استخدم النظام الأسدي غازات سامة أدت إلى حالات اختناق وقتل أحد المدنيين، بينما أعلن دبلوماسيان سوريان من برلين انشقاقهما عن النظام بسبب ارتكابه ما وصفاه بفظاعات مروعة، حيث خلفت الحرب الدائرة في سوريا مقتل أكثر من 100 ألف شخص على الأقل، وأميركا تؤكد مجددا عدم وجود حل عسكري في سوريا.
أعداد القتلى:
قتل نظام الأسد 76 شخصا في سوريا بينهم 4 نساء و10 أطفال و6 تحت التعذيب، وقتيل بالأسلحة الكيماوية، فيما توزع عدد القتلى في المحافظات على هذا الترتيب: 34 في دمشق وريفها و10 في حلب و8 في درعا و7 في حمص و7 في حماة و4 في دير الزور و3 في إدلب و2 في القنيطرة و1 في الرقة. (1)
مئات المناطق المقصوفة:
وقصف النظام الأسدي 412 نقطة في عموم بلدات ومدن سوريا، حيث سجلت غارات الطيران الحربي في 34 نقطة وألقيت البراميل المتفجرة على مركدة وتل براك في الحسكة وفي قصر ابن وردان وبيوض وتفاحة والجنينة والحمدانية في حماة، وتم تسجيل استخدام القنابل العنقودية في تل حميس في الحسكة، وصواريخ أرض - أرض في الشيخ مسكين في درعا كما تم رصد إطلاق ثلاثة صواريخ سكود من اللواء 155 في القطيفة بريف دمشق باتجاه الشمال السوري، وتم توثيق استخدام السلاح الكيماوي في القابون على الاتستراد الدولي دمشق - حمص، والقصف المدفعي في 144 نقطة، تلاه القصف الصاروخي في 117 نقطة، والقصف بقذائف الهاون في 104 نقطة في سوريا. (1)
غازات سامة وحالات اختناق:
قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن قوات النظام قصفت منطقة حي القابون في دمشق بقذائف تحتوي على غازات سامة، وبث ناشطون صورا لقتيل وعدد من المصابين بحالات اختناق جراء القصف بغازات سامة في منطقة طريق دمشق حمص الدولية في حي القابون.(2)
استعادة السيطرة على تلكلخ:
قال نشطاء إن قوات الرئيس السوري بشار الأسد استعادت مدينة على الحدود اللبنانية مع مواصلتها لهجوم ضد مقاتلي المعارضة في صراع تجاوز عدد القتلى فيه 100 ألف شخص.
واستعاد الجيش السيطرة الكاملة على تلكلخ وطرد مقاتلي المعارضة وأنهى هدنة غير رسمية سمحت لوجود صغير من المعارضة بالبقاء لشهور عديدة.(4)
حرق ونهب للممتلكات:
وأفاد ناشطون أن جيش النظام شن عمليات نهب وحرق للممتلكات في مدينة تلكلخ في ريف حمص الغربي على الحدود مع لبنان، في حين يتخوف ناشطون من ارتكاب مجازر بحق من تبقى من الأهالي.(2)
استهدافات مباشرة:
استهدف الثوار عددا من مواقع قوات النظام ومليشيات حزب الله في عدد من الأماكن منها: مركز البحوث العلمية في برزة وحققوا إصابات مباشرة، ومعاقل قوات النظام وحزب الله في الغوطة الشرقية مع قتل عدد كبير منهم وتحقيق خسائر كبيرة، ومخفر باب الفرج في حلب وقتل عدد من القوات الأسدية هناك، وأيضا قوات النظام في جبل شويحنة مع تحقيق إصابات مباشرة.
