الخميس 19 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 21 نوفمبر 2024 م
هل أنت سلفي ؟
الأحد 28 صفر 1433 هـ الموافق 22 يناير 2012 م
عدد الزيارات : 35896

في زيارة سابقة لي إلى سوريا قادمًا من السعودية دار بيني وبين ابن عمي الحوار التالي:

ابن عمي : هل أنت سلفي

قلت: ماذا يعني سلفي ؟

ابن عمي : لا أدري على وجه التحديد ، لكن قالوا لي انتبه ابن عمك سلفي !

قلت: لا بأس ، دعك من التحديد ، ما هو انطباعك العام عن السلفي ؟

ابن عمي : أسمعهم يقولون السلفي لا يحب الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ولا يعظمه !

قلت: أعوذ بالله ، أنا أحب الرسول صلى الله عليه وسلم وأوقره وأعظمه، فإن كانت هذه هي السلفية فهي كفر ، وأنا قطعًا لست سلفيًا .

وأوقفت مرة للتحقيق ، ودار بيني وبين المحقق الحوار التالي :

المحقق : هل أنت سلفي ؟

قلت: لا أدري

المحقق: كيف لا تدري؟

قلت: أخبرني من هو السلفي عندكم، فقد أكون وقد لا أكون، وسأكون معك صادقاً .

المحقق : مثلاً ، هل تزور ضريح الأولياء وتتبرك بهم ؟

قلت: لا، وهل يعقل أن أستاذًا جامعياً يحمل شهادة الدكتوراة في الهندسة يتبرك بالقبور ويسأل الأموات. هذه لا تحتاج إلى سلفي،  هذه تحتاج إلى عاقل .

من هذه المواقف وغيرها شعرت أن عموم الناس وسوادهم الأعظم لا يدرون ما هي السلفية، أو أن فهمهم لها مغلوط مشوه. ولا شك أن السلفيين يتحملون كثيراً من وزر هذا الجهل المنتشر عن السلفية. وقد ألزمت نفسي في هذا المقال أن أكتب عن السلفية من ذهني، وبعفوية،  دون الرجوع إلى الكتب والمراجع ، لأنني أريده حديثًا بسيطًا تلقائيًا يفهمه العامي ورجل الشارع .

السلفية منهج يقوم على تعظيم نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وفهم الإسلام كما فهمه صدر هذه الأمة. ومن معالم هذا المنهج على سبيل التمثيل لا الحصر:

1- الاعتناء بصحة الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنها دين وعليها تبنى الأحكام الشرعية، ولأن كذباً على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس ككذب على أحد.

2- كل حكم بوجوب أو تحريم أو استحباب أو كراهة ليس عليه دليل من القرآن أو السنة فلا اعتبار له ولا حجة فيه.

3- لا فرق في حجية الدليل أن يكون آية من كتاب الله أو حديثًا صحيحًا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال الله عن نبيه " إن هو إلا وحي يوحى " وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله ومعه ".

4- السلفية ليست مذهباً فقهياً جديداً، وهي بذلك ليست قسيماً للمذاهب الأربعة وغيرها من المدارس الفقهية المعتبرة، بل أئمة هذه المذاهب هم أئمة السلف، والحق لا يخرج عن أقوالهم. ألم يؤثر عنهم قولهم "إذا صح الحديث فهو مذهبي"، و"كل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه"، وهل السلفية إلا ذاك؟     

5- الأخذ بالمعاني الظاهرة للنصوص في الصفات وغيرها وفق طرائق الاستدلال وأصوله، دون تأويل أو تحريف أو تعطيل.  فحين يقول الله تعالى " لما خلقت بيدي " نثبت أن لله يدين ولا نحرف الكلم عن مواضعه فنؤولها بالقدرة أو النعمة أو غيرها، وبعد أن نثبتها على ظاهرها نؤمن أنها لا تشبه أيدي المخلوقين لأن الله " ليس كمثله شيء ". وهذا هو فهم الصحابة والتابعين، وقولهم هو الأعلم والأسلم والأحكم.

