اعتلى التوافق الروسي الأميركي على ملف القضية السورية، ليذهب الجمل بما حمل، على تقارب مع الائتلاف السوري من الموقف إن كان الحل يتضمن رحيل الأسد وأركان نظامه، إزاء موقف أميركي بأن الأسد لا يتدخل في صناعة خريطة سوريا، في يوم قتل فيه أكثر من 112 مدنيا بعضهم في مجزرة وحشية وقعت في القصير من قبل قوات النظام وأعوانهم من حزب الله اللبناني.
أعداد القتلى:
قتل نظام الأسد 112 شخصا، فيهم 10 نساء و8 أطفال وشخص تحت التعذيب، وتوزع العدد في المحافظات بحسب هذا الترتيب: 42 في حمص معظمهم في مجزرة القصير، 34 في دمشق وريفها ، 14 في درعا، 9 في إدلب، 6 في حلب ، 5 في حماه، 2 في الرقة، إضافة إلى العديد من الجرحى. (1)
مجزرة القصير:
ارتكبت قوات النظام وعناصر حزب الله اللبناني مجزرة أخرى في القصير فقتلوا نحو 30 من نساء وأطفال القصير أثناء محاولتهم النزوح خارج المدينة، وقد قاموا بعدها باختطاف جثامينهم واختطاف العديد من العوائل الأخرى وهم أحياء، فيما تعد هذه المجزرة استكمالاً لمجازر النظام في المدينة، وذلك حيث قتل بالأمس 20 من الأهالي في بساتين قرية دحيرج أيضاً بريف القصير. (2)
مئات المناطق المقصوفة:
تعرضت 315 نقطة في مختلف المدن والبلدات السورية لقصف عنيف من قبل قوات الأسد، حيث كان القصف بالطيران الحربي قد سجل في 46 نقطة والقصف بالبراميل المتفجرة سجل في 7 نقاط: داعل، درعا، المليحة في ريف دمشق، سحم الجولان، كفرزيتا، مصيف سلمى، الرقة، أما صواريخ أرض - أرض فقد سجلت في 5 نقاط: درعا، تل رفعت بحلب، سبينة في ريف دمشق، دير الزور، والقنابل العنقودية سجلت في بنش بادلب، أما القصف المدفعي فقد سجل في 104 نقاط، تلاه القصف بقذائف الهاون الذي سجل في 98 نقطة، والقصف الصاروخي الذي سجل في 53 نقطة مختلفة من سوريا. (1)
تسوية البيوت بالأرض:
وفي مشاع وادي الجوز بحماه، سجلت كارثة إنسانية افتعلها جيش النظام بحق الأهالي، فقد سوَّى جيش النظام جميع منازل الحي على الأرض بالجرافات بعد حرقها وقصفها، وكإحصائية تقريبية فإن مشاع وادي الجوز يحوي أكثر من 2000 منزل وعلى أكثر من 20 ألف نسمة ممن يقطنون هذا المشاع، فيما تعد هذه الأفعال الممنهجة والمرسومة من قبل النظام ليست بالجديدة للضغط على أهالي الأحياء الثائرة، فهذا ثاني مشاع في حماة يسوَّى على الأرض فقبله سُوِّي مشاع الأربعين على الأرض منذ شهور . (2)
اشتباكات وإسقاط طائرة:
في الاشتباكات التي دارت بين الثوار وقوات الأسد في 134 نقطة قام الثوار في حلب بإسقاط طائرة حربية بالقرب من مدينه تل رفعت كانت تقصف محيط مطار منغ العسكري، وقاموا بقصف فرع المخابرات الجوية، وتصدوا لعدة محاولات لشبيحة نبل والزهراء لاقتحام قرية كيمار، وأيضا قصفوا مساكن الضباط بالقرب من مطار كويرس العسكري بدير حافر، وحققوا إصابات مباشرة أدت إلى نشوب حرائق داخل المساكن.
