الثلاثاء 9 رمضان 1445 هـ الموافق 19 مارس 2024 م
التربية أهم من التعليم
الأربعاء 2 صفر 1438 هـ الموافق 2 نوفمبر 2016 م
عدد الزيارات : 3049

 

التربية أهم من التعليم


أَخذَ الأهل يجهزون أبناءهم ويُعدّون العدة لاستقبال العام الدراسي، وبدأ العام الدراسي الجديد، وهرعَ الآباء والأمهات والمربّون نحو المدراس والجامعات والمؤسسات التعليمية؛ ليجدوا الفرصة التعليمية لأبنائهم.

وكان بعض الأبناء بلا آباء يمسكون بأيديهم ليذهبوا بهم إلى المدرسة، وبعضهم بلا أمهات تشير إليهم من نافذة البيت وتقول لهم: (مع السلامة) وتدعو لهم دعاءً لطيفاً بالتوفيق؛ لأنهم سبقوهم إلى الجنة ولم يأخذوا بأيديهم معهم إليها.  

كتب أحد الأطفال لأبيه رسالة على هاتف أمه: بابا.. اليوم استلمت درجاتي.. كلها عشرات.. (كتبت لك وبس تفتح اقرأهم ورد علي..). (كتير جاي عبالي بوسك قبل ما نام وأغفى بحضنك)..! (ارجع بابا وخذنا معك لنشوف الجنة .. بيقولوا حلوة كتير..)

إن أمثال هذه القصص الكثير لَيعلمنا دروساً في الحياة التربوية ـ أيها المربون ـ لنصرف الكثير من اهتماماتنا في تربية عقول وأخلاق أبنائنا، وتقويم سلوكهم، فإننا نعيش في هذه الحياة المؤقتة فترة من الزمن لننتقل منها إلى الحياة الآخرة: (وللآخرة خير لك من الأولى).

فما قيمة غذاء الجسد بلا غذاء الفكر وتقويم الخُلُق، وما قيمة التلويح بالأيدي لأبنائنا وإهمال تقويم حركاتهم وسكناتهم، وما قيمة الأخذ بأيدي أبنائنا إلى المدرسة، ثم نتركهم يتخبطون بين أيدي العابثين من غزاة الفكر وساسة الانحراف الممنهج! هل تريدون لأبنائكم النجاح والمستقبل المشرق؟ احرصوا على إيقاظهم على صلاة الفجر أكثر من حرصكم على إيقاظهم على دوام المدرسة.

اسألوهم وحثوهم على حفظ كتاب الله قبل أن تسألوهم عن واجباتهم المدرسية.

تدارسوا معهم سيرة المختار والأخيار من أجدادهم كما تتدارسون معهم كتب المدرسة؛ فإنه على قول السلف: (سير الرجال مصانع الأبطال). وتذكروا دائماً أن التربية أهم من التعليم.