الجيش العراقي يتوغل في سوريا لمساندة الأسد، وتحديد تحرك الجعفري في حدود 40 كيلو متر مربع في نيويورك، وصمود وصد في المنطقة الصناعية، وكمين الفتح المبين يوقع قتلى في صفوف الأسد.
58 قتيلا:
قتلت قوات الأسد وحلفاؤه يومنا الأربعاء أكثر من 58 شخصا معظمهم في حلب فقد قتل بها 18 شخصا بينهم طفلان، أما في مخيم اليرموك، بدمشق فقد توفي رجلان مسنان توفيا بسبب سوء التغذية والجفاف ونقص المواد الطبية بالحصار، ومن بين القتلى 7 أطفال وامرأتان و6 أشخاص قتلوا تحت التعذيب وملازم أول منشق.
وفي ريف دمشق قتل 20 بينهم طفلين و3 شهداء تحت التعذيب، وفي حلب قتل أكثر 18 شخصا بينهم طفلان، وفي درعا قتل 4 بينهم شخصين قتلا تحت التعذيب، وفي حمص قتل 10 أشخاص بينهم 3 أطفال وامرأتان وملازم أول منشق، وفي درعا قتل 4 أشخاص بينهم 2 قتلا تحت التعذيب، وفي إدلب قتل3 أشخاص وفي دير الزور قتل 3 أشخاص كذلك بينهم شخص قتل تحت التعذيب. (1)
أكثر من 20 غارة على يبرود:
كثف نظام الأسد من قصفه بالبراميل المتفجرة في العديد من البلدات والمدن السورية مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وذكرت شبكة سوريا مباشر أن أكثر من عشرين غارة جوية وعشرة براميل متفجرة استهدفت يبرود والتلال المحيطة بها في منطقة القلمون. (8)
الجيش العراقي يتوغل في دير الزور:
توغل الجيش العراقي اليوم الأربعاء في بادية مدينة البوكمال داخل الأراضي السورية بدير الزور، وأقدم على إطلاق النار على عدد من المدنيين الذين كانوا يعملون في المنطقة، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين. بينما استمرت الاشتباكات حول مطار دير الزور العسكري وعلى الطريق الدولي، واستهدف الطيران الحربي الأسدي محطة توليد الكهرباء في حقل “التيم” النفطي في ريف دير الزور. وقد توغلت قوات الجيش العراقي عدة مرات سابقة لكنها في الآونة الأخيرة تزايدت بصورة كبيرة وملحوظة، إذ نتج عن توغلهم إصابات راح فيها قتلى وجرحي من المدنيين. (7)
قوات الأسد تكثف غاراتها على حلب:
كثف الطيران الحربي من غاراته على عدة أحياء بمدينة حلب، مستهدفا بـ 11 برميلا متفجرا مساكن هنانو، ما أدى إلى وقوع 7 شهداء و20 جريحا إضافةً إلى أضرار في الأبنية السكنية والمحال التجارية. (7)
كمين الفتح المبين:
أعلنت غرفة عمليات “الفتح المبين” اليوم الأربعاء عن قيام الثوار بالتصدي لمحاولة قوات الأسد التقدم على محور عزيزة باتجاه المنطقة الصناعية، فيما أسفر ذلك عن مقتل عنصرين منها وإعطاب آلية عسكرية. واندلعت اشتباكات عنيفة بين المجاهدين وقوات الأسد قرب جامع حذيفة بن اليمان. وشهدت أحياء السبع بحرات وباب الحديد وحلب القديمة ومحيط القصر العدلي وحي العامرية شهدت أعنف الاشتباكات، حيث قتل المجاهدون خلالها 9 عناصر من قوات الأسد وقتل عدد آخر من تلك القوات في كمين نصبه الثوار لهم في جبهة اللواء 80، كما اندلعت اشتباكات عنيفة على جبهتي مطار النيرب والنقارين. (7)
عملية بصرى الشام:
أعلن المجاهدون تنفيذ عملية مشتركة في بصرى الشام بدرعا. استهدفت مقرا مشتركا لقوات النظام وحزب الله اللبناني بالمدينة حيث تم تلغيم هذا المقر وتفجيره عن بعد. وقد أسفرت العملية وفقا لناشطين عن مقتل سبعة عناصر من قوات النظام وحزب الله بينهم قياديون وجرح عشرة آخرين. (8)
إنجازات سريعة للمجاهدين:
سيطر المجاهدون في الحسكة على الصوامع ومركز الأعلاف في مركدة بعد اشتباكات مع تنظيم الدولة، وفي حلب قنص المجاهدون 3 عناصر من قوات الأسد في حي صلاح الدين، بينما تصدت كتائب المجاهدين لرتل عسكري متجه إلى مورك وقتلت 8 عناصر من قوات الأسد، وقتلت في حماه عنصرين من قوات الأسد أثناء محاولتهم اقتحام قرية طلف. ودمر المجاهدون في حلب آلية عسكرية وقتلوا عنصرين من قوات الأسد أثناء اشتباكات في محيط قرية عزيزة.
