مجموعة أصدقاء سوريا تخرج باتفاقات سرية، وتدعو إلى التسليح مؤكدة أن ذلك لا يهدف إلى تدخل عسكري وأنه لا يحول دون الحلول السياسية، في حين يشهد حي القابون مجازر يومية دموية، والثوار يعلنون معركة القادسية ويسيطرون على عدد من المناطق.
العديد من القتلى:
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إنها وثقت يوم السبت مقتل 104 أشخاص في محافظات سورية مختلفة، معظمهم في دمشق وريفها وحلب، بينهم 11 طفلا و7 سيدات. (1)
قصف على القابون:
لليوم الخامس على التوالي واصلت قوات الأسد قصفها لأحياء من العاصمة دمشق، وقال المرصد السوري إن حي القابون تعرض لقصف عنيف أدى إلى أضرار مادية واشتعال حرائق، ووفقا للمرصد فقد قتل ثلاثة أطفال من عائلة واحدة ليلا في الحي نتيجة القصف الذي استخدمت فيه قذائف الهاون. (1)
عدد من مدن حمص تحت القصف:
وفي السياق أفادت الهيئة العامة للثورة السورية بأن قصفا عنيفا ومتواصلا استهدف مدينة تلكلخ بحمص القريبة من الحدود اللبنانية الشمالية، وذلك بالتزامن مع محاولة لاقتحام المدينة من قبل قوات النظام من الجهة الشمالية.
وقال المرصد السوري إن القصف شمل أيضا مدينة الرستن في ريف حمص الشمالي، والأحياء المحاصرة من قوات النظام في مدينة حمص. (1)
مجازر في القابون:
تحول حي القابون في دمشق، وخلال 5 أيام فقط من قصف قوات النظام السوري، إلى بقايا من البشر والحجر وسط الكثير من القتلى الذين لا يزالون تحت الأنقاض، والذين تنهش الكلاب جثثهم. وقال شاهد عيان إنهم شاهدوا قبل يوم الكلاب تلتهم أما وطفلتها من القتلى، ونجحوا، في ما يشبه المعجزة، في إنقاذ طفلها الثاني من براثن الكلاب.
وذكر شاهد أن الحي يكاد يكون فارغاً إلا من الجثث، لانتشار القناصة على أسطح بعض المنازل، وإقدامهم على قتل كل من يتحرك.(3)
معركة القادسية ومعارك في حلب:
أعلن الجيش السوري الحر أنه سيطر على أجزاء كبيرة من حي الراشدين ويحاصر مقر البحوث العلمية وحي جمعية الزهراء، ومقر الأكاديمية العسكرية في حلب.
كما أعلن الجيش السوري الحر في حلب بدءَ معركة القادسية للسيطرة على الأحياء الغربية الخاضعة للنظام، وقال إن مقاتليه في البلدة القديمة تمكنوا من تحقيق تقدم عبر إحكام سيطرتهم على حي العقبة وأجزاء كبيرة من حي العواميد.(1)
ويهدف مسلحو المعارضة من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز حصارهم لقلعة حلب التاريخية ذات الموقع الاستراتيجي المشرف على أجزاء واسعة من المدينة، والذي تتمركز فيه قوات كبيرة تابعة للنظام السوري. ويشارك في هذه المعركة عدد كبير من الكتائب الموجودة في حلب، ومنها «اء ر ام» و«كتيبة اروق» و«لواء التوحيد». كما تعرض محيط مطار منغ العسكري لقصف بالطيران الحربي. (2)
واستهدف الجيش السوري الحر قوات النظام المتمركزة في ثكنة هنانو وحي العرقوب وسليمان الحلبي، كما دارت اشتباكات في حي الصاخور وسليمان الحلبي وجبل شويحنة والسفيرة ودويرينة.
