العربي وأوغلو يدعوان إلى تهدئة ليتسنى حل الأوضاع السورية، وقطر تؤكد دعمها للثورة السورية والائتلاف الوطني، بينما يصرح الجربا في زيارته لقطر طلبه بدعمها ميدانيا وعسكريا، مشترطا للمشاركة في جنيف تحديد إطار زمني للتفاوض مع النظام.
أعداد القتلى:
قتل النظام الأسدي 120 شخصا بينهم 18 طفلا، و15 امرأة، و2 تحت التعذيب، و31 في حلب، و26 في دمشق وريفها، و20 في ادلب، و17 في حمص، و10 في الرقة، و7 في درعا، و3 في دير الزور، و3 في حماه، و2 في القنيطرة ، و1 في بانياس. (1)
حالات القتلى:
هذا وكان معظمهم في حمص وحلب ، حيث الطيران الحربي يرتكب مجزرة في عندان بحلب بقصف مسجد علي بن أبي طالب الذي يحوي مركزا لتحفيظ القرآن، نجم عنه مصرع 10 فتيات، ومثلهم في حي الملاهي بالرقة نتيجة قصف الطيران الحربي ببراميل متفجرة، وأيضا قتل في بلدة منطف بجبل الزاوية في ادلب 11 شخصا إثر قصف من الطيران، وشيعت حمص 10 شهداء متأثرين بجراحهم من مجزرة أمس بقصف مسجد الدبلان، وأيضاً بلدة تيرمعلة قصفت قصفا عنيفا فخلف مقتل عائلة كاملة مكونة من 7 أفراد، و6 من أبناء دوما لقوا مصرعهم بالقصف أيضا. (2)
مناطق القصف:
ووثقت لجان التنسيق المحلية 471 نقطة للقصف في سوريا، منها غارات الطيران الحربي سجلت في 46 نقطة، كان أعنفها البارة ومنطف بادلب، والبراميل المتفجرة سجلت في كورين ، ودير سنبل ، ومنطف ، والبارة في ادلب ، ومدينه الرقة ، وعندان بحلب ، وكباجب في دير الزور، وصواريخ أرض - أرض استهدفت كفرحايا بادلب، وتركز القصف الصاروخي في 148 نقطة، تلاه القصف المدفعي في 139 نقطة ، والقصف بقذائف الهاون في 127 نقطة في سوريا. (1)
اقتحامات ومداهمات:
اقتحمت القوات النظامية قرية الشرائع، القريبة من منطقة اللجاة، ونفذت حملة مداهمات لمنازل المواطنين، ولا أنباء عن اعتقالات حتى الآن، كما تشهد مدينة الحارَّة، إطلاق نار متقطع من الجهتين الشمالية والجنوبية، فيما سقطت عدة قذائف على أطراف المدينة ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية.
كما اقتحمت القوات النظامية بلدة جبا بريف القنيطرة وأنباء عن اعتقالات طالت عدد من المواطنين، وسط إطلاق نار من الرشاشات الثقيلة على وسط البلدة والحي الغربي.(4)
تحرير عدة بلدات في حماة واستهداف المطار:
في 164 نقطة اشتباك بين قوات النظام والثوار استطاع المجاهدون تحقيق انتصارات عديدة، منها:
تحرير كل من بلدة عقيربات، والنعيمة، وحمادي عمر، وسوحا، وقنبر، وسم الضبع وخطملو في الريف الشرقي لمدينة حماه، وتحرير حاجز مراقه والسيطرة على دبابة وعدد من السيارات المزودة برشاشات،واستهداف مطار حماه العسكري بصواريخ غراد. (1)
سيطرة على دبابات وحاجز:
وفي حلب سيطر الثوار على حاجز مراعا جنوبي بلدة خناصر وسيطروا على عدة دبابات وعدد من الذخيرة والأسلحة وأوقعوا عددا كبيرا من قوات النظام بين قتيل وجريح، كما استهدفوا مركز البحوث العملية بالمدافع واستهدفوا مدينة الملاهي التي تعتبر مركز تجمع لقوات النظام في حي الراشدين. (1)
وأعلن الجيش الحر سيطرته على مبنيين قرب فرع المخابرات الجوية في حلب، حيث انسحب جميع عناصر فرع المخابرات الجوية الذين كانوا بالقرب من الفرع من مواقعهم.(4)
