التقرير الإعلامي 345 - فرنسا تؤكد استخدام النظام غاز السارين وأمريكا تشكك ـ واستمرار معارك القصير 4 يونيو 2013
الكاتب : المكتب الإعلامي بالتعاون مع موقع نور سورية
الثلاثاء 4 يونيو 2013 م
عدد الزيارات : 2265

استخدام أسلحة كيماوية من قبل النظام بين تأكيد وتشكيك دوليين، وثمت أسباب معقولة للاعتقاد باستخدامها، وسط تحذيرات من تزايد خطر الأوبئة في سوريا نتيجة الأوضاع المأساوية، وفي الوقت نفسه استمرت المعركة الدائرة بين الثوار وقوات النظام في العديد من المناطق السورية بتصعيد متزايد.

 

انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:

أعداد القتلى:
وثقت لجان التنسيق المحلية مقتل 95 شخصا، بينهم 11طفلا، و4 نساء و7 تحت التعذيب، و23 في دمشق ريفها، و18 في درعا، و16 في حلب، و10 في حمص، و10 في القنيطرة، و8 في دير الزور، و7 في ادلب، و2 في حماه، و1 في اللاذقية. (1)
مناطق القصف:
ووثقت اللجان 401 نقطة قصف، كان منها 29 نقطة شهدت غارات الطيران الحربي وأعنفها الزبداني والغوطة الشرقية بريف دمشق، والقصير بحمص، وألقيت البراميل المتفجرة في الحراك بدرعا، وسقطت 3 صواريخ أرض - أرض على القصير بحمص، أما القصف الصاروخي فقد سجل في124 نقطة، والقصف بقذائف المدفعية في 131 نقطة، والقصف بقذائف الهاون في 113 نقطة، من مناطق مختلفة من سوريا. (1)

المقاومة الحرة:

مواجهات:
في 132 نقطة اشتباك في سوريا بين قوات النظام والثوار الأحرار، تمكن المجاهدون من إحراز انتصارات بطولية حيث استهدفوا تجمعا للشبيحة حول ثكنة جمال مشارقة بعدة قذائف وحققوا إصابات مباشرة، وفي برزة قاموا باستهداف حاجز طيارة تابع لقوات النظام بالقرب من مطعم "على كيفك" على شارع المساكن الرئيسي، وأوقعوا عددا من الجنود بين قتيل وجريح، وفي حرستا قتلوا العشرات من جنود النظام وقوات حزب الله اللبناني، أثناء محاولتهم التسلل إلى أحد الحواجز على الاستراد الدولي، وقُتل 7 عناصر من قوات النظام وحزب الله باشتباكات، وصد المجاهدون عدة محاولات للتسلل إلى برو من جهة الجنبلي، وفي درعا حرروا حاجز البرنس في النعيمة وقام بتمشيط المنطقة بشكل كامل، وفي حماه فجروا سيارة تابعة لقوات النظام أثناء خروجها من مقر الحكماء في قرية شيحا، وفي حلب صدوا عدة محاولات لقوات النظام لاقتحام بلدة كفر حمرة. (1)
وفي القصير بريف حمص، تواصلت المعارك بين الجيشين الحر والنظامي مدعوما بمقاتلين من حزب الله، عند أطراف المدينة الشمالية. وذكر ناشطون أن الجيش الحر تصدى لهجوم وقع على مقربة من قرية الضبعة شمال القصير. (5)
محاولات يائسة:
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات النظام تحاول السيطرة على القرية الواقعة شمال غرب مدينة حلب، سعيا لفك حصار مقاتلي المعارضة عن قريتي نبل والزهراء الشيعيتين بريف حلب. كما أفادت شبكة شام بأن الجيش الحر قتل أكثر من عشرة جنود في اشتباكات قرب مدينة السفيرة. (2)

المعارضة السورية:

