السبت 21 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 23 نوفمبر 2024 م
هل نرد العدوان والخطف بالمثل ردعاً للمجرمين وكفاً لأذاهم ؟
رقم الفتوى : 11
الأحد 11 ربيع الآخر 1433 هـ الموافق 4 مارس 2012 م
عدد الزيارات : 64555

السؤال: تعلمون ما يتعرض له أهلنا في سوريا من هجمة شرسة من النظام المجرم وجيشه ومخابراته أو شبيحته ومرتزقته وأنصاره!

وقد لجأ أنصار النظام ومرتزقته وشبيحته مؤخراً إلى أسلوب الخطف، لإرهاب الناس وإرعابهم وتوهين عزائمهم خصوصاً بخطف حرائرهم ونسائهم.

فهل يجوز لنا - والحال كما ذكرنا - أن نردّ اعتداءَهم بالمثل، بقصد ردعهم عن فعلهم وكف شرهم، وإطلاق سراح المخطوفين الذين لا ذنب لهم؟

______________________________________________


الجواب:
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه ، وبعد:

لم يعد يخفى على أحد أن النظام السوري المجرم قد أعلنها حربًا شرسةً على شعبنا المسالم بكل ما تعنيه كلمة حرب من معنى , وقد رأى العالم بأسره مبلغ إجرامه وتنكيله ووحشيته ، فلم يرحم طفلا صغيرًا ، ولا شيخًا كبيرًا ، بل زاد في إرهابه وإجرامه إلى الاعتداء على الأعراض والحرمات خطفًا واغتصابًا ، ترويعًا وتعذيبًا .. دون وازعٍ ديني ، أو رادع أخلاقي ، أو حسٍّ وطني ، أو ضمير إنساني!

وردُّ العدوان ودفع الظلم عن بني الإنسان مما جبل الله عليه البشر ، وهي فطرة الله سبحانه التي فطر الخلق عليها ، وقد قرَّره تعالى في كتابه بقوله: ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) [البقرة: 194] ، وقوله: ( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ) [النحل: 126]، وهو أصلٌ أقرَّته الشرائع السماوية ، والأعراف البشرية ، والقوانين الدوليَّة.

وبعد أن تأكد لنا - بأخبار الثقات - حصول المقصود والفائدة من ارتداع المعتدين بعد معاملتهم بالمثل في بعض الصور، وإطلاقهم المخطوفين وكفّ أذاهم وظلمهم عن المستضعفين، فإننا : لا نرى ما يمنع من مثل هذا العمل إذا كان فيه دفعٌ للعدوان ، وكفٌّ للأذى والإجرام.

وفي صحيح مسلم (1614) عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: " كَانَتْ ثَقِيفُ حُلَفَاءَ لِبَنِى عُقَيْلٍ ، فَأَسَرَتْ ثَقِيفُ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وَأَسَرَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ بَنِي عُقَيْلٍ ... فَأَتَى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْوَثَاقِ.

قَالَ : يَا مُحَمَّدُ .. بِمَ أَخَذْتَنِي؟

فَقَالَ:أَخَذْتُكَ بِجَرِيرَةِ حُلَفَائِكَ ثَقِيفَ. ثُمَّ فُدِيَ بِالرَّجُلَيْنِ."

إلا أننا نؤكد ونشدِّد هنا على أمرين:

أولاً: أن تُشكَّل لجنة مختصَّة من قادة عسكريين وأهل علم شرعيين، تتولَّى الإشراف واتخاذ القرار في مثل هذه الحالات، ولا يجوز للأفراد وآحاد الناس القيام بها لما قد يترتب على قيامهم بها من مفاسد وفتن ، قد تؤدي لنتائج عكسيَّة ، تفسد ولا تصلح.

ثانيًا: أن يُعامل المخطوفُ معاملة الأسير، فيُحسَن إليه في الطعام والشراب والمسكن والملبس, كما قال تعالى:(وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) [الإنسان: 8 ]

 

والله نسأل أن يرحم أهلنا المستضعفين في بلاد الشام المكلومة وينتصر لهم ، وأن يُعجِّل بهلاك المجرمين المعتدين ، وأن يكشف عنا هذه الغُمة والكرب العظيم بمنِّه وكرمه ، اللهم ارحم قتلانا ، وداو جرحانا ، وفُكَّ أسرانا.

 

أبوعبدالرحمن | السعودية
الاثنين 12 ربيع الآخر 1433 هـ الموافق 5 مارس 2012 م
أحسنتم فتوى معتدلة ومما ينبغي أن يقرر ويعلم وإعلانه محل اجتهاد أن الأسير من هؤلاء النصيرية خاصة يجوز فيه واحد من خمسة تصرفات ذكرها
الفقهاء وهي: القتل، والفداء، والمن بالمجان، والاسترقاق، وضرب الجزية.
والأسيرة منهم الأربعة الأخيرة.
والاسترقاق في الجميع بعد قسم اللجنة المذكورة وتثبت بعد ذلك فيها أو فيه أحكام الأمة أو العبد.
وينظر في التصرف المناسب من جهة مصلحته وجوبا على الصحيح، ومما يرعى فيه شفاء قلوب المؤمنين.
والله المستعان وهو المسؤول أن ينصر المستضعفين المظلومين في أرض الشام وأن ينتصر للمصابين.
ever | syria
الثلاثاء 6 جمادى الآخر 1434 هـ الموافق 16 أبريل 2013 م
السلام عليكم
قادة أحد كتائب الثورة يقوم بخطف الاغنياء وسرقة البيوت في المزارع في رنكوس بحجة أنه لا يوجد تمويل ليطعم ويلبس عناصر الكتيبة ويؤمن لهم
الذخيرة
علما أنه لم يقم بأي عمليه منذ أكثر من سنة
وهو معترف بأنه يخطف بلسانه والحجة قلتها لكم
ما الحل وكيف ننصحه
هيئة الشام الإسلامية_المكتب العلمي | سوريا
الجمعة 9 جمادى الآخر 1434 هـ الموافق 19 أبريل 2013 م
الحمد لله
النصح يكون عبر أشخاص من ذوي المكانة، أو العلم، أو الجاه في المنطقة، وذلك ببيان الحكم الشرعي لهذا العمل، والتحذير من عواقبه على الثورة
والعمل الجهادي، والتوجيه إلى كيفية إيجاد المصدر الشرعي عن طريق الاغتنام من جيش النظام.

وإن لم يستطيعوا تأمين حاجياتهم عن طريق الغنائم فعليهم البحث عن الاندماج أو الالتحاق بكتائب أكبر .

 فإن أصروا على هذا الفعل فينتقل إلى أتباعهم، ومحاولة تفريقهم عنهم.

ثم يمكن تكوين لجنة من  الكتائب الأخرى والسكان وأهل العلم والجاه في المنطقة للنظر في الحلول المناسبة لاتخاذها معهم.

علما انه صدرت لنا فتوى خاصة بعنوان (حكم أخذ الزكاة عنوة والاختطاف لتمويل الكتائب) http://islamicsham.org/fatawa/386

والله أعلم.