من فيلم إلى فيلم.. مع اتهامات للجيش الحر باستخدام السارين، ورفضه لتملكه أصلا، يفرغ العالم لمتابعة هذا الحدث في طريقٍ إلى تناسي الغارات الإسرائيلية، كما بدأ في تناسي استخدام الأسلحة الكيماوية في أكثر من منطقة من قبل الأسد وقصفه في تاريخ هذا التقرير لأكثر من 283 نقطة وقتله لـ 107 من المدنيين، بينما يهاجم الثوار مقراته وجنوده في 113 نقطة موقعين خسائر فادحة بشرية ومادية في جنود النظام.
قتلى وجثث مذبوحة بالسكاكين:
سجل في قائمة القتلى 107 من أبناء سوريا، معظمهم في حمص وريف دمشق وحلب، حيث عثر على 20 جثة في قرية دحيرج في القصير مذبوحين بالسكاكين، و6 شهداء قضوا بكمين من قبل جيش النظام على طريق الضمير، بينما لقي 5 من أبناء بلدة دروشا بريف دمشق مصرعهم تحت التعذيب في المعتقل، وكذلك 5 شهداء قضوا نحبهم بالقصف العنيف على السفيرة بريف حلب، وبين الشهداء 3 أطفال و4 نساء ومجندان منشقان وممرض. (1)
توزيع أعداد القتلى:
هذا وتوزع عدد القتلى في المحافظات على هذا الترتيب: دمشق وريفها : 31 شهيدا بينهم طفل وشهيدان تحت التعذيب، وحمص : 24، وحلب : 21 بينهم امرأة و طفل، ودرعا : 13 بينهم طفلة وممرض ومجند منشق، وحماة : 13 بينهم مجند منشق، وادلب : 3 بينهم امرأة، والرقة : 1، واللاذقية : 1، إضافة إلى العديد من الجرحى والمصابين.(1)
المناطق المقصوفة:
قصف النظام الأسدي 283 نقطة في مختلف المدن والبلدات السورية، حيث استهدف الطيران الحربي 41 نقطة، واستخدمت البراميل المتفجرة في 6 نقاط: تل حميس في الحسكة وسلمى واللاذقية وكفرنبودة في إدلب وبروما، واستخدمت صواريخ أرض - أرض في نقطين: داعل ودير الزور، وشهدت 7 نقاط قصفا بالقنابل العنقودية، وهي: الكستين وبني عز والبالعة وبفاطمون والبشيرين ومشمان وبنش، وألقيت القنابل الفراغية في نقطتين: الغوطة الشرقية وجوبر، وسجل القصف المدفعي في101 نقطة، والقصف بقذائف الهاون في 86 نقطة والقصف الصاروخي في 39 نقطة مختلفة من سوريا. (2)
اكتشاف مجزرة وقنابل غازية سامة:
اكتشفت مجزرة بشعة في القصير قام بارتكابها عناصر من حزب الله اللبناني في مزرعة "بايزيد" الواقعة في قرية دحيريج، حيث عثر على ما يزيد عن 20 شهيدا معظمهم من الأطفال والنساء ونازحين من القرى المحيطة بالقصير، تم إعدامهم جميعاً بالسكاكين، وحتى لحظات كتابة هذا التقرير لا زالت الجثث ملقاة بجانب المزرعة لم تنتشل بعد، تم بعدها تمشيط للمنازل والبساتين الواقعة في ذات المنطقة.
وفي القصير أيضا لقيت قرية السلومية قصفا بقنابل غازية يُعتقد أنها سامة من قبل قوات النظام، في حين تشهد المنطقة اشتباكات عنيفة مستمرة ومحاولات متواصلة لقوات حزب الله اللبناني لاقتحام القرية، وأيضا، ألقيت على المدينة قنابل تحوي مواد حارقة من قبل الطيران ما نجم عن وقوع العديد من الإصابات بالحروق البالغة، بحسب مقطع فيديو مع تعليق الطبيب قاسم الزين مدير المشفى الميداني في القصير. (1)
مواجهات وخسائر في صف الأسد:
في 113 نقطة اشتباك تمكن الثوار من قصف مبنى فرع الأمن السياسي في حي ميسلون وأوقعوا إصابات مباشرة في صفوف النظام، وفجروا عددا من السيارات المحملة بالذخيرة في منطقة السفيرة، وفي نبل والزهراء قصفوا تجمعات الشبيحة، واستهدفوا البناء الأبيض في مطار دير الزور العسكري وقتلوا عددا من الضباط والعناصر، وفجروا مبنى لقوات النظام في حي جبلة.