وفي درعا أجبر المجاهدون قوات النظام على التراجع إلى ساحة الكتيبة، وسيطروا على أسلحة وذخيرة من سرية صيصون بعد اقتحامها، وأعادوا السيطرة على عدة أحياء من بلدة خربة غزالة، كما أجبروا قوات النظام على التراجع إلى شمال المنطقة، وسيطروا على عدة أجزاء من بلدة الكتيبة، واستهدفوا تجمعات لقوات النظام في خربة غزالة. (1)
وأعلن الجيش السوري الحر سيطرته على بلدة خربة غزالة في درعا، وانسحاب القوات النظامية منها، عقب معركة حاسمة بدأت الليلة الماضية، وأكدت المصادر أن الجيش الحر «استعاد سيطرته على خربة غزالة بعد قتال دام أربع ساعات فقط، حيث اشتدت فور وصول التعزيزات والذخيرة»، مشيرة إلى أن السيطرة على كامل أحياء البلدة «تمت فجرا». (3)
تدمير دبابات واستهدافات ناجحة:
وفي دير الزور سيطر الثوار على شاحنة محملة بالأسلحة والذخيرة في منطقة كباجب، وفي حماه استهدفوا رتلا عسكريا تابعا للواء 66 كان متجها لاقتحام قرية دوما، وفي دمشق وريفها استهدفوا حاجز الفحامة بعبوة ناسفه أدت إلى مقتل وجرح عدد كبير من عناصر النظام، وقاموا بتحرير حاجز الفاخوخ في وادي بردى، ودمروا عدة دبابات حاولت اقتحام مدينة داريا من الجهة الغربية، واستهدفوا إدارة التسليح في باب شرقي وعدة مقرات أمنية تابعة للنظام في دمشق بقذائف الهاون وصواريخ محلية الصنع، وفي جوبر استهدفوا ثكنة كمال مشارقة بقذائف الهاون. (1)
مقاتلون عراقيون ولبنانيون وإيرانيون مع الأسد:
قال قائد هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس إن مقاتلين عراقيين وإيرانيين وعناصر من حزب الله اللبناني يقاتلون في سوريا إلى جانب القوات الموالية للنظام، مؤكدا أن الجيش الحر بإمكانه إسقاط النظام في أربعين يوما لو توفرت له الذخيرة. (5)
التقاط إشارات لا سلكية بلغة إيرانية:
وقال مصدر عسكري رفيع إن الثوار تمكنوا خلال المعارك العنيفة التي جرت في منطقة الشيخ سعيد من التقاط إشارات لاسلكية بين جنود الجيش النظامي بلغة إيرانية، مرجحا مشاركة جنود إيرانيين في المعركة.
وتابع ممتاز أبو محمد عضو مجلس إدارة مركز حلب الإعلامي وثيق الصلة بالثوار، قائلا إن مقاتلي الجيش الحر لاحظوا في معركة الشيخ سعيد تغييرا في نمط قتال الجيش النظامي، حيث بدا أكثر شراسة واندفاعا على عكس معاركه خلال العام الماضي، ورجح أن يكون المقاتلون الأجانب الذين وصفهم "بالمقاتلين العقائديين" وراء ذلك.(5)
ترحيب بما يحقق تطلعات الشعب السوري:
أعلن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، أن أي حل سياسي للنزاع المستمر في سوريا منذ 26 شهرا يبدأ برحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، وذلك غداة الإعلان عن اتفاق أميركي روسي على حث الطرفين المتقاتلين في سوريا على التوصل الى حل سياسي.
