زعم وليد المعلم أن نظامه ذاهب إلى دمشق لشراكة وطنية حقيقية، واصفا ما تقرر في الدوحة بالخطير والمطيل لعمر الصراع، بينما ذكر رئيس الجالية السورية في دول مجلس التعاون الخليجي أن دعم إيران لليرة السورية هو الذي أطال في عمر النظام الأسدي، وروسيا تدافع عن تسليحها للنظام الأسدي منتقدة تسليح المعارضة، بينما يحث الاتحاد الأوربي إلى الوصول إلى تسوية سياسية.
قتلى تحت القصف وتحت التعذيب:
قتل نظام الأسد 67 شخصا فيهم 6 نساء و8 أطفال و3 تحت التعذيب، وتوزع عددهم في المحافظات على هذا الترتيب: 34 في دمشق وريفها و6 في حمص و6 في ادلب و6 في حماة و6 في حلب و4 في دير الزور و2 في درعا و2 في الرقة و1 في الحسكة. (1)
غازات سامة واختناق:
قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن قوات النظام قصفت حيي القابون وبرزة في دمشق بغازات سامة، مما أدى إلى إصابات بين السكان.
وقد بثت الهيئة العامة للثورة مقاطع فيديو لحالات اختناق جراء القصف بالغازات على حي القابون الدمشقي، وأفاد الناشطون بأن القصف كان بقنابل وقذائف هاون تحمل مواد سامة، وأشاروا إلى وجود أكثر من 15 إصابة بين السكان سببت ضيقا في التنفس واحمرارا في العينين.(2)
مناطق القصف:
وثقت لجان التنسيق المحلية 453 نقطة قصف في عموم سوريا، منها غارات للطيران الحربي تركزت على 47 نقطة، وألقيت البراميل المتفجرة على تل رفعت في حلب والحمدانية وجنان في حماة وناحية ربيعة وكنسبا في اللاذقية، وتم تسجيل استخدام القنابل الفراغية في الموحسن في دير الزور واستخدام القنابل العنقودية في محيط مطار منغ العسكري في حلب والبارة في إدلب، واستخدام الغازات السامة والمواد الكيماوية في القابون في دمشق، وقصف النظام بصواريخ أرض - أرض منطقة تل رفعت في حلب، وتركز القصف المدفعي في 162 نقطة، وتلاه القصف الصاروخي في 124 نقطة، والقصف بقذائف الهاون سجل في 110 نقطة في سوريا. (1)
مداهمات وغارات جوية:
وشنت قوات النظام حملة مداهمات واسعة على المنازل في أحياء ركن الدين والميدان، بينما كثف الطيران غاراته على بلدات خان الشيح والأحمدية والدير سلمان بالغوطة الشرقية ومدينة المليحة.
كما شن الطيران الحربي غارات جوية على بلدة الحمرا بحماة، مما أدى إلى مقتل عشرة أشخاص بينهم أطفال.
وقال ناشطون إن قصف قوات النظام طال عديد المناطق الأخرى في محافظات درعا ودير الزور واللاذقية وإدلب وحماة وحمص والرقة، حيث تدور أحيانا بعض الاشتباكات المتقطعة بين الجيشين النظامي والحر.(2)
اشتباكات واستهدافات قوية:
اشتبك الثوار مع قوات الأسد ومليشيات حزب الله في 145 نقطة، تمكن فيها المجاهدون من إحراز نتائج مباركة منها: استهداف قصر المؤتمرات وطريق مطار دمشق الدولي وقتل عدد من الجنود في صفوف قوات النظام والتصدي لقوات النظام على طريق المتحلق الجنوبي وتكبيدهم خسائر كبيرة والتصدي أيضا لمحاولات اقتحام في داريا. (1)
استهداف مبنى قصر العدل:
وفي حلب استهدف الثوار قوات النظام وشبيحته في حي الأشرفية ومبنى قصر العدل والسفيرة ودمروا أحد مقرات قوات النظام في حي سيف الدولة كما تصدوا لقوات النظام وعناصر حزب الله في ريف حلب الغربي وتم تكبيدهم خسائر كبيرة.
