في يومين يقتل نظام الأسد 150 شخصا، ويقصف أكثر من 741 نقطة في عموم البلاد أعنفها في حمص، بالتعاون مع مليشيات حزب الله، الأمر الذي جعل من الائتلاف السوري المجتمع في اسطنبول تعليق مشاركته في جنيف2 على وقف دعم إيران وحزب الله لقوات الأسد في حمص وغيرها من المناطق السورية، ومجلس الأمن يفشل في التوافق على بيان يدعو إلى السماح لهيئات إغاثة بالدخول إلى حمص والمناطق المتضررة.
مظاهرات حاشدة:
انطلقت مظاهرات حاشدة في العديد من المناطق السورية بلغت 125 مظاهرة، منها مظاهرة في العاصمة دمشق و24 في ريف دمشق و17 في حلب و7 في إدلب و4 في حماة و4 في حمص و48 في دير الزور و3 في درعا و3 في الحسكة و14 في الرقة. (1)
وخرج المتظاهرون في أنحاء متفرقة من البلاد في جمعة حملت اسم «تنبهوا واستفيقوا أيها الكتائب»، ودعا فيها المتظاهرون الكتائب التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد إلى ضرورة التوحد والتنبه إلى خطر التنابذ والخلافات بينهم، كما انتقدوا الكتائب التي تنتظر السلاح الأميركي، «لأنه لن يأتي»، على حد وصفهم.(5)
150 قتيلا في يومين:
وثقت لجان التنسيق المحلية يوم الخميس مقتل 68 شخصا بينهم 6 نساء و11 طفلا و4 تحت التعذيب، وتوزع العدد في المحافظات على هذا الترتيب: 29 في دمشق وريفها، و18 في حلب، و8 في درعا، و5 في حمص، و4 في إدلب، و2 في حماه، و2 في دير الزور. (2)
كما قتل النظام يوم الجمعة 82 شخصا، معظمهم في حلب وحمص وريف دمشق، منهم 6 في حي الأنصاري بحلب جراء القصف ، و13 في حمص إثر مجزرة في حي الخالدية نتيجة القصف والاشتباكات و4 بالرستن بريف حمص إثر تهدم منزلهم، و8 من مقاتلي الجيش الحر نتيجة اشتباكات بأماكن متعددة في غوطة دمشق، وبين القتلى 12 امرأة و11 طفلا وناشط إعلامي و1 تحت التعذيب، بينما توزع العدد في المحافظات على هذا النحو: حلب: 20 بينهم امرأتان وطفلان وحمص : 18 بينهم 3 نساء و5 أطفال وريف دمشق : 17 بينهم ناشط إعلامي وامرأتان وطفلة ودرعا : 7 بينهم طفلان وامرأة و1 تحت التعذيب وحماة : 7 بينهم طفلة وامرأة وإدلب : 6 بينهم امرأة ودير الزور: 5 والقنيطرة : امرأة واحدة وفي اللاذقية : 1. (3)
المئات من مناطق القصف:
هذا وقد وثقت اللجان المحلية 741 نقطة قصف في يومين وكان أعنفها على حمص، حيث سجلت 45 نقطة قصف بالطائرات الحربية وسجل القصف بصواريخ أرض - أرض في 10 نقاط معظمها في حمص ودرعا، وألقيت البراميل المتفجرة على محيط مطار كويرس العسكري بحلب، وبسنقول بإدلب، بينما ألقيت القنابل العنقودية في نقطتين، وقصف ريف الرقة ا لغربي بصواريخ سكود وتركز القصف بقذائف الهاون على 195 نقطة، والقصف الصاروخي على 231 نقطة والقصف المدفعي على 252 نقطة.(2)
غارات جوية بلا هوادة:
قال ناشطون إن القوات الحكومية السورية المدعومة بمقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية قصفت مدينة حمص بلا هوادة يوم الجمعة.