منطقة ضهرة عبد ربه محررة:
أعلن «الجيش السوري الحر» سيطرته على منطقة «ضهرة عبد ربه» الاستراتيجية في ريف حلب، وأفاد ناشطون بأن «مقاتلي المعارضة غنموا مجموعة كبيرة من المعدات العسكرية النظامية بعد سيطرتهم على منطقة (ضهرة عبد ربه) بريف حلب، كما قتل عدد من الجنود النظاميين خلال الاشتباكات العنيفة».(5)
إسقاط طائرة وسيطرة على الجسر الخامس طريق المطار:
وفي دمشق وريفها أسقط المجاهدون طائرة عن طريق منظومة أوسا في الغوطة الشرقية، وسيطروا على حاجز لقوات النظام في منطقة الوسائل التعليمة في حي برزة، وسيطروا على الجسر الخامس على طريق مطار دمشق الدولي بعد اشتباكات دامت عدة أيام، كما سيطروا على حاجز أبو زيدان على اتستراد حرستا، واستهدفوا حاجزا لقوات النظام في حي السيدي مقداد وحققوا إصابات مباشرة. (1)
أسرى من عناصر الفرقة 17:
وفي دير الزور استهدف الثوار تجمعات لقوات النظام في حي الصناعة وحققوا إصابات مباشرة، وفي الرقة قام الجيش الحر بأسر عدد كبير من عناصر الفرقة 17 بعتادهم الكامل أثناء محاولتهم الالتفاف على الجيش الحر في محيط الفرقة 17، وفي الحسكة فجر الثوار حاجز لحزب العمال الكردستاني شرقي مشفى السلام وأوقعوا عددا كبيرا من العناصر بين قتيل وجريح.(1)
اشتباكات في الخالدية واستهداف الأمن العسكري في جسر الشغور:
وفي حمص استطاع الثوار التصدي لعدة محاولات لقوات النظام باقتحام حي الخالدية وقصفوا مراكز لقوات النظام بقذائف الهاون وقصفوا حيي عكرمة والنزهة بصاروخين أدت إلى مقتل 8 عناصر من النظام، وفي إدلب استهدف الثوار مدرسة الزراعة ومبنى الأمن العسكري في جسر الشغور.(1)
الجربا: المشاركة في جنيف رهن تحديد مدة التفاوض:
أكد أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري رهن المشاركة في مؤتمر جنيف2 بتحديد فترة التفاوض مع النظام السوري، وتوضيح موقف روسيا الداعمة لنظام بشار الأسد، مشيرا إلى أنه "لا يعقل أن يستمر الأمر لثلاث سنوات مثلا بينما يواصل النظام قتل شعبنا في الداخل".(3)
الجربا يطلب دعما قطريا:
وقال الجربا إنه سيطلع القيادة القطرية «على مستجدات الملف السوري، خصوصا أن قواعد اللعبة قد تغيرت بدخول حزب الله وإيران على الميدان». وأضاف: «سنطلب من حلفائنا في قطر دعما ميدانيا وعسكريا وإغاثيا وسياسيا، خصوصا أن قطر من الدول الرائدة في دعم الثورة السورية». ورفض الجربا بعض التقارير التي تحدثت عن انتقال الملف السوري من قطر إلى أيدي السعودية، وقال إن «السعودية لم تكن خارجة عن الملف السوري لتتسلمه، كما أن قطر لم تكن تتسلم كل شيء فيه لتخرج منه». واستطرد أن «المملكة العربية السعودية وقطر كانتا ولا تزالان راعيتين حقيقيتين للملف السوري».(5)
إصرار على طلب التسليح وذهاب الأسد:
وأشار الجربا إلى أن الائتلاف مصرّ على مد الغرب له بأسلحة نوعية بالتوازي مع الحل السياسي في مؤتمر جنيف2، مؤكدا أن "ذهاب الأسد أمر مفروغ منه بالنسبة لنا"، وأن "وزير الخارجية الأميركي جون كيري يقول بأن هذه المفاوضات هي التي ستؤدي إلى ذلك".(3)
إعلان عن حكومة المنفى:
وتوقع رئيس الائتلاف السوري المعارض أن يتم الإعلان عن تشكيل حكومة المنفى بعد أيام من عيد الفطر الذي يصادف مطلع أغسطس/آب المقبل.
