السبت 2 ربيع الآخر 1446 هـ الموافق 5 أكتوبر 2024 م
أهل السنة
الخميس 13 ربيع الأول 1437 هـ الموافق 24 ديسمبر 2015 م
عدد الزيارات : 2230

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإنَّ أهل السنة: هم المستمسكون بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذين اجتمعوا على ذلك، من الصحابة والتابعين، وأئمة الهدى المتبعون لهم، ومن كان على منهجهم وسبيلهم إلى يوم الدين.
وقد شذّ عن هذا المنهج القويم جماعات وطوائف، كالرافضة، والباطنية، ونحوهم، فارقوا الإسلام في غالب معتقداته وشعائره وشرائعه، فكان بحقٍ دينًا آخر غير الإسلام.
فأهل السنة هم الإسلام، وما سواهم دين آخر، وأهل السنة هم الفهم الحق للدين، وما سواهم انحراف وضلال،  وأهل السنة هم غالبية المسلمين، وما سواهم قليل.
وفتوحات الإسلام ونشره كانت على يد أهل السنة، والتصدي للغزاة والمحتلين –قديمًا وحديثًا- كان على يد أهل السنة، ونشر العلم والتأليف في علوم الدين وفنونه قام بها أهل السنة، والرد على شبه الطاعنين والملبسين والمحرفين كانت ولا تزال على يد أهل السنة.
فأهل السنة هم بيضة الإسلام وحقيقته، لا قيام للإسلام ولا وجود دونهم.
علم ذلك أعداء الدين فكادوا له ليصرفوا الناس عنه، ويخرجوهم منه، تبعهم على ذلك فئام ممن انتحل اسم التشيع وحب آل البيت، فكانوا خنجرًا في خاصرة المسلمين: طعنوا في دينهم، وشوهوه وحرفوه، ونقضوا أركانه وأسسه.
ثم كانوا مع كل عدوٍ غادر للمسلمين ومن ذلك: أنهم كانوا وزراء وأعين وجنودًا في صف التتار الذين اجتاحوا بلاد المسلمين، وشاركوا في جرائمهم المروعة، ثم كانوا شر عون للغزاة الصليبيين الحاقدين.
وفي العصر الحالي كان موقف الصفويين الطاعن للدولة العثمانية والمحالف لأعداء المسلمين ضدها.
ثم ها هو موقف رافضة إيران وحزب الله وغيرهم من جميع قضايا المسلمين، والمساعدة في الاحتلال بلادهم وأرضهم في أفغانستان، والعراق، وسوريا، بل كانوا سلمًا للمحتل اليهودي، كما قال ابن تيمية في "منهاج السنة": "إذا صار لليهود دولة بالعراق وغيره تكون الرافضة من أعظم أعوانهم فهم دائما يوالون الكفار من المشركين واليهود والنصارى ويعاونونهم على قتال المسلمين ومعاداتهم".
وهذا ما يفسِّر جانبًا مهمًا من موقف العالم من الثورة السورية، والإصرار على ألا يكون لأهل السنة فيها قدح معلى، عبر إسناد الحكم للطوائف والأقليات في سويا، وعدم السماح لأهل السنة بحكم البلاد، ومحاولة فرض محاصصة طائفية في كل شأن سياسي قادم، والاقتصار على دعم الطوائف والأقليات في مواجهة تنظيم (الدولة)،، وهو ما يحصل في العراق كذلك..
فهل يدرك أهل السنة وزنهم وموقعهم؟ وهل يعملون على عدم السماح لمخططات الشرق والغرب بالنفاذ بسبب تفرقهم وتشتتهم، واستمرار الشقاق بينهم؟
وهل يدرك مسلمو العالم أهمية الثورة السورية ونجاحها على المنطقة؟