الجمعة 10 شوّال 1445 هـ الموافق 19 أبريل 2024 م
بشار و التتار
الأحد 10 رمضان 1433 هـ الموافق 29 يوليو 2012 م
عدد الزيارات : 21670

 جرائم التتار لا تعد ولا تحصى ولم يكن هناك من ينافسهم من قبل في الرذيلة والجريمة ومحاربة القيم الإنسانية حتى ظهر بشار الجزار في سورية فإذا به يتفوق على أولئك الطغام بكثير من الجرائم ذلك أن الكثير من الباطنية التتار كانوا يمتلكون الشجاعة ويشاركون في القتال بين جندهم الذين أدمنوا الجريمة إلا أنّ بشاراً امتلك كل رذائل التتار وافتقد شجاعتهم! فهو في جحوره ومن حوله الرافضة والشعوبيون الذين يحملون كل حقد الأرض على العرب والمسلمين من هناك يصدر أوامره بقتل الأطفال والنساء والعزل من الناس! ولا غرابة في هذا فهذه عقيدته وهذه ثقافته وهو يعمل بما تعلم وكل إناء بالذي فيه ينضح!.

 

 

    فمن جرائم طائفة بشار بقيادة أبيه وعمه من قبل مجازر حماة وتدمر وجسر الشغور وحي المشارقة وغيرها مما تكتموا عليها لكنها محفورة في ذاكرة أحرار سورية، ومن جرائم بشار التي شاهدها العالم على الشاشات مجزرة الحولة ومجزرة القبير ومجزرة تريمسه التي كان صفوة ضحاياها من الأطفال والنساء! ومن جرائمه تدمير المساجد وتدنيس المصاحف وتعطيل الدراسة وأسر الطلاب والعمال والعلماء وعامة الناس ومعهم الأطفال والنساء وكل ذلك مرفق بأقسى أنواع الإذلال والكفر الصريح وشتم الرب والنبي صلى الله عليه وسلم والعرض والكرامة، فضلا عن هتك الحرمات وتدمير الأحياء والمدن بالراجمات والمدفعية والدبابات، ولو نظرنا في جرائم بشار وتيمورلنك التتار لوجدنا أنهما يستقيان من أحقاد واحدة ويسيران تحت راية واحدة وهي الراية التي تقتل المسلمين وتوالي المجرمين وتدمر أحياء ومدن الآمنين كما كان يفعل تيمور لنك مما يثبت أن هناك الكثير من العوامل المشتركة بينهما فشبيحة بشار وجنود تيمور كلاهما يوصفون بأنهما –رعاع وأنذال- أسهما في التمكين لصاحبيهما من السيطرة على مقاليد الأمور من خلال نهب المدن وإبادة أهلها فتيمور حين حاصر مدينة شيزوار في خراسان عام  785 هـ قتل تسعين ألفا من أهلها مع تدمير مسجد المدينة وقتل من  كان محتميا فيه! ثم أمر بدفن ألفين ممن بقي من أهل تلك المدينة وهم أحياء ثم أمر من بقي منهم على قيد الحياة بفصل رؤوس الموتى عن أجسادهم! ليأمر ببناء أبراج من تلك الرؤوس مبالغة في الإرهاب للآخرين! وهذه جرائم بشار لا تختلف عن جرائم تيمورلنك إلا أن تيمور كان يعلن عن جرائمه ويُري الناس قتلاه، لكنّ بشارا الجبان الجزار يقتل القتلى ويتهم بهم أهليهم، ويأسر الأسرى ثم يخفيهم! ويأخذ الجرحى ويتاجر في أحشائهم وأعضائهم بدلا من أن يداويهم! وهذا فرق كبير بين أخلاقيات هذين المجرمين! فمجرم هذا العصر أشد ضرا وأكثر خطرا من مجرم القرون الوسطى، وبشار مجرم هذا العصر يفعل ما يفعله على مرأى ومسمع من العالم الذي يتحدث عن الحقوق الإنسانية وعن الأخلاق والرحمة والسماحة، لكنه لا يفعل شيئا تجاه مزاعمه هذه بل كثيرا ما يغري الجزار بالمزيد وذلك من خلال التصريحات التي توحي له بأنه آمن وأنه لن يكون هناك تدخل عسكري ضده وأن ذلك العالم المتواطئ مع المجرم لن يسمح للعشب السوري بالتسلح للدفاع عن نفسه!! ومجرم القرون الوسطى كانت عامة جرائمه تتوافق مع أخلاقيات أقرانه من التتار والصليبيين وغيرهم من الغزاة المجرمين! فإلى أي منحدر تسير الإنسانية في هذا العصر الذي يساند المجرم ويخذل الضعيف ويزعم غير ذلك؟!