وأوضح النشطاء أن قوات الرئيس بشار الأسد شنت غارات جوية مكثفة ووجهت ضربات بالمدفعية مواصلة هجماتها حول العاصمة ومدينة حمص الاستراتيجية. (4)
وذكر المركز الإعلامي السوري أن قنابل كيماوية كثيفة تسقط على أحياء حمص. (7)
مئات القذائف:
تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن سقوط مئات القذائف والصواريخ على الأحياء المستهدفة بحمص مما تسبب في تدمير عدد من المباني ونشوب حرائق فيها.(6)
حرائق كبيرة:
وأظهر تسجيل مصور بثته جماعات نشطة في حمص حرائق تستعر في مبان مدمرة وأدخنة تنتشر في شوارع ظهرت عليها آثار الدمار من جراء الاشتباكات. (4)
اعتداء على معتقلات سجن عدرا:
أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان له، الجمعة قيام عناصر من المخابرات الجوية بالدخول إلى سجن عدرا المركزي في العاصمة دمشق والاعتداء جسديا على المعتقلات من النساء، وذلك بإيعاز من رئيس فرع المخابرات الجوية اللواء جميل حسن على خلفية قيامهن بإضراب مفتوح عن الطعام قبل عدة أيام وتسريب ذلك إلى الإعلام.
وحذر الائتلاف الوطني في بيانه من «رد فعل نظام الأسد على هذا الإضراب ستكون شديدة وهمجية»، داعيا إلى «ضرورة قيام منظمات حقوق الإنسان بالتحرك فورا إلى سجن دمشق المركزي والاطلاع على أوضاع السجينات والسجناء فيه، وفي بقية سجون ومعتقلات النظام والتحقق من الظروف التي يعانون منها». ودخل إضراب معتقلات سوريات في قسم الإيداع في سجن عدرا المركزي في العاصمة دمشق عن الطعام يومه الخامس، احتجاجا على إيداعهن لفترات طويلة في قسم الإيداع بالسجن المذكور بانتظار استدعائهن للمحاكم المختصة.(5)
مواجهات دامية وخسائر في النظام:
اشتبك الثوار يوم الخميس مع قوات النظام في 116 نقطة تمكنوا من خلالها: في حمص من صد محاولات قوات النظام اقتحام أحيائها المحاصرة وكبدوهم خسائر كبير بالأرواح والعتاد، وفي دمشق وريفها تمكن الجيش السوري الحر من صد محاولات قوات النظام في اقتحام داريا والمعضمية بالغوطة الغربية، واستهدف مشفى تشرين العسكري في برزة الذي يعتبر ثكنة عسكرية لقوات النظام، وصد هجمات قوات النظام على أحياء جوبر والقابون، وفي إدلب استهدف الحر رتلا عسكريا متجها إلى حاجز عماد فسجل خسائر كبيرة في العتاد والأرواح في صفوف النظام، وفي حلب استهدف الثوار قوات النظام في حي سيف الدولة وقتلوا العديد من العناصر، هذا وقد دمر العديد من الآليات والمدرعات في مناطق مختلفة من سوريا. (2)
استهداف الأكاديمية العسكرية وعدة مواقع للنظام:
ويوم الجمعة اشتبك الثوار مع قوات النظام في 137 نقطة كان أعنفها في حلب، استطاع الثوار فيها القيام بتدمير 9 دبابات ومدفعيتين في خان العسل، واستهدفوا الأكاديمية العسكرية في حي الحمدانية بصواريخ غراد وحققوا إصابات مباشرة واستهدفوا مدرسة الحكمة ودمروا عددا من الدبابات، كما استهدفوا مبنى الكيالي الذي تتحصن فيه قوات النظام في حلب القديمة، وقتلوا عدداً من العناصر، وفي دمشق وريفها استهدف الثوار مجمع 8 آذار في الزبطاني وصدوا محاولات قوات النظام في اقتحام أحياء برزة والقابون وجوبر كما استهدفوا مقرات قوات النظام وحزب الله في السيدة زينب وحققوا إصابات مباشرة، وفي درعا استهدفوا مبنى المشفى الوطني ودمروا عدداً من الدبابات وقتلوا عددا من العناصر، وفي الرقة استهدفوا اللواء 93 في عين عيسى ودمروا عددا من آليات قوات النظام، وفي دير الزور دمروا دبابة وعربة ب م ب وقتلوا عدداً من العناصر أثناء استهدافهم لرتل عسكري قادم من اللواء 137، وتم استهداف مدافع لقوات النظام في جبل المدينة وتدمير عددا منها. (2)