6- تقديم النص من القرآن أو الحديث الصحيح على العقل، والتسليم للنص وإن لم يدركه عقل فلان أو فلان من الناس. والحق الذي لا مرية فيه أن النص الصحيح لا يمكن أن يناقض العقل الصريح، لكن أفهام الناس وعقولهم متفاوتة، ومنها السقيم حتماً. فلَو جعلنا العقل حاكمًا على النص لأبطلنا النصوص بعقولنا، وليس هذا من تعظيم نصوص القرآن والسنة في شيء. "يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله".

7- جمع النصوص الواردة في المسألة الواحدة ثم فهمها على نسق يتفق معها جميعًا، ولا يؤخذ بعضها ويضرب به البعض الآخر. فلا نقف عند حديث " من قال لا إله إلا الله دخل الجنة " ثم لا نلتفت إلى ما سواه من الأدلة كفعل المرجئة، بل نضم إليه النصوص التي تحكم بكفر المنافقين (وهم يقولون لا إله إلا الله) ، وبكفر الذين يتولون غير المسلمين (وهم يقولون لا إله إلا الله ) وبكفر إبليس ( وهو يقسم بعزة الله) لنعلم أن "لا إله إلا الله" لها شروط ، فمن قالها وأتى بشروطها دخل الجنة. ولا نقف كذلك عند حديث " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن " فنحكم بكفر الزاني كفعل الخوارج الذين يكفرون بالكبائر، بل نجمع إلى الحديث قوله تعالى " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء " وغيرها من النصوص لنعلم أن الزنا يخل بكمال الإيمان الواجب، لكنه لا ينفي الإيمان بالكلية إلا لمن استحله.

8- الإسلام فيه أركان وفيه واجبات وسنن، ومنه الكليات ومنه الجزئيات، ومنه الأصول ومنه الفروع، لكنها كلها دين، ندعو إليها جميعًا بالحكمة التي تقتضي ترتيب الأوليات دون إهمالها، فضلاً عن أن توصف الجزئيات والفروع والسنن بألفاظ لا تليق بالشريعة كوصفها بالقشور أو الشكليات أو الهامشية!

ولنا في رسول الله أسوة حسنة . فهاهو يوجه أبا طلحة يوم أحد لما ضربت يده فقطعت أصابعه، فقال رضي الله عنه من الألم: حس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو قلت بسم الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون".ولهم في الخليفة الراشد عمر بن الخطاب قدوة لما طُعن فجاءه شاب يعوده ويثني عليه، فلما أدبر إذا إزاره يمس الأرض، قال: ابن أخي ارفع ثوبك ، فإنه أنقى لثوبك ، وأتقى لربك.

9- السلفي إذا تعارضت أمامه الأقوال في مسألة لا علاقة لها بزمن السؤال ولا بتغير الأحوال رجع إلى القول الذي كان سائدًا في القرون المفضلة الأولى فتمسك به وعض عليه بالنواجذ، فكلما كان العصر أقرب من زمن الرسالة كان الصواب فيه أكثر والخطأ فيه أقل.

10- ويقتضي تعظيم نصوص القرآن والسنة أن يكون السلفي أرحم الناس بالخلق. فإن ما ورد في ذلك يدل على عظم شأن هذا الأمر في الإسلام. يكفيك من ذلك قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم "فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك"، وقوله عن صحابته الكرام "أذلة على المؤمنين"، ووصية النبي صلى الله عليه وسلم لأتباعه "ما كان الرفق في شيء إلا زانه"، ووصفه للمؤمن أنه "يألف ويؤلف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف".

 

هذه هي السلفية كما أفهمها، وأحمد الله أن هداني إليها، وأجزم أن عموم المسلمين الذي هم على الفطرة سلفيون. ولا يلزم أن يتسموا بذلك، بل يكفيهم ما سماهم الله به "هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا"، والعبرة بالحقائق والمعاني لا بالأسماء والمباني.

 

أما اتهام السلفية بالتشدد ، فالتشدد أمر نسبي ، فكل متمسك بأمر يرى من دونه في التمسك متساهلاً، ومن فوقه في التمسك متشدداً . والعبرة بالدليل لا بأهواء الناس.

كنت مرة في حوار مع أحد الشباب ، فقال لي : لماذا التشدد ؟ لماذا يترك السلفيون لحاهم حتى تصل إلى سرتهم؟ ألم يأذن النبي (صلى الله عليه وسلم) بالأخذ فيما فوق القبضة؟ وقبض صاحبي بيده  تحت ذقنه الحليق الذي ليس فيه شعرة واحدة ؟! غفر الله لي وله.

