السبت 21 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 23 نوفمبر 2024 م
التقرير الإعلامي 309 - مجزرة بجديدة الفضل على يد نظام الاسد تزامناً مع مؤتمر اصدقاء سوريا - 20 نيسان/ابريل 2013
السبت 10 جمادى الآخر 1434 هـ الموافق 20 أبريل 2013 م
عدد الزيارات : 2272
انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:
المقاومة الحرة:
المعارضة السورية:
المواقف والتحركات الدولية:
آراء الصحف والمفكرين:
أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

نظام الأسد قصف 263 منطقة في عموم البلاد واستخدم أسلحة ثقيلة ومحرمة دوليا فقتل أكثر من 81 شخصا، وأوقع مجازر بشعة وأعمالا وحشية، فيما التقى الجيشان النظامي وقوات المقاومة في 125 نقطة استعاد الثوار عددا من النقاط التي تمكن النظام من السيطرة عليها، واستهدفوا بعض مطارات ومراكز النظام وكبدوه خسائر فادحة، تزامنا مع انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا في اسطنبول ووعود أميركية بمساعدات غير قاتلة للمعارضة.

انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:

أعداد القتلى لهذا اليوم:
قتل نظام الأسد أكثر من 81 شخصا في سوريا معظمهم في ريف دمشق وحلب، حيث قضى 10 شهداء بالقصف على جديدة عرطوز الفضل، و5 شهداء بالاشتباكات في داريا ومثلهم 10 في مدينة القصر بريف حمص، بينما لقي 5 من أبناء بلدة السفيرة بحلب حتفهم بالقصف و4 آخرون بقصف بلدة الخريطة بدير الزور، وبين الشهداء 12 طفلا و4 نساء وناشط إعلامي في القصير بحمص.
هذا وتوزع القتلى في ريف دمشق: 24 بينهم امرأة وفي حلب: 18 بينهم 5 أطفال وامرأتان، وفي دير الزور: 13 بينهم امرأتان و5 أطفال، وفي حمص: 11 وفي حماة: 6 بينهم طفل، وفي درعا: 3 بينهم طفلة، وفي إدلب: 3 وفي القنيطرة : 3، بالإضافة إلى العديد من الجرحى في عموم البلاد. (1)
مناطق القصف:
وثقت لجان التنسيق المحلية 263 نقطة قصف في مختلف المدن والبلدات السورية، قصف الطيران الحربي منها 14 نقطة وألقيت البراميل المتفجرة في 3 مناطق، وقصفت الرقة بصواريخ سكود، وقام النظام بقصف صواريخ أرض - أرض في كل من دير الزور وحلب، بينما رصدت القنابل العنقودية في كل من بنش في إدلب وكفرنبودة بحماه، أما القصف المدفعي فقد سجل في 112 نقطة، والقصف بقذائف الهاون رصد في 85 نقطة، أما القصف الصاروخي فقد سجل في 44 نقطة في مختلف أنحاء سوريا. (2)
مداهمات وانفجارات:
هذا وشنت قوات الأمن وشبيحة النظام حملة مداهمات واعتقالات وتفتيش في منطقة الميدان ومنطقة الصالحية قرب مسجد التقوى وقامت بخطف عدد من الأهالي العابرين على الطريف العام وبين المختطفين نساء وأطفال، كما داهمت حي الكرامة في حماه وحي الشيخ إبراهيم في الصالحية بدمشق، ودوى في القصير بريف حمص انفجاران ضخمان هزا أنحاء قرية آبل، واستهدف جامع التل في القصير من قبل حزب الله وقوات النظام. (1)
اعتداءات على لبنان:
تعرضت بلدة القصر، الواقعة في منطقة الهرمل البقاعية، على الحدود مع سوريا، لتكرار حادثة سقوط صواريخ مصدرها من الجانب السوري. وأحصت «الوكالة الوطنية للإعلام» سقوط 6 صواريخ من الجانب السوري على بلدة القصر وخراجها، من دون أن تتسبب بوقوع إصابات.
وذكرت تقارير إخبارية في بيروت أن 3 من هذه الصواريخ انفجرت، بينما سقط صاروخ رابع على سقف منزل من دون أن ينفجر. وضربت قوة من الجيش طوقا حول مكان سقوط القذيفة ومنعت التجمعات تحسبا من سقوط قذائف مماثلة. كذلك، تعرضت محلة سهلات الماء المجاورة لبلدة القصر لسقوط صاروخين من الأراضي السورية واقتصرت الأضرار على الماديات. (3)
جديدة الفضل:
أعلنت تنسيقية جديدة الفضل قرار الجيش الحر بالانسحاب بعد نفاد ذخيرته كلها. وقالت التنسيقية: إن النظام لا يزال يطلق النار بكثافة ويقصف المنطقة رغم الانسحاب.
أحد الناشطين من جديدة عرطوز وجديدة الفضل قال: "لم يبق ما نطلبه من العالم خارج حدود مدينتنا سوى الدعاء".
ويقول أحد الأهالي: "يسقط علينا تقريباً أكثر من 200 قذيفة خلال ساعات قليلة من النهار، والقناصة تطلق النار على أي شيء يتحرك، موتانا في الشوارع ولا نستطيع أن نسحبهم أو حتى أن نحدد هوياتهم".
وتدخل المجازر التي بدأها النظام في جديدة الفضل وجديدة عرطوز، الواقعتين في الريف الغربي لدمشق يومها الرابع ليصل عدد القتلى إلى 100 شخص، ولا يزال القصف والقنص والاعتقالات لكل من يخرج من منزله على مدار الساعة قائماً، علماً بأن القتل لم يقتصر على السكان الذين خرجوا من منازلهم وإنما جرت حملة مداهمات عنيفة، وتم قتل عوائل كاملة في بيوتها. (4)

