المعارضة تطالب الجامعة بتحويل الملف السوري لمجلس الأمن والأزهر يطالب بوقف العنف
* قُبيل يومٍ واحدٍ من تقديم رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا "محمد الدابي" تقريرَه النهائي لمجلس وزراء جامعة الدول العربية، أعلن المجلس الوطني السوري عن عزمه لقاء الأمين العام لجامعة الدول العربية "نبيل العربي" لطلب تحويل ملف سوريا لمجلس الأمن، وذلك بعد انتهاء مهمة البعثة العربية في سوريا التي كان مقرر لها شهرًا، ومن المتوقع أن توافق الجامعة على تمديد مهمة البعثة لمدة شهرٍ آخر، أو أكثر وذلك وفق نتائج الاجتماع الوزراء المقرر عقده في القاهرة اليوم .
1ـ النظام السوري:
أ ـ التأكيد على تجاوز الأزمة:
* الرئيس "بشار الأسد":
ـ الشعب السوري، المتمسك بوحدته وعروبته رغم كل الصعوبات, والمدرك لما يحاك لوطنه من مخططات تستهدف أمنه وتلاحمه قادرٌ على تجاوز الظروف الراهنة وبناء سورية القوية العزيزة.
ـ دعم الشعوب العربية والقوى القومية المتمسكة بعروبتها يعزز منعة سوريا وإيمانها بالمستقبل.
ب ـ إجراءات عاجلة لمواجهة الأزمة الاقتصادية:
ـ سوريا تخطط لتعويم موجه لسعر صرف عملتها الأسبوع المقبل.
ـ خطة البنك المركزي السوري التي أصدرها مكتب رئيس الوزراء، يبدو أنها تنطلق من أن السماح للبنوك الخاصة ببيع العملات الأجنبية بالسعر الذي تختاره سيزيد السيولة في النظام المالي، رغم أنها ستسمح بخفض فعلي لقيمة العملة السورية.
2ـ المعارضة:
أ ـ رفض إرسال قوات عربية:
* رئيس هيئة التنسيق الوطنية هيثم مناع":
ـ أرفض إرسال قوات عربية لسوريا كمقدمة أو توطئة للتدخل العسكري الغربي، لأن السعي لتدخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" عسكريًا، سيكون مقابل التنازل عن الجولان المحتل لإسرائيل، الأمر الذي نرفضه قطعيًا.
ـ "من يدعون إلى التدخل العسكري في سوريا يريدون الوصول للسلطة ولو على دبابة أمريكية أو تركية"، وأتساءل ماذا سيكون الثمن بسوريا خاصةً, ونحن لا نملك النفط؟ هل سنقبل باحتلال وإقامة قواعد عسكرية, أم كسر هيبة للأبد, أم نبيع الجولان, كما يقترح بعض أطياف المعارضة؟ أنا أرفض ذلك فلن نبيع الجولان مقابل استقدام الناتو, ولن نبيع الجولان بأي ثمن".
ب ـ مطالبة المعارضة بتدويل الأزمة:
* عضو المجلس الوطني السوري "عبيدة فارس":
ـ المجلس قد تجاوز موضوع تقرير بعثة المراقبين العرب، وتوجه بطلب إلى الجامعة العربية من أجل تحويل الملف إلى مجلس الأمن.
ـ الجامعة العربية ليست لها قدراتٌ حقيقيةٌ على وقف الانتهاكات التي تقع في سوريا، نتيجةً لوجود بعض الأطراف العربية التي تضغط باتجاه "تمييع" دور الجامعة العربية، والحد من أي خطواتٍ حقيقيةٍ يمكن أن تقوم بها.
ـ المعارضة تواصلت مع عدد من المراقبين، الذين أكدوا أنهم شاهدوا الكثير من الأمور, ولم يتمكنوا من تسجيلها في تقريرهم، نتيجة لرغبة أطراف في الجامعة العربية في صدور تقرير لا يتضمن "لهجة قاسية" تجاه النظام السوري، لأنهم من مؤيدي "بشار الأسد".
ـ المجلس الوطني السوري يعتزم الطلب من جامعة الدول العربية نقل الملف السوري إلى مجلس الأمن لإنشاء منطقةٍ عازلةٍ وفرض حظرٍ جويٍّ، باعتبار جرائم "الأسد" هي جرائم إبادةٍ بحق الإنسانية، وجرائم حربٍ.