وفي العاصمة دمشق استهدف الثوار شبيحة منطقة عش الورور براجمات الصواريخ، وفي القصير بحمص سيطروا على الحدود السورية اللبنانية واستولوا على عدد كبير من السلاح والذخيرة، وفي الدار الكبيرة قام المجاهدون باستهداف حاجز الدوير، أما في عتمان بدرعا فقد قام الثوار باستهداف رتل عسكري وقتل عدد من العناصر وتدمير عدد من الآليات، وفي صيصون قاموا بتدمير رتل عسكري كبير في منطقة وادي اليرموك، وفي خربة غزالة قاموا بقتل عدد من العناصر بينهم ضابط. (2)
قوات المعارضة لم تستخدم السارين:
نفى الجيش الحر استخدام قواته أسلحة السارين مؤكدا عدم امتلاكه هذا النوع من الأسلحة التي ينحصر وجودها في أيدي النظام السوري، ووصف معلومات ديل بونتي عضو لجنة التحقيق الدولية بغير المنطقية، حيث قال النقيب عبد السلام عبد الرزاق، المنشق عن مرتبات «إدارة الحرب الكيماوية» في الجيش العربي السوري: «من لديه معرفة بالأسلحة الكيماوية وكيفية استعمالها يدرك تماما عدم صحة هذه الاتهامات غير المنطقية»، مضيفا أن «الجيش الحر لا يملك الذخيرة الكيماوية وهو إن امتلكها لا يملك الإمكانيات اللازمة لاستخدامها، إذ أنّها توضع في رؤوس الصواريخ وقنابل الطائرات أو من خلال الهاون والمدفعية». وأكد استخدام النظام للأسلحة الكيماوية ولا سيما «السارين» وما يعرف باسم «الخردل» في حلب وحمص ودمشق، مشيرا إلى أنّ هناك حالات في مستشفيات لبنان من الأطفال مصابين بالحروق نتيجة «الخردل». (3)
ومن جانبه: رفض العقيد مالك الكردي نائب القائد العام للجيش السوري الحر هذه الاتهامات، وقال: إن امتلاك الأسلحة الكيمياوية في سوريا محصور بالنظام، وأضاف أن قواته "لا تمتلك الوسائط الصالحة لاستخدام السلاح الكيمياوي، حتى لو وصلنا إلى السلاح الكيمياوي ذاته". (5)
سيطرة على حقول نفط، واستمرار في الحصار:
أعلن المركز الإعلامي السوري أن الجيش الحر سيطر على حقول الشاعر للنفط والغاز على طريق حمص - حماه.
وفي معركة جسر حوران المستمرة منذ نحو 60 يوماً لا يزال مقاتلو الجيش الحر يقطعون الطريق الدولي الرابط بين دمشق وعمان، كما لا زالوا مستمرين في محاصرة اللواء 34 التابع لقوات النظام وفرع الأمن العسكري في منطقة النسمة في درعا. ويقوم مقاتلو الجيش الحر باستهداف مراكز الجيش والأمن بقذائف الهاون وبالرشاشات الثقيلة. (4)
معسكر تدريب:
أنشأت عناصر من الجيش السوري الحر معسكراً لتدريب قوة قتالية، معظمها من المدنيين من الساحل السوري في مدينة اللاذقية، وذلك استعداداً لحرب عصابات طويلة ضد قوات النظام.
فمقاتلو المعارضة السورية يستعدون لخوض حرب استنزاف في قلب المناطق الموالية للنظام، رغم إدراكهم لصعوبة مهمتهم نظراً لافتقارهم إلى الأسلحة القادرة على مواجهة جيش النظام.