استهداف كمين:
وقال اتحاد التنسيقيات إن "الجيش الحر" استهدف أحد الكمائن التي كانت تنفذها قوات الأسد بالقرب من سجن "صيدنايا العسكري" بريف دمشق.(7)
اجتماع الائتلاف في اسطنبول:
عقد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الخميس اجتماعا في مدينة إسطنبول التركية يستمر يومين يبحث فيها موضوعات عدة أهمها اختيار رئيس جديد للائتلاف خلفا لأحمد معاذ الخطيب، بالإضافة إلى البت في مصير الحكومة الانتقالية المكلف بتشكيلها غسان هيتو والموقف من مؤتمر السلام الخاص بسوريا والذي دعت إليه روسيا والولايات المتحدة في مايو (أيار) الماضي.(5)
اختتام المؤتمر:
ويوم الجمعة اختتم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، اجتماعاته لاختيار رئيس له ولكي يثبت للحكومات الغربية والعربية التي تدعمه أنه موضع ثقة ويمكنه أن يتسلم أسلحة متطورة للتصدي للهجوم المنسق الذي تقوم به قوات الأسد، بعد أن أحجمت دول غربية عن إرسال أسلحة لمقاتلي المعارضة السورية المنقسمة على نفسها حتى بعد أن امتلكت قوات الأسد زمام المبادرة خلال الأشهر القليلة الماضية وتعهدت واشنطن وحلفاؤها بمساعدة أعدائه.(5)
جولة أولى للتصويت:
وفي ختام جولة أولى من التصويت مساء الجمعة انحصرت المنافسة على رئاسة الائتلاف بين أحمد عاصي الجربا الذي يمثل جناح المعارض ميشيل كيلو، والأمين العام الحالي للائتلاف مصطفى الصباغ. وقد تصدر الجربا نتائج التصويت بفارق ثلاثة أصوات فقط عن الصباغ.
وبحسب المكتب الإعلامي للائتلاف فقد حاز أحمد عاصي الجربا على 49 صوتا يليه مصطفى الصباغ بـ46 صوتا ثم لؤي الصافي بعشرة أصوات فزياد أبو حمدان بصوتين.(6)
رفض المشاركة في جنيف:
رفض الائتلاف الحضور ما لم يتوقف دعم إيران وحزب الله اللبناني للنظام. ويأتي الاجتماع بعد تحقيق القوات النظامية تقدما ميدانيا في الأسابيع الماضية، خصوصا استعادة منطقة القصير الاستراتيجية وتلكلخ في ريف حمص، بدعم من حزب الله.
وقال الناطق باسم الائتلاف خالد صالح إن «سقوط حمص سيشكل تهديدا لكل حل سياسي». وأضاف «إذا سقطت حمص فسيكون من الصعب جدا أن نفسر لعائلات عشرات الآلاف من السوريين الذين قتلوا لماذا سنذهب للتفاوض مع نظام يظهر لنا يوما بعد يوم أنه لا يريد ذلك، وأنه لا يريد سوى قتل السوريين».(5)
توافق بين المعارضتين:
وكان الأمين العام للائتلاف مصطفى الصباغ قد أكد الخميس أن «الثورة السورية قامت من أجل تحرير سوريا من الاحتلال الأسدي والآن من الاحتلال الإيراني، وبالتالي فإن المعارضة السياسية والعسكرية وقوى الحراك الثوري المدني متفقون على المبادئ والأهداف وهم على تواصل وثيق وتنسيق عال حول آليات ووسائل العمل المشترك. ولا شك أن مشاركة الممثلين المدنيين من هيئة الأركان في الائتلاف ستدخل تناغما أكبر في العمل نحو إسقاط النظام وتقديم العدالة والحرية للمواطن السوري».(5)
الغرب يدعم الإرهاب في سوريا:
قال الرئيس السوري بشار الأسد، الخميس إن الدول الغربية تدعم وصول مقاتلين «إرهابيين» إلى سوريا للتخلص منهم، معتبرا أن ما يجري في بلاده «إرهاب» وليس «ثورة»، في يوم بدأت فيه المعارضة السورية اجتماعا في مدينة اسطنبول التركية لاختيار رئيس جديد لها وللبت في شأن مشاركتها في مؤتمر السلام الخاص بسوريا المزمع عقده في مدينة جنيف السويسرية.(5)
قلق، وآلاف المحاصرين:
قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إنها "قلقة للغاية" من الهجوم الذي بدأته قوات الأسد يوم 28 يونيو حزيران.
