدَ بَعْضُ مَنْ تَيَقَّنَّا
مَوْتَهُ غُسِّلَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ , وَبِهِ قَالَ أَحْمَدُ , وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رحمه الله : لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ إلَّا إذَا وُجِدَ
أَكْثَرُ مِنْ نِصْفِهِ , وَعِنْدَنَا لَا فَرْقَ بَيْنَ الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ".
وقال ابن قدامة في "المغني": فإن لم يوجد إلا بعض الميت , فالمذهب أنه يغسل , ويصلى عليه . وهو قول الشافعي ...
وقال أبو حنيفة , ومالك : إن وجد الأكثر صلي عليه , وإلا فلا ; لأنه بعض لا يزيد على النصف , فلم يصل عليه , كالذي بان في حياة صاحبه , كالشعر والظفر .
ولنا , إجماع الصحابة رضي الله عنهم، قال أحمد : صلى أبو أيوب على رِِجْل , وصلى عمر على عظام بالشام , وصلى أبو عبيدة على رؤوس بالشام . رواهما عبد
الله بن أحمد , بإسناده .
وقال الشافعي : ألقى طائر يدا بمكة من وقعة الجمل , فعرفت بالخاتم , وكانت يد عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد , فصلى عليها أهل مكة . وكان ذلك بمحضر من
الصحابة , ولم نعرف من الصحابة مخالفا في ذلك , ولأنه بعض من جملة تجب الصلاة عليها , فيصلى عليه كالأكثر , وفارق ما بان في الحياة ; لأنه من جملة لا
يصلى عليها , والشعر والظفر لا حياة فيه " انتهى.
أما الأبعاض المقطوعة بسبب المرض: فإنها تدفن، ولا تغسل ولا يصلى عليها.
والله أعلم.