الأربعاء 11 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 13 نوفمبر 2024 م
التقرير الإعلامي 310 - انشقاق أكثر من 100 عسكري ومقتل أكثر من 100 - 21 نيسان/ابريل 2013
الأحد 11 جمادى الآخر 1434 هـ الموافق 21 أبريل 2013 م
عدد الزيارات : 1893
انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:
المقاومة الحرة:
المعارضة السورية:
المواقف والتحركات الدولية:
آراء الصحف والمفكرين:
أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

عاشت جديدة الفضل أياما سوداء كئيبة بعد مجازر مستمرة خلفت مئات القتلى بعضهم حرقا وبعضهم ذبحا ليرتفع عدد قتلى هذا اليوم إلى 566 قتيلا، فيهم عشرات النساء والأطفال، وعدد من الطلاب بعد استهداف مدرستهم أثناء خروجهم منها، في حين يواصل الثوار هجماتهم على مراكز النظام ومواقعه العسكرية، في 108 نقاط معلنين مقتل أكثر من 100 جندي أسدي وأكثر من 100 شبيح وانشقاق أكثر من 100 عنصر من جنود النظام بعد هزائم وخسائر فادحة لحقت بنظام الأسد وجنوده.

انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:

المئات من القتلى:
وثقت لجان التنسيق المحلية مقتل 566 شهيداً بينهم العشرات من النساء والأطفال، فيهم 483 شهيداً في دمشق وريفها معظمهم قضى نحبه في مجزرة جديدة عرطوز، و23 في حلب، و21 في إدلب بينهم 14 في قرية المغارة، و15 في حمص، و12 في درعا، و7 في دير الزور، و5 في حماه. (1)
قنابل عنقودية وفراغية وقصف صاروخي:
قصفت أكثر من 294 نقطة في مختلف المدن والبلدات السورية، حيث شن الطيران الحربي غاراته في 10 نقاط، واستخدمت القنابل العنقودية في كل من سرمين الصياد وبنش في إدلب والقنابل الفراغية في كل من المعظمية وداريا بريف دمشق، أما القصف المدفعي فقد سجل في 126 نقطة والقصف بقذائف الهاون في 93 نقطة والقصف الصاروخي في 60 نقطة مخلفا ذلك دمارا وأضرارا واسعة. (1)
مجزرة عرطوز:
قتل 483 شخصا - بينهم أطفال ونساء- حرقا أو ذبحا بالسكاكين في دمشق وريفها، ومعظمهم قضوا في مجزرة جديدة الفضل على مدى أربعة أيام بعد اقتحامها من الحرس الجمهوري بالاشتراك مع الشبيحة. (5)
وبحسب لجان التنسيق المحلية وناشطين من المدينة، فإن معظم القتلى هم نساء وأطفال تم إعدامهم ميدانياً ذبحاً بالسكاكين، بينهم مائة شخص على الأقل تم اعتقالهم منذ أيام وتم العثور عليهم بعد أن تم إعدامهم ميدانياً بالقرب من الفوج مائة، حيث وجهت لجان التنسيق المحلية نداء استغاثة إلى جميع المنظمات الحقوقية للدخول إلى منطقة جديدة الفضل لإجلاء ما تبقى من المدنيين. (4)
حرق الشهداء ومساعدات بمعدات دفن:
وقامت قوات الأسد بقتل إمام مسجد الشهداء الشيخ عمر السعدي وزوجته وابنته ثم حرقت جثامينهم.