وعن اختيار أعضاء الحكومة، قال الجربا إن ثمة العديد من المرشحين، ولكن سيتم اختيارهم إما بالتوافق أو عن طريق الانتخابات، حسب تعبيره.(3)
فرصة لتبادل وجهات النظر:
قال المتحدث باسم الائتلاف الوطني السوري لؤي صافي إن زيارة رئيس الائتلاف أحمد الجربا لقطر ستكون فرصة لتبادل وجهات النظر بشأن تطورات الملف السوري، حيث سيتم إطلاع القيادة القطرية على ما يجري في الداخل السوري. وأضاف أن قطر تعد من أهم الدول الداعمة للثورة السورية، مبينا أن من الملفات التي سيتم التطرق إليها الدعم الإغاثي والعسكري والسياسي.(6)
النفير العام لحماية الأكراد:
دعت ما تسمى بوحدات حماية الشعب الكردي في سوريا إلى "النفير العام" في مواجهة التنظيمات الجهادية، إثر اغتيال القيادي الكردي المعارض عيسى حسو في "انفجار عبوة ناسفة في سيارته في مدينة القامشلي، فيما قتلت قوات الجيش النظامي السوري سبعة أفراد من أسرة واحدة نزحت من حي الخالدية في حمص إلى قرية بريفها.
وفي شرق البلاد، اغتيل القيادي الكردي المعارض عيسى حسو في "انفجار عبوة ناسفة في سيارته صباح اليوم في مدينة القامشلي" بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "ليس من الواضح فيما إذا كان مرتكبو العملية من قوات النظام أو من الإسلاميين أو عناصر من المخابرات الأجنبية".(3)
60 ألف طفل موضع قلق:
باتت الحالة الصحية والنفسية لأكثر من 60 ألف طفل في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن موضع قلق للمنظمات الإنسانية عامةً واليونيسيف خاصةً، وعرض أطفال مخيم الزعتري البالغ عددهم 60 ألفا أوضاعهم الصعبة خلال نشاطات أقامتها منظمة اليونيسيف. وكانت أولى شكاوى هؤلاء الأطفال العنف الجسدي والاستغلال الجنسي، فيما بكى بعضهم الفراق عن عائلاتهم الصامدة في سوريا.
وتعد النظافة مشكلة أساسية أيضاً عند أطفال مخيم الزعتري، حيث يشكل نقص المياه النظيفة والصابون وسوائل الاستحمام تحد كبير للاجئين. كما قدر مختصون نسبة التغذية للأطفال وخصوصا من هم دون الخامسة بالضعيفة، مما أثار قلق الأهالي من أي أمراض محتملة في ظل نقص اللقاحات المطلوبة.(4)
قطر تؤكد موقفها الداعم للثورة:
التقى أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في الدوحة رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد العاصي الجربا، وقالت وكالة الأنباء القطرية إن الشيخ تميم أكد خلال اللقاء على موقف دولة قطر الثابت من الثورة السورية ودعم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.(3)
العربي وأوغلو يدعوان إلى تهدئة:
تمنى العربي وإحسان اوغلو في «نداء مشترك» «أن تمثل الاستجابة لنداء وقف القتال «فرصة لتهدئة النفوس وإتاحة المجال لتذليل تلك العقبات تمهيداً للسير بخطى سريعة نحو تحقيق الحل المنشود، وفرصة لتمكين المنظمات الإنسانية من تقديم المساعدات العاجلة للمناطق المتضررة».
