السبت 2 ربيع الآخر 1446 هـ الموافق 5 أكتوبر 2024 م
الوجع يكبر على حال المسجد الأقصى
الكاتب : ميرفت عوف
الأحد 23 محرّم 1436 هـ الموافق 16 نوفمبر 2014 م
عدد الزيارات : 2683

 

الوجع يكبر على حال المسجد الأقصى

 

على سعة الوجع على حالنا وأحوالنا في الوطن العربي، يبقي ما يناله "المسجد الأقصى" المبارك من أذى واعتداءات، من قبل الاحتلال الإسرائيلي الأشد وجعًا وأثرًا لاعتداءات الغير مسبوقة، كإغلاق الحرم القدسي أمام المصلين لأول مرة منذ احتلاله عام 1967م، وإباحة اقتحام المستوطنين له وقتما يشاءون، وإقامتهم لطقوسهم التلمودية في بيت الله – عز وجل- وأدائهم لحلقات رقص  تحت أسلحة قوات جيشهم المستنفرة دائمًا من أجل حمايتهم.
 
الآن نستطيع القول إن الخطة السياسية الأمنية الاستيطانية التي تشرف عليها المؤسستان العسكرية والسياسية في دولة الاحتلال، تأتي بثمارها كما تؤكد الأحداث المتلاحقة تجاه المسجد الأقصى ومصليه. تلك الخطة التي هدفت بداية إلى ترسيخ فكرة التقسيم الزماني للمسجد الأقصى، بعد التقسيم المكاني المعمول به منذ فترة طويلة. ثم هدم المسجد الأقصى وإقامة "الهيكل المزعوم" على أنقاضه. ويؤسف كما يوجع أن عوامل كثيرة تشجع الاحتلال الإسرائيلي أكثر على الاستمرار في سياسية السيطرة على الحرم القدسي، منها ما يتعلق بالوضع الفلسطيني الصعب في الضفة الغربية وقطاع غزة. وحالة الانقسام السياسي والاجتماعي في المنطقة العربية التي تعاني من صراعات داخلية، تمخض عنها في النهاية تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
 
ويحزنك أكثر أن قضايا هينة كثيرة تشغل الشباب المسلم. هذا الجيل الذي يسارع بكافة الوسائل لنصرة هذه القضية أو تلك، بينما أصبح يفقد أي ردة فعل شعبية حقيقة تستنكر وتندد بإجراءات الاحتلال في المسجد الأقصى، يقهرك أن دول عربية على رأسها الأردن المسؤولة أوقافها عن الحرم القدسي، ومنظمات عربية لم يخرج عنها ما شفي الغليل، ردًا على ما يفعله الاحتلال بحق المسجد الأقصى، توقف هؤلاء عن "التنديد والاحتجاج اللفظي" الذي اعتادوا عليه.
 
عزائنا الوحيد أن هناك من يطفئون بأيديهم سجاد المسجد الأقصى وهو يشتعل، بفعل قنابل الصوت الحارقة التي تلقيها قوات الاحتلال عليهم. هناك من تسيل دمائهم ودموعهم بسبب قنابل الغاز السامة، هناك من النساء من يقاومن مجرمين يحاولن انتزاع حجابهن أثناء رباطهن.
 

 

هؤلاء هم المرابطون الذين يتصدون الآن وحدهم لحماية المسجد الأقصى، يخرجون في الليل والنهار من القدس والأراضي المحتلة عام 1948م متحدين لإجراءات الاحتلال التي تكبلهم بقيود لا آخر لها. متحدين الاعتقالات والغرامات والإبعاد، أولئك الذين يحتشدون على أبواب الأقصى وأسلحة الاحتلال تحتك بأجسادهم، فهم يؤمنون أن عليهم واجب الرباط  في المسجد، وشد الرحال إليه بشكل متواصل.