قوات النظام والميليشيات الرافضية تسيطر على اجزاء من يبرود، والمجاهدون يحررون سعسع و مناطق في القنيطرة وريف ادلب الجنوبي، والمبعوث الدولي لسوريا يصل إلى طهران، والمعارضة تستبعد المشاركة في جنيف3.
87 قتيلاً:
قتلت قوات الأسد يومنا هذا الأحد 87 شخصاً، معظمهم في دمشق ودرعا وحلب.
وتوزع القتلى على بلدات ومناطق سورية كالتالي:
في دمشق وريفها، قتل 39 شخصاً، وفي درعا قتل 20 شخصاً، وفي حلب قتل 16 شخصاً، وفي حمص قتل 9 أشخاص، وفي حماه قتل شخصان، وفي الرقة قتل شخص واحد. (1)
مناطق القصف:
في دمشق وريفها، قصفت قوات الأسد بالمدفعية والرشاشات الثقيلة أحياء مخيم اليرموك وجوبر والعسالي، كما استهدف القصف مناطق جرود حلبون وأرض الظهرة في منطقة وادي بردى، وقصفت قوات الأسد أيضاً براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، مدن وبلدات رنكوس وداريا وخان الشيح، وعلى عدة مناطق بالغوطة الشرقية، كما قصف الطيران الحربي الأسدي بساتين بلدة رنكوس والجبل الغربي لمدينة الزبداني، وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة رأس المعرة بمنطقة القلمون. (2)
قصف عدة مناطق في درعا:
وفي درعا، قصفت قوات الأسد بالمدفعية الثقيلة بلدات، علما والنعيمة وجلين وعتمان، وأحياء طريق السد ومخيم درعا، وأحياء درعا البلد، كما قصفت بالبراميل المتفجرة، مدن وبلدات النعيمة وبصرى الشام، وداعل والحراك وبصر الحرير وأم المياذن والغارية الشرقية، ومخيم درعا، وأطراف بلدة جلين ومنطقة غرز. (2)
قصف أحياء حلب:
وفي حلب قصفت قوات الأسد بالطيران الحربي قرية تل شعير ومحيط سجن حلب المركزي، واستهدف الطيران الحربي والمروحي بالبراميل المتفجرة، أحياء مساكن هنانو، والشيخ مقصود ودوار البريج، وطريق الباب والصاخور وضهرة عوّاد، والمدينة الصناعية وأطراف مخيم حندرات بحلب.
وفي حماه، قصفت قوات الأسد براجمات الصواريخ مدينة مورك وقرية قبر فضة، كما قصفت أيضاً، قرى عيدون وتلول الحمر، ومنطقة السطحيات في ريف حماه الجنوبي، وجدد الطيران الحربي والمروحي قصفه بالبراميل المتفجرة مدن مورك وكفرزيتا، ومنطقة الزور بريف حماه الشمالي، وقرى ناجية عقيربات بريف حماه الشرقي.
قصف القنيطرة وإدلب:
وفي القنيطرة، قصفت قوات الأسد براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، بلدات ومناطق محررة بريف القنيطرة الجنوبي والأوسط، كما قصف الطيران الحربي الأسدي بالبراميل المتفجرة، بلدة الدوايا وعدة مناطق بريف القنيطرة.
وفي إدلب، قصفت قوات الأسد بالمدفعية الثقيلة بلدة الرامي وبلدة البشيرية بريف جسر الشغور, كما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، أطراف قرية الشيخ مصطفى بريف إدلب الجنوبي.
وفي دير الزور، قصفت قوات الأسد بالمدفعية الثقيلة الأحياء المحررة بالمدينة, كما قصف الطيران الحربي الطريق الدولي جنوب مطار دير الزور العسكري. (2)
قصف حمص:
وفي حمص، جددت قوات الأسد قصفها بالمدفعية والرشاشات الثقيلة، على منطقة الجزيرة السابعة بحي الوعر بالمدينة، تزامناً مع قصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات على مدن الرستن وتلبيسة.