الائتلاف يرفض المقارنة:
اعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في رد له على تقرير الأمم المتحدة، أنه «لا مجال أبدا للمقارنة بين من يلقي أطنانا من المتفجرات كل يوم على شعب أعزل منتهجا قتل الأطفال والنساء، أسلوبا منظما لقتل الثورة الشعبية، وبين من يحمل سلاحا خفيفا أو متوسطا للدفاع عن هذا الشعب».
وقال الائتلاف في بيان إنه «اطلع باهتمام على مضمون التقرير خصوصا لما وصف ببلوغ الصراع في سوريا مستويات جديدة من الوحشية وتصاعد شدة الانتهاكات»، مؤكدا كذلك «رفضه وإدانته لكل خرق للقوانين والعهود والمواثيق الدولية بغض النظر عن الجهة التي ارتكبته، كما تعهد بمحاسبة كل من تورط في هذه الخروقات أمام قضاء عادل». (5)
الثوار لم يستخدموا أسلحة كيماوية:
من جهته، نفى الناطق الرسمي باسم القيادة العسكرية العليا للجيش الحر العقيد قاسم سعد الدين، استخدام المعارضة العسكرية الأسلحة الكيماوية. وقال إن «النظام هو الجهة الوحيدة التي تملك هذا النوع من الأسلحة التي تحتاج إلى آلية وتقنية محددة للحفظ والاستعمال لا تملكها المعارضة، بينما يحاول النظام إلصاق التهمة بنا أمام المجتمع الدولي». (5)
النظام يلجأ إلى الكيماوي عند العجز:
وأشار سعد الدين إلى أن «النظام بات يستعمل هذا النوع من الأسلحة في كل منطقة يعجز على استعادتها والسيطرة عليها، وذلك في محاولة منه لتحقيق أكبر قدر من الإنجازات قبل مؤتمر «جنيف 2»، المزمع عقده في نهاية يونيو (حزيران) الحالي أو مطلع يوليو (تموز) المقبل. (5)

الوضع الإنساني:

تحذير من خطر الأوبئة:
حذرت منظمة الصحة العالمية من ازدياد خطر الأوبئة في سوريا والدول المجاورة مع اقتراب فصل الصيف، وخصوصا الـ«تيفوئيد» والـ«كوليرا» والـ«دسنتاريا». وأعربت المنظمة، في تقرير، عن القلق العميق من «تزايد حالات الأمراض المتنقلة داخل سوريا وبين السوريين النازحين إلى الدول المجاورة في المنطقة»، محذرة من أن «غياب إجراءات الوقاية والسيطرة، من شأنه أن يؤدي إلى خطر محتمل لتفشي الأوبئة». (5)

المواقف والتحركات الدولية:

تشييع قتلى من حزب الله:
شيّع حزب الله، 4 من عناصره لقوا مصرعهم في القتال بسوريا ضد الجيش الحر، ففي الجنوب شيع أهالي بلدة "حاروف" المقاتل موسى علي جرادي في موكب حاشد وبمشاركة قيادات حزبية وسياسية. وحمل الأهالي نعش القتيل وجابوا به شوارع البلدة، وتقدم موكب التشييع حملة الرايات وأكاليل الورد وصور القتيل، وسط الهتافات الحسينية والتكبير واللطميات.
كما شيّع حزب الله وأهالي بلدة يونين البقاعية فهد حسن سلوم وذلك بحضور حشد من أهالي المنطقة، ولفيف من العلماء، ووفد نيابي من كتلة حزب الله النيابية. (4)
مطالبة بانسحاب حزب الله من سوريا:
طالبت كتلة تيار المستقبل النيابية في لبنان حزب الله بسحب مقاتليه من سوريا فوراً، واصفة دوره هناك "بالإجرامي". ونددت الكتلة بتوسع تدخل حزب الله في سوريا، وقالت إن تحوله من حركة مقاومة إلى حركة مقاولة لحساب إيران -على حد قولها- ستكون له نتائج كارثية على لبنان. (2)
توسع لحزب الله على أبواب حلب:
تواصلت المعارك في القصير والاشتباكات العنيفة في ريف دمشق، لاسيما في المعضمية، في حين وسع حزب الله مسرح عملياته العسكرية دعما لنظام بشار الأسد بعد أن بدأها فعليا في القصير في ريف حمص في 19 من الشهر الماضي، ولمّا تزل مستمرة حتى الساعة لتشمل ريف دمشق ودرعا، وصولاً إلى حلب وريفها. وفي هذا السياق، أشارت معلومات وسائل إعلام الثورة إلى أن بضعة آلاف من عناصر ميليشيا حزب الله وصلوا إلى حلب وتمركزوا مع كامل عتادهم العسكري في أكاديمية الهندسة العسكرية في حلب استعداداً لاقتحام المدينة. (4)

