همام وشام
شام فتاة مرحة ذات ابتسامة لا تفارق وجهها. والدها سائق حافلة المدرسة، يقوم كل يوم بتوصيل الأطفال من المدرسة وإليها.
في أحد الأيام اجتمعت شام مع صديقاتها في الفصل
قالت دانية: عندما أكبر سأصبح طبيبة مثل والدي إن شاء الله. قالت سارة: وأنا والدي مهندس.
ردت شام: وأنا والدي سائقُ حافلة المدرسة.
ضحكت الصديقات من مهنة والد شام مما جعلها تشعر بالحزن.
عادت شام إلى المنزل ولم تكن كعادتها مبتسمة، وأخبرت والدتها بما حصل.
قالت الأم: كما أن المهندس مفيد لنا
والطبيب مفيد أيضا، كذلك سائق الحافلة مفيد ووجوده مهم؛ فهو يساعد الأطفال في الوصول إلى المدرسة صباحا ويعيدهم إلى منازلهم ظهرا.
بعد عدة أيام، شعر والد شام بالمرض، فذهب إلى الطبيب.
الطبيب: يجب أن ترتاح في السرير حتى تستعيد صحتك.
انتظره الأطفال صباح اليوم التالي ليأتي بحافلته ويأخذهم إلى المدرسة
لكن والد شام لم يأت.
دانية: أبي، هل يمكنك أن توصلني للمدرسة فالحافلة لم تأت اليوم؟
والد دانية: لا أستطيع، فلدي عمل عاجل سأتأخر عنه لو أوصلتك.
سارة: أمي، هل توصلينني إلى المدرسة؟
أم سارة: حسنا يا بنيتي، سنذهب سيرا على الأقدام، ولكننا سنتأخر.
وهكذا كان أكثر الأطفال الذين يأتون عادة في الحافلة يشتكون من معاناتهم في الوصول إلى المدرسة ذلك اليوم، وبعضهم لم يستطع الحضور إلى المدرسة.
في الفصل سأل الأطفال الذين يأتون في الحافلة شامًا: لماذا لم يأت والدك ليُقلّنا صباح اليوم؟
قالت شام: والدي مريض وطلب منه الطبيب أن يرتاح هذا اليوم.
افتقد الأطفال والد شام -سائق الحافلة- كثيرًا، وشعروا بأهمية عمله.
وقالوا لشام: حقًّا إن عمل والدك مفيد لنا جميعا، ونحن آسفون لما كان منا. فكل واحد منا له دوره في الحياة ولا يجب أن نسخر من عمل أحد.
سلامنا لوالدك وندعو له بالشفاء العاجل.