بسم الله الرحمن الرحيم
تهنئة الشعب السوري البطل بشهر رمضان المبارك عام 1433هـ
الحمد لله ناصر المؤمنين المستضعفين، قاهر الجبابرة الظالمين، والصلاة والسلام على إمام المجاهدين، وآله وصحبه والتابعين ومن على سنته سائرين، وبعد:
أهلي في سورية الحبيبة:
قبل أسبوع كنت معكم على أرض سوريا، بجبل الزاوية من إدلب، زائرا للأبطال، متتلمذا أمام من علموا الأجيال العزة والشموخ في طريق الحرية والكرامة ونصرة الحق.. رأيت جبالا من الصبر في النساء قبل الرجال، ورأيت أبطالا في الصغار قبل الكبار، وعايشت أبناء الشهداء، رحمة الله عليهم.
وبينما كنا ننتظر قدوم شهر النصر، إذا ببشائر النصر في سورية تلوح، فاجتمع لكم ولنا وللأمة فرحتان، فرحة بمصرع رؤوس الفساد والإجرام، وفرحة بقدوم شهر القرآن والغفران والانتصار على العدوان.
يطيب لي ولإخوتي وأخواتي أعضاء هيئة الشام الإسلامية تهنئة الشعب السوري والأمة المسلمة بمقدم شهر رمضان المبارك، وبمقدمات النصر المبين التي ختم بها شهر شعبان.
أهلنا في سوريا:
تحررت قلوبكم من الخوف من غير الله تعالى، فلا خوف عليكم من تآمر العالم وخذلانه، ما امتلأت قلوبكم من خشية الله تعالى.
لقد انزلق طاغية سوريا في طريق الهاوية، فلن يستقر إلا في قعرها، وما عادت إيران ولا روسيا ولا الصين ولا أمريكا تستطيع إنقاذه، وإن حاولت تأخير ذلك.
أما الشعب السوري البطل فهو يرتقي كل يوم قمة جديدة، يتحمل في طريقها الأشواك والجراح، وما يزداد إلا صبرا وثباتا وقوة، زاده ذكر الله تعالى بالهتافات الإيمانية.
الشعب السوري أصبح مدرسة تعلم الشعوب.. فجاءه رمضان ليتزود منه من جديد.. يتحلى بالتقوى، ويترنم بالقرآن، ويتسلى بالذكر الكثير والدعاء الكبير، ويجود بما بقي ليجود الله عليه بالتمكين من عدوه.
ربنا الجليل يربينا بالصيام على الإخلاص والعمل الخفي لأجل مرضاته وحده دون سواه، ووعد المخلصين بالخلاص، وألهمكم أن ترفعوا شعارا هز قلوبنا وحرك مشاعرنا فقلتم (إخلاصنا خلاصنا)، وسيخلصكم من خلص يوسف عليه السلام وقال: (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء، إنه من عبادنا المخلصين). وبهذا يحصل الفرق بين مظاهرة ومظاهرة، كما شهد بذلك منظمو مظاهرات.
ويربينا ربنا بالصوم على التقوى ليأتي الفرج (ومن يتق الله يجعل مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب).
توكلتم فهتفتم (ما لنا غيرك يا الله)، والله سبحانه وعدكم قائلا: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) يعني: يكفيه ويتولى عنه الأمر الذي توكل عليه فيه. وبهذا نجد الفرق بين معركة ومعركة، كما حدثني قادة الكتائب وجها لوجه.
والمتوكل لا يبخل على نفسه بالدعاء، وفي الحديث: (أبخل الناس من بخل بالدعاء)؛ وربكم تعالى كريم يحب أن يكرم من سأله، وإن كان عاصيا، فكيف بالصابرين والمجاهدين؟!
وسيجد قراء القرآن الكريم في رمضان أخبار الانتصارات التي تؤكد وعد الله العظيم القدير للمؤمنين المتقين: (إن الله يدافع عن الذين آمنوا)، (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد).
اليوم تتواضع كتائب الجيش الحر لله على هذا النصر، وتزداد تواضعا، فتزداد انتصارا من خير الناصرين سبحانه وتعالى.
واليوم: يهب الشعب السوري هبة واحدة، ويحتضن الكتائب، ويشاطرها الصبر.. وهو يعلم أن النصر صبر ساعة.
موعدنا مع النصر في دمشق، بحسب انتصار الحق في قلوبنا، وقيام العدالة في بيوتنا، وبأنين المتضرعين بالدعاء، والمستغفرين بالأسحار، والناصرين لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، في صومهم، وفطرهم، وسحورهم، وصلاتهم، ودعائهم، وتلاوتهم، وأخلاقهم، وإنفاقهم.
نلقاكم بإذن الله قريبا، قل عسى أن يكون قريبا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
محبكم/ خيرالله طالب
رئيس هيئة الشام الإسلامية