أما في ريف دمشق فقد قتل المجاهدون 4 ضباط من الحرس الجمهوري في قوات الأسد خلال اشتباكات بمحيط يبرود، وفي درعا قنصت كتائب المجاهدين عنصرين من قوات الأسد أثناء اشتباكات بمحيط اللواء 52 في بلدة الحراك. (7)
صد قوات الأسد في محطة المهاش:
تمكن المجاهدون من صد محاولة قوات الأسد التقدم باتجاه محطة “المهاش” للغاز في الريف الغربي، ما أدى إلى مقتل 5 من عناصرها وتدمير آليتين عسكريتين، وإجبار قوات الأسد على العودة إلى داخل اللواء 137. بينما وقع انفجارا في أحد آبار حقل “حسيان” النفطي، أوقع إصابات بين المدنيين. (7)
نقاط الاشتباكات:
تجددت في دمشق الاشتباكات على مداخل حي مخيم اليرموك, بعد فشل الهدنة التي لم تلتزم بها قوات النظام.
ولا تزال الاشتباكات مستمرة في ريف دمشق على أطراف مدينة يبرود والمحاور المحيطة بها بمنطقة جبال القلمون.
وفي درعا دارت اشتباكات عنيفة في مدينة الشيخ مسكين وعند حاجز الصوامع في منطقة غرز بين كتائب المجاهدين وقوات النظام الأسدي.
ودارت اشتباكات في حلب في أحياء بستان القصر والعامرية بالمدينة, واستمرت الاشتباكات العنيفة في منطقة الشيخ نجار وقرب اللواء 80 شرقي حلب.
بينما في دير الزور تصدت كتائب من الجبهة الإسلامية لمحاولة قوات النظام إعادة السيطرة على محطة المهاش للغاز على أطراف اللواء 137 بدير الزور.
وفي إدلب استمرت الاشتباكات على الحواجز القريبة من خان شيحون تمكنت خلالها كتائب المجاهدين من تحرير حاجز الجسر اليوم.
وفي حماه كذلك استمرت الاشتباكات على أطراف مدينة مورك, واستمرت الاشتباكات في الحسكة قرب مدينة مركدة بين كتائب من جبهة النصرة والجبهة الإسلامية من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى. (3)
إشادة:
أشاد الائتلاف “من أجل سورية ديموقراطية” وهو منظمة سورية أميركية بالقرار الأميركي بمنع الجعفري من الخروج من نيويورك في بيانه. الذي قال فيه أن في الأشهر الستة الماضية كثف الجعفري “زيارات الدعاية في مختلف أنحاء الولايات المتحدة من أجل خداع الأميركيين وإثارة الخلافات” بين أفراد الجالية السورية المقيمة في الولايات المتحدة. (4)
الائتلاف لفورد: الميليشيات المستوردة لن تكون جزءاً من الحلّ السياسي:
رفض الناطق الرسمي للائتلاف الوطني السوري لؤي صافي تصريحات السفير الأمريكي السابق روبرت فورد، باعتبار "التفاوض مع ميليشيات حزب الله والفصائل الطائفية التي يستوردها نظام الأسد لقتل السوريين، جزءاً من الحل السياسي في سورية"، وقال في تصريح خاص لمكتب الائتلاف الإعلامي: "نحن لن نفاوض إلا السوريين، ولا نقبل مشاركة الميليشيات الخارجية التي تمتهن قتل الشعب السوري ضمن إطار الحل السياسي، وتحت ذريعة الأمر الواقع.
لأنّ تغيير الواقع هو الهدف الذي قامت الثورة السورية من أجل تغييره، وليس من الممكن وبعد ثلاث سنوات من النضال، أن ندعى للاستسلام للأمر الواقع.