وفي إدلب استهدف المجاهدون حواجز النظام في أريحا ومعسكر الجازر وتم تحقيق إصابات مباشرة، وفي حماة استهدفوا أيضا تجمعات قوات النظام وحاجز أبو ميال بصواريخ محلية الصنع وحققوا إصابات عديدة، وفي حمص تصدى الثوار لمحاولات قوات النظام اقتحام القريتين وكبدوهم خسائر كبيرة، وفي الرقة استمروا في محاصرتهم للواء 93 في عين عيسى وتم استهدافه بعدة صواريخ وتحقيق إصابات، وفي درعا تصدى الثوار لرتل عسكري في جاسم ودمروا عدة آليات وقتلوا عددا كبيرا من عناصره، وفي الحسكة تمكن المجاهدون من تحرير حاجز أبو كصايب في تل حميس والسيطرة على أسلحة وذخيرة. (1)
تدمير عدة دبابات ومقتل عشرات الجنود:
وفي ريف حمص قال ناشطون إن معارك عنيفة اندلعت بين الجيش الحر وقوات النظام في أطراف مدينة الرستن.
وقد بث الناشطون صورا للمعارك الدائرة هناك، وقالوا إن الجيش الحر استطاع تدمير أربع دبابات داخل كتيبة الهندسة والسيطرة خلال الأيام الماضية على سبعة حواجز أخرى لقوات النظام في أطراف المدينة، وقتل ما يزيد على سبعين جندياَ من الجيش النظامي. (2)
50 جثة لقوات النظام:
وعثر على أكثر من 50 جثة لعناصر من قوات النظام وشبيحته على أطراف قرية مسعود بريف حماة والمزارع حولها، حيث قتلهم الجيشُ الحر في معارك جرت خلال اقتحام المنطقة منذ أكثر من أسبوع.(5)
استهداف مقر للمخابرات الجوية ومبنى قيادة مطار منغ:
أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أمس استهداف كتائب «الجيش السوري الحر» لمقر المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء بحلب، وأشارت الهيئة إلى أن «كتيبة المهاجرين والأنصار» في حلب فجرت مبنى القيادة داخل مطار منغ العسكري عقب سيطرة المعارضة على جميع مداخله وبواباته»، ولفتت إلى أن «العملية تمت بواسطة عربة مدرعة محملة بأكثر من أربعة أطنان من المتفجرات استخدمت لنسف كامل المبنى».
وبث ناشطون معارضون صورا على مواقع الإنترنت تظهر عناصر نظاميين وهم يفرون من مبنى القيادة إلى أنفاق داخل المطار إثر سيطرة المعارضة على جميع مداخله وبواباته.(4)
ثوار تلكلخ ينتقدون الائتلاف:
انتقدت الهيئة الثورية في تلكلخ السورية المحاذية للحدود اللبنانية، أمس، الائتلاف الوطني السوري، وهيئة الأركان في الجيش السوري الحر، بموازاة أنباء عن سيطرة الجيش النظامي على أجزاء واسعة منها خلال هجوم شنه قبل يومين، تخللته اشتباكات عنيفة بين الجيشين.
واتهم ثوار تلكلخ، المعارضة السورية بالتخاذل. وفي بيان أصدرته الهيئة الثورية في المدينة، نشر على صفحتها على «فيس بوك»، قالت إن الثوار طلبوا السلاح والذخيرة وإغاثة الجرحى، لكن الائتلاف لم يستجب، وسأل الثوار: «أين أموال الائتلاف؟ أين حق مدينة تلكلخ؟» وإذ اتهم البيان الائتلاف بالتآمر والتخاذل، طالب هيئة الأركان بالسلاح والذخيرة والمقاتلين، وختم البيان بالقول: «تلكلخ لم تسقط، بل المتخاذلون وتجار الحروب».(4)
تدفق رؤوس الأموال السورية إلى الخارج:
أكد رئيس الجالية السورية في دول مجلس التعاون الخليجي، أن الخطوة التي تتخذها إيران بالدخول عسكريا إلى جانب حلفائها في قمع الشعب السوري، ترتبت عليها إيقاف دعم الليرة بالنفط الإيراني، وهوت بسببه أسعار الصرف، حيث أصبحت قيمتها أمام الدولار تساوي 230 بينما تساوي قيمتها أمام الريال السعودي 60 ليرة.