ج ـ إصدار تقريرٍ موازٍ للبعثة العربية:
* عضو المجلس الوطني السوري "وليد البني":
ـ رئيس المجلس "برهان غليون" سوف يلتقي الأمين العام للجامعة العربية "نبيل العربي"، لتوضيح مطالب المعارضة السورية، بالقاهرة.
ـ سيتم إصدار تقريرٍ موازٍ لتقرير رئيس البعثة العربية الفريق "محمد الدابي"، وذلك بعد تقديم "الدابي" لتقريره، ٍوسوف يتضمن ما لم يشر إليه التقرير العربي من اختراقات للنظام السوري, وما حدث مع بعثة المراقبين ودورها.
ـ سوف نقترح على وزراء الخارجية العرب أمرين إذا كان هناك إصرار عربي على تمديد عمل البعثة، هما:
· تعديل طبيعة عمل البعثة ليركز على عملية المراقبة, وتسجيل ما يحدث من انتهاكات بهدف تقديم هذه الانتهاكات إلى المحكمة الدولية.
· سحب البعثة, لأن وجودها واستمرارها في العمل لم يحققا شيئًا, ولم يتجاوب النظام السوري مع بنود البروتوكول, وما زال إطلاق النار والقتل العشوائي مستمرًا.
د ـ مؤشرات تراجع الاقتصاد:
برلماني سوري منشق عن دمشق "عماد غليون"
ـ نظام "الأسد" لن يستمر أكثر من ثلاثة أشهر، وذلك لعدة أسباب، أهمها:
ـ استبعد حدوث حرب طائفية في سوريا لأن النظام يحاول منذ بداية الثورة أن يدفع نحو ذلك ولم ينجح،
ـ إيران وروسيا لا يمكنهما دعم "الأسد" إلى ما لا نهاية, فممكن أن يستمر دعمهما حسب المصالح, لكن ستتوقفان عن ذلك قريباً، فهما يحاولان أن يحققا أكبر قدر من المكاسب, لكن الجميع يدرك أن النظام السوري زائل.
هـ ـ تصاعد عزلة النظام السوري:
* رئيس المجلس الوطني السوري "برهان غليون":
ـ الرئيس السوري "بشار الأسد" بدأ يصبح معزولاً عربيًا وإقليميًا ودوليًا.
ـ معظم الشعب السوري أصبح مع الحراك الثوري وضد النظام الذي أصبح فاقدًا لشرعيته الدستورية، ولا يمكن أن يستمر بدفع المزيد من الأموال للإنفاق على من يقومون بقمع المتظاهرين، هذه الأسباب ستساعد على السقوط سريعًا.
1ـ العربية:
أ ـ الجامعة العربية:
* رئيس غرفة عمليات بعثة المراقبين "عدنان الخضير":
ـ رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق أول "محمد الدابي"، سيجتمع مع الأمين العام للجامعة العربية "نبيل العربي"، لإطلاعه على مجمل تطورات الأوضاع في سوريا، وتسليمه تقريره الثاني حول ما رصده المراقبون العرب ميدانيًا على مدار شهر في مختلف المناطق السورية.
ـ الأمين العام هو من سيرفع تقرير البعثة إلى اللجنة الوزارية المعنية لدراسته ورفعه مع عدد من التوصيات لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب في نفس اليوم، لاتخاذ القرار المناسب.
* مصدر دبلوماسي عربي:
ـ كل المؤشرات الواردة من دمشق ومن بعض العواصم العربية بعد التشاور فيما بينها، تشير إلى أنه سيتم التمديد لبعثة المراقبين العرب في سوريا, ومضاعفة عددهم إلى نحو 300 مراقب.
ـ موافقة دمشق على تمديد عمل البعثة, ورفض عدد من العواصم العربية لفكرة إرسال قواتٍ عربيةٍ إلى سوريا, وعدم إغلاق نافذة الحل العربي للأزمة السورية، سيشجع فكرة تمديد العمل في البعثة.
ب ـ مصر:
* جدد "الأزهر الشريف" مناشدته للحكام العرب، باتخاذ إجراءاتٍ جادةٍ وفوريةٍ لحقن دماء الشعب السوري وتعزيز حريته، وذلك في بيان أصدره شيخ الأزهر "أحمد الطيب".
(1) مضمون بيان الطيب:
* شيخ الأزهر "أحمد الطيب":
ـ "الأزهر الشريف وعلماءه يشعرون بالانزعاج والحسرة والألم الشديد لاستمرار شلال الدم المتدفق في سوريا العزيزة علينا جميعًا".