إضافة إلى أنّ تدخل هذه الميليشيا الطائفية تحت أنظار العالم وهم يقتلون السوريين، هو أمر يخالف بشكل واضح، الأبجديات الأولى للقانون الدولي". (5)
تقييد الجعفري:
كشف مصادر دبلوماسية أمريكية عن منع بشار الجعفري سفير بشار الأسد لدى الأمم المتحدة من التنقل في دائرة نصف قطرها 25 ميلا. (2)
الأسد وسلاح يعمي الأبصار:
نقلت مصادر سياسية وإعلامية إيرانية مطلعة عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله إن سوريا باتت اليوم تمتلك سلاحا رادعا لإسرائيل واصفا إياه بأنه «سلاح يعمي بصر إسرائيل» .
وأورد الكاتب الإيراني محمد صادق الحسيني في مقال نشر أمس في جريدة القدس العربي في لندن أن هذا الكلام قاله الأسد بعد أن شرح له ملابسات صفقة أو تسوية تسليم السلاح الكيمياوي. (9)
وحدة تنسيق الدعم تواصل تقديم المعونات الغذائية للاجئين السوريين:
قامت وحدة تنسيق الدعم التابعة للائتلاف الوطني السوري، عبر مكتبها في كلِّس، بتنفيذ مجموعة من عمليات التدخل الطارئ لتزويد الطعام والإيواء للأهالي الوافدين إثر موجة النزوح التي حصلت مؤخراً من حلب إلى المناطق الشمالية والمعابر الحدودية مع تركيا وإلى الداخل التركي، بسبب القصف بالبراميل المتفجرة التي تتعرض المدينة في الآونة الأخيرة.
وقد عمل المكتب خلال ثمانية أيام من تاريخ 20 إلى 28 شباط الماضي على مجموعة من التدخلات. حيث قامت بالتعاون مع جمعية عبر القارات الإغاثية، بتوزيع 300علبة حليب أطفال، كما تم تقديم 450 وجبة غذائية كل يوم لمراكز أيواء النازحين في كلس، وعمل مكتب كلس على شراء 3500 علبة شامبو وزعت على الطلاب النازحين في مدارس مدينة كلس. كما تم توزيع بعض فرشات الأسفنج والبطانيات لعدد من العوائل النازحة في مدينة كلس.
وتم إمداد المطبخ لتحضير وتقديم 400 وجبة يومياً للنازحين الموجودين في مراكز الإيواء بكلس. وأخيرا تم تسليم 2000 وجبة غذائية لصالح النازحين في معبر باب السلامة. (5)
الخارجية الأميركية تقيد حركة الجعفري:
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء أنها أبلغت السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بأنه لا يحق له التحرك لأبعد من شعاع قطره 40 كلم حول نيويورك.
وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي “لقد سلمنا رسالة دبلوماسية إلى الممثل الدائم لسورية لدى الأمم المتحدة في نيويورك لإبلاغه بأن تحركاته تنحصر ضمن شعاع قطره 40 كلم” حول مانهاتن. وأضافت أن الرسالة وجهت في “أواخر شباط/فبراير”. (4)
أولبرايت: على المجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل لحل أزمة اللاجئين السوريين:
شددت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، مادلين أولبرايت، على “ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لحل أزمة اللاجئين السوريين الذين تزيد أعدادهم كل يوم بسبب الحرب التي تشهدها سوريا منذ ما يقرب من 3 أعوام”.
وأوضحت أولبرايت أن التقارير الأممية الأخيرة تشير إلى أن سوريا ستتخطى أفغانستان قريبا من حيث عدد لاجئيها الموجودين في دول الجوار، فضلا عن النازحين في الداخل، مشيرة إلى أن المفوضية العليا لشؤون اللاجين التابعة للأمم المتحدة تؤكد وجود 2.5 مليون لاجئ سوري اضطروا إلى ترك بلادهم هربا من العنف، أكثر من مليون منهم من الأطفال.
وأضافت أن هناك ما يقدر بـ6.5 مليون نازح داخل سوريا لا توجد أماكن إيواء لهم، أو مساعدات طبية أو غير طبية يمكن تقديمها لهم، لافتة إلى أن قوات الأسد قتلت أعدادا كبيرة من السوريين في الأسابيع الماضية، أثناء مفاوضات جنيف 2 للسلام.
ومضت قائلة “وهذا يوضح أن جولة المفاوضات الجديدة لن تنجح في إيقاف أعمال العنف في سوريا. كما أن النظام السوري لم يفِ بوعوده التي قطعها على نفسه بشأن التخلص من الأسلحة الكيميائية”. (4)
حرب سوريا وكأنها قبل 150 عاما:
عرف وزير الخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند، الحرب التي تشهدها سوريا بـ”الحرب التي ليس لها نهاية، والحرب التي لا تعرف قوانين وكأنها تجري في فترة ما قبل 150 عاما”.