وقال: "أبلغت من قبل الكثير من أبناء الجالية في الإمارات، عن وصول الكثير من رؤوس الأموال إلى الإمارات، فضلا عن تلك التي هاجرت إلى تركيا ومصر والأردن، مما يقدر تقريبا بأكثر من 90% من إجمالي رؤوس الأموال العاملة في سوريا".(5)
دعم إيران ساهم في إطالة عمر الأسد:
وقال الرئيس التنفيذي للجالية السورية في الخليج جميل داغستاني، لصحيفة الشرق الأوسط، أن دعم نظام الحالي في إيران لـ "اليرة السورية"، ساهم في إطالة عمر نظام الأسد، إلى جانب السياسة التي اتبعها النظام في منع وصول المساعدات الغذائية والدوائية إلى المناطق الثائرة، مما دفع إلى زيادة التحويلات المالية من المغتربين إلى أهلهم، وبالتالي صرف هذه التحويلات في الأسواق الداخلية.
وأضاف داغستاني: "رغم مبيعات النفط السوري، إلى جانب ما يرسله المغتربون إلى أهليهم، الذي كان يوفر شيئا من التوازن، فإن الفساد كاد يقضي على الاقتصاد المحلي"، مشيرا إلى قرب نهاية النظام السوري من الهاوية.
ولفت إلى أن أسعار الليرة السورية، في مقابل العملات الخليجية والدولار واليورو تدهورت منذ العام الماضي، مبينا أن الانخفاض بلغ 200% خلال هذه الفترة.(5)
ما تقرر في الدوحة خطير:
قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مؤتمر صحفي إن ما تقرر في الدوحة خطير لأنه "يهدف إلى إطالة أمد العنف وتشجيع الإرهاب"، وتساءل "لماذا لم يطلبوا في مؤتمر الدوحة من كل من الأردن وتركيا ضبط حدودهما مع سوريا"، كما هاجم الرئيسَ المصري محمد مرسي قائلا إن القاهرة انضمت إلى ما أسماه معسكر المتآمرين على بلاده.
وأضاف "نحن ذاهبون إلى جنيف ليس لتسليم السلطة وإنما لشراكة وطنية حقيقية"، مؤكدا التزام النظام بالتحقيق في أحداث بلدة خان العسل -التي يُعتقد أنه تم فيها استخدام السلاح الكيمياوي- مشددا على أن "الإرهابيين" هم الذين استخدموا هذا السلاح. (2)
وقال المعلم: إن قرار دول غربية وعربية تسليح المعارضة السورية يعرض محادثات السلام المقترحة للخطر ويطيل أمد الصراع المستمر منذ عامين.
وأضاف: إن تقديم الدعم العسكري الصريح لمقاتلي المعارضة سيشجع الإرهاب وستكون الجماعات الإسلامية المتشددة المرتبطة بالقاعدة أكبر مستفيد.(3)
الحوار سيكون بين السوريين:
كما أكد المعلم رفض النظام السوري لأي حل أو أفكار تفرض من الخارج، وقال إن «الحوار سيكون بين السوريين أنفسهم أي بين معارضة تعيش في الخارج ومعارضة وطنية في الداخل ونحن من نبني بالشراكة معهم مستقبل سوريا» مشددا على أنه لن يكون هناك شيء إلا برضا الشعب السوري.