وكتبت تنسيقية "جديدة عرطوز الفضل" أنه تم دفن ما يقارب الـ 150 قتيلاً بمعدات "حديثة مثل الفأس ورفش"، وقال أحد الناشطين متهكماً على ردة فعل العالم على مجازر سوريا: "وصلتنا معدات دفن موتانا كمساعدات إنسانية بعد نداء الاستغاثة الذي أطلقناه للعالم أجمع، والباقي ما زالوا في العراء.. انتظرونا يا إخوتي غداً دوركم فندفنكم.. الله يرحمكم". (4)
مجزرة كبيرة في مدرسة:
ارتكبت قوات الأسد مجزرة كبيرة جدا في مدرسة الشهيد علي خطيب الابتدائية حيث تم استهداف المدرسة أثناء الدوام الرسمي، وكانت الحصيلة الأولية 9 شهداء من الأطفال و5 من المدرسين وسقوط أكثر من 30 جريحا حالة غالبيتهم خطرة، ويذكر أن القذائف استهدفت المدرسة أثناء انصراف الطلاب، ولا تزال حصيلة الشهداء والجرحى أولية.. (2)
النظام وحزب الله يقتحمان القصير:
أفاد المجلس الوطني السوري بأن قوات حزب الله وقوات النظام يقتحمان قرى ريف القصير بحمص، وسط قصف مدفعي وجوي وصاروخي كثيف.
وقد باتت تلك القوات على بعد ثلاثة كيلومترات من حدود القصير التي لجأ إليها أهالي القرى المجاورة، والتي اقتحمتها قوات حزب الله.
وحذر الثوار في القصير من كارثة إنسانية إذا سقطت المنطقة بيد النظام وحزب الله، وطلبوا النجدة والإمداد من كل كتائب الجيش الحر.
وقال المجلس الوطني السوري إن قوات حزب الله والنظام سيطرا على قرى البرهانية، وعين التنور، وسقرجة، والعثمانية، والخالدية، وأبو حوري، والجروسيه، والنهرية، والبوح، وتل قادش. (4)

المقاومة الحرة:

اشتباكات وإسقاط طائرة وقتل أكثر من 100 شبيح:
في 108 نقاط وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات المقاومة الحرة والنظام الأسدي، تمكن الثوار من إسقاط طائرة في العتيبة بريف دمشق أثناء شنها غارات على البلدات المجاورة، واستهدفوا حافلة كانت تنقل الشبيحة، وقتلوا أكثر من 25 منهم، وفي دير خبية قصف المجاهدون مراكز لتجمع الشبيحة بقذائف الهاون، واستهدفوا في حرستا إدارة المركبات العسكرية، فقتلوا عددا من الجنود التابعين لقوات النظام، كما استهدفوا في داريا بقذائف الهاون عددا من مواقع الشبيحة، وفي قطنا دمروا حاجز قطنا وقتلوا كل من فيه من العناصر، ودمروا عربة شيلكا أيضا، أما في معضمية الشام فقد قتلوا أكثر من 100 شبيح ممن حاولوا اقتحام المنطقة، واستهدفوا مقر القوات الخاصة والشرطة العسكرية بقذائف الهاون. (1)
انشقاق أكثر من 100 عسكري:
وفي العاصمة دمشق قتل المجاهدون عددا من عناصر قوات النظام بعد اشتباكات في حي تشرين والقدم، بينما أعلن في درعا 100 عسكري من الفرقة الخامسة والتاسعة انشقاقهم، وفي حلب استهدف الثوار أماكن لتجمع الشبيحة في حي صلاح الدين، وفي الطبقة بالرقة أعلن مجموعة من جنود النظام انشقاقهم وانضمامهم للجيش الحر، وفي أريحا استهدف الثوار حاجز الصناعة، وفي دير الزور قام المجاهدون بإطلاق صواريخ محلية الصنع باتجاه مدفعية الجبل التي تقوم بقصف الأحياء بشكل عشوائي. (1)
مقتل أكثر من 100 جندي:
قالت لجان التنسيق المحلية إن أكثر من مائة جندي سوري قتلوا في معارك بريف دمشق الذي تعرض صباح اليوم لغارات جوية، في حين تواصل التصعيد على جبهة القصير بحمص بين الجيش الحر وعناصر من حزب الله اللبناني حسب ناشطين.