وقال المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل "يعتقد أن عدد المدنيين المحاصرين حاليا وسط القتال العنيف حول حمص وداخلها يتراوح بين 2500 و4000 شخص."
وأضاف "ندعو جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي وتجنب حدوث إصابات في صفوف المدنيين والسماح للمدنيين المحاصرين بالمغادرة دون خوف من عنف أو اضطهاد." (4)
تحذير من كارثة غذائية:
حذّر تقرير مشترك بين منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "FAO" وبرنامج الأغذية العالمي "WFP" من تدهور كبير في أمن سوريا، منبِّهاً إلى أن إنتاجها الزراعي الوطني سوف يتفاقم أكثر فأكثر على مدى الأشهر الـ12 القادمة في حالة استمرار الصراع الجاري.(7)
وقالت الأمم المتحدة الجمعة: إن 4 ملايين سوري أي خمس السكان لا يستطيعون إنتاج أو شراء ما يكفي من الغذاء لاحتياجاتهم وإن الوضع يمكن أن يتدهور العام القادم إذا استمر الصراع الذي بدأ منذ عامين في سوريا. وذكرت المنظمة الدولية أن المزارعين السوريين لا يجدون البذور والأسمدة التي يحتاجونها لزراعة المحصول التالي.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» وبرنامج الأغذية العالمي في تقرير إن الإنتاج المحلي على مدى الأشهر الـ12 القادمة سينخفض بشدة على الأرجح. وقدرت المنظمتان أن سوريا ستحتاج إلى استيراد 5.1 مليون طن من القمح في موسم 2013 - 2014.(5)
انقسام في مجلس الأمن وعرقلة روسية:
فشل مجلس الأمن الدولي، الجمعة، في اعتماد بيان يطالب بالسماح بدخول مساعدات إنسانية إلى مدينة حمص التي تكثف قوات النظام السوري القصف عليها خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك بسبب عدم موافقة روسيا على نص هذا البيان.(7)
وعاد مجلس الأمن الدولي إلى حالة الانقسام إزاء الملف السوري بعد أن رفضت روسيا الموافقة على بيان يدعو الحكومة السورية إلى تسهيل الوصول الفوري لآلاف السوريين المحاصرين في وسط مدينة حمص.
وقال دبلوماسيون إن روسيا أبدت اعتراضها على البيان الذي قدمته كل من أستراليا ولوكسمبورغ بما يشير إلى استمرار الانقسام الدولي بشأن الصراع في سوريا المستمر منذ أكثر من عامين.(5)
ويطالب مشروع البيان الحكومة السورية بالسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول بحرية إلى حمص والسماح للمدنيين بالخروج منها، إلا أن روسيا أوضحت أنها عرضت نصاً آخر يطالب بالسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول بحرية ليس إلى حمص وحدها، بل أيضاً إلى مدينتي نبل والزهراء وهما بلدتان شيعيتان محاصرتان من قوى المعارضة قرب حلب.(7)
حسينيات عراقية في دمشق:
نشرت صفحة إخبارية شيعية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» صورة قالت إنها لـ«قوافل حسينية وصلت صباح الجمعة من النجف إلى حرم السيدة رقية في حي العمارة بدمشق»، وتظهر الصورة الملتقطة داخل مقام السيدة رقية مجاميع من الرجال وبينهم من يرتدي زيا عسكريا.(5)
العثور على ألمانيين:
عُلم لدى الخارجية الألمانية في برلين، الجمعة، أنه تم العثور على ألمانيين من ثلاثة كانوا مفقودين منذ حوالي شهرين في سوريا، بحسب منظمة غير حكومية ألمانية.
وأفاد متحدث باسم الوزارة بأن "شخصين يحملان الجنسية الألمانية كانا مفقودين في سوريا، هما حالياً في طريق العودة إلى ألمانيا".
ورفضت الوزارة تحديد هويتي الشخصين أو تأكيد احتمال فقدانهما لتعرضهما للخطف. وأفاد المتحدث "أنهما بخير".
وتابع أن "خلية الأزمة تسعى لتوضيح ملابسات فقدان شخص ألماني ثالث في سوريا".(7)
تحت عنوان - الحركات الإسلامية المقاتلة في سوريا وعجلة التهويل الإعلامي!- يكتب محمد الشيخ علي:
"بعد سقوط بشار نريد العودة إلى بيوتنا لنكمل حياتنا لأننا نريد العيش دون ظلم أو مصادرة للحقوق "..