وبث ناشطون صورا قالوا إنها لاشتباكات في محيط بلدتي نبل والزهراء بحلب، وقالوا إن الجيش الحر استهدف بصواريخ غراد غرفة عمليات وتجمعات للشبيحة وقوات النظام فيهما. (1)
استهداف لقوات حزب الله وقصف مواقع:
استهدف الجيش الحر قوات حزب الله ولواء العباس في بلدتي البحدلية والسيدة زينب، كما قصف مواقع في حرستا وعربين والذيابية والقلمون، وفق ناشطين. مع تواصل الاشتباكات في داريا وزملكا.(2)
في القابون: لحم الناس على الجدران وفي الطرقات:
الوضع الإنساني، -بحسب أبو اليمان شاهد عيان من القابون-، كارثي في الحي، إذ بعد 5 أيام من القصف والحصار والقتل، بات الحي بلا طعام ولا شراب ولا مياه ولا كهرباء.
مشفى ميداني واحد، وطبيب واحد يقومان بمحاولات شبه يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن، وبحسب عضو التنسيقية "ي"، "الكثير من الجرحى يحتاجون لعمليات معقدة، ربما يكون بتر الأعضاء من أبسطها، عدا عن النقص الشديد بالدم".
ويقول أبو اليمان "لحم الناس على الجدران وفي الطرقات، حسبي الله ونعم الوكيل".
على مدى 5 أيام، لم يستطع مؤذن أن يرفع صوته داعيا للصلاة في القابون، فالمساجد تقصف يوميا وعلى مدى النهار بقذائف الهاون، ولا إمكانية لدفن الموتى، وإنما تحول الأمر إلى تصرفات عشوائية بسبب القنص والقصف، وأصبح كل من يجد مكاناً ولو صغيراً يدفن فيه أحد الضحايا. (3)
أصدقاء سوريا يقرون خطة مساعدات عسكرية:
أقرّ وزراء خارجية دول الـ11، المكون الرئيس لمجموعة «أصدقاء سوريا»، خطة لتقديم مساعدات عسكرية نوعية من شأنها تحقيق التوازن على الأرض، لدفع الرئيس بشار الأسد للاستجابة لجهود السلام التي ترعاها الولايات المتحدة وروسيا.
وانتقد المتحدثون الرئيسيون التدخل العسكري لحزب الله اللبناني في سوريا، وشددوا على أن المساعدات القتالية ليست بديلا عن جهود التسوية السلمية للنزاع هناك.
وضم اجتماع الدوحة وزراء من 11 دولة يشكلون النواة الصلبة لمجموعة أصدقاء سوريا، وهي فرنسا وألمانيا ومصر وإيطاليا والأردن وقطر والسعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا والولايات المتحدة.(2)
قرارات سرية ودعوة إلى تحقيق موازنة قوى:
وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية إن الاجتماع قد اتخذ «قرارات سرية في كيفية التحرك العملي لتغيير الوضع على الأرض في سوريا». وأضاف: «نعتقد أن المجتمع الدولي مقصر ومتأخر في هذا الموضوع ونأمل أن تكون هناك صحوة من المجتمع الدولي خاصة بعد تأكيد استخدام السلاح الكيماوي من ثلاث دول وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا»، مؤكدا على أن المؤتمر يسعى إلى وضع قرارات تساعد على حل الأزمة السورية، قائلا: إن «تدخل حزب الله أدى إلى المزيد من القتل والتصعيد»، مضيفا أن نظام الأسد يرتب لتكرار ما حدث في القصير في مدينة حلب، مشيرا إلى أن مؤتمر الدوحة اتفق على عقد مؤتمر «جنيف 2».
ودعا في الوقت نفسه إلى تسليح المعارضة السورية، من أجل تحقيق «التوازن» على الأرض وإجبار النظام على التفاوض، مؤكدا أن التسليح لا يغلق باب الحل السياسي. (2)
إدانة وتقديم مساعدات بطرق مناسبة:
هذا وأدان بيان صدر في نهاية الاجتماع اليوم تدخل مليشيا حزب الله ومقاتلين من إيران والعراق في سوريا، ودعا لسحبها فورا.