كذلك دعا البيان «جميع الأطراف الإقليميين والدوليين إلى تأييد هذا النداء، وإلى حض الحكومة السورية بوصفها الطرف الأقوى، على إبداء الحكمة ووقف أعمال القتل والتدمير ليتسنى معالجة كل القضايا مهما بلغت حدة تعقدها عن طريق الوسائل السلمية».(4)
دعوة إلى وقف كامل لإطلاق النار:
وفي السياق: أكد مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي ضرورة العمل على وقف كامل وشامل لإطلاق النار في سوريا، والسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى كل المحتاجين في كل المواقع وعبر حدود.(6)
تحت عنوان:
وحشية النظام وخفة المعارضة:
كتب ميشيل كيلو:
ليس هناك اليوم أي شيء عادي أو طبيعي لدى السوريين: نظامهم متوحش إلى الحد الذي يجعله يقاس بمعايير يستحيل أن تكون على علاقة بالإنسان وقيمه. ومعارضتهم منقسمة، متناقضة ومتصارعة، وعاجزة في الوقت نفسه إلى درجة تكاد تخرجها من عالم السياسة، وتجعل من المحتم إدراج ممارساتها في سياقات فوضوية: منظمة وعشوائية، تحول انقساماتها إلى هدف قائم بذاته، وقبوله إلى شكل توافقها الوحيد المعترف به في ساحة عملها العام. أما جيشهم الرسمي فقد أثبت أنه أشد فتكا وبطشا من أي جيش احتلال مر على أي بلد في عالمنا القديم والحديث: من أيام الفرس والرومان إلى أيام التتار، إلى أيام الغزو الأوروبي وصولا إلى يومنا هذا. بينما يغرق جيشهم الحر في عجز يبدو معه كمن يتفرج دون انفعال على الأحداث، دون أن يفعل شيئا لمواجهتها أو يبدي أي رغبة في القيام بخطى استباقية تحول دون نجاح خطط النظام، بما في ذلك تلك التي يعلن أربابه عنها بكل صراحة. ومع أن هذا الجيش قد يستفيق من حين لآخر، فإن استفاقته تكون غالبا وقتية لا تكفي لاتخاذ تدابير فاعلة تمليها ضرورات الصراع مع النظام المتوحش، لذلك يشعر مقاتلوه بالغضب، وحجتهم أن قياداتهم لا تحسن التصرف ولا تعرف إلى أين تتجه الأمور، فهي تتحدث على اليسار وتوزع ما لديها من سلاح وذخيرة على اليمين أو بالعكس، وتسكت عن تجاوزات خطيرة وكثيرة هنا وهناك، فلا عجب إن تململ الشعب في الآونة الأخيرة من مواقفها وسياساتها، خاصة بعد أن طورت آلية عمل جعلتها أشبه بأمانة مستودع منها بقيادات جيش ثوري مقاتل، ونافست التزاماتها ومواقفها في الخفة وعدم الجدية التزامات ومواقف المعارضة السياسية، مع الفارق الكبير بين نتائج الخفتين، التي تفوق في حال الجيش ما يترتب من ضرر على الخفة السياسية. بينما شعبها حائر لا يفهم ما الذي جعل ثورة أطلقها من أجل حرية ووحدة المجتمع والدولة واستقلال الوطن تنقلب إلى فوضى متزايدة الاتساع، وسعار طائفي لا كوابح له، ومذهبية تأكل الأخضر واليابس، يدفع المواطن ثمنها من دمائه ودموعه. ويزيد من حيرة الشعب أن ما آلت إليه الثورة كان من أهداف النظام، وأنه تم على أيدي أطراف معارضة زعمت طيلة عقود أنها ثائرة، وها هي تباغته بعملها المنظم طيلة عامين ونصف لملاقاته في منتصف الطريق، كأنه هو الذي يرسم خطاها، أو كأنها تتبع سياساته وتتعهد بتنفيذها!