فهم مقاتلون لا يملكون غير بندقيتهم وعزيمتهم، يتدربون في معسكر أنشأه الجيش السوري الحر، وسط جبال وغابات مدينة اللاذقية استعداداً لمعارك مرتقبة مع قوات النظام. (4)
سعي في استبدال رئيس الحكومة الانتقالية:
قالت مصادر في المعارضة السورية، إنها ستبحث تغيير رئيس الحكومة المؤقتة الحالي غسان هيتو، وتعيين بديل له تتوافق عليه جميع القوى المعارضة. وأضافت أن الدكتور أحمد طعمة من أبرز المرشحين لخلافة هيتو. ويشغل طعمة منصب أمين سر «المجلس الوطني» في «إعلان دمشق» الذي وقع عام 2005 ضد حكم أسرة الأسد. وتابعت القول إن مناقشة تغيير هيتو ستجري في اجتماعات الهيئة العامة للائتلاف السوري، التي تعقد في إسطنبول يومي 11 و12 الشهر الحالي. (3)
الجيش الحر يطالب بمناصفته للائتلاف:
وجهت القيادة العليا للجيش السوري الحر رسالة إلى الائتلاف الوطني السوري مطالبة بأن يكون نصف أعضائه من الأعضاء المدنيين في المجالس العسكرية والثورية التابعة لهيئة الأركان «العاملة على الأرض».
وحددت القيادة العليا في رسالتها المؤرخة في الأول من مايو (أيار) الحالي وتحمل الرقم «102/ق/2013»، التي وجهتها بشكل سري إلى «رئيس وأعضاء الائتلاف الوطني المحترمين» مهلة «أقصاها أسبوع» كي يرد الائتلاف «خطيا» بالموافقة على ثلاثة مطالب أولها توسيع الائتلاف، وتأخير تسمية وزيري للدفاع والداخلية في الحكومة المؤقتة إلى ما بعد تنفيذ الطلب الأول، والرد خلال أسبوع من تاريخه. (3)
رأس النبع والبيضا منطقتان منكوبتان:
أعلن المكتب الإعلامي في بانياس الساحل أن حي رأس النبع وقرية البيضا منطقتان منكوبتان ولا تصلحان للحياة.
وأضاف أن البيوت حُرقت ودُمرت وسُرقت، والجثث لازالت في البيوت والشوارع والوضع هادئ لا يوجد أحد في الحي.
ووجّه المكتب الإعلامي نداءً تحت صفة (عاجل) إلى "جميع أهالي بانياس ومَنْ تبقى من أهالي رأس النبع ومن قرية البيضا عليكم التوجه إلى حي رأس النبع والقرية من أجل دفن الشهداء بسرعة القصوى؛ لأن الجثث بدأت تتفسخ والروائح تنبعث منها، ما يؤدي لانتشار الأمراض والأوبئة". (4)
شكوك إيرانية في القاهرة وفي مصري:
أثارت تصريحات وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي شكوكاً في تحول مواقف القاهرة من الأزمة في سوريا.
وكان صالحي قال إن الطرح المصري لتشكيل الرباعية قد يكون الحل الأقرب لإنهاء الأزمة السورية المتواصلة ، معتبراً الطرح مشابهاً لرؤية دمشق لإنهاء الأزمة.
فلا تزال المواقف الغامضة للرئيس المصري محمد مرسي من الأزمة السورية تطرح تساؤلات كثيرة، وصلت إلى حد التشكيك في تغير الموقف المصري.
