السبت 18 شوّال 1445 هـ الموافق 27 أبريل 2024 م
هل يجوز قتل الجاسوس ( العوايني ) في سورية أو إيذاء أولاده وزوجته؟
رقم الفتوى : 6
الأحد 21 صفر 1433 هـ الموافق 15 يناير 2012 م
عدد الزيارات : 84933

      السؤال: لعله بلغكم وجود عدد من الجواسيس (العواينية ) داخل الشعب السوري الثائر، الذين يرصدون حركة المتظاهرين، ويقومون بدلالة شبيحة النظام الظالم على: من يقوم بإيواء عناصر الجيش المنشق، أو من يقوم بمعالجة الجرحى المصابين، أو من ينقل المساعدات إلى المحتاجين. مما يترتب على سعيهم الفاسد ضرر كبير باعتقال الأشخاص وتعذيبهم، بل ربما أفضى ببعضهم إلى الموت.

      والسؤال: ماذا يحق لنا أن نفعل تجاه هؤلاء؟ هل يجوز قتلهم؟ وإذا لم نقدر عليهم فهل يجوز أن ننال أبناءهم وزوجاتهم بالأذى؛ ردعاً لهم وكفاً لأذاهم ؟

___________________________________________________________

      الجواب: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

      أولاً: المخبر والعوايني والجاسوس، كلها ألفاظ تدل على معنى واحد، وهو: الشخص الذي يتتبع أخبار الناس وأسرارهم، وينقلها لأعدائهم.

      ثانياً:حكم الجاسوس المسلم الذي يتجسس على دولة إسلامية لصالح أعدائها دائر بين: القتل كما هو مذهب المالكية، أو التعزير كما هو مذهب جمهور العلماء.

      وسبب اختلافهم في ذلك: حديث حاطب بن أبي بلتعة عندما راسل كفار قريش مخبراً لهم بقدوم النبي -صلى الله عليه وسلم- لغزوهم. فمن يرى أن حكمه التعزير يستدل بأن النبي -صلى الله وعليه وسلم- لم يقتله، ومن يرى قتله يستدل بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أقرّ عمر على إرادة قتله، ولكنه علل المنع بأنه من أهل بدر، ولولا ذلك لكان حكمه القتل. قال ابن القيم:" والصحيح: أن قتله راجع إلى رأي الإمام، فإن رأى في قتله مصلحة للمسلمين قتله، وإن كان استبقاؤه أصلحَ استبقاه". زاد المعاد.

      ثالثاً:الناظر في حال هؤلاء المخبرين الموجودين اليوم في سوريا يرى فرقاً بينهم وبين الجاسوس الذي ذكره الفقهاء( الذي يقوم بالتجسس على دولة لصالح دولة أخرى ).

      فواقع الحال في سوريا اليوم:

1- أن التجسس قائم من بعض أفراد الشعب على بعض لصالح نظام الحكم.

2- أنَّ التجسس والأثر المترتب عليه ليس على درجة واحدة: فمن الجواسيس من يقتصر عمله على نقل أخبار المظاهرات أو المشاركين فيها، ومنهم الذي يخبر عن أماكن المطلوبين، ومنهم من يترتب على تجسسه قتل نفس أو انتهاك عرض.

3- ليس ثمَّة إمام أو أمير يُفوَّض إليه تقرير حكم الجاسوس وتنفيذ الحكم فيه.

4- معرفة أمر هؤلاء الجواسيس قائم في بعض الحالات على الخبر المؤكد والموثوق، وهو في حالات أخرى قائم على مجرد الظن، مما يؤدي إلى اتهام الأبرياء. ولو فُتح الباب لتصديق كل اتهام لترتب على ذلك فساد عريض، وفي المقابل لو تُرك هؤلاء دون حساب أو عقاب فإن ضررهم سيزداد؛ إذ لولاهم لما أمكن الوصول إلى كثير من الناشطين والمتظاهرين، بل هم وراء الدماء التي تُراق، والنساء التي تُغتصب، والأطفال التي تُيتم، والنساء التي تُرمَّل.