المقاومة الحرة:

مواجهات واستعادة كافة النقاط التي استرجعها النظام:
في 125 نقطة اشتباك في المدن والبلدات السورية بين المجاهدين والنظام الأسدي استطاع الثوار استرجاع كافة النقاط التي تمكنت قوات النظام من السيطرة عليها في الأيام الماضية على طريق الفصول الأربعة، وقتل وإصابة العشرات من قوات النظام، بعد اشتباكات عنيفة في داريا بريف دمشق، وقاموا باستهداف طائرة حربية وتدمير عدد من الآليات التابعة لقوات النظام وقتل و جرح عدد من عناصره في العتيبة وفي دير خبية، وفي الريف الدمشقي أيضا قام الثوار بتدمير عدد من عربات البي إم بي وقتل 7 عناصر من قوات النظام، أما في جديدة عرطوز فقد سيطر الثوار على حاجز السور وأعطبوا عددا من دبابات قوات النظام، وضربوا حاجز كوكب "دير ماريولس" وغنموا دبابة من نوع 72.
أما في الطبقة فقد استهدف المجاهدون مطار المدينة بصواريخ محلية الصنع وقاموا بإعطاب عدد من الآليات داخل الفرقة 17 في مدينة الرقة، وفي حلب تم تأمين انشقاق نائب مدير الكلية الجوية في مطار كويرس وتحرير كل من معمل الغاز والأخشاب في حي الخالدية، وفي بصرى الحرير استهدف الثوار الكتائب المحيطة بالبلدة بقذائف مدفعية، ودمروا في خربة غزالة عددا من مضادات الطيران من عيار 23، أما في القصير بحمص فقد استهدفوا 6 مواقع لحزب الله اللبناني ضمن الأراضي السورية واللبنانية بصواريخ غراد. (2)
مقتل عقيد من حزب الله واستهداف سيارة:
وقام عدد من المجاهدين باستهداف لـ«سيارة من نوع كيا، تابعة لحزب الله، وقتل كل من بداخلها»، ما أدى إلى «مقتل العقيد فائق شدود»، ولم تذكر في ذلك أية تفاصيل. (3)
استهداف مطار حلب:
ومن جهته، قال مركز حلب الإعلامي إن مقاتلين من عدة ألوية قصفوا مطار حلب الدولي، شرق المدينة، ردا على قصف من داخله استهدف أحياء خاضعة للجيش الحر، كما دارت اشتباكات عنيفة كذلك، تحديدا في محيط مبنى المخابرات الجوية بحي الزهراء. (3)

المعارضة السورية:

الائتلاف في مؤتمر أصدقاء سوريا:
ضم وفد المعارضة السورية رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب ورئيس الحكومة السورية المؤقتة المكلف غسان هيتو ونواب الخطيب جورج صبرا ورياض سيف وسهير الأتاسي والأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ ورئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس، الذي استبق الاجتماع بالقول إن القوة وحدها هي ما سيحسم الأمور في سوريا. (3)
مطالبة بضرب قواعد سكود:
حثت المعارضة السورية الدول الغربية والعربية التي تدعمها على توجيه ضربات جوية لمنع نظام بشار الأسد من مواصلة إطلاق صواريخ أرض-أرض من طراز سكود على المدنيين، ودعا الائتلاف السوري المعارض في بيان، إلى اتخاذ إجراءات محددة وفورية، وطالب بتوجيه ضربات لتدمير مواقع إطلاق صواريخ سكود.
كما طالب بيان المعارضة بإقامة منطقة حظر جوي لفسح المجال أمام حرية تحرك اللاجئين على طول الحدود الشمالية والجنوبية للبلاد.
وأعربت المعارضة السورية في بيانها عن الأمل في صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يدين اللجوء إلى الصواريخ البالستية والأسلحة الكيماوية. (4)
وطالب الائتلاف بإقامة منطقة حظر جوي لإفساح المجال أمام حرية تحرك اللاجئين على طول الحدود الشمالية والجنوبية للبلاد. (5)
الائتلاف لن يسمح بالانتقام الطائفي ويدعو إلى وقف الدماء:
رفض رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب بشدة كل أشكال الإرهاب، وتعهد الخطيب في مؤتمر صحفي عقب اجتماع في إسطنبول لمجموعة أصدقاء سوريا بعدم وصول الأسلحة إلى ما سماها الجهات الخطأ, نافيا في الوقت نفسه أي توجه مستقبلا للانتقام أو التمييز أو العنصرية، وقال إن الائتلاف لن يسمح بوقوع عمليات انتقامية ضد أي مجموعة في سوريا.
ودعا  الخطيب موسكو إلى المساهمة في وقف نزيف الدم في بلاده. كما دعا طهران إلى سحب ضباطها وخبرائها وأن تحث حزب الله على سحب مقاتليه من داخل سوريا. (5)

المواقف والتحركات الدولية:

مؤتمر أصدقاء سوريا:
انطلقت في مدينة إسطنبول التركية أعمال مؤتمر «مجموعة أصدقاء سوريا» بحضور وزراء خارجية 11 دولة عربية وإقليمية وغربية، وسط أجواء تدل على أن التوجه العام يسير نحو تعزيز دعم المعارضة السورية المسلحة التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد. (3)
تطابق مواقف القاهرة وموسكو:
الرئيس مرسي، بعدما دعا لوقف إطلاق النار في سوريا، أكد في تصريح عند مغادرته منتجع سوتشي بعد زيارة دولة أجرى خلالها محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن مواقف القاهرة وموسكو متطابقة بشأن الأزمة السورية، وهو ما طرح عديد التساؤلات حول التغير في اللهجة المصرية تجاه الأزمة السورية. (4)
دعم أميركي:
أعلنت الولايات المتحدة زيادة مساعداتها إلى المعارضة السورية لتصل إلى نحو 130 مليون دولار أميركي، تتضمن سترات واقية من الرصاص وآليات مصفحة ومناظير ليلية وأجهزة اتصالات متطورة. (3)
النظام يمنع وصول المساعدات:
اتهم مدير العمليات في مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جون غينغ النظام السوري بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
ونقلت وكالة إيتار تاس الروسية عن غينغ قوله إن مجلس الأمن سينظر قريبا في إيصال المساعدات من خلال عمليات تجري عبر الحدود للوصول إلى ملايين السوريين.
وأمل بأن تتفهم روسيا هذا الطلب الإنساني، كما ثمن دور موسكو في الضغط على النظام السوري لحل مشاكل إيصال المساعدات.
وشدد غينغ على أن القوانين الإنسانية العالمية تسمح بإيصال المساعدات عبر طرق آمنة، لكن السلطات السورية ترفض ذلك. (5)
التزام ومحاولة رفع حظر التسليح:
كررت بريطانيا وفرنسا التزامهما السعي لرفع الحظر المفروض الأوروبي على توريد السلاح للمعارضة السورية، والذي ستنتهي فعالياته بنهاية مايو (أيار) القادم. ووفقا لصناع القرار في كلا البلدين، لن يعني رفع الحظر توريد السلاح إلى المعارضة السورية بشكل مباشر، بل سيكون بمثابة ضغط إضافي على نظام الأسد، وهو ما يؤيده صانعو القرار في واشنطن. (3)

آراء الصحف والمفكرين:

عن: أولوية وقف القتال، وتحت العنوان نفسه كتب عبد الله إسكندر:
يستضيف مجلس الأمن الموفد المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي بين فترة وأخرى، عله يمكن أن يقدم جديداً أحرزته مهمته، فإذا به يكرر اللازمة إياها، مضافاً إليها هذه المرة نفي استقالته من هذه المهمة التي لا تحقق أي تقدم. ويجتمع «أصدقاء الشعب السوري» بين فترة وأخرى للتباري في إعلان الدعم لهذا الشعب المنكوب وتقديم وعود لإغاثته.
وبين الاجتماعين يسقط آلاف الضحايا السوريين بين قتيل وجريح ومعتقل ومهجر، وتتكبد البلاد واقتصادها مئات ملايين الدولارات. لا بل تتزايد الخسائر البشرية والمادية على نحو يتناسب مع وتيرة عقد مثل هذه الاجتماعات... إلى حد يطرح التساؤل عما إذا كان الغرض من هذه الاجتماعات هو فقط لإراحة الضمائر أم للتغطية على الكارثة.
من الكم الهائل من الأفكار والآراء والخطط التي جرى التداول فيها في كل الاجتماعات المعنية بالوضع السوري، الجماعية أو الثنائية، تمكن ملاحظة قاسم مشترك يتمثل في القناعة باستحالة الحل العسكري وبأن الحل السياسي ينبغي أن يتضمن ضمانات لكل مكونات المجتمع السوري، قبل أن يصبح مثل هذا الحل مستحيلاً وتتوجه البلاد نحو الخراب الشامل أو التقسيم.
وأضح أن المفاوضات السياسية تتناول هذه الضمانات التي تتعلق بشكل النظام المقبل وطبيعته الدستورية والقانونية وحقوق المواطنة. وقبل ذلك الأطراف السورية التي يمكن أن تشارك في مثل هذه المفاوضات. وهذه عملية معقدة أصلاً وتتعقد أكثر مع استمرار الكارثة التي تباعد أكثر فأكثر بين السوريين. وفي الغضون يستمر القتل والتهجير والتدمير.
والسؤال هو لماذا لا يصدر مجلس الأمن، بعد الاستماع إلى موفده إلى سورية، بياناً ببند وحيد يتعلق بإلزام الأطراف السوريين وقف القتال، في انتظار الاتفاق على الحل السياسي؟ لعل وقف القتل والتدمير يسهل التوصل إلى الحل السياسي.
ولماذا لا يدفع «أصدقاء الشعب السوري» ومحبوه في اتجاه حمايته من القتل والتهجير والتدمير بالضغط الفعلي لوقف القتال؟ إذ إن وقف القتل والتدمير يبقى الشرط الشارط لحماية هذا الشعب وبقائه في أرضه، وتوفير الأعباء المادية الضخمة الضرورية لبناء المخيمات وإغاثة المهجرين في أرض اللجوء، في الداخل السوري أو الجوار. أم أن المجتمع الدولي، بشطريه «أصدقاء الشعب السوري» و«أصدقاء النظام السوري»، ما زال يعتبر حتى الآن أن أكلاف إغاثة اللاجئين تظل أقل عبئاً من فرض إلزام وقف القتال والتشريد؟
لقائل أن يعتبر أن الأوضاع السورية لم تنضج بعد لإنتاج حل سياسي، كما أن ميزان القوى العسكري على الأرض لا يتيح فرض حل في اتجاه ما. وان المجتمع الدولي، خصوصاً الدول الكبرى، ينتظر مزيداً من الإنهاك للأطراف لتقتنع بضرورة التوجه نحو التفاوض.
وإذا صح مثل هذا القول الذي يردده معظم المحللون استناداً إلى مواقف الأطراف الدولية، فإنه لا يشكل أعنف إدانة أخلاقية للمجتمع الدولي فحسب، وإنما أيضاً يشكل مضبطة اتهام لقوى هذا المجتمع بالتواطؤ في عمليات القتل الجماعي والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب يومياً وعلى مدار الساعة في سورية أو السكوت عنها.
أن يستمع مجلس الأمن إلى حصيلة مهمة ميزتها الأساسية الجمود، مسألة روتينية في عمل الأمم المتحدة، لكن الحد الأدنى في وظائف هذا المجلس هو الحفاظ على السلم الذي باتت شظايا القتال السوري تهدده بتمددها إلى كل الشرق الأوسط. كما أن وظيفة المجلس حماية الناس من القتل الجماعي والوقوف في وجه الجرائم الجماعية وضد الإنسانية. ويخل المجلس بوظيفته، الأخلاقية والسياسية، ما لم يلزم الأطراف السوريين بوقف العنف وتالياً فرض وقف القتال كأولوية مطلقة. (6)