إلا أنها نفت الرئاسة المصرية أي تغير في مواقفها الدبلوماسية تجاه الأزمة السورية. (4)
تحقيق تركي حول استخدام السارين:
بدأت السلطات التركية، في إجراء تحقيق حول استخدام أسلحة كيماوية في سوريا، من خلال إجراء فحوصات للاجئين على أراضيها. وأفاد مصدر صحي لوكالة الصحافة الفرنسية بأنه «وبعد المعلومات التي أشارت إلى احتمال استخدام المعارضة أو النظام للأسلحة الكيماوية، فقد أخذت عينات من جرحى أصيبوا في سوريا ونقلوا إلى تركيا»، ونقلت إلى مختبر في أنقرة بانتظار صدور نتائجها. (3)
تشكيك أميركي:
شكك البيت الأبيض -إلى حد بعيد- في ما تردد عن تورط مقاتلي المعارضة السورية باستخدام أسلحة كيمياوية، في حين تنصلت لجنة تحقيق مستقلة تابعة للأمم المتحدة من تصريحات لعضوة اللجنة كارلا دل بونتي التي أشارت لتورط محتمل للثوار باستخدام غاز السارين، ونفت اللجنة التوصل لأدلة قاطعة على استخدام أسلحة كيمياوية في سوريا. (5)
دعوة إلى حل سياسي:
دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إلى "حلّ سياسي" للنزاع في سوريا، بعد ترجيح الغرب استخدام قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية وشنّ إسرائيل غارتين على سوريا.
وقال فابيوس خلال زيارة لهونغ كونغ إن "الوضع في سوريا مأساة حقيقية" تطاول الدول المجاورة مثل الأردن ولبنان، مضيفاً: "لم تعد المسألة مأساة محلية بل إقليمية".
وقال: "علينا أن نسعى لحل سياسي"، ذاكراً إمكانية تشكيل "حكومة سورية انتقالية"، وحذر من أنه "إذا ما استمر هذا الوضع، فقد يتحول إلى كارثة إنسانية وسياسية".(4)
مشروع قانون مبيح لمد بعض المعارضين بالسلاح:
تقدم رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور الديموقراطي روبرت مننديز بمشروع قانون يسمح بـ"إمداد بعض جماعات مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح بعد أن تجتاز عملية تدقيق".
ويستثني المشروع الذي ستبدأ اللجنة مناقشته الأسبوع المقبل مبيعات صواريخ أرض جو التي تطلق من على الكتف والمعروفة باسم "مانباد". (5)
سياسة إسرائيل تقوم على 3 أسس:
في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية الرسمية «ريشيت بيت»، رحب رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست سابقا، عضو الكنيست تساحي هنغبي بتدمير ما وصفه بأنه «أسلحة متطورة لحزب الله». وقال هنغبي، المعروف بقربه من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إن «سياسة إسرائيل تقوم على ثلاثة أسس، أولها منع وصول أسلحة متطورة إلى حزب الله، وثانيها تجنب زيادة التوتر مع سوريا، وثالثها الاستعداد لإمكانية ألا تفسر دمشق الرسائل الإسرائيلية بشكل صحيح». وأضاف في حديثه مع الإذاعة أن إسرائيل لن تتعايش مع نقل أسلحة متطورة إلى حزب الله. (3)
قذيفتان سوريتان في الجولان:
قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن قذيفتي هاون أطلقتا من الأراضي السورية انفجرتا في الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، دون وقوع ضحايا أو أضرار. وقد نفى الجيش السوري الحر مسؤوليته عن هذا القصف، واتهم قوات النظام بمحاولة خلط الأوراق لدفع إسرائيل إلى قصف المنطقة. (5)
الأردن: إدانة واستنكار:
دان مجلس النواب الأردني في بيان، الغارات الإسرائيلية على سوريا ودعا جامعة الدول العربية إلى التحرك من أجل منع تكرار مثل هذه الاعتداءات التي تعرض المنطقة إلى المزيد من الفوضى وعدم الأمن والاستقرار.
وقال البيان الذي أوردته وكالة الأنباء الأردنية إن "المجلس يعرب عن إدانته واستنكاره للاعتداء السافر على سوريا، والذي يعد انتهاكاً خطيراً لسيادة دولة شقيقة".