وأخيراً في اللاذقية، قصف الطيران الحربي طريق اتستراد اللاذقية_ حلب الدولي بريف اللاذقية. (2)
حملة اعتقالات:
شنت قوات الأسد حملة اعتقالات لـ 8 أشخاص في شارع أبي الفداء بمدينة حماه. (3)
مهاجمة المربع الأمني:
في دمشق وريفها، هاجمت عدة كتائب من المجاهدين المربع الأمني المحصن لقوات الأسد، بالإضافة إلى مقرات وحواجز عسكرية في بلدة سعسع بريف دمشق الغربي، على اتستراد دمشق – القنيطرة، وذلك في معركة أطلق عليها "فجر التوحيد".
كما تمكن المجاهدون من السيطرة على حاجز مفرق بيت جن والرحبة العسكرية وسط البلدة، واستهدفوا بقذائف الهاون والرشاشات المتوسطة فرع المخابرات الجوية، كما استهدفوا الفوجين 168 و137 التابعين لقوات الأسد بقذائف الهاون، ودمروا آليات عسكرية، واستولوا على كميات من الأسلحة والذخائر، قبل انسحابهم من المنطقة.
أما في عدرا العمالية، تمكن المجاهدون من تدمير آلية عسكرية لقوات الأسد. (3)
صد التقدم:
صد المجاهدون في حماه، محاولة تقدم قوات الأسد باتجاه مورك، واستهدفوا تجمعات الشبيحة بالصواريخ، كما استهدفوا تجمعا للشبيحة في قرية ربيعة الموالية لقوات الأسد بعدة صواريخ. (3)
قنص عناصر أسديه:
تمكن المجاهدون من قنص 2من قوات الأسد على المتحلق الجنوبي من جهة بلدة عربين.
استهداف وسيطرة:
في إدلب، تمكن المجاهدون من السيطرة على عدة نقاط في ربع الجوز جنوب معرة النعمان، وقتلوا عدد من قوات الأسد، كما قاموا باستهداف حاجز معرزاف في مدينة خان شيخون بالمدفعية.
وفي دير الزور، استهدف المجاهدون مطار دير الزور العسكري بالصواريخ.
وفي حماه، استهدف المجاهدون تجمعات قوات الأسد، جنوب بلدة مورك وحققوا إصابات مباشرة.
وفي درعا، تمكن المجاهدون من تدمير آلية عسكرية، وقتلوا طاقمها، كما قاموا باستهداف تجمعات لقوات لأسد المتواجدة بحي طريق السد في درعا المحطة، واستهدفوا بالقذائف، القوات المتواجدة في فرع المخابرات الجوية في محيط قرية غرز.
وفي بلدة عتمان، تمكن المجاهدون من تدمر عددا من الآليات العسكرية، وقتل 6 عناصر من قوات الأسد، كما سيطر المجاهدون على حاجز الصوامع في منطقة غرز وقتلوا عددا من قوات الأسد. (3)
جسر قرقوزاق:
في الرقة، تمكن المجاهدون من السيطرة على جسر قرقوزاق، وقتلوا 6 عناصر من تنظيم الدولة.
انفجار عبوة وسيارة:
في الرقة، انفجرت عبوة ناسفة في سيارة تابعة لتنظيم الدولة ما أسفر عن مقتل عنصرين منهم.
وفي الحسكة، انفجرت سيارة مفخخة بحاجز للعناصر حزب الاتحاد الديمقراطي في قرية خربة البنات برأس العين. (3)
استبعاد المشاركة:
استبعد فايز سارة المستشار الإعلامي والسياسي لرئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا، مشاركة الائتلاف في الجولة الثالثة من مفاوضات "جنيف 2"، والتي لم يحدد موعدها بعد، و قال فايز: إن الائتلاف شارك في الجولتين الماضيتين احتراما لقرار الأمم المتحدة رقم " 2218 "، والذي تتضمن اتخاذ إجراءات ضد الأطراف التي تعطل الوصول لحل في المفاوضات، وهو ما لم نلمسه في الجولتين الماضيتين، ومن ثم لا يوجد ما يجبرنا على الذهاب مره أخرى.