ومنها معسكر وادي الضيف في معرة النعمان وحاجز المعصرة ومعسكر الجازر بإدلب وحاجز صبورة في ريف حماه الشرقي ومطار دير الزور العسكري بصواريخ وقذائف الهاون والفرقة 17 بالرقة وغيرها، محققين إصابات بليغة في تلك المواقع.(1)
تحرير مبانٍ وإسقاط طائرة:
وتمكن الثوار من تحرير عدد من الأبنية التابعة لقوات النظام على أطراف حي الراشدين في حلب وتكبيد قوات النظام خسائر كبيرة، وقاموا بإسقاط طائرة مروحية بالقرب من فرع الأمن العسكري في حي حلب الجديدة وتحرير عدد من المباني في خان العسل، وتصدوا لقوات الأسد في درعا وجاسم وكبدوهم خسائر كبيرة قرب المشفى الوطني بدرعا.
كما تصدوا لمحاولات اقتحام من قبل قوات النظام على أحياء حمص القديمة، وتمكنوا من تدمير عدد من الآليات والمدرعات التابعة لقوات النظام في عدة مناطق من سوريا، حيث سجلت 160 نقطة اشتباك عنيف بينهم وبين النظام الأسدي وأعوانه من حزب الله.(1)
انشقاق دبلوماسي:
أعلن دبلوماسيان سوريان من برلين انشقاقهما عن النظام بسبب ارتكابه ما وصفاه بفظاعات مروعة أخذت البلاد إلى مستويات غير مسبوقة من العنف وحولتها إلى ساحة للمصالح غير السورية على حساب دماء أبناء سوريا.
وقال هيثم حميدان القنصل السوري السابق في هافانا -وهو دبلوماسي برتبة سكرتير أول- إنه استنفد حدود العمل الممكن داخل منظومة التمثيل بعد أن أصبح من الحيوي الانتقال إلى العمل المعلن.
ومن جهتها، دعت السكرتيرة الثانية سابقا في القنصلية السورية في دبي، لمى أحمد إسكندر، العاملين في مؤسسات النظام إلى تحطيم الخوف بالانشقاق الفعلي من مناصبهم أو دعم الثورة السورية بكل الوسائل المتاحة.(2)
لقاء مع وزير خارجية فرنسا:
في لقاء ضم وفدا من أهالي حلب مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس قال رئيس مجلس محافظة حلب إن آثار مدينة حلب قد دُمرت إضافة إلى قصف المدينة التاريخية الذي لم يستثنِ كنائس وجوامع حلب التاريخية ومنها كنيسة الشيباني القديمة، وقال "نحن نقدم خدمات لمليونين من سكان حلب والبقية تم تهجيرهم"، وأضاف "إننا نعتب على إخواننا في الائتلاف السوري بأننا غير ممثلين لديهم رغم طلبنا بوضع أحد الأشخاص من المحافظة إلا أن طلبنا رُفض للأسف".
كما أشار رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب أحمد عزوز إلى حجم الدمار الذي تعرضت له مدينة حلب التاريخية، حيث طال القصف الهمجي لقوات الاسد المناطق الأثرية والتاريخية، و"قام بشار بقصف المصانع لاسيما مصانع الأدوية، لذلك نحن نعاني من نقص حاد في الأدوية ما تم تدمير المدارس وكافة البنية التحتية" .(3)
حركة نزوح كبيرة:
استقبلت مدينة جرابلس التابعة لريف حلب موجة نزوح كبيرة من قرى وبلدات ريف حمص. فقد وصل إلى المدينة خلال الأسبوع الماضي أكثر من ثلاثة آلاف نازح تم إيواؤهم في مخيمات أقيمت على عجل بساحة الملعب البلدي والمصرف الزراعي بالمدينة، بينما بدأ تجهيز بعض المدارس لاستقبال النازحين الذين تتضاعف أعدادهم يومياً وفق ما يقول القائمون على المخيم.(2)
آلاف الجرحى في مشفى حلب:
قال مدير مستشفى -رفض ذكر اسمه-: أن المستشفى الذي يشرف عليه قام بمعالجة 3750 جريحاً خلال الثلاثة أشهر المنصرمة، كما استقبل المستشفى 83 جثة خلال الشهر الماضي، وتم إجراء 600 عملية جراحية صعبة خلال شهر واحد، وتم قصف المستشفى سبع مرات، وتم إخلاؤه مرتين، ولا نملك سوى أربع سيارات إسعاف، اضطررنا لتغيير ألوانها لأنها أصبحت هدفاً سهلاً لقناصة نظام الأسد، وتم قصف المستشفى ونقيم مستشفيات ميدانية متنقلة بين الجوامع والمدارس .(3)
أكثر من 100 ألف قتيل:
أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له أن أكثر من مائة ألف شخص لقوا حتفهم في النزاع السوري منذ بدئه في مارس/آذار 2011.