وكتب حازم صاغيّة مقالا وسمه بـ: حزب الله: قوّات ردع للسوريّين، فقال:
في 1976، عرف لبنان ظاهرة «قوّات الردع العربيّة» التي ما لبثت أن صارت قوّات سوريّة بحتة غادرها باقي العرب. كان المطلوب من تلك القوّات آنذاك، وفق الصياغة الرسميّة، أن تضمن الأمن وأن تساعد الدولة اللبنانيّة على النهوض بعد سنتين من حرب أهليّة – إقليميّة.
القوّات تلك لم تفعل ما كُلّفت فعله، فافتُتح عهدها باغتيال كمال جنبلاط على أحد حواجزها، ثمّ عاد الاقتتال إلى لبنان مرّة بعد مرّة، فتكرّرت عودتها إليه كي تساعد الدولة اللبنانيّة على... النهوض.
ما كان يحصل فعلاً أنّ القوّات المذكورة، وبتوجيه أسيادها في دمشق، كانت تقوّض ما يتيسّر من أسباب النهوض. فهي تحالفت مع تناقضات اللبنانيّين في ما بينهم، وراحت تعزّزها وتسهر عليها، الأمر الذي جعلها قوّات لردع احتمالات السلام الممكن.
ومن أجل أدائها مهمّتها هذه، كان لا بدّ من تحويل الاحتراب اللبنانيّ إلى نظام ومؤسّسة. هكذا، ومنذ أوائل الثمانينات، احتلّ تأسيس حزب الله ورعايته الإيرانيّة أساساً، ثمّ السوريّة، موقعاً مركزيّاً في النظام والمؤسّسة هذين. ذاك أنّ اللبنانيّين حتّى لو تخلّصوا من ردعهم السوريّ، لن يستطيعوا، بعد نشأة حزب الله، التخلّص من ردعهم اللبنانيّ التابع. وفي السياق هذا، شكّلت بندقيّة الحزب، التي منحتها مقاومةُ إسرائيل الشرعيّةَ وطول العمر، التعبير الصريح عن أنّ الحرب لم تنته، وعن أنّها، لا سيّما منذ انسحاب إسرائيل في 2000، لن تنتهي. أمّا الذي تسوّل له نفسه أن ينهي الحرب جذريّاً فستكون تلك البندقيّة له بالمرصاد، قوّةً احتياطيّةً رادعة تستكمل الردع السوريّ أو تنوب منابه. هكذا، جاء اغتيال رفيق الحريري في 2005 الترجمة الأوضح لتلك المعادلة: فمن يجرؤ على محاولة إخراج لبنان من حروبه له الموت المؤكّد.
كان حزب الله، إذاً، أكبر الثمرات الناتجة من زواج السِّفاح بين النظام السوريّ والتناقضات الأهليّة اللبنانيّة. ولأنّه هكذا، لم يتحوّل خروج القوّات السوريّة من لبنان خروجاً للحال الحربيّة، ولا كان الرشّاش الذي أهداه أمين عام حزب الله لضابط الاستخبارات رستم غزالة قليل الأهميّة والدلالة على التكامل الوظيفيّ. لكنْ، مع التصديع الذي راحت تُنزله الثورة السوريّة بالنظام السوريّ، شرع الابن يردّ الجميل لأبيه، ردعاً منه للشعب السوريّ ولإمكان بلوغه السلام المؤسّس على العدل.
فهذا الجزء الذي لا يتجزّأ من نظام الممانعة الإقليميّ يتحرّك على الإيقاع نفسه الذي تتحرّك عليه باقي الأجزاء: ردع الشعوب وردع السلام للبقاء، إلى ما لا نهاية، في حال اللاحرب واللا إسلام.
وهذا ما يفسّر «التورّط» العسكريّ غير المسبوق لحزب الله في سوريّة، والجنازات التي لم يعد في وسع الأسرار أن تخبّئها، والنعوش التي تضمّ أجساد يافعين ومراهقين حيل بينهم وبين الحياة.
إلاّ أنّ الردع السوريّ للبنانيّين كان يستند إلى نظام حديد متماسك فيما الردع اللبنانيّ للسوريّين يستند إلى تفتّت يجعله سبباً إضافيّاً للاحتراب في ما بين اللبنانيّين أنفسهم. ثمّ إنّ أحوال الدنيا تغيّرت. فالردع السوريّ للبنان كان يجد في العالم كلّه، الغربيّ قبل العربيّ، الغطاء والتشجيع والمباركة. أمّا الردع اللبنانيّ لسوريّة فيفتقر إلى الأغطية التي يتبرّع الروس والإيرانيّون وحدهم بتأمينها، علماً أنّهم، في موسكو وفي طهران، كثيراً ما تعوزهم الحاجة إلى ما يغطّيهم. (6)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(7)