ـ "سبق أن قلت في بداية الأزمة إن ما يتعرض له الشعب السوري من قمعٍ واسعٍ واعتقالٍ وترويعٍ، يمثل مأساةً إنسانيةً لا يمكن قبولها ولا يجوز شرعاً السكوت عنها، لأن الدم لا يزيد الثورات إلا اشتعالاً".
ـ ثمةَ ضرورةٍ لاحترام حقوق الشعب السوري وحرياته وصيانة دمائه، والقيادة السورية ستعمل فورًا على وقف إراقة الدماء وعلى الاستجابة للمطالب المشروعة للجماهير السورية، استجابةً صادقةً واضحةً.
(2) دور الأزهر في الأزمة:
* مستشار شيخ الأزهر "محمود عزب":
ـ بيان الأزهر الشريف هو استكمال لدوره القيادي في قيادة الأمة، لأن الأزهر منذ اندلاع الأحداث في سوريا, وهو يناشد وقف إراقة دماء الشعب السوري، ويحث المسؤولين على عدم استخدام القوة المفرطة ضد الشعب السوري.
ـ الأزهر أكد من قبل أنه صبر طويلاً, وتجنب الحديث عن الحالة السورية؛ نظرًا لحساسيتها في الحراك العربي الراهن، لأن الأزهر يشعر بأن من حق الشعب السوري عليه أن يعلن وبكل وضوح أن الأمر قد جاوز الحد، وأنه لا مفر من وضع حدٍ لهذه المأساة العربية الإسلامية.
2 ـ الدولية:
أ ـ المنظمات الحقوقية:
* دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" -التي تتخذ من نيويورك مقرًا لها- الجامعة العربية لنشر تقرير بعثة المراقبين العرب الذي يرصد وقائع الأحداث السورية في شهر، وذلك في رسالة وجهتها للجامعة العربية، جاء بها ما يلي:
ـ يجب على الجامعة العربية أن تنشر بشكلٍ علنيٍ التقرير النهائي لبعثتها للمراقبين في سوريا بكامله، لأنه تم المساس بمصداقية المهمة منذ بدئها بسبب نقص الشفافية والاستقلالية، كما أن معايير اختيار المراقبين لم تكن متوافرة.
ـ ينبغي على الجامعة العربية العمل مع مجلس الأمن لفرض حظر أسلحةٍ على سوريا, وعقوباتٍ على الأفراد المسئولين عن انتهاكات خطيرة, والمطالبة بإمكانية وصول العاملين الإنسانيين والصحفيين الأجانب ومنظماتٍ غير حكوميةٍ مستقلةٍ للدفاع عن حقوق الإنسان، بحريةٍ إلى البلاد.
ب ـ فرنسا(2):
* الرئيس الفرنسي "نيكولا ساركوزي":
ـ سوريا تسير إلى الفوضى التي تعني الحرب الأهلية في حال استمر القمع على حاله، لأن الوقت "بدأ ينفد" بالنسبة لإيران لتفادي الحرب، بسبب استمرار السير في برنامج نووي عسكري، وإلى فرض الهيمنة على لبنان، سواءً أجاء بفعل الخارج أو الداخل، وحذر إسرائيل من تفويت فرصة السلام.
ـ باريس لا يمكن أن تصمت أمام "الفضيحة السورية"، المتمثلة في "القمع الوحشي"، الذي يلجأ إليه النظام السوري لإسكات الاحتجاجات التي انطلقت قبل أكثر من 10 أشهر.
ـ فرنسا لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، وعمل الجامعة العربية بسوريا هو عمل شجاع, ويجب أن تستمر، لأنه يتعين على مجلس الأمن الدولي مساعدة الجامعة العربية.
* وزير الخارجية "ألان جوبيه":
ـ الوضع في سوريا وصل إلى "طريق مسدود" بسبب استمرار تكبيل تحرك مجلس الأمن الدولي, واستمرار التهديد باستخدام "حق النقض- الفيتو"، داخل مجلس الأمن على أيِّ قرارٍ يمكن أن يدين القمع, ويدعو إلى تدابيرٍ عقابيةٍ بحق النظام السوري.
ـ باريس لا تدعم إرسال قواتٍ عربيةٍ إلى سوريا في الوقت الحاضر بسبب الوضع الإقليمي الحالي، بيد أنها تريد من الجامعة العربية أن "تقيم بوضوح" مهمة البعثة العربية، وأن تنقل ذلك إلى مجلس الأمن الدولي.
ـ باريس مستمرة في الحوار مع المعارضة التي تدعوها إلى تنظيم صفوفها والانفتاح على جميع الحساسيات.