وأوضح المعلم شروط النظام السوري للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، وهي «التزام الدول المجتمعة في جنيف بما يطلبه السوريون» وقال، إن «الآليات التي ستوضع يجب أن توافق عليها الحكومة السورية وستكون بالاتفاق مع الأمم المتحدة»(4)
تحذير من الإرهاب في صيدا:
حذر المعلم من أن يكون «ما يحدث في صيدا من إرهاب وجرائم إنما هو من إرهاصات مؤتمر الدوحة وتسليح المعارضة»، وقال متحديا «مهما تآمروا لن ينتصروا علينا لأن التآمر على سوريا له مسارات كثيرة ونحن واثقون بقدرة شعبنا والقوات المسلحة على التغلب على هذا الإرهاب». مشيرا إلى أن الحكومة السورية «نبهت من بداية الأزمة إلى أن انعكاسات ما يجري في سوريا على دول الجوار خطير وقد أكد العراق العمل على اتخاذ كل الإجراءات لحفظ الأمن لديه ومنع انتقال ما يجري في سوريا إليه».(4)
الزبداني نموذجا:
معاناة أهالي الزبداني لا تتوقف عند القصف الذي يستهدف منازلهم، فالحصار المطبق من الجهات كافة وسياسة الأرض المحروقة التي تتبعها قوات النظام حيال سهل الزبداني دفعهم إلى مأساة الجوع، رغم المحاصيل المتكدسة في سهولهم، فهي تحرق بشكل دائم.
سهل الزبداني يموت عطشاً وحرقاً، وأهله يموتون جوعاً، معادلة باتت اعتيادية في معظم المناطق السورية المحاصرة، التي ترزح تحت قصف عنيف يستهدفها من الجهات كافة.
تتمركز دبابات قوات النظام ومدفعيته على الجبال المحيطة بالزبداني ولاسيما الجبل الشرقي، حيث أقامت أكثر من عشرة حواجز عسكرية، أهمها حرش بلودان، والمعاناة نفسها في الجهة الغربية من الجبل حيث حواجز الترب والعقبة وقلعة التل وغيرها.
ومن هناك تقنص قوات النظام أي شيء يتحرك في سهل الزبداني، فلا يستطيع أحد بلوغ أرضه، علماً أن 80% من أهالي المدينة يعيشون على الزراعة.(5)
مواقف خليجية ضد حزب الله:
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني مواصلة دول مجلس التعاون اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد أية مصالح لمنظمة حزب الله اللبناني في الخليج.
وصرح الزياني على هامش مشاركته في أعمال منتدى الأمم المتحدة للخدمة العامة 2013، بأن الإجراءات الخليجية المتخذة في الوقت الحاضر ضد حزب الله ستشمل "الأفراد المنتسبين للحزب أو الشؤون المالية والتجارية له".
وعن ترحيل دولة قطر مؤخراً لـ18 لبنانيا متورطا بعلاقات مع حزب الله، ألمح الزياني إلى أنها جزء من الإجراءات الخليجية الجاري اتخاذها في الوقت الراهن، دون أن يدلي بأية تفاصيل في ذات الشأن. (2)
وقف آلة العنف:
وفي رده على سؤال حول مدى دعم دول مجلس التعاون للمعارضة السورية خاصة في مسألة تسليح الجيش السوري الحر، قال الزياني "إن تسليح الجيش الحر من اختصاص الجامعة العربية، ودول مجلس التعاون أعضاء فيها، وإن مواقفنا كدول مجلس تعاون خليجي واضحة بشأن الأزمة السورية، نريد وقف آلة القتل ونقل السلطة والمحافظة على أمن ووحدة واستقرار سورية، كما نريد وقف نزيف الدم هناك. (2)
صراع في لبنان:
خلفية للصراع السوري: امتدت المعارك بين الجيش وجماعات سنية في مدينة صيدا الساحلية بجنوب البلاد حتى مساء اليوم بعد أن اقتحم جنود لبنانيون مجمعا به مسلحون موالون للشيخ السلفي أحمد الأسير واعتقلوا عشرات من مؤيديه.