وقال المرصد: إنه وثق سقوط 100191 قتيلا منذ انطلاق الثورة السورية مع سقوط أول شهيد في محافظة درعا في مارس/آذار 2011 حتى تاريخ 24 يونيو/حزيران الحالي.
وأوضح المرصد أن الرقم يشمل 18 ألفا من مقاتلي المعارضة ونحو 40 ألفا من الجنود والمقاتلين الموالين للرئيس بشار الأسد.
وأكد أن بين الضحايا 50200 من المدنيين من ضمنهم 5144 طفلا و3330 امرأة.
وأضاف المرصد أن العدد الحقيقي للقتلى من مقاتلي المعارضة والنظام يزيد مرتين على الأرجح عن ذلك العدد بسبب تكتم الجانبين على الخسائر البشرية خلال العمليات العسكرية.
وتحدث المرصد كذلك عن مقتل 169 من عناصر حزب الله اللبناني الذي كان قد دعم قوات النظام السوري في السيطرة على مدينة القصير بريف حمص.
وناشد المرصد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون العمل بشكل جدي من أجل وقف القتل في سوريا ومساعدة الشعب السوري على الانتقال إلى دولة ديمقراطية.(2)
لقاء مع وفد من حلب:
التقى وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في باريس وفداً من مدينة حلب السورية بحضور السفير الفرنسي في دمشق إيريك شوفالييه، وناقش معهم سبل دعم المناطق التي تسيطر عليها المعارضة والإدارة المدنية فيها.
واستمع فابيوس لاحتياجات المناطق "المحررة" في محافظة حلب مع رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب أحمد عزوز ورئيس مجلس محافظة حلب محمد يحيى نعناع ومدير مستشفى حلب الذي رفض أن يفصح عن اسمه وصورته خوفاً على عائلته من بطش النظام السوري وعدد من أعضاء المجلس.(3)
موافقة على تلبية حاجات المناطق المحررة:
وذكر مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية أن فابيوس وافق على تنفيذ ما تحتاجه المناطق "المحررة" في محافظة حلب.
وقال إن "هذا الاجتماع هو امتداد للدعم المباشر الذي تقدمه فرنسا إلى المناطق المحررة"، مشيراً إلى استضافة باريس في أكتوبر الماضي اجتماعاً دولياً لهذا الغرض.(3)
رد على المعلم:
قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إنه شاهد تعليق وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي قال فيه "على المعارضة ألا تحضر مؤتمر جنيف إن كانت تريد نقل السلطة"، وأضاف المتحدث كنا واضحين مع الروس أنه بإحضار النظام السوري إلى طاولة المفاوضات يعني أن الحل هو في نقل كل السلطات التنفيذية إلى حكومة انتقالية.(5)
لا يوجد حل عسكري:
ومن جانبه جدد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري التأكيد أنه لا يوجد حل عسكري في سوريا، معتبراً أن "سوريا ليست ليبيا"، كما جدد الدعوة إلى حل سياسي تفاوضي على أساس إعلان مؤتمر جنيف الأول.(5)
تحذير من أي هجوم على إسرائيل:
حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدى تفقده تدريبات عسكرية في هضبة الجولان المحتلة الأربعاء، الطرفين المتحاربين في سوريا من شن أي هجوم على إسرائيل.
وقال للجنود المشاركين في تدريبات للمشاة "لا نسعى لتحدي أحد، لكن لن يتسبب أحد في أذى لإسرائيل دون رد، رد قوي وحاسم".(3)
روسيا ليس لديها عسكريون في سوريا:
ذكرت صحيفة فيدوموستي أن روسيا ليس لديها حاليا عسكريون في سوريا موضحة أن موسكو سحبت العاملين من منشأتها البحرية في ميناء طرطوس على البحر المتوسط وربما توقفت عن استخدامها.