وذكرت لجان التنسيق أن الجنود السوريين قتلوا في الساعات القليلة الماضية في اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة حتى صباح اليوم بين الجيشين النظامي والحر في محيط مدينة معضمية الشام. (5)

المعارضة السورية:

خيبة أمل:
أبدت المعارضة السورية خيبة أملها من نتائج اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي انعقد ليل السبت الماضي في إسطنبول، وكانت أولى نتائجه إعادة طرح رئيس الائتلاف الوطني المعارض معاذ الخطيب استقالته، رافضا أن يكون «شاهد زور» على ما يجري، منتقدا «تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بواجباته حيال السوريين». وتزامنت هذه الاستقالة مع معلومات شبه مؤكدة عن اتجاه لدى قوى المعارضة لسحب «التكليف» المعطى لغسان هيتو لتأليف حكومة انتقالية للمعارضة، تتخذ من المناطق الخارجة عن سيطرة النظام مقرا لها.
وكانت المعارضة السورية قد أظهرت خيبتها من تردد المجتمع الدولي في مدها بالسماح النوعي، رغم أنها اعتبرت أن ما حصل في اجتماع أصدقاء سوريا شكل «تقدما نوعيا في هذا المجال» (3)
استقالة رسمية للخطيب:
وذكرت أنباء من داخل الائتلاف الوطني السوري المعارض تخلي معاذ الخطيب عن منصبه كرئيس للائتلاف، والاكتفاء بموقع ممثل محافظة دمشق في الائتلاف، وأكد عضو الائتلاف الوطني السوري، مروان حجو، ومصادر أخرى داخل الائتلاف الاستقالة.
وأوضح حجو أن الخطيب أرسل رسالة عبر البريد الاليكتروني إلى أعضاء قيادة الائتلاف، يقول فيها إنه يُبقي لنفسه منصب ممثل محافظة دمشق، وأنه يتخلى عن الرئاسة.
وذكر حجو أن الخطيب أعلن للدول المشاركة في اجتماع أصدقاء سوريا مساء السبت في اسطنبول، وأثناء العشاء الختامي، أنه يستقيل من منصبه على رأس الائتلاف. (4)
رفض كل أشكال الإرهاب:
وأعلن الائتلاف الوطني السوري أنه يرفض بشدة «كل أشكال الإرهاب». وتعهد في وثيقة خطية قدمها إلى مؤتمر أصدقاء سوريا بعدم وصول الأسلحة التي يحصل عليها إلى جهات خطأ. وقال الائتلاف إنه لن يسمح بوقوع عمليات انتقامية ضد أي مجموعة في سوريا. (3)
الوضع الإنساني:
إصابات وأعمال شغب في الزعتري:
وقعت مجدداً أعمال عنف في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن، أوقعت هذه المرة 10 إصابات على الأقل في صفوف قوات الدرك الأردنية، حالات البعض منهم خطرة. وقد بدأ العنف بحسب رواية الأمن الأردني عند إحباط محاولة لتهريب عدد من سكان المخيم إلى داخل المدن الأردنية.
وفي حين وجد المخيم ليستوعب 15 ألف لاجئ فقط ، إذا به اليوم يحوي أكثر من مئة ألف. ويكاد لا يمر يوم دون أعمال شغب فيه. ولعل آخرها ما حصل- السبت- من إصابات في أفراد من قوات الأمن الأردنية المسؤولية عن حماية المخيم بعد أن استخدم بعض اللاجئين الحجارة والعصي في هجومهم على رجال الأمن، ما أغضب الأسر الأردنية. (4)
اعتقال 8 متورطين في الشغب:
وعلى خلفية الشغب اعتقلت قوات الأمن الأردنية عددا من اللاجئين السوريين بمخيم الزعتري، وقال منسق مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن أنمار الحمود: إن ثمانية لاجئين متورطين في أعمال الشغب اعتقلوا، مؤكدا أن حملات الاعتقال ستطال كل المتورطين. وأوضح أن مصادمات وقعت مع الأمن الأردني أثناء محاولة منع تهريب عدد من اللاجئين إلى خارج المخيم. (3)

المواقف والتحركات الدولية:

لقاء سري: خامنئي ونصر الله:
التقى الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، سراً وقبل أسبوعين المرشد الأعلى لدولة إيران، علي خامنئي، بحسب مصادر لصحيفة "الرأي الكويتية".
وكان اللقاء تنفيذاً لاتفاق الدفاع المشترك في سوريا ونية إيران لتغيير الاستراتيجية من الدفاع نحو الهجوم.