     فما حصل لبشار من المنظمات الدولية والمؤسسات الإنسانية لم يحصل لمجرمي التتار ولا للصليبين ولا لغيرهم من الأشرار فالتتار كانوا في عصر أخلاقيات محاربيه أشبه بأخلاقيات الغابة فيما سوى المسلمين منهم! والتتار كانوا يأتون بجنودهم الذين هم على عقيدتهم وثقافتهم المشبعة بحب سفك الدماء وتخريب البلاد؛ أما بشار الجزار فقد أعطى أبناء طائفته الحاقدين على أهل سورية مقاليد الأمور في الجيش والشبيحة والمخابرات والسفارات والمطارات والبعثات والاتحادات والجمعيات والعقارات وما إلى ذلك، ثم وجد أمّة فيها من الغوغاء ما لا يوجد في غيرها فاستخدمهم لقتل أهلهم في سورية وتدمير بلدهم وسجن وتعذيب إخوانهم وتدمير مقدساتهم وهتك حرماتهم! فحين يقوم هذا المجرم الذي جمع الجبن والبلادة والموالاة لأعداء الوطن بحشد هذه الأعداد التي تحاصر اليوم دمشق وحلب كما فعلت من قبل في حصار سائر المدن السورية الباسلة ثم يقود هؤلاء الرعاع الذين أكثرهم يسمي نفسه سوريا ويزعم أنه من أهل السنّة وكل متابع يعلم أنّ أكثر من نصف الجيش في سورية هم من أهل السنّة! فهؤلاء هم شر من جند السفاح تيمور لنك ومن قبله جنكيز خان وهولاكو! والعلماء في هذا العصر الذين لم يشاركوا في توعية هؤلاء الجهلة ممن لا زال يأتمر بأوامر بشار بعد كل هذا الكم الهائل من الدمار والخراب هم شر من العلماء المنافقين الذين كانوا يسجدون بين يدي هولاكو من أمثال الرافضي ابن العلقمي! وشر من الذين جاء بهم بريمر الصليبي حين دمر العراق! ذلك أنّ ابن العلقمي كان يعمل لدينه المحارب لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وكذلك من كان يسجد لبريمر ولا زال! أما هؤلاء الذين لا يسمون القتلة في سورية باسمهم ولا يذكرون دينهم وطائفتهم ولا يعلنون عن هويتهم ولا يقولون يا أهل سورية احذروا من النصيرية فهم قادة القتل والدمار فيكم! ولا يحشدون الأمة لمواجهة شرهم! فإنما هؤلاء يخادعون الأمة ويزيفون الحقيقة ويشاركون في استمرار القتل والخراب في سورية الحبيبة، فهم يتحملون أوزار الكثير من الجرائم التي لا زالت تجري في سورية، فلو عرف عامة الناس دين المجرم بشار وأنه يقوم بجرائمه تنفيذا لأوامر عقيدته وثقافته لوضعوا له الحل الذي يتوافق مع مستوى فكره وإجرامه، قال تعالى: { فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ } وقال عزّ وجل: { وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا }.
لكن علماء السوء وخطباء الفتنة ومعهم الإعلام الفاجر والفضائيات المدلسة والصحفيون المأجورون كلهم يشارك بشارا آثامه بحق الشعب السوري لكتمانهم الحقيقة وتزييفهم الأحداث فهذه بلاد السنة في سورية قتل وأسر وهتك وسفك واستباحة ودمار وخراب، وأوكار بشار وشبيحته الأشرار أمن وأمان فأي معادلة هذه؟ وأي مكافأة هذه التي تكال لبشار وطائفته في الداخل والخارج؟ وأي موازين هذه التي تسير عليها الثورة السورية؟ فمتى كانت ثورات الحرية تتكتم على المجرم؟ ومتى كانت لا تسمي القاتل الطاغي باسمه؟ فالمسلمون اليوم في سورية ومساجدهم ومصاحفهم وشعاراتهم وتكبيراتهم هم الذين يقودون المواجهة الكبرى ومنازلة الباطل بصدورهم وبكل ما يملكون! والملحدون وكثير من السفهاء والغوغاء هم الذين يُقدّمون! فيا عجباً لهذه الحال! كيف تقوم الثورة ضد المجرم بشار ومن معه من الأشرار الغرباء عن الهوية والعقيدة والتاريخ والحضارة العربية الإسلامية! ثم يؤتى بمن هو شرّ منهم ولاء وهوية وعقيدة؟! أم أنّ قدر السوريين أن يضحوا ويبذروا ويغنم ويحصد غيرهم؟ أمّ أنّ كل هذا يؤكد أن الثورة السورية ثورة عقيدة وهوية ستلفظ كل من لا يرفع رايتها وينتسب إلى حضارتها وستسقط المتآمرين الدوليين وتفضح المتواطئين الذين يذرفون دموع التماسيح على حقوق الإنسان المستباحة في سورية! وستبقى هكذا حتى تعود سورية حرّة أصيلة بلا زيف ولا ترقيع ولا تبعية، فالثورة السورية ثورة ضد بشار وأخلاقيات التتار وضد كل من تعاون معهما من الأشرار فحين يطاح بالطاغية وثقافته القذرة التي نشرها بين أهل سورية حينها ستكون الثورة السورية على الجادة السوية تقود الأمة فتنجز النصر وتعيد الراية وتجدد الهوية وتبني الحضارة على مسار الأجداد في عزهم وعدلهم ونباهتهم، قال تعالى: (وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ). والله من وراء القصد وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المقالات المنشورة هي لأعضاء الهيئة، وتعبر عن آراء كاتبيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الهيئة