وقال الائتلاف في بيان إنه "يرحب بكل الجهود الدولية التي تدعو لحل سياسي يحقق تطلعات الشعب السوري وآماله في دولة ديمقراطية، على أن يبدأ برحيل الأسد وأركان نظامه". (4)
اتفاق موسكو وواشنطن ليس خطوة جدية:
من جانبه عبّر أحمد رمضان، عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني والائتلاف المعارض لقوى الثورة، عن موقف المعارضة معتبرا أنّ الإعلان الأميركي الروسي عن مؤتمر دولي حول سوريا، لا يشّكل أي خطوة جدية لإيقاف القتل اليومي في كل المناطق، وهو «هروب إلى الأمام» يمنح النظام فرصة إضافية كي يكسب الوقت ويرتكب المزيد من المجازر، كما لا يزال الطرفان، أي الروسي والأميركي، متمسكين بمواقفهما، وبالتالي الإعلان عن هذا المؤتمر لن ينتج عنه أي خطوات عملية على الأرض. وقال رمضان: «نستغرب أن الجانبين لم يتطرقا إلى المذابح التي يرتكبها النظام في سوريا، ولا سيما ما حصل أخيرا في بانياس، وتحركا باتجاه الحوار مع النظام، في وقت كان الأولى بهم التطرق إلى البند الأوّل من مؤتمر جنيف الذي ينص على وقف القتل قبل أن توجه إليه دعوة ليكون شريكا في سوريا مقبلة». (3)
الجيش جاهز للردع:
قال وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج إن الجيش "جاهز لردع كل أشكال العدوان على البلاد".
وأضاف الفريج خلال جولة تفقدية قام بها لقاعدة جوية للجيش السوري "إننا ماضون في معركتنا ضد الإرهاب وداعميه، وقواتنا المسلحة الباسلة في جاهزية تامة لردع كل أشكال العدوان، ووضع حد لكل من تسول له نفسه التطاول على سيادة الوطن وأمن مواطنيه". (5)
رحيل الأهالي وحريق المحاصيل:
أفاد المركز الإعلامي السوري أن أهالي قرية الرفيد في الجولان، المحاذية للحدود مع إسرائيل نزحوا إلى منطقة السياج الفاصل بين إسرائيل وسوريا، وذلك خوفاً من ارتكاب النظام مجزرة في القرية بعد وصول تعزيزات عسكرية ضخمة.
وشوهد سلاح البراميل المتفجرة، الذي يستخدمه النظام عادة، في كفر زيتا في حماة، حيث ألقت مروحيات براميل متفجرة فوق أحياء سكنية.
كما تستمر معاناة السوريين في باقي المناطق حيث قامت قوات النظام بإحراق المحاصيل الزراعية في وقت استمر نزوح الأهالي من المناطق المستهدفة . (4)
اللقاء الأميركي الروسي:
تمخضت اللقاءات الأميركية - الروسية في الأيام الأخيرة عن اتفاق لعقد «جنيف 2» للتوصل إلى حل «سلمي» للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عامين. وصدر الإعلان عن «جنيف 2»، الذي ستكون توصيات بيان «جنيف 1» الصادرة في 30 يونيو (حزيران) العام الماضي أرضية له، عقب محادثات ماراثونية استغرقت أكثر من 5 ساعات خلال زيارة لوزير الخارجية الاميركي جون كيري إلى موسكو التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين أولا، ومن ثم نظيره سيرغي لافروف. لكن البيت الأبيض أصدر بيانا قال فيه إن مستقبل سوريا لا يمكن أن يساهم الرئيس بشار الأسد في رسمه، الأمر الذي يتناغم وموقف المعارضة السورية التي أكدت رفضها أي تسوية سياسية لا تنص صراحة على تنحي الأسد. (3)
الإبراهيمي بدأ يتفاءل:
أصدر مكتب الإبراهيمي بيانا تعليقا على التوافق الروسي - الأميركي بـ«أنها أول معلومات تدعو إلى التفاؤل منذ وقت طويل جدا»، مؤكدا أن «التصريحات التي صدرت في موسكو تشكل خطوة أولى إلى الأمام، تحمل الأمل بشأن ذلك البلد التعيس (سوريا)، لكنها ليست سوى خطوة أولى ومن المهم أن يحدث تعبئة في المنطقة بأكملها من أجل دعم هذه العملية»، مضيفا أن «كل المعطيات تدعو للاعتقاد بأن التوافق الذي تم سيحصل على دعم الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن الدولي». (3)
رحيل الأسد خيار أميركي:
وأكدت الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة مصرة على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لبدء عملية انتقال سياسية في سوريا.