والتقى نصر الله أيضا قائد فيلق القدس قاسم سليمان، لإجراء مباحثات سرية، وذلك مع تزايد قلق حلفاء النظام السوري، وعلى رأسهم إيران وحزب الله من الدعم العربي والغربي للمعارضة السورية.
وأشارت مصادر الصحيفة الكويتية إلى توجه إيراني لإنفاذ اتفاق إيراني سوري للدفاع المشترك، في حال تمادى الغرب في دعم الجيش الحر، فإيران تعتبر أن المعارضة السورية تنفذ أجندات غربية. (4)
خطوات عملية:
وسيطر - حسب الصحيفة الكويتية - الوضع السوري على أجواء اللقاء، ورغبة إيرانية لتعديل موازين القوى على الأرض، عبر سلسلة خطوات أبرزها:
- إرسال المزيد من آلاف المقاتلين إلى سوريا للدفاع عن نظام الأسد بعد التنسيق مع العراق.
- تعديل الاستراتيجية والتحول من الدفاع إلى الهجوم.
- حماية المقامات الدينية في سوريا بعد دعوات على مواقع التواصل لهدمها.
- اعتبار الدفاع عن سوريا خطوة تمهيدية للحرب على إسرائيل. (4)
وفد برلماني إيراني في سوريا:
في سياق مواصلة تقديم الدعم الإيراني إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وصل إلى دمشق مساء السبت رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني (البرلمان) علاء الدين بروجردي، في زيارة رسمية، لبحث الأزمة المشتعلة في سوريا منذ أكثر من عامين مع كبار المسؤولين، في مقدمتهم الرئيس بشار الأسد.
وأفادت وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية بأن النائب بروجردي «ترأس وفدا برلمانيا متوجها إلى سوريا في إطار زيارة رسمية تجري خلالها مباحثات تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين». ولدى وصوله إلى دمشق جدد بروجردي دعم طهران لحليفتها دمشق في «مواجهة السياسات الأميركية والدول التي تنفذها»، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». وقال في تصريح لصحافيين إن «إيران تدعم الجهود التي يقوم بها الرئيس بشار الأسد لمواجهة السياسات الأميركية والدول التي تنفذها». وبعيد وصوله اجتمع بروجردي بزعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة أحمد جبريل، المعروف بصلاته القوية بالقيادة السورية.
والتقى بروجردي وزير الخارجية السوري وليد المعلم، ورئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام، ولجنة المصالحة الوطنية في البرلمان السوري. ومن المقرر أن يلتقي اليوم (الاثنين) الرئيس السوري بشار الأسد. (3)

آراء الصحف والمفكرين:

كتب مأمون فندي مقاله الموسوم بـ "هل تخطت الأزمة السورية نقطة التدخل؟" وقال:
لحظات التدخل في الصراعات الدولية كما لحظات التدخل في جراحات الطب الدقيقة، فهناك لحظات يمكن فيها التدخل لو تجاوزها المريض تتغير كفتا الميزان، ليوازن الطبيب ما بين حياة المريض فترة بالمرض مقابل تدخل قد يؤدي إلى موته أو في أحسن السيناريوهات مضاعفة الأزمة.
والتدخل في سوريا يبدو في الغرب أنه تجاوز نقطة الشفاء إلى تدخل يضاعف من نسب الضحايا ومأساتهم. لذا يخيم التردد، أو ما يسمى بالأقدام الباردة، على عواصم الغرب المؤثرة تجاه فكرة التدخل العسكري في سوريا. في الحروب التي تشنها الدول الديمقراطية لتغيير أنظمة كما في حالتي الإطاحة بنظام صدام حسين في حرب 2003 والإطاحة بنظام القذافي من بعده من خلال تحالف الناتو عام 2012، يكون لزاما على هذه الديمقراطيات أن تشرح مبررات التدخل لشعوبها التي ستدفع تكاليف الحرب المادية والبشرية، لكي يحصل الرئيس على دعم شعبي لحرب قد تطول كما هو الحال في الحرب على «القاعدة» في أفغانستان، أو حتى من أجل حرب خاطفة كما في حالة إنهاء مأساة التطهير العرقي في البوسنة والهرسك. والتبرير غالبا الذي تقبله الشعوب الديمقراطية والذي يمكن تصويره إعلاميا هو المآسي الإنسانية، وغالبا حملة إعلامية كهذه تجد مقاومة في أول الأمر حتى تتدفق الصور البشعة وتكتمل الصورة وتزداد نسبة التأييد لإنقاذ البشر.