وأضاف أن "الاعتداء سيزيد الأوضاع المتأزمة في سوريا سوءا وتعقيدا ويعرض المنطقة برمتها إلى المزيد من الفوضى وعدم الأمن والاستقرار". (4)
قتلى عراقيون قاتلوا مع الأسد:
شيَّع عراقيون في النجف والبصرة ثلاثة جثامين تابعة لـ"عصائب أهل الحق" قتلوا في سوريا في المعارك التي شهدتها منطقة السيدة زينب في ريف دمشق بين الجيش السوري الحر وقوات النظام مدعومةً بمقاتلين من حزب الله اللبناني ومقاتلين من لواء العباس الذي تشارك فيه ميليشيات عدة، بينها عصائبُ أهل الحق. (4)
كتب طارق الحميد تحت عنوان: الأسد وإسرائيل.. على رسلكم!
أن تكون الرؤية «مشوشة» لدى البعض في حرب 2006 حين «غامر» حزب الله لتقوم إسرائيل بضرب لبنان فهذا مفهوم، والأمر نفسه في حربي غزة الأولى والثانية، أما أن تكون الرؤية مشوشة الآن بسبب الغارات الإسرائيلية على الأسد، وإلى حد أن يقال بأن إسرائيل تدعم الجيش الحر والثورة، فهذا عبث يوجب القول لهؤلاء: على رسلكم!
الغارات الإسرائيلية على النظام الأسدي ليست الأولى، بل منذ سنوات، وكان أسد «المقاومة» و«الممانعة» الكاذبة يقول إنه يحتفظ بحق الرد «في الوقت والمكان المناسبين» ولم يطلق لا هو ولا إيران رصاصة واحدة على إسرائيل، كما لم يطلقا رصاصة واحدة دفاعا عن لبنان وغزة حين حاربا عنهما بالوكالة، فكيف يقال الآن إن إسرائيل تتدخل لنصرة الثوار؟! فقد كان الأولى بمن يتباكون على العروبة الآن أن يدينوا ويستنكروا اعتداءات إيران وحزب الله على السوريين، ومنذ عامين، بدلا من هذه البكائيات، فتدخل إيران وحزب الله ليس بالسر؛ فطهران تجاهر، وحسن نصر الله يهدد العرب والسوريين كل يوم! بل أين المتباكون من الإخوان المسلمين الذين زاروا موسكو وعقدوا الصفقات معها رغم الدعم الروسي للأسد، هذا عدا عن إعلان طهران مرارا عن تطابق مواقفها مع «الإخوان» تجاه الأزمة السورية!
والمثير أن بعض المتباكين العرب لم يتنبهوا، مثلا، لمراسل التلفزيون النظامي وهو يوجه سؤالا بمثابة الصفعة حين سأل وزير الإعلام الأسدي في المؤتمر الصحافي بدمشق متى سيرد النظام على إسرائيل؟ قائلا، أي المراسل، إن الشارع محبط! كما سألت مراسلة أخرى عن اتفاقية الدفاع المشترك مع إيران، فهل سيزايد المتباكون على المحسوبين على الأسد نفسه وهم يتساءلون أين «المقاومة» المزعومة؟ بل أين المتباكون العرب من إعلان النظام الأسدي سماحه للجماعات الفلسطينية بحق فتح جبهة من الجولان ضد إسرائيل، فهل قدر الفلسطينيين أن يكونوا سلاح الأسد وإيران؟ ما تفعله إسرائيل الآن ليس نصرة للثورة، فهذا آخر ما يفكر فيه الإسرائيليون، بل إنها تتحرك لضمان أمنها بعد أن خالف الأسد قواعد اللعبة، وبات مصدر تهديد لإسرائيل باستخدامه الأسلحة الكيماوية، والسماح لإيران وحزب الله بتحويل سوريا لمسرح عمليات إيراني لقوات فيلق القدس ومقاتلي حزب الله، وباتت الأسلحة تتنقل بين دمشق ولبنان، وعبر أجواء العراق. هذا هو ما دفع إسرائيل للتحرك وليس نصرة للثورة السورية، كما يقال الآن زوراً.