بهذه الكلمات عبر أبو يوسف أمير جبهة النصرة في إحدى المناطق السورية عن رأيه بالجبهة بعد سقوط نظام بشار الأسد.
إلا أن وسائل الإعلام أثارت ومازالت تثير ضجة كبيرة وتهويلاً إعلامياً مبالغاً فيه منذ دخول الحركات الإسلامية وإعلانها القتال ضد النظام السوري بسبب إهمال المجتمع الدولي والعالم لما يرتكب من جرائم ضد المدنيين في سوريا، ومازالت ترسم وتصدر صورة عكس التي يراها أبو يوسف لنفسه.
وسائل الإعلام تعزز باستمرار أن الحركات الإسلامية مسيطرة على المشهد العسكري والمدني في سوريا وأنها أكبر قوة عسكرية على الأرض وتعمل على إقامة دولة إسلامية متطرفة، غير أن أبو يوسف يرى أن هذه الحركات هي جزء من الحراك العسكري والثور على الأرض وليس هي المسيطرة على المشهد في أرض الواقع.
وسائل الاعلام التي نقل الصورة بهذه الطريقة خدمت النظام السوري الذي عمل على إفساح المجال لهذه الحركات بالظهور إعلاميا وركز عليه لأنها مرفوضة من الغرب ومن جميع دول ومجتمعات العالم، وقدمت مادة لوزير خارجية النظام الذي تحدث عن خطر هذه الحركات في الأمم المتحدة ومعزوفة مكررة أيضا لمندوب النظام لدى مجلس الأمن لايكل ولا يمل عن الحديث نفسه .
كما روجت وسائل الإعلام لفكرة أن هذه الحركات أكثر تنظيما وقوة وتدريباً من الجيش الحر والحقيقة ليست كذلك، فالفرق الوحيد بين هذه الحركات والجيش الحر هو أن عناصرها ملتزمون بأمر القائد أو الأمير التزاماً تاماً مهما كانت الظروف ومهما كانت الأسباب والأوامر، وأنهم يتحلون بالصبر لدرجة كبيرة ويصبرون على أشد الظروف قسوة.
أما عناصر الجيش الحر الذين قد يكونون أكثر قوة وشجاعة من بعض عناصر الحركات الإسلامية إلا أنهم أقل صبرا والتزاما بأوامر القادة من نظرائهم عناصر الحركات الإسلامية .
من ناحية التدريب، فتدريبات المقاتلين الإسلاميين تشابه تدريبات الجيش الحر إلى حد كبير فمنهم ينضم إليهم بالتزكية من قبل شخصين يشهدون له بأنه شخص جيد، ومعسكرات التدريب التي يديرونها تقيم دورات تدريب منها ما قد يستمر أسبوعا وبعضها شهراً وهي من هذا الجانب لا تختلف عن معسكرات الجيش الحر .
يقول أبو عبيدة الجزراوي أحد قادة كتيبة المهاجرين "رأيت مقاتل من الجيش الحر عندما حررنا اللواء 80 في ريف حلب الشرقي، لم أرَ في حياتي بشجاعته علما أنني قاتلت في دول كثيرة."
وتشارك الحركات الإسلامية الجيش الحر في أعمال قتالية ومدنية كثيرة، كما تشاركه في تكتلات عسكرية أشهرها جبهة تحرير سوريا الإسلامية، وأهم هذه الحركات التي تعمل وتنشط في سوريا: حركة أحرار الشام الإسلامية، وجبهة النصرة، وجيش المهاجرين والأنصار، وجيش محمد في بلاد الشام، ودولة الإسلام في العراق والشام، وكتيبة المهاجرين.
الحركات الإسلامية لم تكن بمعزل عن الشأن المدني والخدمي فقد شاركت جبهة النصرة وحركة أحرار الشام ألوية الجيش الحر في اللجنة الرباعية الأمنية للهيئة الشرعية بحلب.