وامتد العنف إلى مدينة طرابلس في شمال البلاد.(3)
تقرير يحث على تسوية سياسية:
وفي تقرير للاتحاد الأوروبي إن على الاتحاد أن يؤيد التوصل إلى تسوية سياسية على أن يخفف في الوقت نفسه العقوبات لمساعدة المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة وذلك في أعقاب خطوات لإعفاء المعارضة من العقوبات النفطية والمصرفية.
وقال التقرير الذي أصدرته المفوضية الأوروبية ومسؤولة السياسة الخارجية كاثرين اشتون: إن الصراع السوري ونزوح اللاجئين عبء على جيران سوريا ويهدد الاستقرار الداخلي للبنان والأردن.(3)
انتقاد روسي للتسليح:
دافع الرئيسُ الروسي فلاديمير بوتين مجدداً عن صفقات السلاح الروسي المبرمة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي أعرب بوتين عن قلقه في حال سقوطه.
وقال بوتين خلال مشاركته في حلقة نقاشية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمنتدى اقتصادي روسي إن على الغرب ألا يرسل أسلحة لمقاتلي المعارضة وبينهم جماعاتٌ إرهابية.
وتساءل بوتين كيف يمكن للولايات المتحدة, التي تعتبر جبهة النصرة تنظيماً إرهابياً, كيف يمكن لها أن تسلم أسلحة لأعضاء المعارضة المسلحة في سوريا.
وأشار بوتين إلى أن تسليح المعارضة وتمويلـَها يجري منذ فترة، وأن نحو 600 مقاتل من روسيا وأوروبا يحاربون في صفوف المعارضة.(5)
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد انتقدت قرار مؤتمر الدوحة السبت بشأن تسليح الثوار السوريين، معتبرة أنه سيعرقل المساعي الرامية لإيجاد حل سياسي سريع للصراع الدائر هناك.(2)
هكذا وصل الضباط العلويون إلى السلطة:
تحت هذا العنوان كتب غسان الإمام:
سوريا الخمسينات شجرة وارفة الظلال. حبلى بالآمال. كانت في السياسة موزعة على يمين ويسار. يمين ديمقراطي، يمثله نظام شكري القوتلي، على رؤوس بقايا هَرِمَة. متعبَة، من الجيل القومي العربي الأول الذي استنفد نشوته في تحقيق النصر على الاستعمار. وقعد متربعا على حكم تقليدي، منذ أواسط الأربعينات. لكن بلا أفكار جديدة.
وجيل سوري آخر على اليسار. جيل استهوته الآيديولوجيا. أقليته ماركسية ستالينية. يقودها خالد بكداش. زعيم تاريخي أوحد. كردي مستعرب. فصيح في خطابه الشعبوي. ماهر ومجرِّب في دروب السياسة. وتُفْحِمُ نيابته البرلمانية ساسة اليمين واليسار، مستعينا بالأرقام الدقيقة عن بطء الإنجاز الحكومي.
لكن أغلبية هذا الجيل السوري الجديد كانت، في الآيديولوجيا، قومية الهوى. مبهورة بشعارها (وحدة. حرية. اشتراكية). ويقودها حزب جديد (البعث). نَحَتَ الشعار مثقفو الحزب الدارسون في أوروبا. ولقنوه، في حوار ديمقراطي حر، لشباب الجامعة والثانويات الذين استهوتهم لعبة السياسة.
في زخم هذه الحياة السياسية الصاخبة، أقدم أكرم الحوراني على إجراء تغيير محوري في حركة حزب البعث، بعد اندماجه مع حزبه الاشتراكي، في النصف الأول من الخمسينات. كان هذا الزعيم المحرك اليومي المؤثر في السياسة السورية، منذ أوائل الأربعينات إلى منتصف الستينات، عندما اختفى تماما من اللوحة السياسية العربية، نتيجة للخطأ الفادح الذي ارتكبه.