وقال محللون إن التقرير إذا كان دقيقا يمكن أن يدل على قلق روسيا بشأن الخطر الذي تشكله الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد حليف موسكو على العاملين.
ونقلت فيدوموستي عن مصدر بوزارة الدفاع لم تحدده قوله إنه لا يوجد جنود أو مدنيون في طرطوس ولا يوجد مستشارون عسكريون روس يعملون مع وحدات الحكومة السورية.
ورفضت وزارتا الخارجية والدفاع الروسيتان التعليق لكن صحيفة الحياة التي تصدر باللغة العربية في لندن نقلت عن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوجدانوف المبعوث الخاص لروسيا في الشرق الأوسط تصريحا مماثلا يوم الجمعة.
ونقلت الصحيفة عنه قوله "الآن لا يوجد لدى وزارة الدفاع الروسية أي شخص في سوريا."
ومنشأة طرطوس للصيانة والإمداد هي القاعدة البحرية الوحيدة لروسيا خارج الاتحاد السوفيتي السابق وتمنح روسيا موطئ قدم في سوريا خلال الصراع.
واستعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عضلات روسيا قرب السواحل السورية وأمر بنشر وحدة بحرية في البحر المتوسط للمرة الأولى منذ انهيار السوفيتي عام 1991.
لكن الكسندر جولتس المحلل العسكري المقيم في موسكو قال إن سحب الأفراد من طرطوس "خطوة منطقية للغاية" لحماية العاملين.
وقال لرويترز إنه إذا أخذ فني عسكري روسي رهينة - على سبيل المثال - "فسوف تواجه روسيا مشكلة كبيرة يصعب حلها".
وقال جولتس إنه كان يوجد نحو 100 فني عسكري في طرطوس لخدمة السفن التي تتوقف هناك للتزود بالإمدادات وللخضوع لعمليات صيانة بسيطة لكن ربما تم سحبهم في وقت سابق من العام عندنا أجريت التدريبات البحرية في المنطقة.
وكانت هناك تكهنات بأن روسيا تستخدم المنشأة كنقطة عبور لشحنات الأسلحة والذخيرة لقوات الأسد. وقالت روسيا إن إمداداتها من الأسلحة لحكومة الأسد قانونية ولأغراض دفاعية في معظمها.
وحمت روسيا الأسد خلال الصراع بعرقلتها قرارات لمجلس الأمن كانت تستهدف الإطاحة به من السلطة أو الضغط عليه لإنهاء إراقة الدماء. (4)
وكتب صالح القلاب:
لا انقلاب على بشار الأسد قبل القناعة بسقوطه «لا محالة»
حسب «التايمز» اللندنية، في عدد سابق، فإن «الغرب»، ومن ضمنه الولايات المتحدة، قد تبنى خطة، يبدو أنها لم تعد سرية، لتشجيع كبار الحلقة الضيقة المحيطة بالرئيس السوري بشار الأسد على الانشقاق والانقلاب على رئيسهم ليلعبوا دورا في بناء سوريا الجديدة. وعلى ذمة هذه الصحيفة العريقة والمعروفة باتزانها، فإن قادة «مجموعة الثماني» قد وعدوا كبار الجنرالات والشخصيات البارزة في أجهزة الأمن والقوات المسلحة السورية بأنهم سيحصلون على ضمانات كافية، إنْ هم قاموا بمثل هذه الخطوة الانقلابية.
ومما يؤكد جدية هذه المبادرة، التي بقيت مجرد خبر مثير في هذه الصحيفة البريطانية الوقورة ولم يجرِ التطرق إليها في أي وسيلة إعلامية أخرى، أن «التايمز» نفسها قد نسبت إلى رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أنه قال إن قادة «مجموعة الثماني» قد اتفقوا خلال قمتهم الأخيرة في آيرلندا الشمالية على إقناع كبار المسؤولين السوريين الموالين للرئيس السوري، الذين باتوا يدركون أن بشار الأسد زائل لا محالة، بضرورة الانقلاب عليه كي لا تسقط سوريا في مستنقع الفوضى الذي سقط فيه العراق.