      رابعاً:وأقرب الحلول لهذه المسألة كما نرى: تشكيل هيئة من عقلاء الثوار والناشطين في كل بلدة تنظر في حال كل شخص من هؤلاء، وأدلة إثبات كونه من المخبرين، ومقدار الضرر الذي ترتب على عمله، والحكم الذي يستحقه. فمن لم يترتب على عمله ضرر كبير في النفس والعرض فلا يجوز قتله، بل يزجر بما أمكن من أساليب الزجر: التهديد، والتوبيخ، والتشهير، والإيذاء المعنوي أو المادي. وأما من عمَّ ضرره واشتدَّ أذاه، حتى وصل إلى الأنفس والأعراض، ففي هذه الحال يحال أمره إلى "الجيش الحر"، ليقوم بكف أذاه عن المسلمين بما يراه مناسباً، ولو وصل الأمر إلى القتل.

       قال الإمام شمس الدين الذهبي: "إذا ترتب على جسِّه وهنٌ على الإسلام وأهله، وقتلٌ، أو سبيٌ، أو نهبٌ، أو شيء من ذلك، فهذا ممن سعى في الأرض فساداً وأهلك الحرث والنسل، فيتعيَّن قتله، وحق عليه العذاب، فنسأل الله العفو والعافية". الكبائر.

      ولا بد من التأكيد: إلى أنه لا يُكتفى في مثل هذه الأمور بمجرد الظنّ والتهم والإشاعات، بل لا بد من قيام الدليل الشرعي المعتبر على إدانة المخبر أو العوايني.

      خامساً:أما الاعتداء على أقارب الجواسيس بالقتل أو الاعتداء أو الإيذاء أو الاختطاف فلا يجوز بتاتاً؛ لأن القريب لا يؤخذ بجريرة قريبه، وحرمة دم ومال هذا القريب كحرمة دم ومال بقية أفراد الشعب، وقد تكاثرت النصوص الشرعية في الزجر والنهي عن أخذ الإنسان بجريرة غيره، كقوله تعالى:( وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ )، وقال:( وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا، وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).

 

      نسأل الله -جل وعلا- أن يكف شر هؤلاء الجواسيس، وأن يفضح سترهم، ويشغلهم بأنفسهم، ويُعاجِل بعقوبتهم في الدنيا قبل الآخرة، وأن يُلبس إخواننا الثائرين وأفراد الجيش الحرّ لباس الستر والتقوى، وأن يرزقهم السداد في القول والعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبو عماد | مهاجر في السعودية
الاثنين 22 صفر 1433 هـ الموافق 16 يناير 2012 م
بسم الله الرحمن الرحيم
شكر الله لكم-المكتب العلمي- في هيئة الشام الإسلامية هذه الفتوى المتزنة والمتوازنة في مثل هذا الموضوع الذي يقف عنده كثير من أهلنا في سورية
حائرين !!
ماذا يفعلون بهؤلاءالجواسيس الذين يؤذون الله ورسوله والمؤمنين، فجاءت فتواكم-وفقكم الله- جلية واضحة وهادية إلى خير الحلول والمواقف،
بارك الله جهودكم،ونفع بعلمكم،وحفظ أهلنا من شر هؤلاء. 

 

أبو بكر | دمشق المحتلة
الثلاثاء 23 صفر 1433 هـ الموافق 17 يناير 2012 م
بسم الله الرحمن الرحيم
أود أن استفسر عن كيفية تشكيل  " هيئة من عقلاء الثوار والناشطين في كل بلدة "
ومن المسؤول عن تشكيل هكذا هيئة
وما هي المتطلبات التي تجب أن تتوفر في أعضاء الهيئة ؟ 