في اعتقادي أن الصور التي رآها العالم من سوريا، وبكل بشاعتها، قد بلغت قمتها في التأثير على الرأي العام، والمنحنى البياني الآن لتأثير الثور يأخذ خطا تنازليا، إلا إذا حدثت مذبحة كبرى، وهذا أمر وارد جدا، لو أخذنا في الاعتبار تلك الأعداد التي يشيب لها الرأس من القتلى والجرحى والمشردين جراء حرب مجنونة، حيث بلغت التقديرات المحافظة جدا لعدد القتلى ما بين 60 ألف قتيل إلى 70 ألفا. أي تدخل عسكري الآن في أحسن الظروف، وعندما يتم التحسب جدا لما يسمى «Collateral Damage» أو الآثار الجانبية للقصف من الجو ومن البحر، فقد يرتفع عدد الضحايا من السوريين إلى ما يزيد على المائة ألف، هذا إذا لم نصل لهذا الرقم قبل التدخل. ويأخذنا التدخل العسكري الغربي، إذا حدث، إلى مستويات أعلى من البشاعة والقتل. ما أسمعه في عواصم الغرب المختلفة يوحي بأن أقدام الغرب قد بردت كثيرا من ناحية فكرة تغيير النظام في سوريا بالقوة العسكرية على غرار ما حدث للقذافي في ليبيا. في لندن وواشنطن ارتفعت نغمة فكرتين أساسيتين؛ الأولى هي فكرة اليوم التالي لسقوط النظام في سوريا والتي على ما يبدو أنها وصلت لاستنتاج مفاده أن أفضل سيناريوهات سوريا قد يكون على غرار ما حدث في مصر، والذي يمكن تلخيصه بفكرة إبدال استبداد ونظام قبيح بنظام يبدو أكثر استبدادا، والفارق هو أن النظام السابق كان براغماتيا ويمكن التعامل معه على الأقل في القضايا الإقليمية، حيث كانت القاهرة ولسنوات مفرغة من أهلها ومشاكلها وناسها، ونظر إليها العالم على أنها قاعة مؤتمرات كبرى (مؤتمر رايح ومؤتمر جاي)، وهو دور استحوذت عليه قطر الآن.
الثورات العربية أو الانتفاضات، أيا كانت رؤية القارئ، كان لها مردود إيجابي كبير، خصوصا في ما يخص تغطية الصحافة الغربية لعالم العرب، إذ لم يعد العالم العربي مجرد مؤتمر في القاهرة، وعقد صفقة سهلة. اليوم القصة الصحافية ليست في مكتب الرئيس بل في الشارع في ميدان التحرير بالقاهرة، وفي ميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية، وفي السويس. مصر أصبحت وطن خبر لا يمكن تجاهله. وهذا لم يكن درسا تعلمته الصحافة الغربية فقط، بل الصحافة والتلفزيونات العربية تعلمت الدرس وعرفت أن القصة الصحافية ليست في مقابلة مرسي أو حتى الأسد. القصة في الشارع وعلى جبهات المواجهة. مرسي ليس قصة صحافية، ومقابلة مع قائد الـ«بلاك بلوك» في مصر تكون خلطة صحافية أهم من مقابلة مرسي عشرات المرات. ولكن ما دخل هذا بالتدخل في سوريا وخفوت نغمة دعوات التدخل؟