وحقيقة، إن هذا يدل، إن صحت هذه المعلومات، على أن هذه الدول الثماني، التي غير معروف ما إذا كانت روسيا من بينها أم لا.. والمؤكد أنها ليست من بينها وأن العدد يقتصر على سبع دول فقط، على أنه لم يعد هناك أي أمل بانعقاد مؤتمر «جنيف 2» وأي أمل بتحقيقه أي تقدم فعلي في حال انعقاده، والسبب كما قالت «التايمز» البريطانية هو إصرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على تحدي الضغوط الغربية التي تمارس عليه لحمله على التخلي عن دعم بشار الأسد والاستمرار في مساندته.
وإزاء هذه الصحوة المتأخرة لهذه الدول الغربية، ومن بينها الولايات المتحدة التي بقيت مترددة وغير قادرة على اتخاذ موقف جدي من المفترض أن مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط والمنطقة العربية تتطلبه، فإنه يمكن القول: «في الصيف ضيعت اللبن»؛ إذْ إن مثل هذه الفرصة كانت ممكنة، وإنْ على نطاق ضيق في البدايات عندما أصيب نظام بشار الأسد بالارتباك وعندما لم تكن بعد قد خلصته الانشقاقات الفردية، إن على مستوى كبار وصغار الضباط وإن على مستوى الأفراد، من كل غير الموالين له ولنظامه وتركت له قوات مسلحة وأجهزة أمنية مسيطرا عليها بصورة عامة لأسباب، بالدرجة الأولى، طائفية.
إنه ضرب من الخيال، أن يكون هناك تفكير منطقي وجدي من قبل الولايات المتحدة، ومعها الدول الأوروبية المعنية بهذا الأمر، بعد عامين وأكثر من التصفيات المتلاحقة التي لجأ إليها هذا النظام والتي تسببت فيها الانشقاقات الفردية إنْ داخل الجيش والقوات المسلحة وإنْ في الأجهزة الأمنية السورية، وهنا ومع التقدير والاحترام لكل الذين تبنوا تلك العملية التي قتل فيها عدد من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين ومن بينهم آصف شوكت، الذي كانت قد قيلت عنه روايات غير مؤكدة كثيرة، فإنه لا يمكن إلا ترجيح أن نظام بشار الأسد نفسه هو الذي قام بهذه العملية، وأن الهدف هو قطع الطريق على محاولة انقلابية، ربما كانت قيد التحضير والإعداد.
إن المؤكد، وهذا يعرفه المطلعون من قرب على كيفية انتزاع حافظ الأسد السلطة والحكم من بين أيدي رفاقه البعثيين في انقلاب نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1970 الذي أطلق عليه اسما تجميليا خادعا هو: «الحركة التصحيحية»، أن الجيش السوري قد خضع، بدءا بانقلاب الثامن من مارس (آذار) عام 1963، مرورا بحركة الثالث والعشرين من فبراير (شباط) عام 1966، وانتهاء بهذه الحركة التصحيحية آنفة الذكر، لعمليات «تطهير» متلاحقة قد أوصلته إلى هذا الذي وصل إليه؛ أي تحوله إلى جيش طائفي يتحكم فيه الضباط العلويون، من أصغر وحدة عسكرية في قوات الاحتياط والخدمة الإلزامية وحتى قيادته العليا ورئاسة أركانه.