وحسب البيان فإن كل دولة سيكون لها أن "تقدم على طريقتها المواد والمعدات اللازمة للمعارضة السورية، ويقوم كل بلد بتقديم هذه المساعدات بطريقته الخاصة من أجل صدّ الهجوم الوحشي الذي يقوم به النظام" وتقدم كل المساعدات العسكرية عن طريق قيادة أركان الجيش السوري الحر. (1)
التزام دولي بأهمية وقف العنف وأميركا تتكتم عن نوعية مساعداتها:
من جانبه، علق وزير الخارجية الأميركي جون كيري قائلا إن «المجتمع الدولي ملتزم بأهمية وقف العنف في سوريا ودعم المعارضة من أجل التوصل لحل سلمي»، مضيفا أن اجتماع الدوحة كان فرصة لتقييم واتخاذ قرار لتحقيق الفرص للحل وليس لانتصار مجموعة، وإنما العمل من أجل الشعب السوري للتمتع بالحرية والقدرة على الخيارات التي تحدد مستقبله انطلاقا من التوافق الذي حدث في مؤتمر «جنيف1»، مشيرا إلى لقاء قريب يضم مساعد وزير الخارجية الأميركي سوف مع المبعوث العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي الأسبوع المقبل للاتفاق على «جنيف 2». وصرح كيري بأن البيت الأبيض يمضي قدما لتقديم مساعدات «عسكرية» نوعية لإحداث «توازن» على الأرض بين قوات النظام السوري والمعارضة المسلحة، مؤكدا أن الدعم لا يهدف إلى حل عسكري.
وفي مؤتمره الصحافي الذي جمعه مع رئيس الوزراء القطري، رفض الوزير الأميركي الإفصاح عن نوعية المنظومات القتالية التي تنوي بلاده تقديمها للمعارضين في سوريا. (2)
بريطانيا لم تتخذ قرارا رسميا للتسليح:
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ أن بلاده لم تتخذ بعد قرارا رسميا بشأن تسليح المعارضة، لكنه قال إن آمال الغرب في إجراء محادثات للتوصل إلى تسوية سياسية لن تتحقق إلا من خلال تعزيز المعارضة. وتابع هيغ قبل بداية اجتماعات الدوحة : «لن نصل إلى حل سياسي إذا كان الأسد ونظامه يعتقدان أن بإمكانهما القضاء على المعارضة المشروعة بالقوة، لذلك يجب علينا تقديم مساعدات إلى تلك المعارضة». (2)
دعم بمضادات لغاز السارين:
أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في الدوحة، أن بلاده سلمت المعارضة السورية علاجات مضادة لغاز السارين. وقال فابيوس في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع «أصدقاء سوريا» إنه ضمن ما سلمته للمعارضة السورية، أرسلت فرنسا «علاجات يمكنها حماية ألف شخص». وفيما يتعلق باستعانة الأسد بمقاتلين من حزب الله اللبناني وإيران، قال فابيوس إن اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا «يطلب» في بيانه الختامي من «الإيرانيين وحزب الله التوقف عن التدخل في النزاع السوري». وأضاف في ختام الاجتماع أن «حزب الله يلعب دورا سلبيا للغاية وخصوصا في الهجوم على القصير. نحن لا نوافق قطعيا على تدويل النزاع. وبالتالي، فإننا نطلب في النص الذي نشرناه للتو أن يوقف الإيرانيون وحزب الله تدخلاتهم في هذا النزاع». (2)
جنيف هو الحل:
من جانب آخر: اعتبر رئيس لجنة مجلس حقوق الإنسان لتقصي الحقائق في سوريا، باولو بينيرو، أن الحل الوحيد لإنهاء الصراع القائم في البلاد هو مؤتمر "جنيف 2"، ودعا إلى مفاوضات حقيقية بين الطرفين.(3)
إيران تعارض التسليح وستحضر جنيف2:
حذّر وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في مؤتمر صحفي مع نظيره اللبناني عدنان منصور من أن تسليح المعارضة في سوريا سيؤدي إلى تدمير هذا البلد، وقال صالحي إن تسليح من وصفهم بالمأجورين في سوريا يصعّد من الأزمة في سوريا ويؤدي إلى تدميرها، متهما الغربيين بالتعامل بازدواجية مع الملف السوري والتزام الصمت حيال ما وصفها بالجرائم "التي ترتكبها الجماعات الإرهابية وأكثر من ذلك إمدادها بالسلاح، الأمر الذي يرفضه الضمير الدولي"، مشددا على أن "إيران ترفض فرض إرادة خارجية على الشعب السوري الذي هو من يقرر مصيره بنفسه"، معتبرا أن سوريا تتعرّض لعدوان دولي من قبل بعض البلدان الغربية ومجموعة من الدول العربية، وذكر أن إيران ستكون حاضرة في مؤتمر جنيف 2 إذا انعقد، مشيراً إلى أن طهران توافق على أي اجتماع بشأن سوريا يحل الأزمة ويوقف نزيف الدم. (1)
لبنان مع إيران ضد تسليح المعارضة:
قال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور إن إرسال السلاح للمعارضة السورية لا يخدم عملية السلام والحوار، مضيفا أن العالم كله يتطلع إلى مؤتمر جنيف 2 لأنه قد يكون الملاذ الأخير للحل السياسي في سوريا.