الإعلام الغربي، الذي جذبه بريق الثورة كما تنجذب الفراشة إلى النور في مصر وتونس، وتحدث عن أن الديمقراطية هي الحل، وأن فجر الديمقراطية انبلج ولجلج، حسب رأي الرئيس مرسي، الإعلام نفسه اليوم على الهواء وفي غرف التحرير يتحدث بشيء أشبه بالعنصرية، ويقول بوضوح إن الديمقراطية كنظام حكم لا تناسب هذه المنطقة من العالم. إذن كي يقنع أوباما الأميركيين أو يقنع ديفيد كاميرون البريطانيين بأنه سيرسل أبناءهم إلى دمشق من أجل القيم الغربية بما فيها الديمقراطية، فلن يجد أي منهما من يقف معه، فلا ديمقراطية في عراق كلف الأميركيين مليارات الدولارات وآلاف القتلى، وكيف أن الثورة المصرية بكل جمالها في بداياتها أنتجت النظام الحاكم الحالي. فهل سيرسل الغرب أبناءه لسوريا لإنتاج نظام بديل بقيادة جبهة النصرة وجماعات متطرفة ذات عقائد ومشارب مختلفة؟ هذا هو سبب التردد الرئيس في العواصم الغربية. وجاء حادث تفجير ماراثون بوسطن ليستعيد في الذهن الغربي ذكريات 9/11 في أميركا و7/7 في بريطانيا، ويعيد الربط بين المتطرفين من المسلمين والإرهاب. وفي هذا السياق لا يريد زعيم غربي أن يقال عنه إنه وضع يده في يد جبهة النصرة والعرب والأفغان في سوريا. كما أن الأرقام التي تحسب في سيناريوهات التدخل العسكري الأميركي حتى الآن، في حال عمليات جوية خاطفة تطيح بنظام الأسد، ستضاعف من عدد الضحايا الذي نعرفه الآن، أي من 40 ألفا إلى 60 ألفا.
التقارير التي وردت من المبعوثين الدوليين من كوفي أنان حتى الأخضر الإبراهيمي، وكذلك الجماعات البحثية المستقلة، كلها تصب في أن أفضل الحلول التي يمكن التعامل معها هو شيء أشبه بفض الاشتباك في الصراعات الدولية. وهذا يعني اعترافا بحقائق القوة والنصر والهزيمة على الأرض. أي أن النتيجة هي أن يتفاوض الجيش الحر وجبهة النصرة وخلافهما مع الأسد على ما حرروا من مناطق. هنا تدخل سوريا في التقسيم ولكن بشكل سياسي يعكس السيطرة الفعلية على الأرض. إذا كان هذا صحيحا فإننا قد نرى مزيدا من القتال ومزيدا من الضحايا من أجل فرض الأمر الواقع على الأرض. وكلما زاد القتال وزاد عدد الضحايا تباعدت فكرة التدخل الدولي عموما والأميركي البريطاني خصوصا.
إذن وفي تقديري يمكن القول إن أزمة سوريا قد عبرت نقطة التدخل العسكري وإمكانيته. سيناريو العراق أيام الإطاحة بصدام وكذلك سيناريو القذافي غير قابلين للتنفيذ، وربما آخر السيناريوهات الذي قد يفرض نفسه هو سيناريو يوغوسلافيا بعد مذابح بريشتينا وكرواتيا والبوسنة.. تدخل جوي يوصلنا مرة أخرى إلى حل الأمر العسكري الواقع على الأرض من فصل للقوات.
