السبت 21 جمادى الأول 1446 هـ الموافق 23 نوفمبر 2024 م
همام وشام
الاثنين 12 جمادى الآخر 1437 هـ الموافق 21 مارس 2016 م
عدد الزيارات :

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهلاً بِكم من جديدٍ أصدقائي .
سأًحدّثُكم بما رأيتُ و أنا عائدٌ من صلاةِ الجمعةِ مع أبي قبلَ أيّامٍ. كان هنالك شيخٌ كبيرٌ يجلسُ على درجاتِ المسجِدِ و يبدو عليه التّعب . جارنا أبو إبراهيم أعطاهُ صحناً من التّمرِ ، فهو رجلٌ طيبٌ جدًا و كريمٌ . جزاه الله خيرًا .
لكنّي تفاجأت بعدها من تصرّف الرّجلِ . فقد جرى نحوه أربعةُ صبيانٍ صغارٍ أظنّ أنّهم كانوا جائعينَ لأنّهم عندما رأوا صحنَ التّمرِ جَلسوا حولَهُ و أخذوا يأكلونَ . كان أحدُهم يقولُ للشّيخِ : جدُّو ،كل معنا ! لكنّ الشّيخَ قالَ :لا يا بني ،أنا لستُ جائعًا . وابتسمَ و هو ينظرُ إليهم يأكلونَ فرحينَ.
قلتُ لأبي : هذا الشّيخُ يبدو جائعًا كيفَ يتركُ كلّ الطّعامِ للصغارِ ! لماذا لا يأكلُ واحدةً على الأقل ؟!
أجابني أبي .. إنه الإيثار .. أتعرفُ ما هو الإيثارُ ؟ الإيثارُ يا بنيَّ أعظمُ من الكرمِ . هو أن تعطي أخاكَ المسلمَ شيئاً أنتَ بحاجةٍ لهُ .
وهذا خلقٌ عظيمٌ مدحَ الله بهِ الصّحابةَ الكرامَ في القرآنِ الكريمِ في سورةِ الحشرِ.
أريدُ أن أنالَ أنا أيضًا هذهِ المكانةَ العظيمةَ، بأن أتحلى بخلقٍ كريمٍ مدحَ الله به أصحابَهُ في القرآنِ .
و أنتم ألا تحبّونَ ذلك ؟