* مصدر فرنسي "لم تذكر هويته":
ـ باريس لا تريد أن تستمر مهمة البعثة العربية على حالها في سوريا إلى ما لا نهاية، وهو الموقف الذي عبرت عنه واشنطن.
ـ من الضروري أن ينجح مجلس الأمن في التدخل بالأزمة السورية، وهي بذلك تعول على الجامعة العربية التي ترى أنها الجهة الوحيدة القادرة على تمكين المجلس من أن يلعب دوراً، على الأقل، في المجال الإنساني.
ـ باريس تستمر في العمل على صعيدين متصلين لحل الأزمة السورية، هما:
ـ دعم باريس للمعارضة السورية لا يمكن أن يتخذ أشكالاً مختلفةً من أجل التوصل إلى إحداث "تغيير ما" في المعادلة القائمة بسوريا ميدانياً.
1ـ قراءة في مستقبل النظام السوري(3):
ـ الرئيس "بشار الأسد" يواجه خطر السقوط أو الإطاحة به فورًا، حيث يواجه انتفاضةً شعبيةً في الداخل وضغوطًا قاسيةً من الخارج، ورغم ذلك فقد تمكن، من مقاومة الرياح التي تعصف به، إلا أن الصعاب التي تعترضه تبدو هائلةً.
ـ حاول "الأسد" كسب الوقت،حيث:
ـ بقاء "الأسد" على المدى الطويل يعتمد على قدرة إيران التي تعد حليف دمشق المقرب، على الصمود، حيث تواجه طهران عقوبات غربية لوقف برنامجها النووي، وحال خضعت إيران أمام ضغط العقوبات والتهديدات العسكرية، قد تنهار سوريا، وكذلك "حزب الله" الذي سيصبح بدوره محرومًا من حلفائه الخارجيين أمام محاولةٍ إسرائيليةٍ أخرى للقضاء عليه كما حصل عام 2006.
ـ يعتبر "الأسد" أن معارضيه المحليين هم حلفاء أعدائه الخارجيين، وأنهم ليسوا متظاهرين شرعيين ضد نظامه، لأنهم قاموا بمقاومة رجال الأمن وقتلهم، مما يحولهم إلى إرهابيين في نظره، ولذا يبدو عازمًا على القضاء عليهم.
ـ نقطة القوة الوحيدة التي تساهم في بقاء النظام السوري هي ولاء الجيش والقوات المسلحة المستمر له، فالانشقاقات تبدو قليلة جدًا, ولا تتجاوز 3% من عدد الجيش السوري.
ـ المعارضة السورية لن تكون قادرةً على إسقاط النظام, كما لا تستطيع الاعتماد على التدخل العسكري الخارجي، لاسيما أن أي بلدٍ غربيٍّ أو عربيٍّ ليس مستعدًا لاستخدام القوة ضد سوريا.
ـ تركيا قد تبحث في إمكان التدخل العسكري في الأزمة السورية حال تهددت مصالحها الحيوية جراء الدعم السوري "لحزب العمال الكردستاني" الذي حمل السلاح ضد الدولة التركية، وأسقط منها 10 الآلاف مواطن.
ـ روسيا والصين سيمنعان التصويت على أيِّ قرارٍ ضد سوريا في مجلس الأمن من خلال استخدام حق النقض (الفيتو) ضد أيّ قرارٍ يتيح استخدام القوة، وبوسع سورية الاعتماد على العراق والجزائر والسودان لتفادي تدويل الأزمة عند التصويت داخل جامعة الدول العربية.
ـ الدور الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط يتراجع، لاسيما بعد انسحابها من العراق وإخفاقها في أفغانستان، وإحجامها عن خوض غمار تجربةٍ عسكريةٍ قبيل سنة واحدة على الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
ـ إخفاق المعارضة في التوحد حول زعيم واحد, أو حول مشروع سياسي واحد, واستمرار شريحة كبيرة من الشعب في دعم النظام. ويبدو أن الأقليات مثل: (العلويين, والمسيحيين, والدروز)، والطبقة البرجوازية الجديدة لن ينضموا للتظاهرات.
2 ـ تقييم السياسة الاقتصادية السورية(4):
ـ الهدف من خطة المصرف المركزي السوري هو تقليص الفرق بين السعر الرسمي لصرف الليرة السورية وبين سعر صرفها في السوق السوداء، لأن الليرة السورية بقيت مستقرةً نوعًا ما حتى شهر نوفمبر 2011.