وقال باتريك فنتريل، مساعد المتحدثة باسم الخارجية، إن السياسة الأميركية لم تتغير وإن الأسد يجب أن يرحل وكلما حصل ذلك بسرعة كان أفضل. وأضاف أنه "يتوجب على النظام والمعارضة أن يجلسوا ويعملوا لتشكيل سلطة انتقالية". (4)
لقاء أميركي بريطاني مرتقب:
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيلتقي رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون الاثنين لبحث الصراع في سوريا، فيما رحبت الأمم المتحدة باتفاق روسيا وأميركا على العمل معاً للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء هذا الصراع، في حين اشترط الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة رحيل الرئيس بشار الأسد للقبول بالتفاوض.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان إنه إضافة للوضع في سوريا، سيبحث أوباما وكاميرون أيضا مكافحة ما يسمى الإرهاب، والبنود الرئيسية في قمة مجموعة الثماني المقبلة المقرر انعقادها الشهر المقبل في إيرلندا الشمالية. (5)
كاميرون واتخاذ إجراءات على كل الجبهات:
قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون: الآن سوف نستمر في اتخاذ إجراءات على كل الجبهات، والعمل مع حلفائنا على دعم المعارضة، والضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي، هذا الصباح تحدثت إلى جون كيري واتفقنا على أن هناك حاجة ملحة لبدء التفاوض السياسي لحل الصراع وسوف أتوجه إلى سوتشي يوم الجمعة للقاء الرئيس بوتين لمناقشة هذه المسألة". (4)
تخوف من سقوط أسلحة كيماوية في أياد غير آمنة:
أعرب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي روبرت مينينديز عن تخوّفه من سقوط الأسلحة الكيماوية في سوريا في أيادٍ غير أمينة مثل الجماعات الإرهابية، معرباً عن تخوّفه من وجود عناصر تابعة لحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني على الأراضي السورية. (4)
الضغط على زر الخطة ب:
شن وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو هجوما غير مسبوق على نظام الرئيس بشار الأسد، متهما إياه بالضغط على زر الخطة «ب» القاضية بتطهير الساحل من الطائفة السنية، وتأمين «ممر آمن للنصيريين (العلويين) بين قلب مدينة حمص ولبنان». (3)
وصرح وزير الخارجية لصحيفة "حرييت التركية": "شرحت الأمر لوزير الخارجية الأميركي بأن مجزرة بانياس مرحلة جديدة في الهجمات التي يشنها النظام"، في إشارة إلى محادثة هاتفية أجراها أخيرا مع نظيره الأميركي.
وأضاف "ما يقلقنا في مجزرة بانياس هو انتقال النظام إلى استراتيجية التطهير العرقي في منطقة محددة عندما يفقد السيطرة على كامل البلاد". (4)
سحب مراقبين من الجولان:
أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي أن المنظمة سحبت مراقبين من موقع في هضبة الجولان المحتلة، بعد احتجاز أربعة من جنودها من قبل مسلحين من المعارضة السورية.
وأكد نيسيركي إخلاء الموقع 86 التابع لقوة بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام المعنية بمراقبة وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل في هضبة الجولان المحتلة (أوندوف).
وقال إن سحب المراقبين تم في ضوء تطور الوضع على المستوى الأمني، وأكد أن الجنود يعملون في "أجواء خطرة للغاية وغير طبيعية". (5)
كتب صالح القلاب تحت عنوان: لقاءات موسكو أعطت الأسد فرصة للمزيد من المجازر الوحشية!
