في بادرة هي الأولى من نوعها على مستوى سوريا، قامت هيئة الشام الإسلامية بتنفيذ مشروع طباعة الكتب المدرسيّة السورية وتوزيعها على المدارس المُقامة في مخيمات اللاجئين ومدارس السوريين داخل الأراضي التركية.
وجاءت هذه البادرة إدراكاً من الهيئة لأهمية استمرار العملية التعليمة وعدم توقفها رغم المصاب الجلل الذي يتعرض له الشعب السورية جراء العدوان الهمجي الإرهابي من قبل عصابة بشار وزبانيته.
ويعيش في المخيمات التركية مئات الآلاف من اللاجئين السوريين بينهم أعداد كبيرة من طلاب المدارس من الجنسين، حيث وفرت لهم السلطات التركية أماكن للدراسة زودتها بالتجهيزات الأساسية للعملية التعليمية، كما أن هناك أعداداً كبيرة من المواطنين السوريين الذين يعيشون في مختلف المدن التركية، وقد أسس هؤلاء مدارس بأنفسهم حسب الإمكانات المتاحة.
وقد شكل عدم توفر المناهج الدراسية العقبة الرئيسة التي تواجه التعليم في هذه المخيمات والمدارس ، ومن هنا رأت هيئة الشام الإسلامية ضرورة سدّ هذه الثغرة، والمُسارعة بطباعة المناهج الدراسية السورية لتوزيعها على ( 14 ) أربعة عشر مخيماً للاجئين إضافة إلى (10 ) عشر مدارس أخرى منتشرة في عدة مدن تركية.
وقد واجهت الهيئة مشكلة احتواء الكتب السورية على أفكار البعث البائد ومبادئه الهدامة، التي حرص النظام الهمجي على دسّها في مناهج التعليم بهدف تسميم أفكار أبنائنا منذ نعومة أظفارهم بتعاليمَ بعيدةٍ كل البعد عن تعاليم الإسلام الصحيحة، وكذلك تشويه التاريخ الإسلامي والعربي بمعلوماتٍ وصور غير صحيحة بما يتناسب مع توجهات الحزب الهداّمة.
لذا بذلت جهوداً مضنية لتنقية الكتب من هذه الأفكار قدر الوسع والطاقة، وسبقت عملية الطباعة فترةُ رصدٍ للملحوظات، ليتم بعد ذلك تعديلُها على النسخ الإلكترونية، ثم طُبعت هذه الكتب بالألوان في مطابع عالية الجودة.
وأنهت هيئة الشام الإسلامية المرحلة الأولى من هذا المشروع الكبير، حيث أنجزت في هذه المرحلة وفي فترة وجيزة طباعة حوالي (200.000 ) مائتي ألف كتاب للمرحلة الابتدائية، بقيمة تقارب ( 300,000 ) ثلاثمائة ألف دولار، استفاد منها قرابة عشرين ألف طالب وطالبة في هذه المدارس والمخيمات.
وقد لاقى المشروع – بحمد الله – قبولًا واسعًا لدى جميع المدارس، ولاقى استحسان التربويين السوريين والأتراك على حد سواء.وتلقّت الهيئة الكثير من رسائل الشكر والعرفان من المشرفين على هذه المدارس والكوادر التعليمية.
وتعمل الهيئة حالياً على إنجاز المرحلة الثانية من المشروع والتي تتمثل في مراجعة كتب المرحلتين المتوسطة والثانوية لتعديلها وطباعتها، وقد شرعت في عملية التعديل، استعداداً للطباعة التي تتوقف على الحصول على الدعم والتمويل، حيث ستنطلق بعدها – بإذن الله - إلى آفاق أوسع من توفير جميع الخدمات التعليمية التربوية التي يحتاجها أبناؤنا الطلاب في دول الجوار، وداخل الأراضي السورية، ومن ثمَّ الانطلاق إلى النهوض بالعملية التعليمية التربوية إلى مستويات أرحب وأشمل.
من جانبهم، أبدى عددٌ من أولياء أمور الطلاب إعجابهم الشديد بالمناهج بعد تهذيبها والمحافظة على المادة العلمية فيها، وعبّروا عن سعادتهم بحصول أبنائهم عليها بعد أن أمضوا الفصل الدراسي الأول دون كتب، وسألوا الله تعالى أن يجزي كل من شارك في هذا المشروع خير الجزاء، وأن يجعل عملهم في موازين حسناتهم.