استخدام الأسلحة الكيماوية بين التأكيد والتشكيك:

دعوة إلى التحقيق:
دعت الخارجية البريطانية دمشق للسماح للأمم المتحدة بالتحقيق بحرية في الاتهامات التي وجهتها فرنسا إلى دمشق باستخدام غاز السارين السام حيث أكدت باريس أن لديها الدليل القاطع على استخدام دمشق غاز السارين مرات عدة، بعدما أجرت اختبارات على عينات حصلت عليها من سوريا. وكشف وزير خارجيتها لوران فابيوس أن كل الخيارات مطروحة للرد، بما فيها التحركات العسكرية التي تستهدف مكان تخزين الغاز الفتاك. (4)
وقالت فرنسا إنها متأكدة من أن السارين استخدم في سوريا مرات عدة بعدما أجرت اختبارات على عينات حصلت عليها من سوريا.
وقال وزير الخارجية لوران فابيوس لتلفزيون فرنسا 2 "ما من شك في أن النظام والمتواطئين معه" هم المسؤولون عن استخدام الغاز. (3)
حذر وتشكيك أميركي:
وفي المقابل بدت واشنطن حذرة في التعامل مع الموضوع، حيث رأت أن تتريث قبل اتهام أي جهة، بحسب بيان البيت الأبيض، أوضح فيه أنه في حاجة إلى مزيد من الأدلة للإثبات رسمياً أن "غاز السارين" تم استخدامه في سوريا. (4)
وقال: إن الولايات المتحدة لا تستطيع القول بعد بأن الحكومة السورية استخدمت أسلحة كيماوية في الحرب الدائرة في سوريا رغم إعلان فرنسا حدوث ذلك. وتأتي تصريحات البيت الأبيض في إطار اتباع سياسة التريث تجاه هذه المسألة. (3)
تنديد وغموض:
وبدورها نددت اللجنة الدولية للتحقيق في الكيماوي السوري باستخدام "كميات محدودة من مواد كيماوية" في أربعة مواقع على الأقل في سوريا مابين مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين.
وقالت الأمم المتحدة: إنها اكتشفت أربع هجمات بمواد سامة في الربيع المنصرم، لكنها لم تتمكن من تحديد الطرف الذي يقف وراء هذه الهجمات.
والحوادث الأربعة وقعت في خان العسل قرب حلب والعتيبة قرب دمشق في مارس/آذار، بينما تم رصد مثلها في حي الشيخ مقصود في حلب وسراقب في أبريل/نيسان. (4)
أسباب معقولة:
من جانبهم قال محققو حقوق الانسان بالامم المتحدة: إن لديهم "أسبابا معقولة" للاعتقاد بأن كميات محدودة من الأسلحة الكيماوية استخدمت في سوريا. وكانت قد وصلتهم مزاعم بأن القوات الحكومية والمعارضة استخدموا الأسلحة المحظورة لكن أغلب الشهادات متعلقة باستخدامها من جانب الحكومة. (3)
تلويح بإبقاء باتريوت في الأردن:
لمّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي لاحتمال إبقاء صواريخ باتريوت ومقاتلات أف 16 في الأردن بعد انتهاء تدريبات عسكرية مشتركة مقررة في وقت لاحق من الشهر الجاري.
وقالت بساكي: إنه تمت المصادقة على إرسال صواريخ باتريوت ومقاتلات أف 16 إلى الأردن في إطار تدريبات "الأسد المتأهب" العسكرية المزمع إجراؤها الشهر الحالي، وأوضحت أن واشنطن ستبقي بعضا من تلك الأسلحة لمساعدة القوات المسلحة الأردنية بعد انتهاء التدريبات إذا طلب منها ذلك، وأكدت أنه لم يتم اتخاذ قرار في هذه المسألة بعد.
وكانت قد قالت الحكومة الأردنية إنها ستطلب من الولايات المتحدة الإبقاء على نشر بطاريات الباتريوت التي ستشارك في مناورات "الأسد المتأهب" بعد انتهاء هذه المناورات المعلنة في الصحراء الأردنية. (2)
تعويل على جنيف2:
من جهته قال رئيس الاتحاد الأوروبي هيرمان فان رومبوي، في ختام القمة الأوروبية الروسية إن الحل السياسي وحده سينهي الأزمة السورية، وأكد أن دول الاتحاد الأوروبي لن تُرسل أسلحة إلى المعارضة السورية قبل انعقاد مؤتمر "جنيف 2".
وأضاف: "نحن مقتنعون بأن الحل السياسي وحده عبر المفاوضات سيعيد السلام إلى سوريا والمنطقة. ولذلك فإن الاتحاد الأوروبي يدعم المبادرة الأميركية الروسية لعقد مؤتمر دولي. (4)