وأكد ميليباند الرئيس والمدير التنفيذي في “اللجنة الدولية للإنقاذ”، أن تلك الحرب تسببت في مقتل الآلاف من البشر على مدار ما يقرب من ثلاث سنوات، لافتا إلى أن تلك الحرب تجر منطقة الشرق الأوسط بأكملها إلى مرحلة من عدم الاستقرار. (4)
مَن كَفّرنا فليس منا:
كتب المفكر والإعلامي الداعية مجاهد ديرانية، على موقعه الزلزال السوري، عن فتنة التكفير، التي يرتكبها الجهلة بدون معرفة أحكام الشريعة الإسلامية في ذلك، ودون معرفة العواقب. وأعطانا حلا مناسبا لمواجهة من نظن أنه قد يكون كافرا
حيث قال:
ما دخل التكفيرُ ساحةَ جهاد إلا أفسدها، ولا تسلّط أهلُ التكفير على مركب جهاد إلا أغرقوه. إن التكفير هو أول خطيئة ولغ فيها الغُلاة في تاريخ الأمة في أول الزمان وأعظمُ شر أحدثه الغلاة في أرض الشام في هذا الزمان، وهو أصل فساد الجهاد وأول خطوة في الطريق إلى الهزيمة، فإنه لا يكون بعدَه إلا هَرْجٌ ومَرْج. وما الهرج والمرج؟ إنه دماء وشقاء وفتنة ظلماء.
فمَن أحبّ أن يُحيل ساحةَ الجهاد في الشام إلى ساحة فتنة واقتتال فإن أضمن وأسرع الطرق إليهما هو فتح باب التكفير، ولئن رضيه فريق من الناس فإن عامة أهل الشام لا يرضونه، وإنهم ليهتفون ويقولون: ليس منّا وليس من ثورتنا من دعا إلى هرج ومرج، ليس منا وليس من ثورتنا من دعا إلى تكفير الناس.
إن هذا الباب لم يُفتَح قطّ إلا هَبّتْ منه ريحُ شر، وإن أهل الشام قد صمّموا على أنه باب موصَدٌ لن يسمحوا بأن يُفتَح عليهم أبداً إن شاء الله.
إن الحذر والتحذير والنقد والتشهير من لزوميات الثورة ومن أدواتها التي تحفظ لها عافيتها وتَقيها من الضياع؛ الحذر والتحذير من الأخطار، ونقد الأخطاء وأوجه التقصير، والتشهير بالفاسدين والمتسلقين الذين يَخفى أمرُهم على العامة، ليس تشفياً بهم وانتقاماً منهم وإنما حمايةً ووقايةً من شرورهم، فلا مجاملةَ لأحد على حساب الثورة، ولن نرضى بتقديم مصالح الأفراد على مصلحة العباد والبلاد.
ولكن الفرق كبير كبير بين التشهير والتكفير؛ الأول يشبه طلقات تحذيرية في الهواء، أما الثاني فإنه برميل متفجر أو صاروخ بالستيّ مدمر. إنه حكم باستحلال الدم في الدنيا وحكم بالحرمان من رحمة الله في الآخرة. ومَن يملك هذا الحق إلا الله؟
إن الحكم على أفراد الناس بالكفر والإيمان هو الذي سمّاه النبي صلى الله عليه وسلم "تألّياً" على الله، وهو يكاد يكون من الكبائر، ففي الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حدّث "أن رجلاً قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألّى عليّ أن لا أغفر لفلان؟ فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك".
قد يُقال إن ما يطلقه البعض من أحكام يدخل في باب تكفير الأعمال وليس في باب تكفير الأعيان، ويقولون إن هذا التوضيح مطلوب لأنه من الدين. والجواب من وجهين، أولهما أن ميادين الجهاد تمتلئ بالشبّان الصغار الذين لا حَظَّ لهم من العلم إلا أقل القليل، ولئن فرّق العالِمُ المتمكّن بين الفعل وفاعله فإنهم لا يفرّقون، فعند عامتهم أنّ مرتكبَ الفعل المكفّر كافرٌ بإطلاق، ولم أسمع إلى اليوم أن من أولئك الشبّان مَن يحسن النظر والتدبّر في شروط التكفير وانتفاء الموانع، فإذا سمعوا أن الائتلاف والأركان وقعا في الكفر فإن النتيجة الفورية التلقائية عندهم أن كل عضو من أعضائهما كافر حتماً، وإذا كان كافراً فإن الحكم المترتب على كفره هو هدر دمه، فيتحول المجاهدون إلى قَتَلة ويصبح أعضاء الائتلاف والأركان أهدافاً مشروعة للاغتيال.