يمثل التناقض بين وحشية النظام في التعامل مع الثورة، وخفة المعارضة في التعاطي مع هذه الوحشية هوة كانت ستبتلع بكل تأكيد البلاد والعباد، لو أن الشعب لم يقدم تضحيات تجل عن أي وصف وتفوق أي شيء كان منتظرا منه. فهل الثورة هي التي كشفت هذا التناقض، مع أنه كان ظاهرا بجلاء قبلها، لكن معظم السوريين تجاهلوه خشية وحشية القمع السلطوي، الذي كان الناس يخافون التعرض لما بلغه من استفحال مريع؟ مهما كان الجواب، فإن نتيجة هذا الوضع تتجلى اليوم في حقائق خطيرة منها أن جميع المعارضين يعلنون عزمهم على التخلص من الخفة التي تسم سياساتهم، لكن أيا منهم لا يبادر إلى اتخاذ ما يلزم من خطوات عملية للتخلص منها، رغم أنه لا يوجد بين أحزابهم حزب أو شخص أو تجمع واحد لا يدعي امتلاك حلول جاهزة تستطيع وضع حد نهائي لها!
سيتأرجح حالنا الراهن إلى إشعار آخر على حبال التناقض الصارخ بين وحشية النظام في تصديه للثورة وخفة المعارضة في قيادتها ومواجهة جيش السلطة. هذا التناقض ليس اليوم، ولم يكن بالأمس، أمرا عارضا أو ثانويا، بل هو نتاج استبداد قتل الشعب طيلة خمسين عاما، ومعارضة هشة قوض القمع المنظم عافيتها ودمر قدراتها وأفقدها الشجاعة وحسن التدبير والتفكير، تقف عاجزة منذ عامين ونصف عن فعل أي شيء مفصلي وحاسم بوسعه إخراج الثورة من عثارها والإفادة من تضحيات شعبها، وتجنب الفخاخ التي يضعها النظام في طريقه، ورسم سياسات تقضي على هوامش المناورة التي تعينه على البقاء، وتعزز تفوق ثورة الحرية الاستراتيجي عليه.
هل هناك ما هو أخطر من تناقض يعاني منه الجميع، ويقرون بوجوده، ويبدون الخوف من نتائجه، لكنهم لا يبادرون إلى العمل كجسم واحد لردم ما يحدثه من هوة في الواقع السياسي والعسكري بين نظام يخطط ويقتل بوحشية ومعارضة تتخبط بين الخفة والعجز؟(5)
وكتب سمير صالحة تحت عنوان:
حزب الله أعطاهم ما يريدون:
رد الفعل الأولي لحزب الله اللبناني على قرار الاتحاد الأوروبي بإدراج جناحه العسكري على لائحة الإرهاب كان تحميله واشنطن وتل أبيب المسؤولية المباشرة «قرار كتب بيد أميركية وحبر إسرائيلي». موقف بديهي وتقليدي متوقع ربطته قيادات الحزب باستراتيجيات المقاومة والتصدي لإسرائيل وإفشال مخططاتها في لبنان. الغرب الذي استصدر قرارا من هذا النوع يعرف مثل غيره أن حزب الله جسم واحد لا يمكن التفريق بين جناحيه العسكري والسياسي، وأن هذه الخدعة لن تنطلي على الحزب، لكن الحزب يعرف هو الآخر أنه أعطاهم أكثر من فرصة تحويله إلى منظمة إرهابية. حزب الله يدفع أولا جزءا من ثمن مواقفه وتحركاته، وطبعا المقصود هنا ليس الأسباب المعلنة أوروبيا حول دوافع الإقدام على خطوة بهذا الاتجاه، بل بسبب سياسته السورية ومسارعته لـ« تلبية النداء» والاستجابة إلى طلب النجدة الذي تقدم به الرئيس السوري بمباركة إيرانية.
الحزب تحول بعد عام 2005 إلى أهم مناصر وداعم للنظام السوري في لبنان والمنطقة بعد إيران طبعا. اندلاع الثورة في سوريا قبل عامين زاد من قيمته الاستراتيجية بالنسبة لدمشق التي شاركت في تقويته وتوسيع رقعة انتشاره وتحركه في لبنان والخارج لعقود، وها هي تطالب اليوم برد الجميل حتى ولو كان ذلك على حساب لبنان وبنيته وشعارات الشراكة الاجتماعية والسياسية والدستورية. الحزب هو الذي أعطى واشنطن الفرصة الذهبية التي كانت تبحث عنها في تفعيل قرار ظل حبرا على ورق لأكثر من عقد كامل: إعلان الحرب على محور «دمشق - طهران - الضاحية» مقحمة بروكسل في هذه المواجهة تحت شعار «الحرب على الإرهاب لم تنته بعد».