واشنطن غير متأكدة من موعد جنيف2:
أعلنت واشنطن أنه لم يتم التوافق بعد على موعد عقد مؤتمر "جنيف 2" ولا على جدول أعماله ولا على المشاركين فيه.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تحضر لمؤتمر "جنيف 2"، لكنها غير متأكدة بعد من موعد حصوله أو جدول أعماله أو حتى من قائمة المشاركين فيه. (4)
مقاتلون أميركيون في سوريا:
قال مسؤولون في الحكومة الأمريكية وخبراء مستقلون يراقبون الصراع السوري إنه رغم تسليط وسائل الإعلام الضوء على مقتل أمريكية في سوريا إلا أن عددا قليلا من المواطنين الأمريكيين انضموا إلى الأجانب الذين يقاتلون هناك لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال أحد الخبراء الذي يتابع أنشطة متشددين أمريكيين ومواقعهم على الانترنت انه على أكثر تقدير قد يصل عدد الأمريكيين الذين سافروا إلى سوريا للقتال هناك إلى 20 أمريكيا بل يميل خبراء آخرون إلى خفض هذا الرقم إلى النصف.(3)
روسيا لم تسلم نظام إس 300:
دافع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن مبيعات الأسلحة الروسية للحكومة السورية، نافياً في الوقت نفسه أن تكون موسكو قد سلمت دمشق نظام إس-300 للدفاع الجوي.
ورأى بوتين أن أي محاولة أجنبية للتدخل العسكري في سوريا محكوم عليها بالفشل وستزيد الموقف سوءاً.
ولم يذكر بوتين أن روسيا ستتخلى عن العقد، لكنه جدد الموقف من أن صفقات الأسلحة الروسية مع سوريا تتسم بالشفافية ولا تنتهك أي قوانين دولية. (4)
وأعرب بوتين عن أمله في أن لا يشارك في أعمال جنيف-2 ممثلو المعارضة المتشددون، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام نقلت صورا لبعض المعارضين الذين يقتلون أعداءهم ويأكلون أعضاءهم الداخلية، وأضاف أن مشاركة هؤلاء تجعل من الصعب ضمان أمن الوفد الروسي. (4)
أردوغان: بشار فاق والده:
أكد رجب طيب أردوغان أن بشار الأسد سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً عن مجازره في حق الشعب السوري.
وقال في خطاب ألقاه في البرلمان الجزائري "ما يقوم به بشار الأسد قد تجاوز ما ارتكبه والده من مجازر وإجرام و هذا لا يمكن العفو عنه ".
وتابع أردوغان الذي تدعم بلاده المعارضين المسلحين السوريين "نحن ندعم مطالب الشعب السوري الذي يتطلع إلى الديموقراطية". (4)
الأزهر يستنكر ويدعو إلى وقف التصعيد:
عبر الأزهر عن استنكاره الشديد للتدخل الخارجي في سوريا بكل أشكاله وما يؤدي إليه من فتنة مذهبية وطائفية تهدد المنطقة بأسرها، خصوصا بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة القصير المحاصرة وراح ضحيتها مدنيون عزل معظمهم من النساء والأطفال.
وأعرب الأزهر عن "أسفه الشديد لاستمرار تردّي الأوضاع المأساوية للشعب السوري" مدينا "لاستمرار سفك الدماء البريئة، ومحاصرة المدن وتدمير الإنسان والبنيان، وانتهاك حقوق المدنيين, والخرق الصارخ للقانون الدولي" ومستنكرا التدخل الخارجي".
وفي بيان له: دعا جميع الأطراف المعنية في سوريا إلى وقف التصعيد الخطير حفاظا على أرواح المدنيين، "ودرءا للمصير القاتم السواد الذي يحاول البعض جرّ المنطقة برمّتها إليه, وبخاصة ما يحدث في القصير من محاصرة وقتل وتشريد".
وناشد منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية الاضطلاع بمسؤولياتهما تجاه الأوضاع المتردية في سوريا والعمل الجاد على توحيد الرؤية في التعامل مع تلك المعضلة، وصولا إلى حل سلمي يوقف سفك دماء الشعب السوري الذي يهدر يوميا، ويمكّن هذا الشعب من تحقيق ما يصبو إليه من حرية وديمقراطية وعيش كريم. (2)