الوجه الثاني: إن أكثر ما يصدر من أحكام بالكفر في الفكر الجهادي المعاصر يرجع إلى أصلين، هما موالاة الكفار والحكم بغير ما أنزل الله، وقد وجدنا أن في قياس الفعل البشري على الأصل المكفّر في الحالتين عَنَتاً وتنطعاً لا يرضاهما الراسخون الثقات من علماء الأمة. فقد ذهبت طائفة من الجهاديين إلى اعتبار أدوات الديمقراطية (كالانتخابات العامة وتداول السلطة) شركاً بالله واعتبار نظام الدولة المدنية حكماً بغير شرع الله، واشتطّت طائفة حتى جعلت الاتصال بدول الكفر موالاة، وقَبول الدعم والسلاح منها موالاة، بل بلغ الأمر ببعضهم أن يجعلوا الصورة يتصوّرها المسلم مع الكافر موالاة مكفِّرة! وفي ذلك كله مقال وتفصيل وأخذ وردّ، فكيف تُبنى عليه أحكام قطعية هي من أخطر وأعظم الأحكام في الإسلام؟
قال صاحب "العقيدة الطحاوية" (وهي من أهمّ المتون المعتمَدة عند أهل السنة والجماعة): "الإيمانُ هو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان، ولا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحود ما أدخله فيه، ولا نكفّر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحلّه". فالحكم بالكفر معقودٌ على نيّة الاستحلال ومترتّبٌ عليها، وإطلاقه على مرتكب الفعل المكفّر الذي لم يستصحِب نيّةَ الكفر لا يجوز، بل يوشك أن يوقع فاعلَه في الكفر والعياذ بالله، لأن مَن كفّرَ مؤمناً لا يستحق التكفير باءَ بالكفر كما ورد في الحديث الصحيح.
فلو أننا سلّمنا بأن الاتصال بالكفار والمنافقين كفر (ولا نسلّم) ولو أننا أفتينا بأن النظام المدني الديمقراطي شرك (ولا نفعل) فإن هذا إنما هو حكمٌ على الفعل، وربما كان الفاعل متأوّلاً أو جاهلاً أو مضطراً، فمن أين لنا أن نطلع على نيّته لنكفّره؟ أنّى لنا أن نشقّ الصدور ونحكم على النوايا؟
إن الحكم على النوايا من اختصاص الخالق فلا يطّلع على خفايا الصدور إلا هو، أما نحن فليس لنا أن نحاكم نوايا الناس ولا أن نحكم عليهم بجنّة ونار. أخرج مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: اتّق الله، فقال: ويلك، أوَلستُ أحقّ أهل الأرض أن يتقي الله؟ قال: ثم ولّى الرجل، فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله، ألا أضرب عنقه؟ فقال: لا، لعلّه أن يكون يصلّي.
قال خالد: وكم من مُصَلٍّ يقول بلسانه ما ليس في قلبه! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (وهنا الشاهد): "إني لم أؤمَر بأن أنقب عن قلوب الناس ولا أشقّ بطونهم".
ما لنا وللتكفير؟ ألا يسعنا الأخذ على أيدي الفاسدين والتحذير من شرهم إلا بتكفيرهم؟
إننا نعلم أن في الائتلاف والأركان فاسدين وفيهم منتفعين متسلقين اتخذوا من المعارضة السياسية مِرقاةً لتحقيق المكاسب الشخصية، فلا يَرقُبون في الشعب السوري عهداً ولا قُربى، وهؤلاء يتوجب علينا أن نتعقبهم ونفضح كذبهم وفسادهم وأن ننزع عنهم صفة المعارضة الوطنية ونرفض أن يكونوا ممثلين للشعب السوري ولثورته وجهاده، ولكننا لا نكفّر المسلمَ منهم لأنه فاسد، ولا يلزمنا التكفير لنطلق عليه النفير ونشهّر بفساده غاية التشهير.