ولذا فيكفينا نفاقا، وليصدم من يصدم، فهذا نتاج عقود من الكذب والتضليل، من «الممانعة» الكاذبة، إلى «المقاومة» المزورة، وامتهان الأوطان العربية لإيران، فإذا كانت دماء قرابة المائة ألف قتيل سوري على يد قوات الأسد ليست ذات قيمة، ولا دمار سوريا كلها، فهذا دليل على أزمة أخلاقية كبيرة في منطقتنا، وبمثابة وصفة لكل طاغية بأن اقتل شعبك وعادِ إسرائيل لتنجو، وهذا أمر معيب ومؤسف. (3)
وتحت عنوان: أية كارثة تنتظر سورية بعد بشار؟، كتب عبد الله ناصر العتيبي، وقال:
ماذا لو تنحى بشار الأسد في هذه الفترة؟ من سيكون البديل؟ وكيف ستبحر السفينة السورية في أزرق المستقبل؟ وكيف يمكن إقناع «المجاهدين» على الأرض بالقبول بحكومة انتقالية قد تأتي من خلف صفوف الجهاد؟
العالم بأسره يدفع الحال السورية إلى مرحلة الانتقال السلمي للسلطة. لكن لا أحد يعرف كيفية الموازنة بين ما هو كائن، وما سيكون!
سيناريوات الأزمة السورية لا تخرج عن أربعة:
أول السيناريوات قضاء بشار الأسد على الثورة الأهلية بمساعدة «حزب الله» وإيران وروسيا والصين، والعودة من جديد بالبلاد إلى الحكم البعثي، الذي يحبس على الناس أنفاسهم. هذا السيناريو قابل للتخلق على أرض الواقع، لكن بنسبة ضئيلة جداً، فالشعوب كانت دائماً أقوى من حكامها، والشعب الذي يجرّب فضيلة الثورة، لا يعود أبداً إلى رذيلة الخضوع والخنوع.
سيتمكّن بشار من إخماد الثورة في حال واحدة فقط، وهي القضاء بالكامل على الشعب السوري، والإبقاء فقط على عدد محدود من الأسياد، الذين صنعهم النظام طوال ٤٠ عاماً.
ثاني السيناريوات هو تحويل سورية إلى صومال جديد. تبقى الحكومة المركزية، لكن تبرز قوى طائفية ومناطقية وحزبية، وتتحوّل الأرض السورية إلى ساحة معركة لا تنتهي. كلما طال أمد المعركة الحالية بين النظام والثوار، تشكلت ولاءات جديدة، وتخلّقت تحالفات متغيّرة. اليوم الكرد مع الثوار وغداً مع البعثيين. «جبهة النصرة» تحارب الآن في الاتجاه نفسه الذي يمضي فيه «الجيش الحر»، وغداً تتقاطع مصالحها مع مصالحه، وتفترق تطلعاتها عن تطلعاته.
الصوملة السورية هي المآل الأكيد لتوازن القوى الدولية في سورية، فتساوي الضغط الغربي من جهة، والصيني والروسي من جهة أخرى، سيخلق في المستقبل حالاً من اللااستقرار الدائم، الذي سيسهم بدوره في نشوء حركات انتهازية صغيرة، أو إمارات حرب صغيرة، تعيش على الدماء، وتشتغل على عقد التوازنات، وحياكة المؤامرات بين أطراف المعركة القوية.
«السرْيَنة» أو «السوْرَنة» ستحوّل البلد إلى عدد من الكانتونات المستقلة جزئياً، التي تستمد أسباب وجودها من تضارب المصالح الإقليمية لدول المنطقة. كانتونات ستتبع دول الشرق، وكانتونات ستتبع دول الغرب. كانتونات ستحيا بمال دول الجنوب، وكانتونات ستبقى بدعم دول الشمال. ستختفي سورية الموحدة، ويظهر ألف بشار وبشار، وحينها سيختفي وجه بشار الحقيقي بين وجوه الآلاف أشباهه، ويصبح الرفض الدولي للقيادة السورية الحالية أقل بمقدار ألف جزء.
