الجمعة 19 رمضان 1445 هـ الموافق 29 مارس 2024 م
احذر المكفِّرين والمُبَدِّعين بغير حق
الثلاثاء 21 ربيع الآخر 1436 هـ الموافق 10 فبراير 2015 م
عدد الزيارات : 2530

قال الفقيه زيد بن سِنان الأَسَديّ، أبو سِنان القيروانيّ كما في كتاب "ترتيب المدارك وتقريب المسالك  للقاضي عياض": "إذا كان طالبُ العلم قبل أن يتعلمَ مسألةً في الدين، يتعلمُ الوقيعةَ في الناس، متى يفلح؟!".
وهذه الكلمةُ الذهبيةُ من هذا الإمام تتحدث عن صنف من الناس كانوا في زمانه، وللأسف يكثرون في زماننا الذين دخلوا التدين من باب الطعن والوقيعة في الناس، وياليتهم يقعون في عامة الناس غيبةً ونميمةً إذن لهان الخطب، ولكنهم يقعون في الأمة تكفيرًا وتبديعًا وتضليلاً، ومع اشتراكهم في الطعن فهم شركاء متشاكسون، وكلٌّ كاسرٌ ومكسورٌ.
ففريق سلك طريق التكفير بغير حق وهم الخوارج الذين لم يتوقفوا عند تكفير الحكام وحسب، بل وسَّعوا دائرة التكفير لتشمل كلَّ عسكري وشرطي في البلاد الإسلامية، بل بعضهم وسَّعَ الدائرة حتى كفَّرَ المجاهدين وكلَّ من لم يكن تحت رايتهم وهم الدواعش المجرمون.
وفريق سلك طريق التجريح والتبديع بغير حق، فطعنوا بالعلماء والمشايخ والدعاة وطلبة العلم حيث أخرجوهم من دائرة السنة بالظنِّ والتوهم وبلازم القول وبما لم يقل! والدخول في النوايا والمقاصد مع أن المسلم لا يخرج من دائرة السنة إلا إذا خالف في أصل كلي له دليله من الكتاب والسنة وأجمع عليه العلماء.
ولا شك أن التكفير والتبديع الحق قد جاءت معالمه في الكتاب والسنة وفي آثار سلف الأمة من الصحابة والتابعين وأئمة العلم والدين، ولا مانع من النطق به وتنزيله على المعين بتحقق شروطه وانتفاء موانعه، مع مراعاة المصالح والمفاسد تأصيلاً وتنزيلاً، ولا يكون هذا إلا من العلماء الراسخين ومن سار على طريقتهم في العلم والأدب والسلوك والمنهج.