وأضاف أن القرار بشأن الذهاب إلى الجولة الثالثة من المفاوضات تتخذه الهيئة العامة للائتلاف السوري بأغلبية الأصوات، غير أن ما يصلني من الحوار مع أعضاء الائتلاف أن هناك سخطا بسبب عدم تحقيق أي نتائج. (4)
الأسد يعلن سيطرته على يبرود:
سيطرت قوات الأسد المدعومة بمليشيات حزب الله بشكل كامل على مدينة يبرود، آخر معقل المعارضة المسلحة في جبال القلمون على بعد 75 كلم شمال دمشق، وقال أحد ضباط قوات الأسد"حققنا السيطرة التامة على المدينة عند الساعة العاشرة من هذا الصباح"، بينما كان عدد من جنود الجيش السوري النظامي يستريحون على الأرصفة من عناء المعارك، وأوضح الضابط أنها كانت المعركة الأكثر صعوبة التي شنها الجيش السوري؛ لأن المسلحين كانوا يتواجدون في الجبال المطلة على المدينة، وفي المباني داخل يبرود، وقد تعين في البداية التركيز على التلال ثم دخل الجيش المدينة السبت من مدخلها الشرقي وحسم المعركة الأحد. (5)
التزام وتعاون:
أكد نائب وزير الخارجية السورية فيصل المقداد، التزام بلاده بتنفيذ تعهّداتها بشأن الأسلحة الكيميائية، رغم الظروف الصعبة التي تمر بها، وأشار إلى محاولات بعض الدول"تسييس هذا الملف في الوقت الذي تعاملت فيه سوريا، بتعاون وتنسيق كامل مع البعثة المشتركة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية". (4)
انتشار للأوبئة:
شهدت محافظة دير الزور مؤخرا انتشار مرض السل الذي لا يقل ضراوة عن الأمراض والأوبئة التي إصابة المحافظة في السابق وكان أخرها شلل الأطفال.
وسجلت12 إصابة بهذا المرض في ريف دير الزور حتى الآن، 7 منها في مدينة العشارة و3 في الميادين، و2 في بلدة الخريطة بالريف الغربي.
وناشد الأطباء والناشطون في المحافظة، المنظمات الدولية والحكومة المؤقتة لتأمين علاج للمصابين ووسائل للحد من تفشي المرض.
وتأتي خطورة هذه الحالات، حسبما أفاد الدكتور خالد، من كون المصابين من أرباب الأسر في الغالب، مضيفا أن الحالات السبعة المسجلة في مدينة العشارة هي لخمس رجال وامرأتين، كما أوضح أن أعمار المصابين تتراوح بين 24 و75 عاما، ما يضاعف احتمالات انتقال المرض لأفراد أسرهم ومن يعيش بالقرب منهم.
وعن الأسباب الرئيسية لانتشار المرض في المنطقة، فقد أوضح الدكتور خالد أن جميع الحالات ظهرت في مناطق تعد نسبة تلوث الهواء فيها عالية، حيث تتشكل فوق مدينة العشارة سحب سوداء نتيجة تكرير النفط بالقرب من المدينة، كما أن انخفاض مستوى الرعاية الصحية في المنطقة أدى إلى تحولها إلى بؤرة للأمراض والأوبئة. (2)
الإبراهيمي في طهران:
وصل المبعوث الدولي لسوريا الأخضر الإبراهيمي إلى العاصمة الإيرانية طهران، للتباحث مع الإيرانيين بشأن آخر تطورات الأزمة السورية، وما يتعلق بمؤتمر جنيف، وتأتي هذه الزيارة، عقب إعلان الحكومة السورية نيتها إجراء الانتخابات الرئاسية الصيف المقبل وترشح الرئيس بشار الأسد لها، وهو ما عده الإبراهيمي في تصريحات سابقة خطوة تهدد العملية السياسية والمفاوضات بين النظام والمعارضة.