ثالث السيناريوات هو انتصار الثوار، وإسقاط الحكومة البعثية في دمشق، وتولي المنتصرين للحال السورية الجديدة. وفي هذه الحال، فإن من سيسبق من الثوار، ويعلن بيان النصر، سيعلو فوق الجميع! من يدخل قصر المزة أولاً، ستكون له الكلمة الأولى موقتاً! لكن السؤال: من هم الثوار؟ وما هو الفصيل الثوري الذي سيتولى مقاليد الحكم موقتاً؟ وهل الـ «موقتاً» ستخضع لشروط وحسابات الفترات الانتقالية؟ أم أنها ستمدد نفسها كلما انتهت، بحيث تتحوّل إلى خيط زمني لا نهائي مكوّن من فقرات موقتة؟
السيناريو الرابع هو خضوع بشار الأسد للرغبة الشعبية السورية والإرادة الدولية، وتنحيه عن الحكم لمصلحة الفصيل «السياسي» الأقرب للثقة الغربية. وهذا السيناريو على رغم صعوبة تحققه على أرض الواقع لأسباب عدة، يأتي في مقدمها انفصال بشار الأسد وفريقه الحاكم عن الواقع، ودخولهم في لعبة «السرْيَنة»، واعتمادهم في الآونة الأخيرة على التنقل بين المتناقضات الشامية، إلا أنه يظل واحداً من السيناريوات التي قد تحدث في أي وقت، نتيجة للضغط الدولي المتزايد الذي يبحث عن مخرج سلمي لانتقال الحكم، خوفاً من سقوط العاصمة دمشق في أيدي إرهابيين محتملين يصنعون منها منطقة «طالبانية» ذات موقع خطر للغاية.
هذا السيناريو الأخير يعود بي إلى أول المقالة وأتساءل مكرراً:
العالم بأسره يدفع الحال السورية إلى مرحلة الانتقال السلمي للسلطة، لكن لا أحد يعرف كيفية الموازنة بين ما هو كائن وما سيكون!
بشار يحكم سورية حالياً، ثم أحد أطراف المعارضة في حال تنحيه، ثم ماذا بعد ذلك؟
«السلمية» التي يبحث عنها الغرب خوفاً من الدولة الطالبانية ستتحول إلى حرب أهلية يشعلها المجاهدون الرافضون لحكم طرف جاء بالبراشوت بمساعدة غربية. ستتحول سورية من أرض معركة بين حكومة مرفوضة دولياً وثوار محليين يتعاطف معهم العالم إلى ساحة مواجهة بين حكومة تحظى بدعم غربي وثوار خارجين عن القانون!
السلمية الغربية التي يبحث عنها الغرب ليست بالضرورة الطريق المناسب لإنهاء الأزمة السورية. أحياناً يكون الحل المزدوج هو الطريق الأسلم للوصول إلى صيغة سلام دائم! (6)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(7)
حسين أحمد زكريا حاج حسين - ادلب - سرمين
ناصر نواف أبو سن - ريف دمشق - النبك
إبراهيم محمد علي الشيخ - ريف دمشق - زملكا
نايف الخوص - ريف دمشق - الزبداني
أحمد موسى الرفاعي - ريف دمشق - الذيابية
عمار هاشم المدني - ريف دمشق - مديرا
محمد هاشم المدني - ريف دمشق - مديرا
فايز حسان المصري - حماه - حي طريق حلب
محمد أحمد غنام - ريف دمشق - الدير خبية
يحيى الصبرة - حمص - القريتين
أشرف فلاح - حمص - القريتين
عبد الكريم الشلحة - حمص - القريتين
عروة الشلحة - حمص - القريتين
أحمد عثمان المصري - دمشق - القابون
حمزة داوود - ريف دمشق - حران العواميد
محمد فؤاد الأزهر - دمشق - جوبر
نورس عبد العزيز الخطيب - حلب - مارع
خالد الحبش - دمشق - القدم
هاني منذر القاعد - درعا - غباغب
قاسم محمد الشحادة - درعا - غباغب
أحمد غزال - ريف دمشق - زملكا
نور سيد الغرابلة - درعا - مخيم النازحين
مسعود محمد المصري - ريف دمشق - القلمون: حوش عرب
