الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،

قال تعالى {مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } (البقرة:261) و عَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) ، رواه البخاري ومسلم . 

 

تعيش مناطق الغوطتين الشرقية والغربية والمنطقة الجنوبية من العاصمة دمشق والتي تقع بين الغوطتين بأحيائها المتعددة حصاراً ممنهجاً تفرضه عصابات الأسد عليها منذ أكثر من أحدَ عشر شهراً، وذلك في سبيل الإبادة الجماعية للأطفال والنساء والشيوخ. 

حيث يقبع تحت الحصار عشرات الآلاف من المدنيين العالقين داخل المدن والبلدات المحاصرة، يموتون جوعاً وبرداً بسبب منع النظام المجرم كل وسائل الحياة عنهم. 

وخلال الأشهر الأخيرة تم تسجيل أكثر من (20) حالة جفاف وسوء امتصاص، في أحياء جنوب دمشق وجميعهم من الأطفال والنساء وذلك نتيجة لانعدام الطعام الكافي، بعد فقدان مادة الحليب بشكل كامل.

كما تم تسجيل حالات وفاة أطفال في معضمية الشام بسبب الجوع في ظل انعدام التغذية ونقصان الأدوية.

ولا شكّ أن الفئة الأكثر ضعفاً ومعاناة في هذه المحنة هي النساء والأطفال. وحتى اللواتي كن يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية جف حليبهن نتيجة الخوف والرعب والجوع الذي يعانين منه، وبالتالي ازدادت معاناة الأطفال وحاجتهم للحليب والغذاء.

 

دعم صمود أهلنا في الداخل، وتوفير غذاء لأطفالهم في ظل هذه الظروف المأساوية، وإشعارهم أننا لم نغفل عن معاناتهم، فقد يستغني الإنسان عن طلب الطعام والشراب لنفسه، لكنه لا يحتمل أن يرى طفله يتضور جوعاً حتى يفقده وهو بين يديه!

 

وختاماً ..