الخميس 19 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 21 نوفمبر 2024 م
ضابط تحريم سب الدَّهر
رقم الفتوى : 270
الثلاثاء 14 رجب 1443 هـ الموافق 15 فبراير 2022 م
عدد الزيارات : 38207

ضابط تحريم سب الدَّهر

السؤال: نسمع بعضَ الفضلاء والشعراء يذمّون الزَّمانَ ويصفونه بأنَّه زمانُ سوءٍ وغدرٍ وخيانةٍ ونحو ذلك، فهل هذا مِن سبِّ الدَّهر المنهيِّ عنه؟

الجواب:

الحمدُ لله، والصَّلاة والسلامُ على رسول الله، وبعد:

فقد ثبت في السنة النبوية النهي عن سبِّ وذمِّ الدهر، ويدخل في هذا النهي: السبُّ والذمُّ على أنه الفاعلُ والمتسبِّبُ بالحوادث والمصائب كما هو اعتقادُ بعض أهلِ الجاهلية، أو على وجهِ التسخُّطِ والتضجُّرِ مِن قضاء الله وقدَرِه، أو بقصد عيب وشتم "عين الزمان".

وأمّا الذمُّ الذي يُقصَد به مجردُ الإخبار عما وقع فيه مِن أحداثٍ مؤلمة، أو قُصد به أهلُ الزمان، أو بيانُ تغيّرِ أحوال الدنيا وتقلُّبِها: فلا حرجَ فيه، وإن كان الأولى صيانة اللسان عن السب والذمّ.

وبيانُ ذلك:

أولًا:

الدَّهرُ: هو الزَّمان وأجزاؤه مِن السّنينَ والأيامِ والسّاعاتِ.

وكان أهلُ الجاهلية ينسُبون للدَّهر كلَّ شيء تجري به أقدارُ الله عز وجل عليهم، مِن موتٍ، أو سُقْمٍ، أو ثُكْلٍ، وكان منهم فرقةٌ تعتقد أنَّ الذي أصابهم من فِعل الدهر حقيقةً، كما أخبرنا الله عنهم بقوله: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} [الجاثية: 24]

والمقرُّون منهم بربوبية الخالق سبحانه وتعالى ينسبون هذه النوائب والمكاره للدهر والزمان تنزهًا من نسبتها لله، كما ذكر الخطابي في غريب الحديث.

وكلا الفريقين كانوا يسبون الدهر ويذمونه، فيقول القائل منهم: يا خيبة الدهر، ويا بؤس الدهر، أصابني الدَّهرُ في مالي بكذا، ونالتْني قوارعُ الدَّهر وبوائقُه ومصائبُه، ولعن اللهُ هذا الدَّهرَ، وتبًا للدّهرِ، وبؤسًا له.

قال شاعرُهم:

لحَا اللّهُ هَذا الدَّهرَ إنّي رَأيْتُهُ ** بصِيرًا بما سَاءَ ابنَ آدَمَ مُولَعًا

وقال آخر:

‌يَا ‌دهرُ قد أكثرْتَ فَجْعَتَنا **بسَراتنا ووَقَرْتَ فِي العَظْمِ

وسلبْتَنا مَا لستَ تُعقِبُنا ** يَا ‌دهرُ مَا أنصفتَ فِي الحُكمِ

فيُسنِدون تلك الأفعالَ إلى الدَّهر ويَسُبُّونه، وإنّما فاعلُها هو اللهُ عز وجل، فكأنّهم إنّما سبُّوا اللهَ عز وجل؛ لأنّه فاعلُ ذلك في الحقيقة.

ولهذا نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن سبِّ الدَّهر؛ لأنّ اللهَ هو الدَّهرُ الذي يعنُونه ويُسْنِدون إليه تلك الأفعالَ.

روى البخاري ومسلم مِن حديث سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: (يؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ: بِيَدِي الأَمْرُ أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ).

وفي رواية أبي سلمة عن أبي هريرة: (يَسُبُّ بَنُو آدَمَ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِي اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ).

وفي رواية الأَعرج عنه: (لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ).

وفي رواية ابن سيرين عنه عند مسلم: (لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ).

ومعنى هذه الرواياتِ والمقصودُ منها واحدٌ، وهو النَّهيُ عن سبِّ الدَّهرِ اعتقادًا أنه الفاعلُ لما نزل بكم، فمَن سبَّ الدَّهرَ وذمَّه لظنِّه أنه المسبِّبُ والمدبِّرُ لِما نزل به مِن مكروهٍ، فإنه في واقع الأمر يسبُّ اللهَ سبحانه وتعالى.