سليم الشبطي - حمص - مخيم العائدين
أنس الكردي - حماه -
محمد عيسى أبو الخير - حمص - مخيم العائدين
عبد الحميد رزق القرفان - درعا - تسيل
علي أحمد المناجرة - درعا - النعيمة
فاطمة شوبك - حلب - مساكن هنانو
محمد سالم قصاب - حمص - القصير
عبد الله العبد الله - حلب - كرم الجبل
هيثم إبراهيم سكيف - طرطوس - بانياس
فهيمة ياسين بياسي - طرطوس - بانياس
جمعة حنان - حلب -
إبراهيم هيثم إبراهيم سكيف - طرطوس - بانياس
محمد وليد محمد رجب منصور - حلب - مساكن هنانو
محمود بكور إسماعيل ديبو - حلب -
فاطمة جميل الأعسر - طرطوس - بانياس
رفيف محمد سكيف - طرطوس - بانياس
علي أبو سليمان - حلب -
عبد الرحمن إسماعيل الشيخة"الحلاق" - طرطوس - بانياس
عائشة خالد طريبوشي - طرطوس - بانياس
عبير عبد الرحمن الشيخة - طرطوس - بانياس
محمد نور ياسر مراد - طرطوس - بانياس
عبد الله فريد أبو السل - درعا - نوى
محمد صالح الحنفي - درعا - نوى
مزيد نجيب المزيد - درعا - نوى
محمود منصور رمضان - حلب - عندان
عماد جاموس - دمشق - مخيم اليرموك
حسام النعسان - حماه - طيبة الإمام
أبو عوض العيودة - حماه - طيبة الإمام
فرج محمود العلوش - حلب - السفيرة
حسين أحمد مغيزل - حمص - القصير: عرجون
حسين أحمد المعروف - حلب - السفيرة
ناصر إسماعيل شعبو - حلب - السفيرة
مازن موسى - درعا - سحم الجولان
أيمن غازي النجم - ادلب - خان شيخون
عبد السلام علوش - اللاذقية - حي الشيخ ضاهر
محمود قاسم ياسين - طرطوس - بانياس
حليمة أحمد ياسين - طرطوس - بانياس
إبراهيم اليوسفي - حماه - الشيحة
منتهى أحمد ياسين - طرطوس - بانياس
سيدرا تحوف - طرطوس - بانياس
آل التتان - حماه - جنوب الملعب
مسلم عادل شتيوي - ريف دمشق - جديدة عرطوز
إياد عايد البحتري - ريف دمشق - جديدة عرطوز
محمود موسى شتيوي - ريف دمشق - جديدة عرطوز
إبراهيم عبد إبراهيم الثريان - دير الزور - الجرذي الشرقي
شادي - ريف دمشق - جديدة عرطوز
سالم صالح عثمان - حلب -
نورس فياض - ريف دمشق - يبرود: رأس العين
جميل سيف الدين مصطفى - حلب -
مهدي حمود - ريف دمشق - دوما
خالد باذنجان - حماه - الحميدية
عبد الكريم أبو راس - حماه - الحميدية
أبو نصر خليفة - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل
محمد حج علي عفورة - حلب - الباب
باسل الهودجي - ريف دمشق - دروشا
حسين الجاسم - حلب - قرية الزيادية
خليل إبراهيم يوسف - ريف دمشق - عين الفيجة
خليل حامد السليك - ريف دمشق - دوما
أحمد كنعان - ريف دمشق - قرية الجربا
إبراهيم حسين القرفع - حلب - قرية صقلايا
محمد هاني فواز الحشاش - ريف دمشق - عربين
عبد الرحمن حسن كساوي - ادلب - منبج
زكريا علوش - ادلب - منبج
وليد ناصيف - حمص -
مالك العلي - القنيطرة - عشيرة الهوادجة
حيان عبد اللطيف - حمص -
عدنان ماهر العقدة - درعا - محجة
نورس أحمد مجلي الغانم - درعا - صيدا
ساري فيصل الزرير - دير الزور - الموحسن
المصادر:
1- الهيئة العامة للثورة السورية.
2- لجان التنسيق المحلية.
3- الشرق الأوسط.
4- العربية نت.
5- الجزيرة نت.
6- الحياة.
7- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.