إلا أن الصورة ليست دائما توافق وانسجام بين العناصر الثائرة المقاتلة وهناك جو بادٍ للعيان بأن كثيراً من قادة الجيش الحر ومن المدنيين لا يناسبهم فكر أو تصرفات هذه الحركات والتنظيمات في بعض المواقف، لكن لايعني أن هذه الحركات مسيطرة على الأرض أن تصادما يلوح في الأفق والمدى القريب.
أبو البراء سوري من قادة حركة أحرار الشام عندما ذهب وعناصره لجلب أحد المطلوبين للهيئة الشرعية ودارت اشتباكات مع كتائب غرباء الشام ألقى سلاحه أرضا، وقال "نحن لن نرفع سلاحنا في وجهة اخوتنا."
وهناك عدة جوانب يدور حولها لغط كبير في وسائل الإعلام:
أولاً، أن غالبية المنضمين لهذه الجبهات هم سوريون، أما المهاجرون "الأجانب الذين يقاتلون في هذه الحركات" فعددهم لايتجاوز 10الى 15 بالمئة من مجمل عدد المقاتلين داخل الحركات الإسلامية كما أن أغلب قادة هذه الحركات هم سوريون.في حين أن مجموع عدد المقاتلين بالحركات الإسلامية يتراوح بين 20 الى 25 بالمئة من مجمل عدد مقاتلي الجيش الحر.
وثانياً، أن عمل هذه الحركات في المجال الإداري لايعني أنها تسيطر على الحياة المدنية لأن غياب الدولة وحالة الفوضى تتيح لأي مجموعة أن تسد الفراغ الذي خلفه سقوط النظام في تلك المناطق ولاتعني في الوقت نفسه أن عناصر هذه الحركات يعملون لإقامة دولة تناسب فكرهم فالدولة دستور ومؤسسات.
وثالثاً، أن عدم اعترافهم بالجيش الحر أو بالائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية لايعني أنهم يحاربونه. أبو المغيرة قائد جبهة النصرة في ريف حلب الشمالي لايتعامل مع الائتلاف ولايعترف به ولكنه ينسق ويتعاون مع قادة عسكريين من الجيش الحر وهو على علم بارتباطهم بالائتلاف. ويقر أبو أدهم قيادي في جبهة النصرة وأحد القضاة في الهيئة الشرعية بحلب بأن هناك اجتماعات جرت بين الهيئة والائتلاف باسطنبول لتوحيد جميع الكتل القضائية العاملة على الأرض وأن المشاورات والمبحاثات جارية في استمرار بين الجانبين.
وأخيرً، لاننسى أن معظم الألوية والكتائب العسكرية التابعة للجيش الحر في ريف دمشق هي إسلامية والفرق الوحيد بينها وبين الحركات الإسلامية الأخرى هو تبعيتها للجيش الحر وموافقتها على قيام دولة مدنية يحكمها أشخاص منتخبون .
الناشطة الميدانية رشا اللاذقاني تقول "إن الجيش الحر يدير أيضا مناطق كثير وليس الإسلاميين وحدهم، وإذا طبقت الشريعة على كل السوريين لامانع لدي من ارتداء الحجاب" وترى أن إعلان الولاء للقاعدة أضعف من شعبيتهم لأن الشعب السوري بأغلبيته معتدل ويكره التطرف.
يقول الناشط الإعلامي أحمد أبو محمود إن "تصرفات الحركات الإسلامية تعكس سعيهم لإقامة دولة على طريقتهم، فهم لايريدون العمل العسكري فقط، وهذه الحركات لها قوتها على الأرض ولكن ليس كما يتم تصويره ونقله إعلاميا، فهم ينشرون أفكارهم عن طريق الدعوة تارة وتارة أخرى عن طريق العنف لأنهم أقوياء وشعبيتهم مرتبطة بقوتهم. أما إعلامهم فهو غبي للغاية، قد يتبنون أحياناً عمليات من صنع النظام السوري ظناً منهم أنهم يرعبون أعوان النظام وشبيحته."..