لا جديد إطلاقا، ولقاءات واجتماعات موسكو الأخيرة كانت فاشلة فشلا ذريعا، وهي لم تحرز أي تقدم ولو بمقدار خطوة واحدة. فروسيا على لسان سيرغي لافروف جددت اعتبار المعارضة السورية مجرد مجموعات متطرفة وإرهابية، وكل هذا والموقف الأميركي، كما اتضح، لا يزال على ما هو عليه من الارتباك والميوعة، وتصريحات الرئيس باراك أوباما التي كانت تصل إلى العاصمة الروسية من وراء المحيطات والتي جدد القول فيها إنه لا يمكن أن يتخذ أي إجراءات فعلية من دون إثباتات، وعلى أساس مجرد «الانطباعات»، زادت الروس تمسكا بمواقفهم البائسة التي أوصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن من الانهيار والتردي.
وحتى بالنسبة للاتفاق على عقد مؤتمر دولي نهاية الشهر الحالي لمعالجة الأزمة السورية فإنه جاء من قبيل تجنب رفع الأيدي والاستسلام لليأس، ومن قبيل «الأخذ بخاطر الولايات المتحدة» وعدم إحراجها بإثبات أنها قد وصلت، وهي الدولة التي لا تزال تعتبر نفسها الدولة الأهم والقطب الأوحد في العالم كله، إلى هذا الهوان الذي وصلت إليه في عهد باراك أوباما في مرحلتيه الأولى والثانية.
ما الذي سيستجد من الآن وحتى نهاية الشهر الحالي حتى يعتبر المؤتمر الدولي الذي اتفق الروس والأميركيون على عقده لحل الأزمة السورية المتفاقمة خطوة هائلة وجبارة وتطورا نوعيا يمكن المراهنة عليه ما دام لافروف يواصل الإصرار على أن المعارضين السوريين عبارة عن مجموعات متطرفة وإرهابية، وما دام سيل الأسلحة الروسية يواصل تدفقه إلى نظام بشار الأسد، وأيضا ما دام هذا النظام يواصل ارتكاب أبشع المجازر التي عرفتها البشرية سواء في تاريخها القديم أو في تاريخها الحديث؟!
لم يتغير في الموقف الروسي أي شيء، فالروس يواصلون الإصرار، بالإضافة إلى اعتبار المعارضة السورية مجموعات متطرفة وإرهابية، على أن نظام بشار الأسد هو النظام الشرعي، وهم ما زالوا يتمسكون بأن مقررات مؤتمر جنيف الثاني، الذي اعتبر مرجعية لهذا المؤتمر الذي تقرر في اجتماعات موسكو الأخيرة عقده نهاية الشهر الحالي، لا تمس بالرئيس السوري حتى وإن كانت تتحدث عن مرحلة انتقالية، بل وهم - أي الروس - مستمرون في الإصرار على أن هذا الرئيس من حقه أن يترشح لولاية رئاسية جديدة في انتخابات العام المقبل 2014.
ثم وإن ما يبعث على العجب والتعجب أن الأميركيين يواصلون تحاشي الإشارة، ولو مجرد الإشارة، إلى أن الخلاف الرئيس بينهم وبين الروس هو بالدرجة الأولى على صلاحيات هذه الحكومة الانتقالية التي يجري الحديث عنها، فالروس كانوا قد قالوا، وهم ما زالوا يقولون وحتى في اجتماعات موسكو الأخيرة، إن مسؤولية الأمن والجيش يجب أن تبقى في يد بشار الأسد في هذه المرحلة الانتقالية التي تم الاتفاق عليها، وهذا في حقيقة الأمر يعني أنه لا جديد على الإطلاق، وأنه لم يُحرز في موسكو أي تقدم و«كأنك يا أبو زيد ما غزيت».
وبهذا فإن ما لا يستطيع الأميركيون ولا الروس إنكاره هو أن لقاءات موسكو قد فشلت فشلا ذريعا، وأن الإيحاء بغير ذلك كان من قبيل الدبلوماسية الناعمة وتحاشي إظهار الأميركيين وكأنهم تلقوا صفعة جديدة، وأن لافروف قد حقق انتصارا فعليا على وزير الخارجية الأميركي الذي ظهر أمام «غريمه» الروسي كمجرد تلميذ صغير أمام أستاذه المتعجرف الذي يملي عليه كل ما يريده ولا يملك هذا التلميذ إلا أن يطأطئ رأسه موافقا على كل شيء.
