إنّ علم العقيدة الإسلامية أشرفُ العلوم وأعظمها فائدة، وأهمُّها عائدة، وحاجة العباد إليه فوق كلّ حاجة، وضرورتهم إليه فوق سائر العلوم؛ لأنه لا حياة للقلوب ولا طمانينة لها حتى تعرف ربّها وخالقها ومعبودها بأسمائه وصفاته وأفعاله، وما يجب له وما يُنزّه عنه، وحتى يكون مع ذلك كلّه أحبَّ إليها مما سواه، ويكون سعيُها فيما يقربها إليه.
وكلّما كانت معرفة العبد بربه صحيحةً تامّةً كان أكثر تعظيمًا وإتباعًا لشرع الله، وأكثر استعدادًا للدّار الآخرة، وتحصيلًا لسعادة الدّارين .
و لما كان مِن أهداف المكتب العلمي في هيئة الشام الإسلامية تقريبُ العلم الشرعي لجميع طبقات الأمة، سعينا لتحقيق هذا الهدف مِن خلال إعداد رسائلَ علميةٍ مختصرة في شتى العلوم الشرعية في العقيدة والأحكام والسلوك والأخلاق، فكان هذا الكتاب الذي يتعلق بالعقيدة الإسلامية، وسميناه "عقيدة المسلم".
فنسأله سبحانه وتعالى أن يكون نافعًا لإخواننا المسلمين، وذخرًا لنا يوم الدِّين، والحمدالله ربّ العالمين.