نشكر لكم حسن تصرفكم و آرائكم
عبد الله الدارمي | أخوكم من قطر
الثلاثاء 23 صفر 1433 هـ الموافق 17 يناير 2012 م
بارك الله في المفتي و المستفتي على هذا الرد العقلاني الموزون و المدعم بالأدلة , نعم أرواح الناس لا تزهق بالشبهة فهناك من أتهم و أوذي و هو
بريء بسبب وشاية حاقد عديم ظمير فالله الله في الدماء المعصومة يا أخوة ولا تشوهوا ثورتكم المباركة و أسأل الله لكم النصر و التمكين.
الاسم | Hvq hgodv
الثلاثاء 23 صفر 1433 هـ الموافق 17 يناير 2012 م
من باب سد الذرائع هل يمكن أن يكون فتح هكذا موضوع مدخلا لتفاوت الرؤى والتقديرات خاصة أن كثير إن لم نقل الأغلب العام ممن سأخذون بهكذا موضوع
وترخيص لا يملكون القدرة على التمييز بين قواعد الشرع واصوله ويمكن أن يفتح الباب واسعا لتصرفات تحسب على الاسلام فهكذا فتوى لا يمكن أن تمنح إلا
لمجموعة شرعية يتوفر فيها شروط أهمها القبول العام بها من العامة أي أن تكون ممبايعة وعلنية ولا تختص بحارات وقرى وأحياء لأن في هذه الحالة ستكون
مطعنا في الاسلام والثورة ..............من الحرص وجب التنبيه والله قصد السبيل
أبو محمد | بلاد رجال العز
الأربعاء 24 صفر 1433 هـ الموافق 18 يناير 2012 م
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ............
بعد أن سادت الفوضى البلاد و أصبح القتل على الظن من كلا الطرفين فذاك يتهم بأنه مسلح متورط بالقتل للأبرياء و آخر يتهم بأنه مخبر للنظام و قد
يكون كلاهما بريئان من التهم النسوبة لهما ، ألا يعتبر ذلك نوعا من إنتشار للفتنة بين صفوف المسلمين ؟
ثانيا- هل يجوز قتل أو تعزير من كان يرى في هذه الثورة فتنة و شرذمة للأمة ؟
الفراتي | السعودية
الأربعاء 24 صفر 1433 هـ الموافق 18 يناير 2012 م
قال الشيخ عبد العزيز بن باز :وقد أجمع علماء الإسلام على أنَّ من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم       ـ 
الفتاوى والمقالات: ج1/ص274.           قال ابن فرحون المالكي في تبصرة الحكام : قال سحنون من المالكية: " إذا كاتب المسلم أهل الحرب قتل ولم يستتب، ولا
دية لورثته كالمحارب " . 

وقال أحمد شاكر رحمه الله في كلمة الحق ص 130 طبعة مكتبة السنة  : " (أما التعاون مع الإنجليز بأي نوع من أنواع التعاون، قلّ أو كثر، فهو الردّة
الجامحة، والكفر الصّراح، لا يقبل فيه اعتذار، ولا ينفع معه تأول، ولا ينجي من حكمه عصبية حمقاء، ولا سياسة خرقاء، ولا مجاملة هي النفاق، سواء
أكان ذلك من أفراد أو حكومات أو زعماء. كلهم في الكفر والردة سواء " .
المكتب العلمي-هيئة الشام الإسلامية | سورية
الخميس 25 صفر 1433 هـ الموافق 19 يناير 2012 م
الأخ أبو بكر:
نشكر لك اهتمامك ومتابعتك 
الواقع أن كثيرا من المناطق في سوريا قد كونت هيئة أو مجلسا لإدارة شئون الثورة، ومن ثمراتها هذا التنظيم الذي نشهده في المظاهرات وتعيين
المتحدثين الرسميين في الإعلام، وتوزيع الإعانات الإغاثية على المناطق المتضررة، وإنشاء المستشفيات الميدانية وغيرها. والمكتب الإغاثي في
هيئة الشام على صلة وثيقة بالعديد من هذه الهيئات والمجالس. والمثلج للصدر أن على رأس أكثر هذه المجالس شبابا أفاضل وطلاب علم وأئمة مساجد، وهم
على اتصال مباشر بعلماء البلد ومرجعياتها التي لها القبول عند شريحة كبيرة من الناس.
وعلى سبيل العموم ينبغي أن تتوفر في أعضاء هذه الهيئات: القوة والامانة، فالقوة تتعلق بالقدرات سواء كانت حسية أومعنوية والامانة تتعلق بالدين
وكلما كان الانسان جامعا بينهما كلما كان اقرب الى الكمال والا تقدم القوة احيانا إذا كان العمل يتطلبها وتقدم الامانة احيانا، والله أعلم
المكتب العلمي-هيئة الشام الإسلامية | سورية
الخميس 25 صفر 1433 هـ الموافق 19 يناير 2012 م
الأخ الذي أشار لاسمه ب Hvq hgodv1

نتفق فيما ذهبت إليه من المفاسد المحتملة لهذه الفتوى. ولقد أخذت هذه الفتوى فترة طويلة في البحث والمراجعة من قبل المكتب العلمي لحساسيتها. لكن
ينبغي النظر أيضا في المفاسد من عدم إعطاء جواب عن هذه المسألة. فقد يفضي الأمر إلى إفراط بالتساهل في الدماء وقتل الأبرياء بالظنة وشيوع الفوضى
وفقد الأمن حين يحكم كل فرد على من يعتقده جاسوسا ويقوم بتصرف فردي تجاهه. وقد يفضي أيضا إلى تفريط بعدم ردع هؤلاء الجواسيس عن فعلهم فيستمرون في
جريمتهم لأنهم لا يخشون شيئا، ومن أمن العقوبة أساء الأدب. ولعل نشر هذه الفتوى – وهو ما تفعله بعض المناطق الآن – يردعهم عن غيهم. 
والأمر كما أثر عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " ليس العاقل الذي يعلم الخير من الشر, وإنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين". فهذا
اجتهادنا ونسأل الله أن يكون صائبا.
والله الموفق
هيئة الشام الإسلامية | سورية
الخميس 25 صفر 1433 هـ الموافق 19 يناير 2012 م
الأخ أبو محمد