_______________________________________________

* اعتدت أن أرسل مقالاتي لبعض من أعتز بهم من إخواني ليسددوني، ولولا خشية الإطالة لذكرتهم، فلهم مني جزيل الشكر

المقالات المنشورة هي لأعضاء الهيئة، وتعبر عن آراء كاتبيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الهيئة
Blue Elf | Syria
الأحد 28 صفر 1433 هـ الموافق 22 يناير 2012 م
السلام عليكم،

أخي الكريم بغض النظر عن صحة ما قلته، لكن أرجو منكم أن تنأوا بأنفسكم اليوم عن خلاف سلفي - صوفي أو إخواني - صوفي أو أي من التسميات الخلافية التي
مزقت صفوفنا لعقود وتركت عدونا يجلد ظهورنا ونحن مختلفين.

جميعنا مسلمون على عقيدة أهل السنة والجماعة، وانتهى الأمر، أنصحك بالعودة إلى كتاب "تدمر شاهد ومشهود" للأخ محمد سليم حماد، والذي ذكر فيه فترة
سجنه في تدمر وكيف أن مما آلمه أكثر من جلد السياط اختلاف زملائه في الزنازين وشدة اختلافهم في فروع الدين.

وأحيلك إلى فتوى الشيخ أسامة عبد الكريم الرفاعي في تحريم الخوض في القضايا الخلافية بين المسلمين منعاً لشق الصف.

وفقنا الله وإياكم، والله من وراء القصد
معن عبد القادر | syria
الاثنين 29 صفر 1433 هـ الموافق 23 يناير 2012 م
أخي الفاضل، أتفق معك تماما على الحاجة للبعد عن كل ما يمزق الصف.
 المقال لم يتعرض لأحد، وليس دعوة إلى هذه المسميات، بل في المقال ما يشير إلى الاعتزاز بقوله تعالى "هو سماكم المسلمين".
لكن لا نستطيع أن نتجاهل أن هذه المسميات شائعة جدا الآن، في أحاديث الناس وفي الأخبار والفضائيات وغيرها، وجل الذي يطرح مغلوط. أفلا ينبغي علينا
– عل الأقل من باب إظهار الحقيقة – أن نبين الأمر ونجليه؟
أختم بشكري لك على هذا التعليق الذي يدل على غيرة على الإسلام وحرقة على أهله، ونسأل الله أن يصلح الحال.

 
كريم الشامي | ٍسوريا
الأربعاء 2 ربيع الأول 1433 هـ الموافق 25 يناير 2012 م
كان عندي فكرة تانية عن السلفية,ارهاب و عنف و تشدد و تنطع.بعد ما قرأت مقالك بحثت في بعض الكتب عن هذا المنهج.و ارتاح قلبي له كثيرا.و اقول ان كل
الاتهامات لا اصل لها, هذه التسمية السلفية هي فقط دعاية.و انمامضمونا  هذا هو الاسلام النقي. الحمد لله على هذه الهداية. و انصح كل اخ ان يدعو في
الثلث الاخير من الليل:اللهم ارني الحق حقا و ارزقني اتباعه و ارني الباطل باطلا و ارزقني اجتنابه.
ابو عبيدة | ]درعا
الجمعة 4 ربيع الأول 1433 هـ الموافق 27 يناير 2012 م
جزاك الله خيرا يا دكتور معن
ولكن لماذا بعض السلفيين يتمسك براي بعض العلماء الافاضل كالشيخ ابن عثيمين وابن باز والالباني رحمهم الله ولا ياخذ برأي غيرهم بل يحاول ان يجبر
غيره على الاخذ باّرائهم
وعقيدته في ذلك انهم هم العلماء لا غيرهم
مع العلم اني اجل هؤلاء العلماء واحبهم كثيرا
ولكن يوجد غيرهم من العلعاء لهم اراءهم فلماذا التعصب لهم 
واين كان الناس قبل هؤلاء العلماء
ارجو الاجابة على هذا السؤال ولك مني كثير الحب والاحترام
اخوك ابو عبيدة
معن عبد القادر | سوريا
الأربعاء 9 ربيع الأول 1433 هـ الموافق 1 فبراير 2012 م
أخي أبا عبيدة:

من مفردات المنهج السلفي عدم التعصب للرجال، فإن كان هناك من يتعصب لهؤلاء الأعلام الذين ذكرت ولا يرى غيرهم شيئا فقد خالف المنهج الحق في هذه
الجزئية.
ولو كنت متعصبا لأحد لتعصبت لللأئمة الأربعة لما لهم من قبول عند جماهير المسلبمين على مر العصور. نسأل الله أن يهدينا سواء السبيل. 
مجاهد ديرانية | السعودية
الخميس 10 ربيع الأول 1433 هـ الموافق 2 فبراير 2012 م
أخي الحبيب أبا أسامة

سبحان من وهبك هذه القدرة الفذة على التلخيص والبيان. لقد أوضحتَ في عشرة أسطر ما يحتاج مثلي إلى عشر صفحات لتوضيحه، بأسلوب مشرق واضح وأفكار
مرتبة متسلسلة وخلاصات مركّزة وافية. وإني لأتمنى أن يقرأ هذه المقالةَ من ينسب نفسه إلى السلفية (وكثيرون منهم لا يفهمونها بالنقاء الذي
عرضتَها) ومن يعاديها وهو لا يعرفها. لا أقول إلا بارك الله في علمك وقلمك وزادك من فضله.
معن عبد القادر | السعودية
السبت 12 ربيع الأول 1433 هـ الموافق 4 فبراير 2012 م
أستاذنا الفاضل مجاهد ديرانية:

شرفتنا بزيارتك للصفحة وقراءة المقال.

نسأل الله أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته، والدعوة إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة. 
قتيبة | سوريا
الاثنين 28 ربيع الأول 1433 هـ الموافق 20 فبراير 2012 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
سلم الله يديك على هذه المقالة الجميلة, ونفع بها.

لنتذكر قول الله عز وجل: ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ( 115 ) إن الله لا
يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا ( 116 ).

نعم .. إنه سبيل المؤمنين, إمامنا النبي صلى الله عليه وسلم, ومن رضي الله عنهم ورسوله من الصحابة, ثم من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين !

جعلنا الله منهم ..
أيمن | كندا
الاثنين 17 جمادى الأول 1433 هـ الموافق 9 أبريل 2012 م
أخي واستاذي أبو أسامة جزاك الله خيرا على هذه المقالة الرائعة التي فيها بيان وايضاح يحتاجه الكثيرون في عبارة سلسة وواضحة مدعمة بالشواهد.
بارك الله فيكم ونفع بكم 
مأمون القادري | سوريا
السبت 26 رجب 1433 هـ الموافق 16 يونيو 2012 م
أخي د.معن : معن بن زائدة كان مثلا للحلم والكرم وكان كبير العقل سديد الرأي وإني أرى فيك خصاله وأسأل الله أن يزيدك من فضله
ابو بدر | syria
الخميس 22 شعبان 1433 هـ الموافق 12 يوليو 2012 م
السلام عليكم
كلام جميل، وتلخيص رائع
ولكن واقع السلفية غير هذا، إننا نجد منهم تكفيرنا والحمل علينا، وتسفيه علماء المذاهب ، يقولون عنا قبوريين، ومبتدعين، ومتمذهبن، وعباد
الشافعي وأبي حنيفة
فللأسف واقع السلفيه على الأرض يخالف تماماً ما كتبت، فلو كانت السلفية كما تقول، فأنا سلفي ولا ريب، وأفتخر.
وشكراً.
معن عبد القادر | السعودية
الجمعة 23 شعبان 1433 هـ الموافق 13 يوليو 2012 م
كتبت ما أعتقد، وأدين الله به.
أما أن هناك من ينتسب إلى السلفية ويأتي ما ذكرت من الإساءة فنعم، لكن المنصف لا يعمم ذلك على كل السلفيين، فضلا عن أن يتهم السلفية ذاتها.
كما أن هناك من ينتسب إلى الإسلام ويسيء إليه، فلا ينسحب على كل المسلمين فضلا أن نتهم به الإسلام
على أنني أرى ألا نصر على المصطلح أمام من يحمل صورة مشوهة عنه.
والعبرة بالحقائق والمعاني لا الألفاظ والمباني.
علي الهنداوي | سوريا
الجمعة 13 شوّال 1433 هـ الموافق 31 أغسطس 2012 م
الأخ الكاتب الدكتور معن عبد القادر وفقه الله تعالى لما يحبه ويرضاه:
أخشى ما أخشاه في الأيام القادمة بعد سقوط النظام بعونه تعالى أن يدب الخلاف بين الشعب السوري بسبب الإخوة القادمين من الخارج ، وما يحملونه معهم
من أفكار ومعتقدات ومذاهب وتيارات ، مما يدخلنا في صراع مرير ، تبدو بوادره من الآن وقبل إسقاط النظام، ولذلك فإني مع أخي صاحب التعليق الأول في
عدم الخوض في مثل هذه الأمور، هذا ما نتمناه، ونتمنى أن لا نضطر إلى الانشغال عن واجب الوقت بمناقشة تلك الأفكار والمعتقدات البعيدة في جزء منها
عن هوية عموم الشعب السوري، وأنتم تعلمون أن هناك صبغة يصطبغ بها ذلك الشعب تختلف عن تلك الصبغة الموجودة في السعودية، فنأمل أن لا نقحم الشعب
السوري في صراع ينضاف إلى صراعه الذي هو فيه. 
ولذلك فإني أوجه بعض النقد إلى مقالتكم في نقاط دون شرح:
١- حكمتم في النقطة الثانية أن كل حكم بوجوب أو تحريم... ليس له دليل من الكتاب أو السنة لا اعتبار له. فأين ذهبت بقية مصادر الحكم الشرعي من إجماع
وقياس وقول صحابي وسد ذرائع واستصحاب وغيرها على اختلاف بين العلماء في بعضها ؟ ستقول لي كلها مندرجة تحت الكتاب والسنة أو مستندة إليهما. سأقول
نعم ولكن حكمك وعبارتك جاءت حاصرة يفهم منها نفي ما سوى الكتاب والسنة من المصادر التشريعية، وهذا مجانب للصواب. 
٢- تقريركم في النقطة الخامسة  قول بالظاهر المؤدي إلى التشبيه ، والأخذ بتلك القاعدة التي وضعتموها في نصوص الصفات مخالف لما عليه المفسرون
لكتاب الله تعالى وأهل اللغة العربية، ولم أفهم كيف جمعتم بين قولكم ( وبعد أن نثبتها على ظاهرها ) وقولكم ( نؤمن أنها لا تشبه أيدي المخلوقين)؟! أم
أنا نفهم من تقريرك إثبات يد لكنها لا تشبه يد المخلوقين ؟ وهذا قول مفضٍ إلى التشبيه والتجسيم. ثم ختمت بأن هذا هو فهم الصحابة والتابعين، وهذا
قول لا دليل عليه، ونحيل في ذلك على كتب التفسير كتفسير ابن كثير والسمين الحلبي والقرطبي وغيرهم. 
فقولكم هذا في مجمله مخالف لما عليه علماء الشام وما تعلمه منهم الشعب الصابر المصابر ، فلا تدخلونا في صراعاتكم التي تنثرونها في كل ميدان رحمكم
الله. 
٣- هناك أحكام عقلية لا يمكن أن تتخلف ولا يمكن بحال أن تصطدم مع الفهم الصحيح لنصوص الكتاب والسنة، كاستحالة وجود الجسم في مكانين متباعدين في آن
واحد. فإذا خالف فهمنا للنص حكما عقليا قطعيا فعلينا أن نراجع فهمنا وليس هذا من رد النصوص في شيء، ومن هنا كان عند الأصوليين مصطلح للنص الشرعي
(قطعي الثبوت قطعي الدلالة). 
٤- تقريركم في النقطة السابعة جميل فيا ليتكم أخذتم به في النقطة الخامسة لديكم. 
٥- ما ختمتم به وهي النقطة العاشرة هو ما نحن بحاجة إليه ، ولذلك أكرر التماسي أن لا نتطرق إلى مثل النقاط السابقة وأن لا نشتت طاقة الناس في طريق
غيره أوجب في السلوك. 
د. معن عبد القادر | سورية
الثلاثاء 17 شوّال 1433 هـ الموافق 4 سبتمبر 2012 م
أخي الحبيب علي الهنداوي:

أشكر لك مرورك على المقالة، واهتمامك بكتابة هذا التعليق الناصح، وهذا يدل على غيرتك وحرصك على وحدة الصف، فبارك الله فيك.
ثم اسأل الله أن يمتعنا وإياك وعموم الشعب السوري بل وعموم المسلمين بسقوط هذا النظام الجائر الفاجر.