وتابع "نحن مع إيران وإلى جانبها مع كل عمل يوقف نزيف الدم في سوريا، وطلبنا من المجتمع الدولي أن يقدم لنا ما يستطيع لتجاوز أزمة اللاجئين السوريين في لبنان". (1)
قلق أردني:
عبّر رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور عن قلق بلاده من سيناريو استمرار الحرب في سوريا، وسيناريو ما بعد النظام السوري في حال سقوطه فجأة، وجدد تأكيد بلاده على عدم تدخلها في الشأن السوري، وعلى عدم السماح لـ "الغير" بالتدخل من أراضي المملكة.(3)
200 خبير أميركي في الأردن وباتريوت دفاعية:
وكشف النسور عن وجود نحو 200 خبير أميركي في المملكة للتعامل مع أخطار الحرب الكيمياوية وتدريب قوات أردنية على هذه الأخطار.
وأكد أن هؤلاء الخبراء هم ضمن نحو 700 جندي وفني أميركي موجودين في الأردن لتشغيل منظومات صواريخ الباتريوت وطائرات أف 16 التي طلبت المملكة بقاءها على أراضيها بعد انتهاء مناورات الأسد المتأهب الخميس الماضي.
وتحدث النسور عن أن عمان تخشى أي قصف بالسلاح الكيمياوي لمخيمات اللاجئين السوريين أو لأي تجمعات أخرى داخل الأردن، متحدثا عن حق بلاده في الاستعداد لكل السيناريوهات.
وتابع "نحن نرفض أي تدخل أجنبي ولن نسمح لأي تدخل انطلاقا من أراضينا في سوريا، وهذا موقف كررناه منذ اليوم الأول".
واعتبر أن الغاية من وجود بطاريات الباتريوت وطائرات أف 16 "دفاعية فقط"، وقال "الباتريوت سلاح دفاعي وليس هجوميا ومن حقنا أن نعزز دفاعاتنا لأراضينا وأجوائنا".(1)
كتب عبد الله بن بجاد العتيبي مقال وسمه بعنوان:
"سوريا: مرحلة جديدة واستحقاقات مستقبلية":
بعد طول تلكؤ أعلن البيت الأبيض تغيرا مهما تجاه الأزمة السورية، فهو أعلن عن تقديم «مساعدات عسكرية» وعن «تسليح المعارضة» وأعلن عن قناعته بأن «النظام السوري قد استخدم الأسلحة الكيماوية» وأن أميركا «ستدافع عن مصالحها في المنطقة» و«ستتفاهم مع حلفائها في دول الثماني».
كل واحدة من هذه العبارات المنتقاة بدقة تمثل معنى أو معاني جديرة بالملاحظة، وقد انتقل النقاش في أروقة الإدارة الأميركية من التسليح إلى فرض مناطق حظر جوي بل إلى ضرب المطارات التي يستخدمها نظام الأسد وضرب دفاعاته الجوية كما بدا متحمسا لذلك جون كيري وزير الخارجية، وهو اقتراح وإن رفضه رئيس هيئة الأركان الأميركية مارتن ديمبسي إلا أن دلالته مهمة في تجاوز مرحلة طالت من التردد والحيرة.