لم يكن الحوراني مثقفا. لكنه كان شديد الإيمان بالاشتراكية، إلى حد تقديمها على مبدأ الوحدة القومية. كان الحوراني نزيه الذمة ماديا. كفؤا في التنظيم الحزبي. عدم براعته في الخطابة، لم يَنَلْ من إجادته المناورة السياسية والإعلامية. فقد كان مخلوقا سياسيا، يتنفس. ويدخن السياسة، على مدار الليل والنهار.
كتب الحوراني أهم مذكرات أصدرها سياسي عربي معاصر، لثرائها في التفاصيل. ونشرت «الشرق الأوسط» معظمها في التسعينات. ولعل القارئ يذكر أني تابعت التعليق عليها أسابيع طويلة. مع ذلك، فلم يورد الحوراني الداهية حرفا واحدا، عن دوره غير المباشر، في كارثة وصول عسكر الطائفة العلوية إلى حكم سوريا منذ منتصف الستينات إلى اليوم!
بحكم نفوذه في الجيش السوري، بعد سقوط ديكتاتورية صديقه/ عدوه أديب الشيشكلي (1954)، تمكن الحوراني من توظيف أعداد غفيرة، من الشباب العلويين، بعثيين وغير بعثيين، في خدمة الحزب، عبر دفعهم إلى الانخراط في الجيش.
ماذا كان هدف الحوراني والقيادة السياسية البعثية (ميشيل عفلق وصلاح البيطار) من عسكرة الطائفة العلوية؟ لم يكن الزعماء الثلاثة من هذه الطائفة. غير أني أكشف هنا سرا، فأقول إن الثلاثة ضاقوا ذرعا بمجتمع سوري محافظ. ووجدوا أن فرض اشتراكيتهم عليه، من خلال أقليتهم الحزبية البرلمانية، أمر يكاد يكون مستحيلا.
على عكس الدمشقيَّيْن عفلق والبيطار، فقد كان الحوراني من وسط سوريا (مدينة حماه)، حيث شعر بوطأة الإقطاع على الحياة الريفية التي شكل فيها العلويون فئة الفلاحين الفقراء آنذاك.
وإنصافا للرجل، أستطيع أن أقول إنه لم يكن ضد الديمقراطية كليا. لكن بمنطق الزمن الطائفي الراهن، لم يدرك الحوراني، وهو من الطائفة السنية، بل مرتبط بالقرابة مع الأسر السنية الإقطاعية في حماه، أنه سيدمِّر الحياة الديمقراطية الوليدة، بعسكرة طائفة أقلوية صغيرة (8 بالمائة في تقديري الشخصي) متلهفة للتغيير. ولا تعترف طائفتا السنة والشيعة بمذهبها الديني.
لماذا غدر الضباط البعثيون العلويون بالحوراني. ثم بعفلق والبيطار؟ الواقع أن الرهان الطائفي العلوي كان، أصلا، على «الحزب السوري القومي» كذراعٍ للوصول إلى السلطة والحكم. ثم حوّلوا الرهان. فركبوا عربة حزب «البعث». كان «البعث» في عروبته أكثر قبولا لدى السوريين، من حزب تجاوز العروبة والإسلام. واعتنق مبادئ الفاشية الأوروبية التي سُحقت في الحرب العالمية الثانية.
انتهز ضباط البعث العلويون استقالة زعماء الحزب الثلاثة (الحوراني. البيطار. عفلق) من ناصرية نظام جمال عبد الناصر. فشكلوا خلية سرية باسم (اللجنة العسكرية). وكان الأعضاء الفاعلون فيها ضباطهم الثلاثة: اللواء محمد عمران. المقدم صلاح جديد. النقيب الطيار حافظ الأسد.