إياد حسن الهلال - دير الزور - بلدة الخريطة
ماجدة حسن هلال - دير الزور - بلدة الخريطة
شهد حسن الهلال - دير الزور - بلدة الخريطة
آمنة هلال الحسن - دير الزور - بلدة الخريطة
فارس أحمد الشهاب - حمص - القصير: البرهانية
خالد أحمد الشهاب - حمص - القصير: البرهانية
مهند موسى البحسيك - حمص - مسكنة
علاء خميس - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل
محمد أبو النور - ريف دمشق - المعضمية
إبراهيم أبو محمد - ريف دمشق - المعضمية
محمد أبو يزن - ريف دمشق - داريا
محمد زعل النجلات - درعا - ازرع
ضياء صلاح عمايري - درعا - جاسم: عالية
سفيان النجار - درعا - درعا المحطة
أحمد عبد الحميد مخيبر - حمص - القصير
إبراهيم حسين عبدو الإبراهيم - حماه - مورك
محمود ورد - حماه - السلمية
لواء الاحمد - دمشق - 
محمد عبد اللطيف رحيل - حمص - القصير
محمد خالد علاوي - دير الزور - الجبيلة
محمد أحمد المرعي - حمص - القصير
شهاب محمود الحديدي - حلب - مساكن هنانو
مصطفى الأسود - حلب - المسلمية
علي الأسود - حلب - المسلمية
حمود الأسود - حلب - المسلمية
سامر محمد شما - حلب - دارة عزة
سامر صوفان العمر - حمص - 
حسون جنيد - دير الزور - حطلة
عمر جنيد - دير الزور - حطلة
مها جنيد - دير الزور - حطلة
ماهر مطر - ريف دمشق - داريا
حسين علي الراعي - حماه - التويني
يحيى أحمد شمس الدين - حمص - القصير
أحمد ظريفة - ريف دمشق - دوما
محمد صلاح الكلس - ريف دمشق - دوما
نور فايز الكراد - درعا - حي طريق السد
محمود الجفال - ادلب - معرة النعمان
فراس أبو علاء - ريف دمشق - داريا
وسيم أحمد عبد الجواد - ادلب - معرة النعمان
محمود أبو أنس - ريف دمشق - داريا
محمد عدنان الطويل - ادلب - معرشورين
مجد أبو فهد - ريف دمشق - داريا
سامر أبو نمر - ريف دمشق - داريا
أسامة أبو سعيد - ريف دمشق - داريا
عماد أبو علاء - ريف دمشق - داريا
محمد حسن الأحمد - حماه - كريمش
ماجد العلي - حلب - حي طريق الباب
خالد الفاروق - حلب - جرابلس: العمارنة
محمد جاسم العلي - حلب - السفيرة
عدنان محمد جاسم العلي - حلب - السفيرة
خالد الحسين الحاج حمدو - حلب - السفيرة
جميل أحمد حسن - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل
عبد السلام الأحمد - حمص - القصير: قرية الخالدية
مصعب محمد الخولي - حمص - القصير: الموح
ركان عبد الكريم الفاضل - حمص - القصير
عمر العقلة - دمشق - التضامن
خالد حيدر أيوب - ريف دمشق - القلمون: بدا
أنس أبو زاهر - ريف دمشق - المعضمية
مجيدة حسن الهلال - دير الزور - بلدة الخريطة
عبد الله الكردي - ريف دمشق - عين ترما
محمد صبحي العسكر - دير الزور - البوليل
محمد نزيح - ريف دمشق - جيرود
أم نضال - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل
منير الصعيدي - ريف دمشق - عرطوز
محمد مريويد - ريف دمشق - النشابية
عبد الله محمد الجروان - القنيطرة - عشيرة البلاحسة
عبد الرحمن ظافر المحلول - ادلب - معرة النعمان
المصادر:
1- الهيئة العامة للثورة السورية.
2- لجان التنسيق المحلية.
3- الشرق الأوسط.
4- العربية نت.
5- الجزيرة نت.
6- الحياة.
7- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.