السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
اليَومَ ذَهَبْتُ بِرِفقَةِ والِدي لِنَشْتَري بَعْضَ الحَلَويَّات اسْتِعدَاداً لِلعِيد ، كُنْتُ سَعيداً لأن العَيد قَد اقْتَرَب ، وَلَكنِّي كُنْتُ مَشْغُولَ البَالِ ، أُفكر في أمرٍ.
قال لي والدي : لماذا أنت صامتٌ وسارحٌ هكذا يا همُام هَل هُناكَ مَا يُزعِجُك ؟
أجبته : لا يا أبي ، ولكِنَنِي أُفكرُ في موضوعٍ ، لا أجدُ له تفسيراً أبي، أليسَ العيدُ يُفرِحُنا ،ويُبهِجُنا ؟ أَلَسنا نَرتَدِي ثِياباً جَميلَةً ونلعبُ بالأرَاجيحِ والألعابِ، ونأخذُ العِيدِيات من الكبارِ ، ونزُور الأهلَ والأقرِباء ؟
قال أبي : بَلَى يا وَلدِي ، هو كَذَلِك .
قلتُ لهُ : إذاً لِماذا ليسَ عِندنا إلا عِيدان في العام ؟ هذا قليلٌ جداً ، وطالما أنَّنا نفرحُ في العيدِ لماذا لا يكونُ العيدُ كلَّ شهرٍ مثلاً ؟ أو كلَّ أسبوع ؟
قال أبي : يا بنيَّ، جعلَ اللهُ عيدين للمسلمين ، عيدَ الفطرِ وعيدَ الأضحى ، يَأتِيانِ بعدَ مواسمِ الطاعاتِ .نفرحُ فيهما بأننا أَدَيَّنَا تلكِ الطَّاعة بفضلِ الله ،وأما ما بَقَي مِن لِباسٍ و ألعابٍ ومظاهرَ أخرى فإنما هي تعبيرٌ عن فَرحَتِنا بما حَقَقْناهُ من الطاعاتِ وزيادَةِ الحسنات . فنحن إنما خُلِقْنا لنعبُدَ الله و نتسابق في فعل الخيرات،و أمَّا السعادة الحقيقية والراحة التامّة فلا تكونُ إلا في الجَنة .
هلْ تَتَخيل أَنَّهُ من الُممكِن أنْ نجعَل حَياتَنا كُلَّها أعياداً ولعباً ، ونَكُفَّ عن العَمَل وعن الاجْتِهادِ بالطاعات ، ثم نُجازَى الجنة هَكَذا بِلا عَمَل !
أجبته : هَذا مُستحيل !
أضاف قائلاً : لا بأس يا وَلَدي أن تفرحَ بالعِيدِ فالله يُريدُ لكَ ذلكَ ، وهي سنةُ الحبيبِ صلى الله عليه وسلم .
ولَكِن سَينتَهي العيدُ وسَنعودُ للعملِ والدِّراسَة والإنجازِ والاجتهاد في الطَّاعة . فاحرصْ على أنْ تَستَمَرِ في عَملِ الخيرِ و الطاعات لِتكسِبَ السعادةَ في الجنة .
((كلَّ عامٍ وأَنتُم بِخيرٍ)) .