قال الإمامُ الشافعي-كما نقله عنه البيهقي في المناقب-: "إنما تأويلُه والله أعلم: أنَّ العربَ كان مِن شأنِها أنْ ‌تذمَّ ‌الدَّهرَ ‌وتسبَّه ‌عند ‌المصائب التي تنزل بهم: مِن موتٍ أو هَدْمٍ أو تلَفِ مالٍ أو غير ذلك، وتسبّ الليلَ والنهار –وهما الجَدِيدان، والفَتَيَان –ويقولون: أصابتْهم قَوَارِعُ الدَّهرِ، وأبادهم الدَّهرُ، وأتى عليهم؛ فيجعلون الليلَ والنهار اللذين يفعلان ذلك؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تسبُّوا الدَّهر) على أنه الذي يفعلُ بكم هذه الأشياء؛ فإنكم إذا سببتم فاعلَ هذه الأشياء فإنما تسبّون اللهَ عز وجل، فإنّ اللهَ تعالى فاعلُ هذه الأشياء".

وقال أبو عبيدٍ في غريب الحديث: " (لا تسبّوا الدَّهْرَ) على تأويلِ: لا تسبُّوا الَّذي يفعل بكم هذه الأشياءَ ويصيبُكم بهذه المصائب، فإِنَّكم إذا سببْتم فاعلَها فإنَّما يقع السبُّ على اللَّه تعالى؛ لأنَّه عز وجل هو الفاعلُ لها لا الدَّهرُ، فهذا وجهُ الحديثِ إن شاء الله، لا أعرف له وجهًا غيرَه".

فالدهر ليس من أسماء الله الحسنى؛ فالله هو خالق الزمان ومصرِّفُه ومقلبه، وإنما معنى قوله: (أنا الدهر) أي أنا الذي أفعل ما ينسبونه إلى الدهر ويوقعون السب عليه.

ثانيًا:

السبُّ والذَّمُّ الممنوعُ للدّهر له ثلاثُ صورٍ:

1-سبُّ وذمُّ الدَّهرِ على أنه الفاعلُ والمتسبِّبُ بالحوادث والمصائب، كما هو اعتقادُ بعض أهلِ الجاهلية، وهذا كفرٌ بالله العظيم؛ لما فيه مِن نِسْبةِ الخَلْقِ والتدبير لغير الله.

قال الخَطّابي: "إنّ العربَ إنما كانوا يسبون الدَّهرَ على أنه هو المُلِمُّ بهم في المصائب والمكاره، ويضيفون الفعلَ فيما ينالهم منها إليه، ثم يَسبون فاعلَها فيكون مَرجِعُ السبِّ في ذلك إلى الله سبحانه؛ إذ هو الفاعلُ لها".

2-سبُّ وذمُّ الدَّهر دون اعتقادِ أنه الفاعلُ الحقيقي، لكن على وجهِ التسخُّطِ والتضجُّرِ مِن قضاء الله وقدَرِه، وهذا محرّمٌ.

ومنه قولُ بعضِهم:

يا دهرُ ويحَك ما أبقيتَ لي أحدًا **وأنت والدُ سوءٍ تأكلُ الوَلَدا

وقولُ آخر:

قُبْحًا لوجهك يا زمانُ كأنه ** وجهٌ له مِن كلِّ قبحٍ بُرقُعُ

قال الجويني في نهاية المطلب: "كلُّ قولٍ يتضمَّن إظهارَ جزعٍ يُناقضُ الانقياد والاستسلام لقضاء الله، فهو محرم".

وقال القرافي في الفروق: "اعلم أن السَّخَط بالقضاء حرامٌ إجماعًا".

وهو نوعٌ مِن السَّفَهِ والحُمقِ؛ لأنّ الدَّهرَ مجرَّدُ زمنٍ لا فعلَ له، ولا معنى لسبِّه وذمِّه، فالدَّهرُ خَلقٌ مسخَّرٌ مِن خلق الله، منقادٌ لأمره مذلَّلٌ لتسخيره، فسابُّه أولى بالذمِّ والسبِّ منه.

قال ابنُ الجوزي في صيد الخاطر: "وهؤلاء إن أرادوا بالدَّهر مرورَ الزمان، فذاك لا اختيار له، ولا مراد، ولا يَعرِف رُشْدًا مِن ضلال، ولا ينبغي أنْ يلام، فإنه زمانٌ مُدَبَّرٌ لا مُدَبِّرٌ، فيُتصرَّفُ فيه ولا يَتصرَّف".