ثم إنّ في إطلاق الحكم بتكفير المجلس والائتلاف جنايةً على رجال من صالحي المسلمين، ما علمنا عليهم إلا خيراً ولا نشهد إلا أنهم مسلمون مخلصون يريدون الخير للأمة والبلاد، وإني أعرف فيهما بعض أفاضل الناس الذين يريدون (فيما أحسب، والله حسيبهم) وجه الله وصالح الثورة، وقد قلت لأحدهم مرة يومَ عُرض عليه مقعد في المجلس الوطني: أنصحك بالرفض لأنك تحرق نفسك، فالعمل السياسي محرقة لا ينجو منها أحد. فقال: "إن المجاهدين يحرقون أنفسهم في ميادين القتال، فلماذا أضنّ بنفسي عن الحرق في ميدان السياسة، ولماذا لا أجود بمستقبلي للهدف نفسه الذي جادوا من أجله بأنفسهم؟ إذا كنت سبباً في تحقيق بعض الخير وتخفيف بعض المعاناة فيكفيني هذا عزاءً عمّا ألقاه من أذى".
وقد عرفته من بعدُ صادقاً لم يغيره المجلس ولم تفسده المناصب، ومثلُه العددُ العديد من "المجلسيّين" و"الائتلافيّين"، فكيف يستقيم أن نقول إن المجلس والائتلاف كيانان كافران على الإطلاق؟
أيها السادة الكرام:
إننا ندعو إلى محاسبة المخطئين وإلى كشف الفاسدين والتشهير بهم وإقصائهم من مواقع التأثير، فلنتعاهد على أن لا يسكت أحدٌ منّا عن خطأ وأن لا يجامل أحدٌ أحداً أبداً في الحق وفي الثورة، لا أخاً قريباً ولا خِلاً حبيباً، أما التكفير فدعونا منه جملة ولا تفتحوا علينا بابَه فإنه بابُ شرّ عظيم.
لقد رأينا كيف استهانت داعش بهذا الأمر الجلل حتى صار أُلعوبةً يلعب بها الغلمان، فيحكمون على الرجال بالكفر والردّة وأكثرُهم لا يحسنون حل مسألة في الفرائض ولا يميزون بين السنن والواجبات والأركان في أكثر العبادات. فمَن أراد أن يكون جزءاً من جهاد أهل الشام ويرجو لمشروعه القَبولَ بينهم فلا يتشبهنّ بداعش، وليغلق هذا الباب.
يا قادة الجهاد ويا أيها المجاهدون الكرام: أعيذكم بالله من فتنة التكفير. (6)
أسماء بعض الضحايا الذين قتلوا بنيران وأسلحة قوات الأسد (6)
أبو سراج - حلب - بستان القصر
أحمد العبارة - دير الزور - الموحسن
أحمد رعد سبسبس - حلب - الصاخور
أحمد عاصي المشكاك - دير الزور - الشحيل
أحمد ناصر أبو ركبة - درعا - نوى
أنس أبو أحمد - حلب -
أيمن عبد الرحمن البوسطة - حمص - الدار الكبيرة
جليبيب الجزائري - غير ذلك - الجزائر
حسين علي الصبيح "الفراج" - درعا - ازرع
حمزة صالح البوسطة - حمص - الدار الكبيرة
راتب كباري - ريف دمشق - دير العصافير
رائد الغثيان - درعا - بصرى الشام
زكريا بلال مصطفى - حلب -
صفوان كاظم - حلب - الباب
عبادة - ريف دمشق - دير العصافير
عبد الحكيم خليف البوسطة - حمص - الدار الكبيرة
عبد الكريم سطوف الهشوم - ادلب - حيش
علي أحمد الحسين "الديبو" - ادلب - كفرومة
عنتر الأسعد الفنيطل - دير الزور - الشحيل
فراس السالم - دمشق - مخيم اليرموك
محمد أبو قاسم - ريف دمشق - المعضمية
محمد خالد عبد الله - دمشق - مخيم اليرموك
محمد ديب زين - دمشق - مخيم اليرموك
محمد طرقجي - حلب - حي السكري
محمد عبد الله عجوز "معجو" - حلب - حي المعادي
محمد نور هشام الحفيان - ادلب - معرة النعمان
محمود العاصي - حلب - حي الجلوم
مروان بيرام - حلب - بستان القصر
نصر المصطفى - حلب - باتبو
المصادر:
1- الهيئة العامة للثورة السورية
2- السبيل
3- شبكة مرآة الشام الإعلامية
4- رأي اليوم
5- الائتلاف السوري المعارض
6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا
7- مسار برس
8- الجزيرة نت
9- البلاد