مغامرة حزب الله قد تطيل عمر الأزمة السورية، وقد تمكن النظام من تسجيل انتصارات ميدانية، لكن فكرة حماية النظام وإبقائه في السلطة بعد هذه الساعة باتت بين المستحيلات. الوجود وسط حلقة النار في المدن السورية يختلف عن حق المقاومة المشروع في رد الاعتداء الذي دعمناه ووقفنا إلى جانبه. الحزب يعرف أنه سيتحمل مسؤولية الخطوات التي ستعقب مرحلة صدور القرار أثناء ترجمته العملية، ليس في مسار العلاقات الأوروبية اللبنانية وحسب، بل في مسار الأزمة السورية والتنسيق الأوروبي الأميركي المحتمل لمطالبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتحرك «للتعامل مع جماعات إرهابية تحارب جنبا إلى جنب مع نظام متهم بقتل مواطنيه وتدمير بلاده».
حزب الله عربيا وإسلاميا ورط نفسه ليس فقط في مشروع حماية الرئيس الأسد والوقوف إلى جانبه في قتل السوريين، بل من خلال مشاركته في حرب يعتبرها هو حلقة في التصدي للمؤامرة الصهيونية في سوريا، فخرج بمعادلة إعطاء الحق لنفسه في الربط بين جبهات جنوب لبنان وجبهات القصير وحمص ومدن الساحل السوري. فما الذي سيحدث عندما تطالب العواصم العربية والإسلامية التي كانت تقف إلى جانبه قبل سنوات في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية بتحديد موقف يريده المجتمع الدولي بضغط أميركي أوروبي حيال «دخول مجموعات إرهابية إلى سوريا للمشاركة في حماية النظام»؟
المؤشرات كلها تقول إن الحزب لن يحمل النظام السوري مسؤولية توريطه في مستنقع الدماء هذا، فالقرار استراتيجي وصدر بمباركة إيران ودعمها، لكن الحزب مدعو لقول شيء ما عندما تبدأ العواصم الغربية في اللعب بورقة الإرهاب وتحريك مواد البند السابع في ميثاق الأمم المتحدة ضد سوريا المتحالفة مع «منظمة إرهابية»، وارتدادات هذه الخطوة على الساحتين اللبنانية والإقليمية.
القرار الأوروبي يعزز فرص المشروع الأميركي في اللعب بورقة الحرب على الإرهاب ببعدها السوري هذه المرة، ولن نستغرب إطلاقا إذا ما قبلت تل أبيب هذه الخدمة التي يقدمها لها حزب الله وحركت قواتها باسم المجتمع الدولي لتنفيذ قراره بالحرب «على الإرهاب والإرهابيين في سوريا».
في تركيا أيضا لا بد أن يكون هناك نقاش ببعد جديد هذه المرة، ليس حول مسألة تورط حزب الله في المعارك الدائرة في سوريا وهو الموقف الذي انتقدته أنقرة أكثر من مرة، بل حول مسألة كيف سترد حكومة أردوغان على تهديدات جاءت في أعقاب القرار الأوروبي للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان والتي تشارك تركيا بوحدات فيها؟
طبعا نحن لم نناقش هنا استراتيجيات الحزب وتحركاته المحتملة للتعامل مع القرار الأوروبي وانعكاساته وفرص القفز إلى الأمام للرد على النقلة الأوروبية بحملة تعادلها. لكن الاحتمال الأقرب كما يبدو هو التلويح بسيناريو التحضير للدويلة العلوية في مدن الساحل السوري إذا ما تعقدت الأمور أكثر وصعب الالتزام بشعار حماية سوريا الموحدة، خصوصا أن النظام أعطى الضوء الأخضر لحكم كردي ذاتي يكون مقدمة لإعلان الكيان المستقل في شمال شرقي سوريا عند الضرورة. (5)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(7)