أما الدفاع عن المصالح الأميركية في المنطقة والتفاهم مع حلفاء الولايات المتحدة في دول الثماني وفي المنطقة ففيه إشارة جديرة بالملاحظة لتغيير اللهجة الأميركية تجاه الموقف الروسي المتعنت.
وعلى الرغم من التحفظ الذي أبداه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس تجاه تسليح المعارضة السورية والجيش السوري الحر فإن «مصادر دبلوماسية فرنسية قالت إن هناك (قرارا سياسيا) بالتجاوب مع الطلبات التي قدمها رئيس هيئة أركان الجيش الحر اللواء سليم إدريس الأسبوع الماضي للحصول على الأسلحة النوعية التي تحتاجها المعارضة» («الشرق الأوسط»، الجمعة).
وقد بدأ هذا التوجه الأميركي الفرنسي البريطاني تجاه التسليح يقع موقع التنفيذ فقد صرح اللواء إدريس بأن قوات المعارضة السورية قد حصلت بالفعل على «أسلحة نوعية» من شأنها حسب تعبيره أن «تغير الوضع على الأرض».
إذن نحن أمام تغير مهم تجاه الأوضاع في الأزمة السورية، والسؤال هو لماذا تغير الموقف الأميركي؟ وهل أخطأت روسيا في قراءة السياسة الأميركية؟ وهل تمادت شيئا فشيئا قبل أن تعدل أميركا موقفها؟ وما المواقف أو التطورات في المشهد السوري التي دعت أميركا لتغيير مواقفها؟
هذه أسئلة جديرة بالإجابة والتحليل. وتغير الموقف الأميركي له مسببات متعددة منها التمادي الروسي والتغلغل الإيراني الصريح، حزب الله وميليشيات عراقية، ومقاتلين حوثيين، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد بدأت أميركا تحس بشك قوي يساور حلفاءها في المنطقة تجاه سياساتها ونجاعة التحالف الطويل الأمد معها، وبدأت تلك الدول تعلن مواقفها وسياستها وتتحرك وفقا لمصالحها وتجابه التغلغل الإيراني على كافة المستويات، ومن يتابع تصريحات وتحركات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل يمكنه أن يستنتج بسهولة أن السعودية ودول الخليج كانت مصممة دائما ومنذ البداية على مساندة الشعب السوري في كفاحه المرير ضد المحور الروسي الإيراني الذي تفنن في قتله، وبناء على هذه المواقف المبدئية فإن أميركا ليست مستعدة فيما يبدو لخسارة كل أولئك الحلفاء دفعة واحدة.
يفترض بمؤتمر الدوحة لأصدقاء الشعب السوري (الذي يعقد السبت، قبل يوم من نشر هذا المقال) أن يضع النقاط على الحروف في بداية المرحلة الجديدة في الأزمة السورية وأن يستمع لما تحتاجه بلدان مثل تركيا والأردن في مواقفها المتقدمة والمهمة تجاه الأوضاع السورية وتبعاتها الحالية والمستقبلية عليها، وعلى الدول الصديقة للشعب السوري في المنطقة أن تقدم ما تستطيع لطمأنة المخاوف الأميركية المزمنة تجاه شبح حرب طويلة كفيتنام أو نتائج عكسية كما جرى في أفغانستان، أي خلق آليات محكمة لعدم وصول أي أسلحة لأيدي الإرهابيين الذين هم أعداء العالم بأسره.
تنبأ زبغينيو بريجنسكي في رؤيته لمستقبل الهيمنة الأميركية بأن «السيناريو الأكثر خطورة يتمثل في قيام تحالف أكبر بين الصين وروسيا، وربما إيران أيضا، وهو تحالف مضاد للهيمنة الأميركية لا توحده الآيديولوجيا بل التذمر المشترك» ومن سوء حظ السوريين أن يكون تجلي هذا التحالف على أرضهم وضد حياتهم وعلى حساب دمائهم ومستقبلهم بغض النظر عن الهيمنة الأميركية والصراعات الدولية.