وتباحث الإبراهيمي مع الأمين العام لمجلس الأمن القومي علي شمخاني، ومن المرتقب أن يلتقي كلا من الرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد. (7)
دعوى قضائية ضد المعلم:
أكد المحامي اللبناني طارق شندب أن "فريقاً من المحامين اللبنانيين سيتقدمون بدعوى قضائية، لتوقيف وزير الخارجية السوري وليد المعلم"، الذي يخضع للعلاج في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت بعد إجراء عملية قلب مفتوح له.
وقال شندب إن "الدعوى الجزائية التي سيتقدم بها فريق مكون من ١٣ محام لبناني غداً الاثنين، ستتضمن طلب توقيف المعلم بجرم المشاركة بقتل لبنانيين، في بلدة عرسال وقرى لبنانية حدودية أخرى مع سورية"، وأوضح أن "المحامين سيطلبون من النيابة العامة التمييزية اعتبار المعلم مجرماً دولياً"، مشيراً إلى أنه "لا حصانة في الجرائم الدولية، خصوصاً أن الجامعة العربية لا تعترف بالنظام السوري كنظام دولة في سورية". (6)
سوريا سنة أخرى من الثورة:
عمر كوش
تعقيدات كثيرة اعترت الأزمة السورية، مع إكمال الثورة السورية عامها الثالث، ودخولها العام الرابع، حيث بات من الصعب استشراف المسار الذي ستتخذه الثورة، خاصة مع سيادة حالة من الاستعصاء على المستوى العسكري، بالتزامن مع حالة من الانسداد على المستوى السياسي.
الأسطورة المؤسسة:
مع وصول الأزمة، التي سببها تعامل النظام مع غالبية السوريين، إلى درجة الكارثة الإنسانية غير المسبوقة، فإن قوى ما يسمى "المجتمع الدولي"، لم تقدم للسوريين سوى وعود فارغة، بعد أن حصرت مراهنتها على وهم حل سياسي، يمكن أن يقدمه مؤتمر جنيف2 الذي فشل قبل انطلاق عجلة مفاوضاته.
واتضح للعالم أجمع أنه ليس هناك من جماعة النظام، من هو صاحب إدارة سياسية، أو من يهمه إيقاف سيلان نهر دماء السوريين، بل إنهم مجموعة من المتعطشين للدماء، وثلة من المتغطرسين والمدجنين في بوتقة نظام فاشي، يستند إلى أسطورة، تنهض على سردية ثأرية غابرة، ويستقوي على العزل بعصبية طائفية بربرية، شعارها الأساس هو الموت أو الخضوع.
وبعد ثلاثة أعوام، مازال نظام الأسد الفاشي يوغل في القتل، وعلى مرأى من العالم، لذلك يصعب على كثيرين استيعاب هذا الكمّ من العوامل الدولية التي لعبت ضد الشعب السوري وقضيته، حيث تشير كل المؤشرات الحالية إلى أن القوى الدولية لا تأبه بالكارثة السورية، ولا يعنيها طول أمد الصراع.
وبالتالي لا جدوى من المراهنة على الإرادة الدولية، كونها تقوم على معايير غير إنسانية، تأخذ في الحسبان اعتبارات المصالح وحسابات الربح والخسارة، ولا تعير أي اهتمام للأخلاق أو القضايا الإنسانية، بالرغم من أن الثورة السورية بدأت سلمية، وبقيت كذلك أشهرا عديدة، بالرغم من التعامل الفاشي معها، وباتت غالبية السوريين تشعر بأنها يتيمة ووحيدة، ولم تجد سوى أن تضع دمها على كفها، ماضية في طريق الخلاص، الذي لا رجعة فيه.
وفي الوقت الذي تنأى به إدارة الرئيس الأميركي عن فعل شيء، إزاء الكارثة الإنسانية، التي سببتها الحرب الشاملة للنظام ضد الثورة وحاضنتها الاجتماعية، فإن كل شيء بات مباحا دوليا، أو -على الأقل- مسكوتا عنه، ووصل الأمر إلى درجة استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين من الأطفال والنساء والرجال، في أكثر من موقع وواقعة، ولم يكتف النظام بذلك كله، بل راح يسوق لأيديولوجية متغطرسة تبرر إجرامه وإرهابه، وتضعهما في مصاف الأمور الطبيعية، وفق معيارية فاشية، تمتد جذورها داخل نسق طائفي مقيت، وأبعاد أخلاقية مولدة له.