لقد جاء تدفق الشبان العلويين، الذين كانت تغلق في وجوههم الوظائف الحكومية والذين اتجهوا بأغلبيتهم إلى حزب البعث بعد اغتيال الضابط البعثي الدمشقي اللامع عدنان المالكي في عام 1955 على أيدي من ساد اعتقاد أنهم ينتمون إلى الحزب القومي السوري، على الكليات العسكرية ليعزز سيطرة لاحقة لأبناء هذه الطائفة على الجيش السوري وعلى الأجهزة الأمنية السورية. وحقيقة، إن هذا هو ما جعل انقلاب الثامن من مارس عام 1963 يبدو كأنه انقلاب علوي، كان من أهم رموزه محمد عمران، الذي جرى اغتياله بقرار من حافظ الأسد في طرابلس اللبنانية في عام 1972، واللواء صلاح جديد الذي أودعه حافظ الأسد مع رئيس الدولة الدكتور نور الدين الأتاسي والكثير من القيادات الحزبية والعسكرية زنازين «المزة» الشهيرة، وبقي فيها إلى أن اغتالته الأمراض مثله مثل الكثير من رفاقه. وهذا ينطبق أيضا على حركة الثالث والعشرين من فبراير التي أوصلت حافظ الأسد إلى وزارة الدفاع، بالإضافة إلى قيادة سلاح الجو، وذلك مع أنه كان في بريطانيا ومعه ثلاثة آخرون في مهمة لا تزال غامضة وغير معروفة في فترة الإعداد لهذه الحركة، التي يرى حتى بعض كبار الضباط الذين قاموا بها من حزبيين مدنيين وعسكريين أنها استكملت سيطرة «العلويين» على سوريا، ولم يعد إلا قبل هذا الانقلاب، الذي أحدث أكبر وأخطر انقسام تنظيمي وسياسي في حزب البعث، بأربع وعشرين ساعة.
كان حافظ الأسد قد تحالف مع صلاح جديد بعد انقلاب مارس عام 1963 إلى أن انتهى من محمد عمران، ثم بعد حركة فبراير عام 1966 بدأ بالحفر تحت قدميّ حليفه هذا إلى أن تمكن عمليا من تهميشه وإبعاده عن مراكز القرار والتأثير، وخاصة في الجيش والقوات المسلحة، في عام 1968، وهكذا إلى أن تمكن من القيام بحركته التصحيحية بعد نحو عامين بانقلاب أبيض نفذه في وضح النهار، فأصبح يسيطر على كل شيء بعدما وضع كل منْ من المفترض أنهم رفاقه في السجون والمعتقلات ليقضوا في زنازينها سنوات طويلة.
والمهم هنا، هو أن حافظ الأسد، ومع أنه كان قد استعان بـ«ديكور» سني من بين رموزه، كل من عبد الحليم خدام الذي أصبح نائبا له، ومصطفى طلاس الذي كاد يصبح وزيرا للدفاع إلى الأبد، وحكمت الشهابي الذي أصبح بعد هذه الحركة التصحيحية رئيسا للأركان، فإنه خلال سنوات حكمه جعل «الجيش العربي السوري» واقعيا وعمليا جيشا للطائفة العلوية، وحيث بات في استطاعة ضابط صغير من أبناء هذه الطائفة الموالين له أن يتحكم في فرقة عسكرية كاملة، على رأسها قائد سني يحمل كتفاه وصدره أعلى الرتب وأهم الأوسمة العسكرية.
إن هذا واقع الحال، ولذلك وعندما تفجرت الأوضاع في سوريا بعد الحادثة المعروفة في مارس (آذار) عام 2011، وتمادى نظام بشار الأسد في ارتكاب كل هذه المجازر البشعة ضد الشعب السوري، فإن أقصى ما كان بإمكان الضباط الوطنيين من سنة وعلويين فعله هو الانشقاق فرديا، فالجيش السوري كان مسيطرا عليه ولا يزال سيطرة طائفية كاملة وكذلك الأجهزة الأمنية، ولذلك فإنه كان من المستحيل القيام بانقلاب عسكري في بلد الانقلابات العسكرية، وخاصة أن هذا النظام، بدعم من روسيا وإيران ومن نوري المالكي والتشكيلات الطائفية العراقية، بقي متماسكا بصورة عامة.