الذي في سورية لا يوصف بالفوضى، بل هو قتل منظم وتجويع وحصار وحرب من النظام لشعبه

أما من يرى أن ما يحدث في سورية فتنة وشرذمة للأمة فقد أتي من قلة اطلاعه ووعيه بما يحدث، فالفتنة الحقيقية هي في تسلط هذا النظام الغاشم، وفي
استمرار السكوت على جرائمه. ولكن الناس لا تعزر على مثل هذا الرأي فضلا عن أن تقتل! بل توعى وتبصر بالحقائق. والله أعلم.
أبو عبيدة الدرعاوي | درعا الابية
الأحد 28 صفر 1433 هـ الموافق 22 يناير 2012 م
جزاكم الله خيرا على جهودكم
فعلا هؤلاء الجواسيس اذاقونا الويل في سوريا
ولكن يا اخي انا كنت في الداخل من قريب والواقع ان التاكد من ايصال الاخبار من قبل هؤلاء للنظام امر صعب للغاية
وحتى من هم معروفون بالجاسوسية قبل الثورة ومشتهرون بين الناس قد يكونوا لا يوصلوا الاخبار اثناء الثورة ولكن الناس يعتقدون انهم يوصلون
الاخبار
وبتقديري وحسب ما رايت في الداخل ان التاكد من هؤلاء الجواسيس امر غير منضبط
الحقيقة الامر محيّرللغاية لان المسلم يخشى من قتل نملة
فما رايكم جزاكم الله خيرا
حموي حر | syria
الجمعة 25 ربيع الأول 1433 هـ الموافق 17 فبراير 2012 م
جزاكم الله خير على هذه الفتوى الفاصلة. وأحب أن انوه أن كثيرا من الاشخاص اتهموا بالاخبار والافساد لجهات حكومية وشهر بهم من قبل مكرهين
ومبغضين لهم من حولهم .أي اذا كرهت أحدا اشهر فيه بأنه مخبر , علما أن المخبرين الحق يرمون باتهامتهم للناس الابرياء بتهمة التجسس . منرجو من الشعب
السوري المؤمن أن يتأكد جل التأكد من هؤلاء الناس ويحاسب كل مخبر بما يستحق..
مشروع شهيد | سوريا
الثلاثاء 20 ربيع الآخر 1433 هـ الموافق 13 مارس 2012 م
قال تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الَأرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ
يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنْفَوا مِنَ الَأرْضِ). العوايني جزاكم الله خيرا يطبق عليه حد
الحرابة وليس كما ذكر الكاتب عن حديث حاطب والله اعلم. 
ابو علي | بريطانيا
الاثنين 30 جمادى الآخر 1433 هـ الموافق 21 مايو 2012 م
أولا جزاكم الله خيرا على سعة بحثكم لكن وبصراحة فإن هذا الموضوع لا يمكن بحثه عبر الواقع الافتراضي لحساسيته البالغة ولا يمكن طرحه للعامة
لما يترتب عليه من فوضى وتشفي قد يصيب شخص مرتكب جزئيا أو يكون الإجماع على أنه ععميل من قبل ثوار ملكومين وموتورين غير متوازنين بسبب حجم
الإجرام الحاصل وهذا يفضي الى مالا يحمد عقباه لأن العوايني له أهل وأقرباء وهذا يأجج الدم ولا ينهي المشكلة بل لو أننا احتجزناه وأوقفنا شره
لكان أولى خصوصا وأن الثورة مازلت محل سجال بين أفرادالبيت الواحد فالبعض ليس مع النظام ولكنه يعتقد أن الشر الذي يترتب على زواله اكبر من الشر
في بقائه والبعض يرى ان الثمن مهما بلغ فيجب زوال النظام من هنا يجب مناقشة هذه الفتاوى والتصرف بمقتضاها بشكل سري للغاية ولا يجوز طرحها بهذا
الشكل الذي ممكن أن تتحملوا مسؤولية كبيرة أمام الله