الأزمة السورية ستبقى نزيفا ممتدا ما لم تتدخل القوى الإقليمية بشكل واضح، وللأسف معظمها قوى متنازعة، جزء من المشكلة وليست جزءا من الحل. كيف انتقلت سوريا من حالة ثورة إلى حالة حرب؟.. نحن الآن ننتقل من حالة حرب داخلية إلى حالة نزاع إقليمي مصحوب باصطفاف دولي. ومن هنا نكون عبرنا نقطة التدخل الدولي إلى نقطة إمكانية انفلات نزاع إقليمي. (3)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6)
محمد أبو ياسر - ريف دمشق - داريا
مليح حسين المحمد "اللص" - ادلب - سراقب
إبراهيم رمضان الظاهر - حلب - 
ياسر إبراهيم المدور - ريف دمشق - دوما
خالد محمد نجيب الحمام - ادلب - كفرسجنة
علي المليح - ريف دمشق - دوما
محمد الجيش - ريف دمشق - دوما
عبد الرزاق الصباغ - ريف دمشق - دوما
عبد الله طاهر الإسماعيل - حمص - القصير
سمية كاروب - ريف دمشق - جديدة عرطوز
أروى ياسين سليك - ريف دمشق - دوما
حسام ملك علي باشا - ادلب - بنش
إنصاف خالد القيس - حمص - القصير: الضبعة
كاتبة المصطفى - حمص - القصير
محمد ادريس المشهداني - حمص - القصير
أحمد منصور الشامان - ريف دمشق - دروشا
همام صليبي - ريف دمشق - دروشا
محمود موفق المجاريش - درعا - محجة
لواء الدين محمد الأحمد - دير الزور - حي الرصافة
محمد محمود صبحية - ريف دمشق - دوما
عبد الكريم محمد غازي صطيف - حمص - القصور
خالد الدعيفيس - حمص - القريتين
محمد صبحي المصطفى - ادلب - جبل الزاوية: المغارة
محمود حسن القدور - ادلب - جبل الزاوية: المغارة
منير أحمد الخضر - ادلب - جبل الزاوية: المغارة
محمد حسن الخضر - ادلب - جبل الزاوية: المغارة
مصطفى عمار الأسعد - ادلب - جبل الزاوية: المغارة
ابن حسين الخضر - ادلب - جبل الزاوية: المغارة
ابن أحمد الهاشم - ادلب - جبل الزاوية: المغارة
فوزة عبد الله الناصير - درعا - داعل
عبد الله عمر الجيجي - دير الزور - الشيخ ياسين
مهيار غسان البدعي - دير الزور - الشيخ ياسين
مصطفى العبد الله - حماه - كفرزيتا
خالد كرمو اللبن - حماه - كفرزيتا
أحمد حسن الخطاب - ادلب - معرة النعمان
رافع حسين العوض الفاعوري - حمص - 
محمود دحام درويش - حماه - 
سمية الخالد - ريف دمشق - بلدة الزمانية
إسماعيل مروان محمود الوادي - درعا - الحارة
منصور خالد سويد - ريف دمشق - التل: معربا
عبد الرحيم قشوع - حمص - القريتين
محمد باكير - ريف دمشق - التل: معربا
طارق حسين فتال - دمشق - الشاغور
زوجة عمر السعدي - درعا - 
عمر السعدي - درعا - 
مالك فاروق السلمان - درعا - نوى
عاصم عصام العواجي  - درعا - نوى
ماهر الغزاوي - درعا - نوى
بدر الصالح - درعا - كويا
محمد عبدو بوز - حمص - جباب الزيت
أسعد عبدو عرفات - حمص - جباب الزيت
حسين بلال - ريف دمشق - المعضمية
ياسين مخيبر - ريف دمشق - المعضمية
أحمد محمد الغندور - ريف دمشق - المعضمية
مالك عبد الحميد النوارة - دير الزور - الشيخ ياسين
نبيل شبرق - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل
عيسى إسماعيل - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل
محمد نور ريحان - دمشق - مخيم اليرموك
آل طربوش - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل
مرام موسى - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل
علاء نزال - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل
علاء غريب - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل
بسام غريب - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل
يوسف قطف - درعا - أم المياذن
إبراهيم أبو خروب - درعا - نوى
آمنة عيسى بجبوج - درعا - درعا البلد
محمد فياض البديوي - درعا - خربة غزالة
أحمد عقيل - حمص - القصير
حسان محمود عابدة - حمص - الحولة
محمد مصطفى حمامي - ادلب - أريحا
مطاوع عبد الرزاق مطاوع - ادلب - سرمين
ديبو فرواتي - حلب - المرجة
طارق جربي - حلب - شارع النيل
بسام عثمان - حلب - الفردوس
إبراهيم أحمد حنورة - حلب - ماير
عامر بني مرجة - ريف دمشق - التل: معربا

المصادر:
1- لجان التنسيق المحلية.
2- المركز الإعلامي السوري.
3- الشرق الأوسط.
4- العربية نت.
5- الجزيرة نت.
6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.