ووسط ردود الفعل الدولية البائسة ضده، راح حاكم دمشق، يتشدق بكلمات عن الشرعية والأحقية في الحكم، معتبرا حفظ أمنه وأمن عصابته، من أمن الدولة والاستقرار والوحدة، بوصفه يجسد الدولة في شخصه، في مواجهة المؤامرات والمكائد الداخلية والخارجية، حتى تحول الأمر لأسطورة مؤسسة لنظام الأسد الفاشي.
ويدرك غالبية ساسة العالم وصناع القرار فيه، حجم وهول ما صنعه الفاشي من فظائع خطيرة، وليس ذلك وحسب، بل إنه حوّل سوريا إلى مرتع للمجموعات الإرهابية، التي تتخذ من الإسلام يافطة، بغية الوصول إلى دويلاتها وإماراتها.
وأضحى السوريون تحت وطأة وحشية مزدوجة، وحشية هذه المجموعات الإرهابية، ووحشية النظام، الذي يفاخر بأيديولوجيته المقيتة، وعصبيته الذميمة، وسياسته الطائفية الغادرة، وخطاباته المنفلتة من أية عقال، ومواقفه المتهورة، التي انصبت على محاولات إثارة الحرائق في دول المنطقة، خلال السنوات الثلاث الماضية، وما يزال ماضيا في أفعاله دون أي رادع، بل إنه وجد في ملالي إيران وساسة موسكو وصفاء له، ومدافعين عنه، وداعمين له بكافة الوسائل المادية والعسكرية والسياسية.
إن كل سوري عانى، منذ أكثر من أربعة عقود، من مظاهر الفاشية الأسدية، بنسختيها، الأب والابن، حيث كان يُفرض -وما يزال-على الصغير والكبير إثبات خنوعه وولائه وتبجيله للقائد الأوحد، وظل الله على الأرض، والمعلم الأول، الملهم الأول، والفارس الأول، والفريق الأول، والأب القائد، الذي يختصر كلا من الدولة والوطن في شخصه الأوحد، والويل الويل لمن يجرؤ على المسّ به، من قريب أو حتى من بعيد.
إنه الفاشي الأول والأوحد، الذي ربط مصير سوريا كلها بمصير بقائه حاكما أوحد، وليس لديه أي شك في أنه سيدمر سوريا إن أحس بأن كرسي حكمه سيفلت من بين يديه.
ولا شك في أن العالم ليس بحاجة إلى أدلة وإثباتات وقرائن على فاشية النظام الأسدي، ولن يكون آخر القرائن صور جثث أحد عشر ألف معتقل، عذبوا حتى الموت في زنازين وأقبية استخبارات هذا النظام، بوصفها فظاعات باتت تضاهي فظاعات النظام الفاشي النازي، ملهم النظام الأسدي وقدوته ومثاله الأول.
وإذا كان السوريون تركوا وحدهم في مواجهة فظاعات هذا النظام، فإن المراهنة على إرادة دولية لإيقاف جرائمه تبدو مراهنة فارغة، بعد ثلاث سنوات من عمر الأزمة السورية، فيما الثابت هو أن كل دول العالم متفقة على تقنين الدعم للثورة السورية، وعدم مدّها بالسلاح النوعي، الذي يمكنه أن يحدث توازنا في القوى.
هذا في وقت تُرك فيه النظام، ينفذ ما يحلو له من خطط، واستخدام لأسلحة مدمرة، بواسطة الطائرات والدبابات والمدافع، حيث تنهمر براميل الموت والصواريخ والقنابل يوميا على كافة المدن والبلدات السورية، ولا مانع لدى النظام من أن يعيد سيطرته على مدن وبلدات وقرى فارغة من سكانها، فهم ليسوا بشرا في معياره الفاشي.