بادرت اللجنة العسكرية إلى الكيد للحوراني بمكر ظاهر. كانت التهمة أنه أيد نظام الانفصال اليميني الذي فصم الوحدة السورية/ المصرية بالانقلاب عليها (1961). عشت مع أكرم الحوراني الشهر الأخير في حياته السياسية. ظل يذرع بهو صحيفة «الشام» التي أعمل فيها. ولا يضيء ليله سوى بصيص سيجارته المعلقة دائما بشفته. وصدق حدسه. فقد تبع الانقلاب العراقي على نظام عبد الكريم قاسم، انقلاب سوري جاء بالضباط المستقلين. والناصريين. والبعثيين، معا إلى الحكم (1963).
مع الظهور العلني لضباط الطائفة العلوية على مسرح السياسة، فر أكرم الحوراني منهيا حياته السياسية. مع غياب الحوراني، راقت لعبة توظيف العسكر في السياسة، لزميليه اللدودين. فقد سارع عفلق إلى إضفاء الشرعية «البعثية» على اللجنة العسكرية العلوية، بعدما قرر هو استيلاء الحزب على السلطة والحكم في سوريا. بل اعتبر صلاح جديد ابنه «الروحي»!
أما البيطار الذي كان قد استقال سرا من الحزب، فقد راهن على اللواء العلوي الليبرالي محمد عمران. علوية عمران لم تغفر لليبراليته. فقد اغتيل في عصر الأسد الأب. أين؟ آه! في الجيب السكاني العلوي في أعالي مدينة طرابلس السنية اللبنانية. وأما عفلق فقد فر ملاحقا بحكم إعدام «أنعم» به حافظ الأسد على مؤسس البعث ومفكره الرومانسي، فيما يحتفل هو بتنصيب نفسه محله قائدا للبعث، ورئيسا لسوريا!
عرف صلاح جديد كيف يصل مدمرا الخصوم والأصدقاء والرفاق في طريقه. لكنه لم يعرف كيف يحكم. وصل حافظ الأسد. حكم ثلاثين سنة. ثم ورَّثها لابنه. فأحرقها الوريث. وأحرق ودمر سوريا معها. دمر تسييس الجيش. وتخريبه. و«تطييفه» بلدي سوريا.
كنت أود تذكير شباب الانتفاضات والثورات العربية، بعدم السماح للأنظمة الجمهورية الجديدة «بأخونة» الجيش. فلا ديمقراطية حقيقية بتحزيب المؤسسات العسكرية والأمنية. سبقني الديك الروسي في قمة آيرلندا. فقد أقنع دجاجات أميركا وأوروبا، بإدراج نصيحته الغالية في بيان القمة، بدعوة السوريين إلى الاحتفاظ بضباط الطائفة والحزب، لمواصلة القتل والتدمير في سوريا!
مع وصول حافظ الأسد إلى السلطة (1970)، أحكم ضباط الطائفة العلوية احتلال الحكم والسلطة. أين كان السوريون؟ كانوا مغيَّبين عن الوعي! فقد أدار ضباط الطائفة عملية الوصول «باسم الشعب»! لكن بحجب الحقائق عنه. كنت بحكم عملي أحد القلَّة من الشهود المستقلين. ولم أكن أدري أني سأروي يوما رواية أمينة تختلف عن الروايات الحزبية، لبعض ما حدث للسوريين خلال غيبتهم عن الوعي.
