الأربعاء 2 جمادى الآخر 1446 هـ الموافق 4 ديسمبر 2024 م
هل يستلم راتبه وهو متغيب عن العمل بسبب ظروف الثورة؟
رقم الفتوى : 41
الأربعاء 27 صفر 1434 هـ الموافق 9 يناير 2013 م
عدد الزيارات : 59310

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله، هناك أيام كثيرة لا نذهب فيها للدوام بسبب أوضاع القصف أو الحصار، وأحيانًا بسبب الخروج من البلد لفترة، فهل يحل لي أخذ راتبي؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجواب:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، أما بعد:
أولاً: إذا كان الراتب من الحكومة ـ والحال هذه ـ فإنه لا حرج في قبض الراتب مع الغياب؛ وذلك لأن التغيُّب عن العمل لم يكن بسبب تقصيرٍ ولا كسلٍ ولا إهمال، إنما بسبب الحكومة نفسها وما تقوم به إرهابٍ وقتل للأبرياء، الأمر الذي أدَّى إلى تعطيل الوظائف والأعمال، وتهجير الناس من مدنهم وقراهم وإفساد معاشهم والتضييق عليهم في رزقهم وطعامهم وشرابهم، في حين أن  الحكومة مكلفة بتأمين المتطلبات الضرورية للشعب من طعامٍ وشراب وغير ذلك.. لذلك فإنه لا حرج بأخذ الراتب من هذه الحكومة الباغية.
ثانياً: أما إذا كان الراتب من عمل خاص، فإنه لا يجوز أخذ أجرة الأيام التي تغيب الموظف فيها إلا برضا رب العمل، فإذا كان صاحب المؤسسة أو العمل عالماً بذلك وراضياً فإنه لا حرج في أخذها... أما إذا كان رب العمل غير راضٍ، فلا يجوز للعامل أخذ أجرة الأيام التي غاب فيها.
ولا يجوز أخذ الراتب أو الأجرة بناء على إذن موظف آخر كالمدير أو المشرف على العمل، إلا إذا كان مفوضاً من صاحب العمل بذلك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (لاَ يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ) رواه البيهقي والدارقطني.
ثالثاً: ندعو إخواننا الموظفين في المؤسسات والشركات التي ترتبط بحياة الناس ارتباطاً وثيقاً، كمؤسسات المياه والكهرباء وغيرها... أن يبادروا إلى تسيير هذه الأعمال وتقديم المساعدة لإخوانهم من الأهالي المعذّبين، والعمل على إصلاح ما أفسدته العصابة الأسدية المجرمة من الشركات والمصانع والمخابز...وليعلموا أنهم في هذا العمل على ثغر عظيم وأجر كبير؛ لما فيه من مساعدة المنكوبين والتخفيف من معاناتهم، و(منْ نفَّسَ عن مؤمن كربةً من كرب الدنيا نفَّسَ اللهُ عنه كربة من كرب يوم القيامة).
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يستعملنا في طاعته، وأن يوفقنا إلى خدمة البلاد والعباد، والله في عون العباد ما كان العبد في عون أخيه.
والله تعالى أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

حسن السوري | سوريا
الجمعة 29 صفر 1434 هـ الموافق 11 يناير 2013 م
كما عودتمونا دائما فتاوى متوازنة جميلة هادفة

الله يجزيكم الخير ويبارك بجهودكم
بدر الشام التميمي | سوريا / دمشق
الثلاثاء 10 ربيع الأول 1434 هـ الموافق 22 يناير 2013 م
 قولكم : ( لا حرج بأخذ الراتب من هذه الحكومة الباغية.) !!!!
أقول لكم : هذه حكومة كافرة محاربة لله و لرسوله و للمؤمنين .
و يجب الأخذ منها لإضعافها ...فما كان راتبا فلصاحبه و ما زاد فيعطى للمجاهدين .
أبو محمد | سوريا
الأربعاء 11 ربيع الأول 1434 هـ الموافق 23 يناير 2013 م
يا بدر الشام الله يهديك!!
عارفين ان النظام مجرم، وفتوى المشايخ كلها واضحة بهالخصوص، والمقصود هنا وصف حال النظام، ما في داعي لها التعليق وكأن في غلط، يعني لازم بكل
فتوى يوضحو انه كافر ومعتدي ومجرم و.؟؟؟؟
يا أخي اتقوا اله وأحسنوا الظن!
أبو عبد الله حقوي | مصر
الأربعاء 8 جمادى الأول 1434 هـ الموافق 20 مارس 2013 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله جهودكم
ولكن
ما الدليل من الكتاب والسنة الصحيحة على ما تفضلتم به في قولكم (في حين أن  الحكومة مكلفة بتأمين المتطلبات الضرورية للشعب من طعامٍ وشراب وغير
ذلك) حيث أن في عقد التوظيف لم يذكر ذلك، والحديث الصحيح معروف من قوله عليه الصلاة والسلام (المسلمون عند شروطهم).
أفيدونا جزاكم الله خيرا
هيئة الشام الإسلامية _ المكتب العلمي | سوريا
الاثنين 13 جمادى الأول 1434 هـ الموافق 25 مارس 2013 م
الأخ أبو عبد الله
وعليكم السلام ورحمة الله
 الدليل على أنَّ الحكومة مكلفة بتأمين المتطلبات الضرورية للشعب أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ
نَفْسِهِ، فَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا أَوْ ضَيْعَةً فَإِلَيَّ وَمَنْ تَرَكَ مَالاً فَلِوَرَثَتِهِ) أخرجه أبو داود، وأحمد.
وفي رواية عند الطبراني في الكبير: (مَنْ تَرَكَ مَالا فَلِوَرَثَتِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا فَعَلَيَّ، وَعَلَى الْوُلاةِ مِنْ بَعْدِي،
مِنْ بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ).
فعقد الولاية بين الحاكم والمحكوم يترتب عليه واجبات وحقوق ومن ذلك حق الشعب في تأمين سبل العيش، وفي الحديث دليل لأن ولاية رسول الله صلى الله
عليه وسلم كحاكم لكل الرعية اقتضت تحمل حاجة الرجل والدليل على كون هذا التصرف بموجب الحكم لا النبوة أول الحديث لما امتنع عن الصلاة على من مات
وعليه دين فلما فتح الله عليهم قال: (أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ) .
قال ابن بطال: "وهكذا  يلزم المتولي لأمر المسلمين أن يفعله فيمن مات وعليه دين".
كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام للمسلمين سوقًا في المدينة ، وعُني بتنظيم أمورهم، وكان يوزع عليهم الغنائم والأعطيات، وهكذا فعل الصحابة
من بعدهم، ودوَّن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دواوينًا لتوزيع الأعطيات والغنائم.
كما يستأنس لذلك بكلام عمر رضي الله عنه في تعثر الشاة في أرض العراق. 
ويمكن أن يُستدل لذلك بموجب الشروط المتفق عليها  في النظم الحديثة للدول والتي أقرتها الحكومات وتعمل بموجبها أنَّ للمواطن حق العيش بكرامة
والمسلمون عند شروطهم.
والله أعلم