ثم وربما أن ما لم يدركه كيري، الذي جيء به إلى موقع صناعة السياسة الخارجية الأميركية في هذه المرحلة الخطرة على أساس أنه فريد عصره وأن الزمان لم يجد بمثله لا في السابق ولا في اللاحق، هو أنه قد تم اللجوء إلى التلاعب به وبعامل الوقت من أجل إعطاء بشار الأسد المزيد من الوقت لتغيير موازين القوى على الأرض ولارتكاب المزيد من الجرائم المروعة، على غرار مجازر منطقة بانياس الأخيرة، لرسم مستقبل سوريا على أساس الخريطة الطائفية التي يريدها والتي باتت واضحة كل الوضوح إلا لأعمى البصر والبصيرة.
لا يمكن أن يحدث أي شيء من الآن وحتى نهاية الشهر الحالي، حيث من المفترض أن ينعقد المؤتمر الدولي الذي تم الاتفاق عليه كنوع من تحاشي إعلان الفشل، سوى أن بشار الأسد سيواصل قتل الشعب السوري، وسوى أن الروس سيواصلون تزويده بالمزيد من الأسلحة الفتاكة والذخائر المدمرة، وسوى أن الموقف الأميركي سيزداد ميوعة، وسوى أن يبقى باراك أوباما يتخذ هذه المواقف البائسة تجاه أزمة لا يستطيع أي كان إنكار أنها أصبحت أزمة دولية على غرار ما كانت عليه الأمور في زمن صراع المعسكرات والحرب الباردة.
وكل هذا يجعل من المؤكد أن الأميركيين يعرفون، وأن رئيسهم باراك أوباما يعرف، وكذلك وزير خارجيتهم جون كيري، أن كل يوم من أيام مماطلاتهم هذه وأيام ميوعتهم غير المبررة وغير المفهومة، يكلف الشعب السوري المئات من القتلى والجرحى والمشردين والمفقودين والمسجونين ويكلف منطقة الشرق الأوسط، التي تعتبر منطقة مصالح حيوية أميركية، كل ما سيترتب على ما يحرزه الإيرانيون من تغلغل في سوريا وفي العراق وفي العديد من مناطق الخليج العربي وفي اليمن وأيضا في مصر «الإخوانية» التي ما يجعلها تنحاز كل هذا الانحياز إلى إيران أن الولايات المتحدة باتت تتصرف إزاء هذا كله وكأنها دولة مغلوب على أمرها ولا حول لها ولا قوة.
فهل الولايات المتحدة لا تعرف كل هذه الحقائق يا ترى، أم أنها تعرفها وتعرف أكثر وأخطر منها لكنها مع ذلك بقيت تصر كل هذا الإصرار العجيب والغريب على اتخاذ هذه المواقف المائعة وترك دولة بمكانة سوريا وأهميتها الإقليمية والدولية تمزق على هذا النحو وتذهب إلى كل هذه الفوضى بهذه الطريقة، بل وتقع في أيدي الروس والإيرانيين الذين بات من الثابت والمؤكد أنهم يتطلعون إلى ما هو أبعد من هذه المنطقة التي اعترف لافروف وكيري بأنها منطقة مصالح حيوية للروس وللأميركيين على حد سواء وبالمقدار ذاته؟!