ـ الإجراءات التي اتُخذت سابقاً من قبل الحكومة السورية لم تكن كافيةً، وهو ما أدى إلى تدني سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار حتى السبعين، ولذلك سيتجه المصرف المركزي نحو السماح للمصارف الخاصة بضخ العملات الأجنبية من خلال بيعها بالسعر الذي تجده مناسباً.
ـ البنك المركزي سيواصل تمويل استيراد المواد الأساسية بسعر الصرف الرسمي، وأن المعروض من العملة الأجنبية للاستخدام الشخصي سيظل يخضع لقيودٍ مشددةٍ.
(1) جارديان، اندبندنت، نيويورك تايمز، واشنطن بوست، وكالة الأنباء السورية، الشرق الأوسط، القدس العربي، وكالة الأنباء الإماراتية، وكالة الأنباء السعودية، وكالة الأنباء الكويتية، أسوشيتد برس انترناشونال، رويترز، وكالة الأنباء الألمانية، وكالة الأنباء الفرنسية، العربية نت، الجزيرة نت، إيلاف، راديو سوا، إذاعة سويسرا، 21/1/2012.
(2) وكالة الأنباء الفرنسية، 21/1/2012.
(3) باتريك سيل، الحياة، 20/1/2012.
(4) الخبير المصرفي والمالي "نسيب غبريل"، الحياة، 21/1/2012.
قالت صحيفة الاندبندنت (21/1/2012) أن الجامعة العربية ستمدد على الأرجح مهمة مراقبيها في سوريا، على الرغم من شكاوى عدةٍ من المعارضة السورية تقول ’أنهم فشلوا في الحد من إراقة الدماء في البلاد، وأيضاً ستناقش مستقبل مهمة المراقبين، المحددة بشهرٍ واحدٍ، وتنتهي الخميس، خلال اجتماع بمقرها بالقاهرة يوم الأحد. وترى أيضاً أن المجتمع الدولي غير مستعدٍ للتدخل أكثر مما فعل، كما أن عدداً من الدول الأعضاء في الجامعة التي ترفض تمديد مهمة البعثة غيرت مواقفها في الأيام الأخيرة.
وفي الشأن ذاته، ذكرت صحيفة الفاينانشال (21/1/2012) أن حارات دمشق القديمة ودروبها الضيقة تحولت الى ميدان صراع, لا يسمع عنه كثيرا بين المعارضين وقوات الأمن السورية، وتنقل الصحيفة عن معارض سوري قوله أنهم يلحقون بهم في كل مكان، وأن قوات الأمن تحاصرنا من كل اتجاه، وذلك وسط تزايد الاعتراض على بعثة المراقبين العرب، وحول عدم ثقل الضغط الدولي منصباً على النظام السوري، لإيقافه وإيجاد مخرجٍ متقبلٍ من المأزق السوري.
يقول "باغت بارت" في صحيفة لوموند (21/1/2012) إن تغير المعادلة العربية، بسبب الانتفاضة السورية قد أجبر حركة حماس على البحث عن مقرٍ جديدٍ لها خارج سوريا. ويشير الكاتب إلى جولات قادة حماس في كافة العواصم العربية، من القاهرة إلى صنعاء، ومن الدوحة إلى عمان، من أجل تأمين مقر الحركة الجديد، بعد الجفاء بين النظام السوري "المتهالك" والحركة، على خلفية عدم إعلان الحركة تأييدها العلني للنظام السوري. ويضيف الكاتب أن صعود الربيع العربي قد أفاد حركة حماس، وأتاح لها مزيداً من الاستقلالية، بفضل صعود التيارات الإسلامية في العالم العربي، خاصةً بعد فوز الإخوان المسلمين في الانتخابات في مصر، وتغير نظرة العالم الغربي للقوى الإسلامية، واستعداده للتعامل معها.
كتب "ساطع نور الدين" في صحيفة السفير اللبنانية(21/1/2012)، قائلاً إن الوهم السوري بأن دمشق هي مدخل الشرق الأوسط، ومركز العالم العربي، وأنه لا حرب أو سلام في المنطقة بدون سوريا قد تحطم أخيراً. ويذكر الكاتب أن هذا الوهم السوري قد أصاب اللبنانيين من قبل، والذين زعموا أمهم مرآة العالم العربي، ثم اكتشفوا بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية, أنهم مجرد أدوات في لعبة السياسة العربية والعالمية، وأن بلادهم ليست أكثر من ساحةٍ لتصفية الحسابات بين القوى المتصارعة على النفوذ والهيمنة في المنطقة. وتابع الكاتب أن هذا الوهم قد أصاب العراقيين أيضاً، الذين ظنوا أن احتياطي النفط الهائل لديهم، ووفرة الموارد الطبيعية ستحميهم من ويلات الحروب. ويضيف الكاتب أن الوقت قد حان الآن على السوريين لكي يدفعوا ثمن هذا الوهم، الذي يتفكك لصالح إعادة تشكيل هوية سورية، ومصرية، وليبية، وتونسية وطنية جديدة، من شأنها أن تتبلور في مرحلةٍ لاحقةٍ هويةٍ عربيةٍ جديدةٍ.