والآن، إذ يعود الغرب، ومعه الولايات المتحدة، بعد سبات عميق طويل، إلى الحديث عن أن هناك إمكانية لتشجيع كبار الجنرالات في الجيش السوري وكبار الشخصيات «البارزة» في الأجهزة الأمنية السورية على الإطاحة ببشار الأسد، فإنهم يبدون بدعواتهم هذه كمن «يغمس خارج الصحن».. اللهم إلا إذا بادروا وبسرعة إلى تقديم دعم فعلي للجيش السوري الحر يحدث تغييرا حقيقيا في المعادلة الحالية بين النظام والمعارضة، ويجعل هؤلاء الجنرالات، ليس يشعرون وفقط، بل يتأكدون من أن هذا النظام زائل لا محالة، وأن عليهم أو على بعضهم أن يغتنموا فرصة سانحة قبل أن يغتنمها غيرهم ويبادروا إلى القيام بانقلاب إنقاذي استجابة للدعوات والتطلعات الغربية وأيضا العربية وقبل كل هذا لتطلعات الأكثرية السورية.(6)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(7)
عباس عباس - حمص - الرستن
حسين قاسم البريجاوي - حمص - تلبيسة
جهاد الديك - حمص - الرستن
محمد توفيق عوفان الجوابرة - درعا - درعا البلد: حي المنشية
أحمد يحيى فتحية - ريف دمشق - بيت سحم
أديب أحمد عرابي - ريف دمشق - حران العواميد
خالد ياسين الخطيب - ريف دمشق - زملكا
حلا مصعب السرحان - حماه - قلعة المضيق
محمد جلعوط - حماه - بيوض
محمد كامل حج محمود حافظ - حلب - مارع
حسن شعبو - حلب - عنجارة
محمد عثمان أبو قر - دمشق - جوبر
محمد غازي رمضان - دمشق - القابون
هشام كريم - دمشق - القابون
محمد خالد اليبرودي - ريف دمشق - عربين
محمد راتب صلاح كرنبة - ريف دمشق - عربين
آية نبيل القرصة - ريف دمشق - عربين
محمود بشير أبو الليل - ريف دمشق - عربين
جنين من آل المدني - ريف دمشق - دوما
جمال رزق الوادي - درعا - انخل
محمد جمال رزق الوادي - درعا - انخل
سليمان عوض بدران الوادي - درعا - انخل
فايز إسماعيل فايز الوادي - درعا - انخل
إسماعيل فايز الوادي - درعا - انخل
جهيدة جميلة الشهابي - دمشق - مخيم اليرموك
عبد الرحمن الأجوة - ريف دمشق - دوما
خالد غسان التلاوي - ريف دمشق - دوما
بلال موفق اللكة - ريف دمشق - دوما
خالد الشمالي - ريف دمشق - دوما
أحمد التل - ريف دمشق - دوما
علاء غريب دحدل - درعا - نوى
محمود صايل العيادات - ريف دمشق - مخيم خان دنون
أحمد العلي - دير الزور -
أبو اسحق - دير الزور -
سعود الخضر الخالد العامج - دير الزور -
بلال بلة - ريف دمشق - دوما
خلدون البقدونسي - ريف دمشق - دوما
ناصر نوفل - ريف دمشق - دوما
حمزة جمعة - ريف دمشق - دوما
عبد الله نزار نجم - ادلب - خان شيخون
طارق محمد علي - ادلب - جسر الشغور: قرية العدنانية
عمر أحمد قزموز - دمشق - معرة النعمان
بشار محمد اليوسف - حماه - كفرنبودة
يوسف أيمن العمر - حماه - كفرنبودة
وحيد الحنش - دمشق - العسالي
محمد بلة - ريف دمشق - دوما
أبو ماجد - ريف دمشق - دوما
أبو عمر - ريف دمشق - دوما
أبو علي - ريف دمشق - سقبا
قاسم جباوي - ريف دمشق - القيسا
حسين حميد درويش - ريف دمشق - العبادة
قاسم محسن - ريف دمشق - العبادة
عبدو قلاع - ريف دمشق - العبادة
أحمد - ريف دمشق - النشابية
عبد الرحمن شاهين - ريف دمشق - العتيبة
عبد الباسط حرانية - ريف دمشق - العتيبة
فادي حسنو - ريف دمشق - مسرابا
أبو علي - ريف دمشق - مسرابا
فايزة الأشقر - القنيطرة -
وليد الجاسم - القنيطرة -
باسل حسين الرجب - الرقة -
المصادر:
1- لجان التنسيق المحلية.
2- الجزيرة نت.
3- العربية نت.
4- وكالة رويترز.
5- سي إن إن
6- الشرق الأوسط.
7- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.