3-وأما السبُّ دون اعتقادِ أنه الفاعلُ الحقيقي للأحداث، ولا تسخطٍ على قضاء الله وقدَرِه، فهذا مذمومٌ، لما فيه مِن مشابهةِ طريقة أهل الجاهلية.

قال أبو العباس القرطبي في المفهم: "وأمّا مَن جرت هذه الألفاظ على لسانه ولا يعتقد صحةَ تلك: فليس بكافرٍ، ولكنه قد تشبَّه بأهلٍ الكفر وبالجاهلية في الإطلاق، وقد ارتكب ما نهاه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عنه، فَليتُب، وليستغفر الله تعالى. والدَّهرُ والزمانُ والأبد: كلُّها بمعنى واحدٍ، وهو راجعٌ إلى حركات الفلَكِ، وهي الليل والنهار".

ثالثًا:

ما ورد على لسان بعضِ العلماء والفقهاء وفضلاء الشعراء مِن كلماتٍ يُفهم منها ذمُّ الدَّهر، كقول بعضهم: "هذا مِن نكد الزمان"، أو "الدَّهر الخؤون"، و"غدر الزمان"، أو "زمن سوء"،فإنهم لا يقصدون بها سبَّ وذمَّ "عينِ الزمان" الذي هو حركةُ الفلك والليل والنهار.

بل القصد منها: الإخبارُ عمَّا وقع لهم مِن أحداثٍ مؤلمةٍ أو مكروهة في هذا الزمان، أو ذمُّ أهل الزمان وبيان سوء أحوالهم وصنائعهم، وما جرى فيه مِن تسلُّطِ أهلِ الجهل والشر والفساد، أو بيانُ تقلُّبِ أحوال الدنيا وتغيُّرِها، وما فيها مِن أكدارٍ وأحداث مفاجئة.

وقد ورد في النصوص الشرعية وصفُ الزمن بأنه: {عَصِيب}، و{عَسِير}،و { نَحْسٍ} ، ووصف السنين بأنها {شِدَادٌ}، وكلُّ هذا باعتبارِ ما يقع فيها مِن أحداث.

وقال تعالى: (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ)، والقصدُ الناس الذين يمكرون فيهما، كما قال الاخفش: "والليلُ والنهارُ لا يمكران بأحدٍ، ولكن يُمْكَرُ فيهما".

وقال الفراء في "معاني القرآن": "العرب تَقُولُ: نهارُكَ صائم، وليلُك نائم، ثُمَّ تضيف الفعلَ إلى الليل والنهار، وهو فِي المعنى للآدميين، كما تَقُولُ: نام لَيْلُكَ وعَزَم الأمرُ، إنما عَزَمه القومُ، فهذا مما يُعرف معناه فتتسع بِهِ العربُ".

وفي صحيح البخاري عن الزُّبير بن عَديٍّ، قال: أتينا أنسَ بنَ مالك، فشكونا إليه ما نلقى مِن الحجاج، فقال: (اصْبِرُوا، فَإِنَّهُ لاَ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ إِلَّا الَّذِي بَعْدَهُ شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ)، سمعتُه مِن نبيِّكم صلى الله عليه وسلم.

وفي سنن ابن ماجه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ، يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ...)، وفي سنده ضعفٌ، وحسنه بعضُ أهل العلم أيضًا، والسنواتُ لا تَخدعُ، وإنما المراد أهلُ السنوات.

قال ابن عبد البر في الاستذكار: "إلا أنّ أهلَ الإيمانِ إذا ذمُّوا الدَّهرَ والزمان لم يقصدوا بذلك إلا أهلَ الدَّهرِ على قبيحِ ما يُرى منهم".

وقال: "والأشعارُ في هذا أكثرُ مِن أن يُحيط بها كتاب ٌلو أُفرد لها، وأكثرُ ما يَعني المسلمُ إذا ذمَّ دهرَه ودنياه وزمانَه: خَتْلُ الزمانِ -أي: خِداعُه- وأهلِه وسلطانِه، والأصلُ في هذا المعنى في الإسلام وأهلِه قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدُّنيا ملعونةٌ ملعونٌ ما فيها ...)". [رواه الترمذي وابن ماجه، وفي سنده ضعف، وحسنه بعض أهل العلم].