وتساءل "إيميل خوري" في صحيفة النهار اللبنانية (21/1/2012) عن إمكانية عودة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، على خلفية الأزمة السورية. وينقل الكاتب عن وزير الخارجية الروسي، قوله: إن بلاده لن تعطي غطاءاً دبلوماسياً لأي تحركٍ دوليٍّ تجاه سوريا. ويقول الكاتب: إن هناك بعض الدلالات التي ترجح أن تلجأ الولايات المتحدة إلى سياسة "البراجماتية"، بسبب فشل سياسة المواجهة التي تتبعها واشنطن، وهو ما سيعود عليها بالخسارة في النهاية. ويضيف الكاتب أن هذه السياسة البراجماتية لا يجب أن توجه فقط إلى روسيا، بل أيضاً إلى إيران كذلك.
قالت صحيفة الحياة اللندنية (21/1/2012) إن التظاهرات عمت المدن والمحافظات السورية أمس الجمعة في "جمعة معتقلي الثورة" لدعم المعتقلين في السجون منذ بدء الاحتجاجات، والذين قدرت الأمم المتحدة عددهم بـ14 ألفاً, فيما تقول هيئات حقوق الإنسان أن العدد يصل إلى 40 ألفاً. وأشارت الصحيفة إلى أن مدينة الزبداني شهدت إحدى أكبر التظاهرات أمس، حيث خرج أكثر من 12 ألف شخص من أهلها للاحتفال بـ"تحرير" مدينتهم، كما قالوا، وبنجاحهم في إخراج القوات الحكومية منها، حيث باتت تسيطر على شوارعها عناصر من "الجيش السوري الحر". ونقلت الصحيفة عن ناشطٍ من سكان المدينة، قوله: إن الاحتفالات أمر طبيعي, لأن خروج الجيش من الزبداني رفع معنويات الأهالي. وأضافت الصحيفة: أن مواجهات وقعت أمس بين الجيش النظامي و"الجيش السوري الحر" في كل من حماة وحمص, وفي دوما ضاحية قرب العاصمة حيث خرجت تظاهرة قدر المشاركون فيها بـ 20 ألف شخصٍ.
قالت صحيفة الوطن القطرية (21/1/2012) أن النظام السوري لم يخذل كل من توقعوا سلوكه، وكل من ترقبوا خلاصات الأزمة السورية في حالها الراهن، بل إنه بغير نجابة، ينزلق إلى مصيره بانحدار يصعب معه استخدام أي كوابح، فقد وضع المبادرة العربية، التي أتاحت له الفرصة لأجل مراجعة تنتصر لاستحقاقات شعبه، أمام خيار ضرورة التدويل في الاجتماعين الوزاريين، اليوم وغداً، وأهمية اللجوء إلى مجلس الأمن، متجاهلاً أن ضغوطات السياسات الدولية يمكنها أن تبدل موقفي موسكو وبكين بخصوص الفيتو، خاصة أن الجرائم التي ترتكب في المدن السورية ضد شعبه، تنضج إجماعاً دولياً يصعب مقاومته، ولا تترك لأقرب أقربائه مجالاً للاستمرار في الاصطفاف إلى جواره، ومن ثم فإن النظام السوري يجبر شعبه على دفع ثمن بقائه بالسلطة، في شمشونية مُدعاة تهدم كل شيءٍ في سوريا. ومن ذلك فإن النظام يضع شعبه في ظرفٍ معيشيٍّ بالغ القسوة، في حين أن مقدرات سوريا وثرواتها الطبيعية كان يمكن أن تؤمن لهذا الشعب رغد العيش، لو أن النظام راجع هويته الوطنية، ولو أنه أحسن الاستثمار في موارد الدولة، ودون أن يجعل من سوريا سجناً كبيراً لمدة أربعين عاماً، كما هتف المتظاهرون في جمعة الأمس.