1- أما عن نصيحتك بعدم الخوض في هذه الأمور فأنا أتفق معك ألا نثير ما هو غير مثار فنفرق الصف.
لكنني لم أكتب المقال لأدعو إلى السلفية "المصطلح"، بل إنني لا أرى ذلك ولذلك قلت في آخر المقال "والعبرة بالحقائق والمعاني".
لكن لعلك تتفق معي أن هذا اللفظ مثار بشكل كبير بين أهلنا في سوريا، بل في الإعلام عامة، وينتشر على شكل اتهام لشريحة من المتدينين وكأنه جريمة أو
كبيرة من الكبائر. والقصص التي أوردتها في بداية المقال ليست مختلقة، بل أنا صاحبها فعلا.
ولا يخفى عليك أن النظام وأبواقه لا يزالون يخوفون الناس من السلفية.

فماذا تريد ممن وسموا بالسلفية على وجه الاتهام والطعن في دينهم وسلوكهم؟ أن ينفوا عن أنفسهم "التهمة" فيقول أنا لست سلفيا؟ أم يبين للناس أنكم
ضحية تشويه متعمد، والسلفية ليست إلا اتباع السلف الصالح؟

أنا اخترت الثاني، فهل علي من تثريب؟!

2- لماذا نقبل أن يطرح هذا المنهج الصافي "اتباع السلف" على أنه سعودي؟ لماذا نعطي السعوديين هذا الشرف دون الناس.
أرض الشام المباركة هي من احتضنت أئمة السلف على مر التاريخ وأتباعهم من مشاهير العلماء إلى وقت قريب. اقرأ عن السادة العلماء محمد رشيد رضا،
وبهجت البيطار، والقاسمي، والقصاب وغيرهم وغيرهم.
حين كانت أرض الشام تزخر بهؤلاء كان الشرك يضرب بأطنابه في نجد والحجاز.
نحن أهل بلاد الشام في مقدمة أتباع السلف، وعلمنا كثيرا من الشعوب هذا النهج الناصع.

3- نقطتك حول الاقتصار على الكتاب والسنة وعدم ذكر الأدلة الشرعية الأخرى من إجماع وقياس وغيرها: أتفق معك تماما، وأعتقد بما تعتقد به من أن هذه
أدلة معتبرة للأحكام الشرعية بالضوابط التي وضعها العلماء. وسأعتذر بما اعتذرت به عني من أنها كلها مندرجة تحت الكتاب والسنة، لكن الأحوط ولا شك
أن يشار إلى ذلك حتى لا يرد على أحد القراء ما اشرت إليه. ولعلي أطلب من الإخوة في الموقع تصحيح العبارة، ولك الفضل في ذلك.

4- أما الكلام عن الصفات، فلا أدري ماذا استشكلت من كلامي. يقول الله "لما خلقت بيدي" فماذا تريدني أن أقول: له يد أو ليس له يد؟
لاأعتقد أن مسلما يجرؤ أن يقول: لا ليس له يد !! 
ثم، أليس الله "ليس كمثله شي"؟ فإذا قلت أن الله له يد، لكن ليس كمثله شيء فيده لا تشبه يد المخلوقين، فماذا يعاب علي؟

ثم ألسنا نقول أن الله سميع بصير، فهل يسمع ويبصر مثل المخلوقين؟ أم أنه "ليس كمثله شيئ" فنثبت له السمع والبصر كما يليق بجلاله وعظمته؟ فكذلك
نثبت له اليد كما يليق بجلاله وعظمته.

