تهنئة الشعب السوري البطل بعيد الفطر المبارك 1433 هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي وأخواتي الكرام.. الشعب السوري الثائر البطل على أرض سورية.. معاشر السوريين الذين هجّرهم الظلم في أصقاع الأرض..
من ريف حلب الشهباء، من أرض سورية الغالية..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
من تحت القذائف اليومية التي تشرفت بها هنا، مشاركة لأهلي المنكوبين في أنحاء أرض بلدي الحبيب.. رغم الحصار والنار والدماء والأشلاء.. أقول:
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات، وجعل جزاءه الفردوس الأعلى..
و كل عام وأنتم بخير ونصر وعز وتمكين ورفعة وسؤدد..
تهنئة بالعيد.. أضمُّها إلى آلاف التهاني التي تبادلناها بشهدائنا على ثرى الوطن الحبيب، اللهم ارحمهم وتقبلهم في فردوسك الأعلى آمنين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
تهنئة بالعيد.. أرفقها بباقات الدعاء لعشرات الآلاف من جرحانا الأبطال، الذين صنعوا لسوريا عيدها الحقيقي.
تهنئة لكل السوريات اللاتي نفخر بصمودهن وثباتهن وشرفهن على مر التاريخ، شرف لا يلوثه وغد، ولا يزيله عربيد.
سنفرح بالعيد؛ بما فتح لنا مولانا من الطاعات في رمضان، أسوة بحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي ما ترك الفرح بالعيد رغم جراحات المسلمين.
سنفرح بالعيد تفاؤلاً بالنصر المبين على الطاغية بشار وأعوانه الظالمين أينما كانوا، وتعالياً على النكبات والكوارث، وتسامياً عن الأرض، وتطلعا للسماء والعلياء.
إخوتي وأخواتي..
أفراحنا وأحزاننا مشتركة.. عيدنا للتواصل يذكرنا بصلة من تقطعت بهم السبل، وتفرق منهم الشمل..
وعيدنا يومُ أكلٍ وشربٍ ينبّهنا لمن جاعوا من أهلنا والمسلمين.
ما أجمل الطفل يقاسم حلواه كلَّ الأطفال، فتمتلئ نفسه بمعاني الكرم والمواساة والأخوة والمحبة.
ما أبهى السورية وهي تكتفي بقطعة حلوى واحدة تتناولها بمشاركة كل المنكوبات حولها.
ما أعظم الرجولة حين يوزع الرجل اهتمامه ووقت عيده على أهله من جميع السوريين، من ضيوف لاجئين ونازحين ومشردين.
ما أجمل الحياة حين نتأكد أن ما قدمناه لغيرنا هو الباقي لنا. وأما ما أكلنا واستهكناه فقد فني وانتهى.
ما أجمل العيد حين نتحلى بالتفاؤل بأن يكون عيدنا عيدين، عيد شكر وعيد نصر، مع التهيؤ للرضا بقدر الله مهما كان، قائلين: مرحباً بالنصر متى جاء، رضينا بما اختاره لنا ربنا الكريم ومولانا الجليل.
ربنا نسألك أن تسرّنا فيما ساءنا من مصائبنا، وأن لا تسوءنا فيما سرّنا من عيدنا، وأن تجمع لنا بين الأجرين، أجر الصبر وأجر الشكر.
إن ربي لطيف لما يشاء، والله غالب على أمره، ولكل أجل كتاب. والله أكبر والعزة لله وللمؤمنين.
أخوكم: خيرالله بن محمد خير طالب
رئيس هيئة الشام الإسلامية.