بسم الله الرحمن الرحيم
بيان تأسيس رابطة خطباء الشام
24 ذو القعدة 1433 هـ - الموافق 10/10/2012 م
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين, والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, نبينا وحبيبنا وقدوتنا وقائدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعـــد:
فإننا في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها سورية من قتل واعتقال وتشريد وتدمير وترويع للآمنين. وانطلاقاً من الواجب الديني الذي يمليه علينا ديننا الحنيف. ومشاركة في حمل هموم الأمة وسعياً وراء كل ما يعود بالخير والسعادة على البلاد والعباد. وتقديراً لأهمية المسجد ودورِه الفاعل في المجتمع, وصلته الوثيقة بتوحيد الله تعالى القائل: " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً "
وإيماناً من هيئة الشام الإسلامية بأهمية إنشاء المؤسسات الدعوية المتخصصة , جاءت فكرة تأسيس رابطة خطباء الشام، مستعينين بالله تعالى, آخذين بمنهج الوسطية في إدارة الدعوة, والحكمة في إيصالها إلى الناس كافة, انطلاقاً من قوله تعالى " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين". وقولِ النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أنس رضي الله عنه: " ما كان الرفق في شيء إلا زانه, وما نزع من شيء إلا شانه"
وإننا إذ نعلن عن قيام هذه الرابطة فإنه لمن المناسب أن نُشيد ونبارك بتفعيل رابطة علماء الشام, والتي تضم نخبة من أصحاب الفضيلة العلماء السوريين, والتي نعتبرها ركناً قوياً, وأساساً مهماً, في كيان المؤسسة الدينية, فالتقت الأهداف والتطلعات في مضمار السعي إلى غدٍ مشرق يعيد إلى بلادنا الحبيبة مجدها وعزتها وكرامتها.
ورابطةُ خطباءِ الشامِ ملتقى وميدان الجميع فليست حِكْراً على فئةٍ دون أخرى فمن يستطيع إيصال كلمة التوحيد " لا إله إلا الله، محمد رسول الله" بشموليتها, ومتابعةَ ما صح عن رسول الله.. فالميدان ينتظره, والأيدي تَشُد على يده.
ويعدُّ المنبر من أهم الوسائل الدعوية في الإسلام التي غُيبت في حياتنا عقوداً مديدة، فأي قدر كان يحظى به المنبر في ظل هذا النظام المستبد, وأي حرية كان يعيشها الخطيب, وأي دور كان يقدمه للمجتمع, وأي أمان كان يعيشه أبناء المسجد ورُوادُه.
إن الخطيبَ بعلمه, وفطنته, وحكمته, ومعرفتة بالواقع, وقدرته على التعامل مع الوسائل الحديثة في المعرفة والاتصال, ومعالجةِ المشكلات ووضعِ بعضِ الحلولِ لها, يستطيع من خلال المنبر أن يرتقيَ بالمسلم علماً, وديناً, وأخلاقاً, وتحضراً, ويُسهمَ في بناء المجتمع بناءاً صحيحاً على هدي من منهج الوحيين الكتابِ والسنةِ.
ولقد جاء تأسيس رابطة خطباء الشام تلبية للحاجاتِ والمتطلباتِ الاتية:
· أهميةُ تأثيرِ المنبرِ والخطبةِ في حياة الناس عموماً، وأثناء المحن خصوصاً.
· حاجةُ الخطباءِ الى تقديم الدعم والمساندة لهم، خصوصاً خلال المرحلة القادمة
· ابرازُ دورِ أهل العلم وأثرهمِ في زمن الفتن والثورات.
· نُدرةُ وجودِ المشاريع المنهجية التي تخدِم رسالة المسجدِ والخطبةِ على مستوى سوريا.
وإن رابطة خطباء الشام تسعى إلى إحياء رسالة المسجد، وتفعيلِ دور الخطبة والخطيب في دعوة الناس وإصلاح المجتمع. وذلك من خلال الأهداف الاتية:
· تفعيلُ رسالةِ المسجدِ وإبرازُ دورهِ في حياة الناس
· المساهمةُ في تأهيل الخطباءِ علمياً ودعوياً ومهنياً.
· تقديمُ المساعدة للخطباء في المجالات العلمية والدعوية والاجتماعية.
· دعمُ وتطويرُ الدور الدعوي للمسجد والخطيب.
· تعزيزُ التعاون, وتوثيق الصلات والأواصر, وتبادلُ الخبرات بين الخطباء.
إن هيئة الشام الإسلامية إذ تعلن عن تأسيس رابطة خطباء الشام لتدعو كافة الخطباء, ومن لهم دور في تفعيل رسالة المسجد إلى المشاركة والتعاون والتناصح وتقديم كل ما يسهم في نجاح هذا العمل.
سائلين المولى سبحانه أن يسدد القول والعمل, وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين.
_________________________________________
* الموقع الرسمي للرابطة