ويمكن القول إن حرب الإبادة والتطهير والتركيع التي يشنها النظام السوري وأعوانه في كل من روسيا وإيران ولبنان والضوء الأخضر من المجتمع الدولي الذي يبارك جرائمه وفرت بيئة وحاضنة أو فراغ شغلته هذه الحركات الإسلامية التي تحظى بوجود مؤثر على مجرى الأحداث في سوريا إلا أنها ليست مسيطرة كما يتم عبر وسائل الاعلام، وهي ليست خطراً يهدد سوريا كخطر استمرار جرائم بشار الأسد بحق السوريين، إذاً حلم السوريين ومعاناتهم وتشابك قضيتهم يجب ألا تكون مادة أولية لصحفي يلوي عنق الحقيقة ويزور الوقائع ويهول الأحداث من أجل إرضاء رغبات مؤسسات إعلامية تبحث دائما عن الإثارة والصراع والخلاف. (8)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين في يومين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(9)
بانة محمد قاسم الديري - درعا - الشيخ مسكين
مديحة فضل - ادلب - احسم
عزام يوسف الأحمد الخشن - درعا - الشيخ مسكين
ياسمين مشرف الديري - درعا - الشيخ مسكين
محمد عزام اليوسف الأحمد - درعا - الشيخ مسكين
عبد الرحمن عزام يوسف الأحمد - درعا - الشيخ مسكين
عبد الله عمر البهش - دير الزور - العشارة
أحمد ياسين الأجوة - ريف دمشق - دوما
محمد الغدير - ريف دمشق - دوما
محمد العزيز - ريف دمشق - دوما
محمد بلال قطان - ريف دمشق - الريحان
زيدان غزة - ريف دمشق - دير سلمان
هشام أبو رائد - ريف دمشق - داريا
عبد الرحمن السن - ريف دمشق - سقبا
محمد عيدو - حلب - حي طريق الباب
ملك خياطة - حلب - حي طريق الباب
سعد عرفي الشيخ - ادلب - سرمدا
مصطفى شيخو - حلب - اعزاز
أديب سليمان - حلب - الأتارب
مصطفى الأسود - حمص - تلبيسة
حسن محمود حمود - حماه - الحويز
يحيى الشلاش - دير الزور - المريعية
عبد الناصر العبيد - دير الزور -
غزالة محمد صالح النعسان - حماه - كفرنبودة
عيد علي محمد الفرحان - دير الزور - البصيرة
أحمد تركاوي - حمص - الوعر
بسام يونس الدوبا - درعا - قيطة
فراس السيد سليمان - حمص -
حسين نذير درويش - ريف دمشق - العبادة
أحمد علي بوز - دمشق - القابون
زياد محمد علوش - حلب - الأشرفية
مروان زروق عبد الرزاق - ادلب - سرمين
أحمد الأغناني - دمشق - جوبر
عدنان محمود المدور - ريف دمشق - دوما
وائل الحسني - ريف دمشق - العتيبة
هيثم القصير - حلب - الراشدين
صالح خليل الحسين - دير الزور - حي العرفي
أحمد خير - دمشق - الصالحية
أحمد نصر - دمشق - الصالحية
محمد الجاويش - دمشق - الصالحية
بلال محمود محمد علي أكراد - درعا -
مصطفى عساف المسالمة - درعا - درعا البلد
ملك العبد الله - حلب - الراشدين
بيان هيثم القصير - حلب - الراشدين
مالك عبد الله قلاع - ريف دمشق - العبادة
جودي هيثم القصير - حلب - الراشدين
محمود محمد ديب الأجوة - ريف دمشق - دوما
نوري حسن زين الدين عمريكو - حلب - عفرين
شادي ساسة - ريف دمشق - زملكا
أحمد عر جغنون - ريف دمشق - القطيفة
محمد عبد الحليم جمعة - ريف دمشق - الطيبة
ملاذ بندر - ريف دمشق - الطيبة
إيمان عبد الحليم جمعة - ريف دمشق - الطيبة
نعيمة جمعة - ريف دمشق - الطيبة
فادي الخلف - ريف دمشق - المقيلبية
فارس عبد القادر جابر - ريف دمشق - النبك
طارق سارية عبيس - ريف دمشق - حرستا
عمر ناصيف - حماه -
صلاح إبراهيم عبد الكريم الشاهين - حمص - القريتين
عبد الرحمن بصات - حلب - بستان القصر