تحولات مسار الثورة:
لعل التحول الأول على مسار الثورة، طرأ نتيجة اضطرار قسم من شبابها، الذين شاركوا بشكل أو بآخر في حركة الاحتجاج السلمي العام، الذي شمل معظم المناطق السورية، إلى حمل السلاح، ليدخلوا في حرب غير متكافئة مع النظام الأسدي، بعد إعلانه الحرب على المتظاهرين السلميين وعلى حاضنتهم الاجتماعية، وخوضه حربا شاملة مدمرة ضد غالبية السوريين ومناطق سكناهم.
وهو الأمر الذي أفضى إلى تراجع المظاهر المدنية السلمية التي أسست للثورة السورية، حين كان المتظاهرون يوزعون التمّر على الجنود، ويحملون الورود وأغصان الزيتون في مواجهة رصاص قوى الأمن والشبيحة، وكانت صور اللافتات، في مرحلة التأسيس للثورة، تجمع بين الهلال والصليب، وتساوي ما بين السني والعلوي والدرزي والإسماعيلية، وبين العربي والتركماني والكردي.
وهي صور مازالت ماثلة أمام الأذهان، وتختزنها ذاكرة الثورة، وكلنا يذكر شعار "واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد"، الذي صدحت به حناجر المحتجين في معظم المناطق الثائرة.
غير أن التحول في مسار الثورة استحال إلى حرب حقيقية، أزاحت المظاهر السلمية لتظهر مشاعر الكراهية والانقسام، وصعدت مظاهر العسكرة من خلال تسلح مجموعات عسكرية وأهلية، وخاصة في الريف السوري، حيث إن أفراد عائلات بلدات وقرى كثيرة جنّدت شبانها ورجالها من أجل الدفاع عن حياتهم وأماكن سكناهم، لكنها أدخلت أيضا نفسا من الكراهية وروحية الانتقام من الآخر.
وراحت المجموعات العسكرية غير المنظمة تبحث عن موارد تسليحها وعيشها بشتى الطرق، المشروعة وغير المشروعة، خاصة مع انعزال معظم الضباط الذين انشقوا عن الجيش النظامي وآثروا اللجوء إلى تركيا والأردن وسواهما من البلدان.
ولعب الدعم الخارجي، المنحاز وغير المنتظم، الذي تلقته المجموعات والفصائل المسلحة، دورا في تعدد ولائها وتناثرها، وقد ارتاب سوريون كثر من الأجندات التي تهدف إليها الدول الداعمة، بوصفها كانت عاملا رئيسا في إشاعة فوضى السلاح والتسلح، وإطلاق اللحى والذقون.
وإذا كان لا بد من العسكرة والتسلح غير المنتظم، بوصفهما من مظاهر رد الفعل الأولية والطبيعية على جرائم وهمجية النظام الفاشي الأسدي، لكنها -مع الأسف- لم تتحول إلى فعل مقاومة منظم ضد استباحة النظام للمدن والمناطق والقرى السورية، بالرغم من أن خصوصية الثورة السورية ومفرداتها، تستلزم مقاومة منظمة، متعددة المظاهر والفعاليات.
ويتأكد ذلك أكثر إذا تذكرنا أن سوريا اليوم، تخضع لآثار احتلال مركب احتلال داخلي، ممثلا بالنظام الفاشي الذي احتل البلد منذ أربعة عقود، واحتلال خارجي، تجسده فصائل إسلامية متشددة وخبراء إيرانيون ومليشيات حزب الله ومليشيات عراقية وغير ذلك.
وبالتالي، باتت الثورة السورية توجه نظاما، يعتبر نفسه قوة احتلال، واستدعى قوات احتلال أجنبية، كي تساعده وتخوض المعارك معه ضد الشعب.
وعشية دخول الثورة السورية عامها الرابع، ما يزال المدنيون السوريون مستمرين في فعل مقاومتهم، فيما تبدو بعض الفصائل المسلحة بعيدة كل البعد عن فعل المقاومة، بمختلف مظاهرها.