عبد الهادي حوا - حمص - الوعر
عبد المولى ألف - حمص - الخالدية
خلود دعدوش - حمص - الخالدية
حميدة ألف - حمص - الخالدية
نور عبد المولى ألف - حمص - الخالدية
آلاء عبد المولى ألف - حمص - الخالدية
آيا عبد المولى ألف - حمص - الخالدية
حسام الدين عبد المولى ألف - حمص - الخالدية
وليد قاسم - حمص - العريضة
عبدو فواز السيد - حماه - كفرنبودة
صفاء عبد المجيد يونس - ادلب - البارة
أريج أحمد اليونس - ادلب - البارة
فاطمة أحمد اليونس - ادلب - البارة
عمر فرسخ أبو نضال - دمشق -
هيثم الحشاش - ريف دمشق - زبدين
خالد جمعة - ريف دمشق - زبدين
محمد الحفار - ريف دمشق - زبدين
مصطفى كرم - ريف دمشق - زبدين
أخت زياد عبد الحليم حميشو - ادلب - جبل الزاوية: الرامي
عبد الخالق أبو خروب - درعا - نوى
رامي فوزي النعسان - درعا - صيدا
علي حسن المذيب - درعا - نوى
أحمد زكي جقل - حلب - دارة عزة
أحمد رزق الحمدان - القنيطرة - مسحرة
عبد الله فؤاد عواد - حمص - الزارة
غسان جهاد شموط - دمشق - الميدان
بشار العبد الله - حلب - قرية رسم الفالح
محمد الجزار - حلب - قرية الجويم
محمد محمد العمر - حلب - السفيرة
مهند زين العابدين المصري - طرطوس - بانياس
فاطمة نضال خير الله - حلب - عندان
نور أحمد زهير الصوا - حلب - عندان
آلاء غازي الصوا - حلب - عندان
بتول عبد الواحد حوا - حلب - عندان
إسراء بدري وليد حامدي - حلب - عندان
فاطمة عدنان كورج - حلب - عندان
بانة حوري - حلب - عندان
فاطمة طالب طالب - حلب - عندان
آمنة طه جويد - حلب - عندان
أمل جويد - حلب - عندان
عبد الرحمن سعيد جبين - ريف دمشق - دوما
عبد الله محمد المليح - ريف دمشق - دوما
أحمد عبدو عكشة - ريف دمشق - عربين
عيسى حسو - الحسكة - القامشلي
أدهم خطاب - ريف دمشق - دير العصافير
محمد خير سمير - ريف دمشق - دير العصافير
سليمان سليمان - ريف دمشق - دير العصافير
صلاح باطية - ريف دمشق - حتيتة التركمان
خالد ياسين - ريف دمشق - حتيتة التركمان
رائد طيجون - ريف دمشق - حتيتة التركمان
سعيد الخطيب - ريف دمشق - حتيتة التركمان
جمعة باطية - ريف دمشق - حتيتة التركمان
هيثم نصر - ريف دمشق - حتيتة التركمان
وائل مروان كرنبة - ريف دمشق - عربين
أحمد كشكة - ريف دمشق - عربين
رامي العطار / الحفار - ريف دمشق - دوما
حسين الهيتو - القنيطرة - قرية السويسة
فراس الخشن - دمشق - القابون
أحمد فريد النصار - درعا - نمر
حسين علي السماح - حمص - القصير: الموح
رضوان الأشقر - حمص - الوعر
أبو حسان الدمشقي - دمشق - جوبر
صفوك عياض الراشد - حمص - القصير: الموح
محمد علي الصالح - دير الزور -
عبد الجبار عبد الكريم رجوب - حمص - الدبلان
أسعد محمد أكتع - حلب - حلب القديمة
أحمد شيحة - حلب - الكلاسة
عبيد علي عيسى الجمعان - حلب - مسكنة
منال طالب مرعي - حلب - عندان
مجدي درويش - حلب - بزاعة
محمود دندش - حماه - عقرب
حسن فارس الخطيب - القنيطرة - مسحرة
المصادر:
1- لجان التنسيق المحلية.
2- الهيئة العامة للثورة السورية.
3- الجزيرة نت.
4- المرصد السوري لحقوق الإنسان.
5- الشرق الأوسط.
6- مركز مسار الإعلامي.
7- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.