فراس دليل - حلب -
عبد الحميد نبهان - حلب - الراشدين
شبلي إبراهيم - حلب - حندرات
نضال خليل الجلم - درعا - الشيخ مسكين
عبد المجيد عرفة - حمص -
محمد كريم - حمص -
خليل بدر صايل الريابي - درعا - انخل
غازي ياسر الطيفور - ادلب - الدانا
محمد أحمد الإبراهيم - ادلب - الدانا
أسامة محمود الحمد - درعا - محجة
فاطمة الطيباني - حمص - الرستن
سامر السيد - حمص - الرستن
ديانا أسامة السيد - حمص - الرستن
فوزية ناجية - حمص - الرستن
زياد عواد أحمد الوادي - دير الزور - الشحيل
مسلم أبو فهد - ريف دمشق - المعضمية
أحمد البرازي - حماه - براق
أحمد أبو محمد - ريف دمشق - داريا
براء الشامي - ريف دمشق - الكسوة
عمار مصطفى عبد المجيد - حلب -
فداء كاسم البعلي - دمشق - القابون
خديجة الجوهرجي - ريف دمشق - الطيبة
محمود ديب الأجوة - ريف دمشق - دوما
ابن أبو أحمد القيار - القنيطرة - الصمدانية الغربية
أماني جمال ناعورة - ريف دمشق - ببيلا
عبد العزيز العصري الحسين - دير الزور - صبيخان
عدي النعيمي - درعا - مخيم العائدين
محمد حافظ عبد اللطيف الحسن الخطيب - درعا - الجيزة
عاطف شاكر - ريف دمشق - المليحة
وسام يوسف شمسي - ريف دمشق - المليحة
أبو علي الدالي الريحان - ريف دمشق - الريحان
محمد راجح - ريف دمشق - حرستا
محمد العبد الله - حمص - القصير
زكريا سقعان - حلب - باب الحديد
علي عزيزي - حلب - باب الحديد
مصطفى عزيزي - حلب - باب الحديد
عبد الرحمن تومان - حلب - مساكن هنانو
رؤى فارس - حلب - الصاخور
نورس أبو حسن - حماه - سهل الغاب: قرية الرملة
مصطفى الشيخ - ادلب - تفتناز
آل مجبر 6 - حلب - الأنصاري
آل مجبر 1 - حلب - الأنصاري
آل مجبر 2 - حلب - الأنصاري
آل مجبر 3 - حلب - الأنصاري
آل مجبر 4 - حلب - الأنصاري
آل مجبر 5 - حلب - الأنصاري
صفاء عبد الرحمن دوارة - ريف دمشق - بيت سحم
محمد صادم الفندي - درعا - انخل
ياسر عمار الثلاج - دير الزور -
حسان عدنان الثلاج - دير الزور -
محمد يحيى الصعيدي - ريف دمشق - دوما
حسن الدالي - ريف دمشق - دوما
طلال محي الدين حشمة - ريف دمشق - دوما
جهاد محمد خير الشهابي - ريف دمشق - حجيرة
باسل أبو محمد - ريف دمشق - المعضمية
يحيى أوضى باشي - حماه - حي وادي الحوارنة
فاطمة العبد الله - حماه - عقرب
خلود شمس الدين - حمص - الخالدية
عدي عبارة - حمص - الخالدية
نورا عبارة - حمص - الخالدية
عامر عبارة - حمص - الخالدية
عمر عبيد - حمص - الرستن
أمين بحبوح - حمص - الرستن
منهل حسني العرفان - حمص - تلبيسة
عبد الله قاسم أبو صلوع - درعا - انخل
عبدو الحجي - حلب - منبج
أحمد قباني - حلب - حلب القديمة
خالدية ياسين العلوش - ادلب - جبل الزاوية: المغارة
محمد أحمد العبد الله - حلب - المرجة
أحمد خالد الحلبي - حماه - حلفايا
مصطفى إسماعيل مصطفى - اللاذقية - عين تمرة
أحمد مصطفى عبد الرحمن - حماه - حي طريق حلب
أبو إبراهيم - ريف دمشق - يلدا
ياسين الشبلي - دير الزور -
أبو قاسم مشمش - ريف دمشق - القيسا
محمد راجح ديبو - ريف دمشق - حرستا
هبة الجاسم - ريف دمشق - قطنا
المصادر:
1- المركز السوري المستقل لإحصاء الاحتجاجات.
2- لجان التنسيق المحلية.
3- الهيئة العامة للثورة السورية.
4- وكالة رويترز.
5- الشرق الأوسط.
6- الجزيرة نت.
7- المرصد السوري لحقوق الإنسان – نقلا عن جريدة الجمهورية.
8- أورينت.