ولعل العسكرة المنفلتة من رباطها وعقالها، أنتجت مظاهر و"هيئات شرعية" و"إمارات"، بعيدة كل البعد عن أهداف الثورة السورية ومطالب ناسها، فالناس في الثورة أحسوا بأنهم أحياء، حين قرروا الخروج من بيوتهم والنزول إلى الساحات والشوارع للاحتجاج على الاستبداد المقيم منذ أكثر من أربعة عقود.
لقد خرج غالبية السوريين طلبا للحرية واسترجاع الكرامة، ولوضع حدّ لليأس والذل والخنوع، وتحملوا لأجل ذلك كل أنواع القذائف والقنابل والرصاص التي مازالت تنهمر عليهم، وتخطف أرواحهم.
لذلك، من الطبيعي أن يشعر الثائرون السوريون بأن حياتهم أضحت ذات معنى في الثورة، وأن كل فرد فيهم يمتلك ذاتا، شعر لأول مرة في حياته بقيمتها في ميدان التظاهر والاحتجاج، فقرروا جميعا عدم التراجع أمام إمعان النظام في القتل والمجازر، بل وأظهروا قدرة لا توصف على التحمل بالرغم من كل أنواع القصف والدمار الذي لحق بهم وبأماكن سكناهم.
أما بالنسبة للمعارضة السياسية، فإنها لم تثبت خلال السنوات الثلاث الماضية سوى قدرتها على الانقسام والتشرذم والاستعراض، فيما نجح النظام الفاشي في إحداث اختراقات كثيرة.
لكن، ورغم ذلك، فإن قوى الثورة ستظل تصارع من أجل تحقيق آمال الشعب السوري في نيل الحرية والتحرر، والوصول إلى دولة مدنية تعددية، تنهض على مبادئ المواطنة وحقوق الإنسان.
وإن كان ثمة فعل ضروري ومطلوب من الجماعات المسلحة، فهو الانخراط في صف الثورة، والمشاركة في المقاومة بشكل موحد ومنظم، بغية الوصول إلى سوريا الجديدة، والعمل على الحفاظ على صورة سوريا التاريخية، باختلافاتها وتنوعاتها ومدنيتها. (7)
أسماء بعض الضحايا الذين قتلوا بنيران وأسلحة نظام الأسد (نسأل الله أن يتقبل عباده في الشهداء) (8)
حسين الغاطي - حمص - الدار الكبيرة
عبد الرحمن محمود الضحيك - حمص - تلبيسه
سمية محمود الضحيك - حمص - تلبيسه
منال أحمد بكور - حمص - الرستن
رهف الرز - حمص - الرستن
جميل الأسعد - حمص
علي الشيخ - حمص
أمجد محمد المصري - حمص
علي غاطي الغاطي - حمص - الدار الكبيرة
محمد الخطيب - درعا - الحراك
أمين أحمد النجم - درعا - غباغب
كمال محمد الحكيم أبو زعلان - درعا - صيدا
إبراهيم قطف - درعا - أم المياذن
عدي عدنان المكحل المسالمة - درعا - أم المياذن
أنس حمود عرفات - حماه - كفرزيتا
إيمان عامر النجار - درعا - بصرى الشام
عماد عامر النجار - درعا - بصرى الشام
رياض عوض النجار - درعا - بصرى الشام
محمد حامد النجم - درعا - بصرى الشام
عامر محمد العيسى المقداد - درعا - بصرى الشام
إخلاص مسلم العمر - درعا - صماد
وجيه راشد الشيخ حامد - حماه - حلفايا
أحمد محمد الصلخدي - درعا - النعيمة
باسل علي العبود - درعا - النعيمة
ماهر بسام الرمضون - حماه - اللطامنة
سليم خيرو السعيد - حمص
أسامة عبد الرحمن - إدلب - جسر الشغور: الناجية
وليد عبد الحميد النجم الخلف - إدلب - ابلين
المصادر:
1) لجان التنسيق المحلية
2) مرآة الشام
3) مسار برس
4) القدس العربي
5) إيلاف
6) الحياة اللندنية
7) الجزيرة نت
8) مركز توثيق الانتهاكات في سوريا