وقال: "ألا ترى أنَّ المسلمين الخيارَ الفضلاء قد استعملوا ذلك في أشعارهم على دِينهم وإيمانِهم جريًا في ذلك على عادتهم وعلمًا بالمراد، وأنّ ذلك مفهومٌ معلوم لا يُشكِل على ذي لُبّ".

وقال الشَّاعر محمود سامي الباروديُّ رحمه الله في مقدِّمة ديوانِه:

"وقد يَقفُ النَّاظرُ في ديواني هذا على أبياتٍ قُلْتُها في شكوى الزَّمان، فيظنُّ بي سُوءًا، مِنْ غير رَوِيَّةٍ يُجليها، ولا عِذْرَةٍ يَسْتَبِينُها، فإنِّي إِنْ ذَكَرْتُ الدَّهْرَ؛ فإنَّما أقصدُ به العالَم الأرضِيَّ؛ لكونِهِ فيه؛ مِن قَبِيلِ ذِكْرِ الشَّيءِ باسمِ غَيرِهِ لِمُجاورتِهِ إيَّاهُ؛ كقوله تعالَى: (واسْأَلِ القَرْيَةَ)؛ أي: أهلَ القريةِ، وكما قالَ أبو كبيرٍ عامِرُ بنُ حُلَيْسٍ الهُذَلِيُّ:

عَجِبْتُ لِسَعْيِ الدَّهْرِ بَيْنِي وبَيْنَهَا ... فَلَمَّا انقَضَى ما بَيْنَنَا سَكَنَ الدَّهْرُ

فإنَّه أرادَ بِسَعْيِ الدَّهْرِ: سَعْيَ أَهْلِ الدَّهْرِ بالنَّمائمِ، والوِشاياتِ، فلمَّا انقضَى ما كان بينهما مِن الوَصْلِ؛ سَكَنوا، وتركوا السِّعايةَ. ولهذا أمثلةٌ كثيرةٌ".

ونظيرُ ذلك: وصفُ بعض البلدان والأماكن بالسوء بسببِ فسادِ أهلِها وسوءِ أخلاقهم، وفي حديثِ قاتل المئة نفس: (ولا تَرْجِعْ إلى أَرْضِكَ، فإِنَّها أَرْضُ سَوْءٍ).

وقال ابنُ عبد البر في "الاستذكار": "وربما كان ذمُّهم للدّهر على معنى الاعتبار بما تأتي به المقاديرُ في الليل والنهار".

وقال الشيخ محمد رشيد رضا في مجلة المنار: "وقد فشا بين الأدباء والشعراء ذمُّ الدَّهر والزمان ونسبةُ الحوادث السيئة إليهما...، ولا يقصد هؤلاء ولا أولئك بالزمن أو الدَّهر حركةَ الفلك أو الليل والنهار ...، وإنما يقصدون أنّ تعاستَهم أو شقاءَهم وكلَّ ما يَشْكون منه لم يكن مِن تقصيرهم، وإنّما علّتُه عدمُ مواتاة الشؤون الكونية المتعلقة بغيرهم مِن الخَلْقِ، ولما كانت هذه الشؤون التي يتوقف عليها النجاحُ مع سعي الإنسان غيرَ معيّنةٍ صاروا ينسبوها إلى أعمِّ شيءٍ يمكن أن تسند إليه وهو الزمن أو الدَّهر".

وكلُّ هذا يدلُّ على أنّ ذمَّ الدَّهر باعتبار ما وقع فيه، أو بقصد أهلِه، أو بقصد بيانِ تقلّب أحوال الدنيا: لا يدخل في النهي عن سبّ الدَّهر.

ومِن شِعر الإمام الشافعي -كما رواه البيهقي في المناقب-:

تَدَرّعتُ ثوباً للقنوع حَصِينةً **  أصُون بها عرضي وأجعلها ذُخْرا

ولم أحْذر الدَّهر الخَؤون فإنما ** قُصَارَاهُ أن يرمي بي الموتَ والفقرا

فوصفَ الدَّهرَ بالخؤون باعتبار مباغتةِ ما يقع في الدنيا مِن حوادثَ ومفاجئاتٍ.

وختامًا:

ينبغي للمسلم أنْ يحفظ لسانَه مِن ذمِّ الدَّهر مطلقًا، بُعدًا عن مشابهة أهلِ الجاهلية في سبّهم للدهر ونسبة الحوادث له، وأن لا يعوّد لسانَه السبَّ والشَّتمَ، وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً: (مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ) متفق عليه.

والله أعلم