إن تغير المواقف الدولية والسياسات الغربية تجاه الأوضاع في الداخل السوري مع الدعم اللامحدود من دول الاعتدال العربي وكذلك التوازن الجديد الذي سيحدث في موازين القوى على الأرض بين الجيش السوري الحر وبين جيش النظام وميليشيات إيران يجب أن يدفع المعارضة السورية لتوحيد صفوفها والوقوف صفا واحدا لتحمل المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها تجاه أي حل سياسي سيجري التفاوض بشأنه لاحقا ليكون تتويجا لمرحلة من الكفاح الطويل لشعب تعرض لأبشع الجرائم في هذا القرن الجديد، وأن تكون مستعدة لتبني نهج معتدل داخليا يضمن عدم تفشي التطرف والتشدد.
أخيرا، كتب هنري كيسنجر في مذكراته تعبيرا صدق فيه يقول: «إذا كان التاريخ يعلمنا شيئا، فهو عدم وجود سلام من دون توازن، ولا عدالة من دون اعتدال». (2)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(5)
ناد نصر عجيني - ادلب - كورين
محمود عمر موحد - ادلب - سرمين
باسل بدر البكري - ادلب - التمانعة
أحمد محمد سيفوا البكري - ادلب - التمانعة
إيمان إبراهيم - حمص - تلكلخ
هنادي الدرزي - حمص - تلكلخ
نواف عبد العزيز العكاري - حمص - تلكلخ
محمد أحمد ميسرة الدندشي - حمص - تلكلخ
أحمد رامز مثقال - حمص - تلكلخ
عمر غنام الكردي - دير الزور - الموحسن
حمزة علي قبلان - حمص - الحولة
عمر قاسم المصري - حمص - القصير
عبد العليم سمحة - حمص - دير بعلبة
فواز أحمد الجاسم الخرفان - دير الزور - الموحسن
بسام حسون - ريف دمشق - حرستا
حسين محمد الجلم - درعا - جاسم
عامر قاطوع - دمشق - القابون
حسام عبد الواحد - دمشق - القابون
حنين محمد النابلسي - درعا - النعيمة
صبيحة حسين العفيس - درعا - اللجاة: قرية براق
إبراهيم ياسمين - ريف دمشق - جديدة عرطوز
محمد عوض شحادة - دير الزور -
محمد جمعة الجاسم - ادلب - البدرية
صطوف حمود المحمود - ادلب - البدرية
مصطفى جاسم الحسين - ادلب -
نور الدين خميس - ريف دمشق - سقبا
خليل صبحي الحبوش - ريف دمشق - دوما
مصطفى جمعة الجاسم - ادلب - جسر الشغور: صراريف
محمد علي غندور - حمص - الوعر
محمد عبد الله مجري - حلب - حيان
محمد علي الجلم - درعا - جاسم
محمد شلهوم - ريف دمشق - تلفيتا
محمد رضوان الشعبي - ريف دمشق - بيت جن
شادي علي السمان - ريف دمشق - بيت جن
زوجة شادي علي السمان - ريف دمشق - بيت جن
بلال ياسين فروان - درعا - انخل
ماهر عماد خديجة - ريف دمشق - مضايا
عيسى الوردي - حلب - منبج
عصام البويضاني - ريف دمشق - دوما
حسن الجرودي - ريف دمشق - دوما
عبد الله ديبان كنيساوي - ادلب – خان شيخون
شادي خربوط - ادلب -
بلال مصطفى عبد الكريم الفروان - درعا - انخل
عدنان سليمان الخطيب - درعا - قرفا
عبد الرزاق مطر - حماه - حي القصور
زيدان الكراد - درعا - حي طريق السد
حمادة حسين حمرة - حلب - المرجة
رشيد عبدو بستاني - حلب - الهللك
ياسر الشاكر - حلب - عفرين: مريمين
المصادر:
1- الجزيرة نت.
2- الشرق الأوسط.
3- العربية نت.
4- وكالة رويترز.
5- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.