الثلاثاء 9 رمضان 1445 هـ الموافق 19 مارس 2024 م
كتاب: تصور الغلاة لمفهوم الدولة في الإسلام
الأربعاء 2 شعبان 1439 هـ الموافق 18 أبريل 2018 م
عدد الزيارات : 39735

 

 كتاب: تصور الغلاة لمفهوم الدولة في الإسلام

 

♦ مقدّمة
يمثّل هذا الكتابُ الفريدُ الجديدُ في بابه، إضافةً كبيرةً للمكتبةِ الإسلاميةِ المتخصصّة في شؤون الغلاة، فقدْ بحثَ المؤلّفُ فيهِ مسألةً غايةً في الأهميةِ، وهي: تصوّر الغلاة بجماعاتِهِم المعاصرةِ لمفهومِ (الدولةِ) ووسائلِ إقامتِها، وسَبَرَ أفكارهُم حولَ هذه المسألةِ، وتتبّعها من أقوالِهم وكُتُبِهِم، واستشهدَ عليها مِنْ مخططاتِهِم وأفعالِهم، حتى كشفَ بجلاءٍ ووضوحٍ رؤيتَهَم لهذه المسألةِ وطريقةِ تعاملِهِم معَها.
إنّ الطريقةَ التي سلكتْها جماعاتُ الغلوّ لتأسيس الدولةِ التي تحكمُ بالإسلامِ لم يَنتُجْ عنها قيامُ دولةٍ ولا إقامةُ حُكْمٍ، بلْ جاءت بالفُرقةِ وسفكِ الدماءِ وتدميرِ البلادِ؛ حيثُ إنّ سهامَ التكفيرِ والتبديعِ والقتلِ والتشريدِ لمْ تقتصرْ على الحكوماتِ والأنظمةِ التي قامتْ هذهِ الجماعاتُ بالأساسِ لإسقاطِها، بل امتدّت إلى عمومِ الجماعاتِ الإسلاميةِ الدعويّةِ منها والمجاهدةِ، وعامّةِ الشعوبِ الإسلاميةِ، بذرائعَ شتّى، وتهمٍ متنوعةٍ.
فضلًا عمّا جرّته هذهِ التصرّفاتُ والتجاربُ من ويلاتٍ على بلادِ المسلمين، زادتْ مِنْ بلائِهم وشقائِهم: فقد ازدادَ الطغاةُ تحكّمًا، وازدادَ المستعمرونَ تسلّطًا وتدخّلًا، وتشوّهتْ صورةُ الإسلامِ الناصعةِ، وابتعدَ الناسُ عنه ظنًّا منهم أنّ ما يقومُ بهِ الغلاةُ يمثّلُ حقيقةَ الإسلامِ! وشتّانَ ما بينهما.
إنّ الوقوفَ على حقيقةِ تصوّرِ جماعاتِ الغلوِّ لمشروعِ إقامةِ الدولةِ يكشِفُ لنا بدايةً عن الخللِ في مبادئِهم ومنطلقاتِهم الفكريةِ التي تحتاجُ إلى الكثيرِ منَ الجهدِ لكشفِها، ووقايةِ الناسِ منها، ومقارعتِها بالحجّةِ والبرهانِ، وردّ شبهاتِها، ثمَّ إنّهُ يفسّرُ كثيرًا مما يقومون بهِ من أعمالٍ خارجةٍ عن المنطقِ والحكمةِ والعقلِ والشرعِ؛ لكنّنا نجدُها -بعدَ التأمّلِ- تصبُّ في خدمةِ الأفكارِ التي ينطلقونَ منها. وهذا الكتاب يسهمُ في تقديمِ إجاباتٍ كثيرةٍ حولَ هذه القضيّةِ المهمّةِ والخطيرةِ.

♦ ومن أهمّ ما جاء في الكتاب من العناوين والأفكار الرئيسة:
1. معنى الدولة، ووظيفتها، وبيان كيفية إقامتها في الإسلام.
2. جهلُ الغلاة بالمفهوم الصحيح للدولة في الإسلام، وأثرُه في إحداث الانحراف الكبير لديهم.
3. مكانةُ (إقامة الدولة) لدى الغلاة، وطريقتُهم في إقامتها، واستئثارُهم بحق إقامتها دون سائر الأمّة.
4. أسسُ إقامةِ الدولة عند الغلاة.
5. (مشروعُ إدارةِ التوحّش) ما المقصود به؟ وما قيمته في مشروع إقامة الدولة لدى الغلاة؟ وما آثاره ونتائجه في العاجل والآجل؟ وما البديل عنه في حال فشله؟
6. مبررات العنف الذي تمارسه جماعات الغلو ضدَّ الشعوب الإسلامية بكافّةِ أطيافِها، وضدّ حكوماتها، والتي ترتبط بشكل مباشر بمشروعه في إقامة الدولة، وأثره على الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية للمسلمين.
7. نقدُ هذه المبررات بتركيز وإيجاز. وقد طال هذا النقد العديدَ من المسائل المهمّة، منها:

 

  •  تكفيرُ الحكومات في البلاد الإسلامية، والعاملين فيها وبخاصّة العاملين في جيوشِها وأجهزتِها الأمنية.
  •  التكفيرُ بالموالاة، وبالرضا بالكفر، والحكمُ على بلاد المسلمين أنّها بلادُ كفر.
  •  الخروجُ بالسلاح، وقتلُ المسلمين بحجّة التترس، وقتلُ غيرِ المسلمين في البلاد الإسلامية وبلاد الكفار.
  •  ادعاءُ الجماعةِ والطائفةِ المنصورةِ، والتمسّكُ بالملاحمِ وأشراطِ الساعةِ، والاستدلالُ بها على الأحداثِ والجماعات.
  •  البيعةُ.

8. عواملُ ظهور مفاهيم الغلو المعاصرة وتطورها


♦ وقد تميّز الكتاب بعدّة ميزات من أهمّها:
الاقتصار على ذكر رؤوس المسائل دون تفريعاتها، ودون الدخول في تفاصيل اختلاف جماعات الغلاة في تأصيلها وتطبيقها. وتوثيقُ ما أورده المؤلّف من مصادر هذه الجماعات، مع الاقتصار على عددٍ من النماذج للاختصار. والتعريف بشخصيات جماعات الغلاة غير المشهورة قدر المستطاع. إضافة إلى تخصيص الإشارة للواقع السوري؛ لكونه التجربة القائمة حاليًا، واطلاع المؤلف على حيثياتها عن قُرب، مع محاولة التنويع في ضرب الأمثلة من التجارب الأخرى ما أمكن.


عن موقع على بصيرة