لكن كيف حكم حافظ الأسد؟ كيف أدار معركته مع «الإخوان»؟ لماذا اغتيل صلاح البيطار؟ ماذا حدث لعفلق القابع في قفص صدّام الذهبي. لماذا حدثت مجزرة حماه؟ كيف ورط ضباط الطائفة عبد الناصر في حرب النكسة؟ لعل العمر يسمح بالكلام. بعدما عجزنا نحن القلَّة التي عرفت، عن الكلام وهي في سن الشباب.(4)
بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6)
ماجد المصري - دمشق - الصالحية
محمد جمعة حسن المصري - ريف دمشق - النبك
أحمد حسين عمر سنيور - ريف دمشق - القلمون: قرية السحل
محمد حسين عمر سنيور - ريف دمشق - القلمون: قرية السحل
عمر أبو أحمد - ريف دمشق - داريا
أنس حوى بلال المقداد - ريف دمشق - جديدة عرطوز
بشير حنن - ريف دمشق - دوما
إسماعيل خالد عباس - ريف دمشق - حمورية
أيمن كمشة - ريف دمشق - جوبر
محمد سعيد أحمد شيخ مخانق - ريف دمشق - جوبر
نور الدين محمود أصلان - اللاذقية - الحفة
كامل طرابيشي - ريف دمشق - حرستا
سامح محمد الشريف - درعا - كفرشمس
زكريا قشوع - ريف دمشق - دوما
سهيل محمد بوظان - حمص - القصير
أحمد ظاهر - ريف دمشق - دوما
محمود عزالدين - حمص - حوش حجو
رامي خلوف الوفائي - حمص -
هلا عبد القادر عاصي - حلب - شارع النيل
عبسي طعمة البكرو - ادلب - معرة النعمان
أحمد علوان الصغير - ادلب - معرة النعمان
حليمة طعمو البكرو - ادلب - معرة النعمان
سعد أمين تماوي - دير الزور -
عمار ياسر حشيش - دمشق - مساكن برزة
لارا فنان دل سوز منان - حلب - عفرين: بعدينو
بنت أحمد رمضان - دمشق - القابون
عبيدة محمد الفيحان - حمص - القريتين
أحمد ياسر عودة - حمص - باب السباع
عدنان حسين الإسماعيل - حمص - القصير
عبد الغني مطر - حماه - العليليات
فجر علي العلوة - حماه - قرية الطرفاوي
حاتم أحمد الصالح - حماه - الحمرا: رسم الورد
عبد الكريم الثابت - حماه - قرية الطرفاوي
جواهر عيد العلي - حماه - قرية الطرفاوي
ابن شامان الصالح 1 - حماه - قرية الطرفاوي
ابن شامان الصالح 2 - حماه - قرية الطرفاوي
ابن شامان الصالح 3 - حماه - قرية الطرفاوي
ابن شامان الصالح 4 - حماه - قرية الطرفاوي
ابن شامان الصالح 5 - حماه - قرية الطرفاوي
ابن شامان الصالح 6 - حماه - قرية الطرفاوي
عمر تلجبيني - حلب - المشارقة
نديم الحجي - حلب - دارة عزة
معاوية أحمد البكور - ادلب - كفرومة
خالد محمود الصغير - ريف دمشق - المعضمية
من عائلة رمضان - دمشق - القابون
روعة المرعي - دمشق - القابون
صالح حمود الحمدة - دير الزور - الميادين
مصطفى غازي الوقاف - ريف دمشق - دوما
خالد فتحي غنوم - ريف دمشق - مسرابا
محمد جوهر - ريف دمشق - دوما
حسين قاسم النبهان - الرقة -
محمد جوهر - ريف دمشق - دوما
حسين محمد حسين رزق - درعا - الجيزة
ناهدة فؤاد اللحام - ريف دمشق - حزة
باسل فرحان الصالح - حماه - قرية الطرفاوي
ضياء الشيخ مجاهد - ريف دمشق - دوما
موفق خالد المحمود - حماه - حربنفسه
روعة مراعي - دمشق - القابون
إبراهيم عبد الرحمن الشقفان - ادلب - جرجناز
ياسر أيوب - ريف دمشق - زملكا
خالد نعسة - ريف دمشق - زملكا
نسرين احسان يحيى - دمشق - زملكا
محمد عزام العرندس - حمص - القريتين
ابتسام عبد الوهاب - حمص - الرستن
جمانة صطيف - حمص - قلعة الحصن
فاطمة بيطار - حمص - قلعة الحصن
المصادر:
1- لجان التنسيق المحلية.
2- الجزيرة نت.
3- وكالة رويترز.
4- الشرق الأوسط.
5- العربية نت.
6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.