أم لأن شخصا ما توهم من إثبات اليد مشابهة المخلوقين ننفي اليد؟ فماذا لو توهم أن الله يسمع بأذنين، ويرى بعينين ورموش وحواجب، أفننفي السمع
والبصر؟

فنحن نؤمن بكل ماجاء عن الله ورسوله من أسماء الله وصفاته، ونقول هو سبحانه لا يشبه شيئا من مخلوقاته، وكلامنا في السمع والبصر والعلم واليد
سواء.

5- قولك "فإذا خالف فهمنا للنص حكما عقليا قطعيا فعلينا أن نراجع فهمنا وليس هذا من رد النصوص في شيء"
صحيح تماما. فالعقل الصحيح لا يمكن أن يناقض النص الصريح. المشكلة تكمن أحيانا في أن نحكم على قضية عقلية أنها قطعية، بينما لا تكون كذلك.   


أعود لأشكرك على اهتمامك بالمقال، وإن وجدت في بعض كلامي هنا ما لا تتفق فيه معي فلابأس، فقد اختلف من هو أفضل منا ولم يضرهم ذلك لما كان الحق
مبتغاهم جميعا، ولم يبغ أحد على أحد.  
والحمد لله رب العالمين
عبدالله الحداد | syria
الأحد 4 محرّم 1434 هـ الموافق 18 نوفمبر 2012 م
شكر الله لك.
قرأت مقالتك فظننت أن ما تقوله هو تلميع لما درستموه في السعودية، لكن لما قرأت نقاشاتك وحسن فهمك وردك، تأكدت بأن ما تقولونه ليس ادعاءات، بدليل
قدرتك على الجواب المقنع.
دفعني هذا للبحث عن أي كتاب سلفي، فأعطيت كتاب اسمه تيسير لمعة الاعتقاد ،ولمعة الاعتقاد لجدنا يا أهل سوريا ابن تيمية الحراني من الشام،
والشارح الدكتور المحمود من السعودية، فتيقنت أن السلفية ابتدأت من عندنا من الشام وليست من السعودية، فنحن سلالتهاَ!!!
وقفت مشدوها: كيف كان أجدادنا على هذه العقيدة والمنهج الذي يحاربه حكامنا اليوم!!
قرأت الكتاب فوالله ما استنكرت منه شئ، كيف أستنكر قال الله وقال رسوله؟ بل كل ما فيه من أقيسة عقلية لم أجدها تخالف العقل! انشرح صدري انشراحا لا
أكاد أجده في كتب أهل المنطق وعلماء الكلام. والله هذا ما وجدته ، وأنا أكتب ما أدين الله به.
يا دكتور: أشهدك الله أنني أتحول إلى السلفية وأدين الله بها، وجزاك الله خيرا على هذا المقال، وبارك الله بك وبهذا الموقع ، وبارك بمن دلني عليه
وسمح لي باستخدام جهازه، وأسأل الله أن يكتبنا في الشهداء.
أبو خالد الشامي | سوريا
الأحد 4 محرّم 1434 هـ الموافق 18 نوفمبر 2012 م
الأخ عبد الله