وهنا فإن ما على الأميركيين فهمه هو أن الروس والإيرانيين ومعهم الصين وباقي دول ما يسمى مجموعة الـ«بريكس» ودول الاتحاد الأوروبي أيضا عندما يلمسون من باراك أوباما كل هذا التردد، وعندما يسمعونه يقول إنه لا يبني مواقفه على الانطباعات، والمقصود في هذا المجال هو ما يتعلق باستخدام نظام بشار الأسد «المفُرط» للأسلحة الكيماوية والغازات القاتلة، فإنهم يزدادون تسليما بالأمر الواقع، وأنهم وهذا ما حصل، سيتعايشون مع استخدام هذا النظام مع السلاح الكيماوي كما تعايشوا مع استخدامه للطيران والصواريخ الباليستية ضد الشعب السوري والمدن والقرى السورية. (3)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6)
عمر مختار الموسى - حمص - مهين
أحمد إبراهيم الطيباوي - درعا - النعيمة
عبد الله عبد المنعم معيوف - حماه - كفرزيتا
أنس محمد الحمدو - حماه - قرية الحماميات
مياس علي بكرية - درعا - حيط
هاني صالح بداوة - درعا - حيط
عمر شريف محمد - غير ذلك - الصومال
بشرى برغوث - درعا - حي شمال الخط
أحمد منصور - ادلب - خان شيخون
أحمد عبد الرؤوف السيد علي - ادلب - بنش
مهدي حمدي حسوني - ادلب - جسر الشغور
أحمد جمال قسوم - ادلب - كفربطيخ
راتب مشرف المنسي - ريف دمشق - دوما
أحمد صالح الكيلاني - درعا - طفس
صالح فواز العاسمي - درعا - داعل
بدرية الإبراهيم - درعا - داعل
عبد العزيز محمد ذيب القرفان - درعا - عدوان
ملاك هاني صالح بداوة - درعا - حيط
يحيى أحمد سويد - حمص - القصير
محمد شاكر الواو - حمص - القصير
جمال محمد حافظ رعد - حمص - القصير
محمد نديم حاج حمدان - ادلب - بنش
حلا محمد نديم حاج حمدان - ادلب - بنش
شحادة أبو احمد - ريف دمشق - المعضمية
صلاح الحرباوي - دمشق - القابون
محمد عثمان - دمشق - الحجر الأسود
أسامة سمير الشيخ - ريف دمشق - عربين
حسن نصوح السيد حسن - ريف دمشق - عربين
كمال طالب الجزار - ريف دمشق - عربين
عبد العزيز أحمد البعلي - ريف دمشق - دوما
وليد هاشم عبد العزيز - ريف دمشق - دوما
محمود محمد حيدر - ريف دمشق - وادي بردى: دير قانون
محمود محمود - ريف دمشق - وادي بردى: دير قانون
محمد تقلس - ريف دمشق - التل
محي الدين طالب بيان - ريف دمشق - التل: عين منين
يوسف محمد سلامة - درعا - درعا البلد
هاني محمد الجابر الحلقي - درعا - جاسم
فراس محمد دبورة - ريف دمشق - التل: عين منين
حسام منصور - غير ذلك - لبنان: طرابلس
مهند أبو حاتم - ريف دمشق - المعضمية
سارية محمد الشربجي - ريف دمشق - القلمون: قارة
إسماعيل سعيد الخطيب - درعا - عتمان
إبراهيم الشامي - حماه - حي طريق حلب
إيهاب محمد عللوه - درعا - عتمان
عبد الرحمن نصر السوتل - حماه - حي طريق حلب
عبد الله عبود - ادلب -
حسين أبو حاتم - حماه - طيبة الإمام
إبراهيم أبو محمد - ريف دمشق - المعضمية
عبد الرحمن جهاد الرمضان - ادلب - معرة النعمان
يحيى رياض مدرك - ادلب - بنش
نديم محمد حسون - ادلب - بنش
عبد العزيز أحمد هركل - حلب - قسطل حرامي
محمد عدنان منصور - ادلب - خان شيخون
أحمد أبو سعد - حلب - منغ
أحمد نعمة - حلب -
محمد المصري - حمص - القصير
عبد الحكيم مطر - حمص - القصير
المصادر:
1- لجان التنسيق المحلية.
2- الهيئة العامة للثورة السورية.
3- الشرق الأوسط.
4- العربية نت.
5- الجزيرة نت.
6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.