كلامك صحيح، مع التنبه  إلى أن كتاب لمعة الاعتقاد لابن قدامة المقدسي، الذي ولد في بيت المقدس، ثم هاجر لدمشق، وأسهم في نشر العلم فيها، وشارك في
الجهاد.
والكثيرون من أعلامنا ومشايخنا كما تفضلتم هم من بلاد الشام.
نسأل الله أن يعيدها موئلا للعلم وأهله.
عبدالله الحداد | syria
الأربعاء 7 محرّم 1434 هـ الموافق 21 نوفمبر 2012 م
أحسنت أخي خالد، لخبطت بينه مبين كتاب وصلني مع لمعة الاعتقاد وهو كتاب التحفة العراقية، وهو لابن تيمية الحراني، وأستغرب من مشايخنا وخاصة
الشيخ .......: ليه غيبونا عن متل هيك كتب؟!!
القاسم | الشام
الأحد 10 صفر 1434 هـ الموافق 23 ديسمبر 2012 م
الكلام في هذا المقال معظمه جيد وموضوعي جزاك الله خيرا أستاذ معن، ولكنه في الحقيقة للأسف مخالف لواقع الحال؟!
فمعظم -أؤكد لك أن معظم- من يطلقون على أنفسهم هذا المصطلح اليوم -السلفية- تراهم أبعد ما يكونون عن دلالته فعلا!، فهم يتعصبون جدا لأرائهم
ومشايخهم رغم أنها في مجملها تخالف القرآن والسنة وجمهور السلف الصالح!.
سيدي أنت في مجمل كلامك تتحدث عن اتباع حقيقي للسلف الصالح -باستثناء بعض الأمور كالعقيدة-،
أي بعيدا كل البعد عن الفرقة التي تطلق على نفسها هذا الممصطلح اليوم، ويكاد وجودها يكون محصورا في النظام السعودي وتنظيم القاعدة!، وتبتدع من
عندها مذهبا مخالفا لجمهور أهل السنة سلفا وخلف، ثم تدعي فوق ذلك أنها الممثلة لهم؟! 
وتطعن في كل من هب ودب وتكفر وتبدع على عماها، دون وعي أو فكر أو دراسة؟!
مثلا: لا، ليس كل الصوفية مبتدعين قبورين منحرفين، بل لقد كان بينهم وحتى الآن أعلام في هذا الدين، ويكفي أن نذكر منهم مشيخة الأزهر وجامع
الزيتونة ومسجد القرويين ... وأعتقد أنك تعرف ما تحمل دلالات هذه الأمكنة من قيمة للتراث والأمة الإسلامية عبر التاريخ.
وكذلك في العقيدة، أستاذي: لن تستطيع أن تنكر -وإن كنت بحكم إقامتك بالسعودية- أن عقيدة التنزيه أو ما تعرف ب(الأشعرية/الماتريدية) هي عقيدة أهل
السنة والجماعة أي جموع وجمهور المسلمين وأمتهم كذلك عبر العالم والتاريخ. 
يعني أنا أرفض أن أنخدع بجماعة ما وأنجر ورائهم بصفتهم يتبعون السلف لمجرد أنهم يطلقون على أنفسهم هذا المصطلح؟! أعتقد أن الأمر يحتاج إلى
موضوعية أكثر من ذلك، وتجنب سطحية كهذه، يجب علينا مراجعة ما كان عليه السلف فعلا ثم الإقتداء بهم والإلتزام بعد ذلك بهديهم. 
شكرا لك ودمت بخير. 
أنس أبو عمار \ حلب | سوريا
الأربعاء 9 رمضان 1434 هـ الموافق 17 يوليو 2013 م
خير الكلام ما قل ودل .... لافض فوك

هل من ضير أستاذنا الحبيب أن نركز في أيامنا هذه على مستوى لفظي واحد (هو سماكم المسلمين)
فكلمة مسلم تريح قلب السامع( من سابق تجربة )
لتطرح له فكرة الرعيل الأول من السلف الصالح تحت عنوان ماصح عن رسول الله فهو مذهبي ..؟
أحمد بكورة | سوريا
الأحد 18 ربيع الأول 1435 هـ الموافق 19 يناير 2014 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الدكتور الحبيب ، بارك الله فيك و جزاك خير الجزاء.

الحمد لله انا مسلم عادي ، لست سلفياً و لا صوفياً ، انا فقط مسلم و ينطبق علي كل ما قدكتبت ، لذالك اعتقد انك انت ايضاً مسلم فقط ، بحثت طويلاً عن
أصل لكلمة سلفى أو صوفي أو غيرها من الأسماء فوجدتها من محادثات الأمور ، لا فائدة منها إلا أن يترفع بها البعض عن غيرهم ، أو لبث الفرقة في أماكن
أخرى .
اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق . اللهم يسر لهذه الأمة أمر رشد يعز به أهل طاعتك ، و يذل به أهل معصيتك ، و يأمر به بالمعروف و ينهى به عن المنكر
. 
منذر سعيد هواري | حماه
السبت 24 ذو الحجة 1435 هـ الموافق 18 أكتوبر 2014 م
بارك الله فيك فإنه توضيح ممتاز وليت كل السلفيين يتحلون بهذا الفهم للسلفية وتكون عندهم أخلاق السلفية التي ذكرت : فبما رحمة من الله لنت لهم
ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك
أحمد الشحاد | تركيا
الجمعة 24 صفر 1443 هـ الموافق 1 أكتوبر 2021 م
المقال جميل لكن التعليقات الي عليه تسبب المغص