آراء الصحف والمفكرين:

روسيا كذبت الأسد وتلاعبت بأميركا!
بهذا المضمون كتب الكاتب طارق الحميد ما يأتي:
بكل غرور أعلن المتحدث باسم الخارجية الروسية إفشال بلاده لمشروع بريطاني في مجلس الأمن حول القصير قائلا: إن موسكو على اعتقاد بأن المبادرة البريطانية جاءت في وقت غير مناسب، ومعتبرا الثوار مجرد «جماعات إرهابية»!
ولم يكتف المتحدث الروسي بذلك بل إنه يقول: «هيهات أن يقال: إن مقترح رفع صوت المجتمع الدولي جاء في القوت المناسب، وذلك في الوقت الذي ينهي فيه الجيش السوري عملية مكافحة الإرهاب ضد المسلحين الذين كانوا يروعون سكان المدينة الحدودية خلال عدة أشهر من دون أي عقاب». ومعنى هذا التصريح أن موسكو تعتقد بأنها قد ضحكت على الأميركيين باستدراجهم إلى «جنيف2» بينما لم تنجح حيلة موسكو تلك على البريطانيين الأكثر دهاء من الإدارة الأميركية في فهم الأزمة السورية، وأكاذيب نظام الأسد، وحيل موسكو لإضاعة الوقت.
الدهاء البريطاني تمثل بسعي لندن، وبكل نجاح، لانتزاع حق تسليح المعارضة السورية من الاتحاد الأوروبي، والتلويح بأن بريطانيا ستتخذ قرار التسليح عطفا على نتائج «جنيف2» الذي تشكك فيه من الأساس، والخطوة البريطانية هذه المراد منها القول للروس: صحيح ضحكتم على إدارة أوباما، لكن لا يمكن أن تضحكوا علينا. ولذا فقد الروس صوابهم من المشروع البريطاني بمجلس الأمن، مما دفع المتحدث باسم الخارجية الروسي لقول ما قاله، وهذا ليس كل شيء، بل إن الرئيس الروسي نفسه صرح أمس باجتماعه مع الاتحاد الأوروبي عن أسفه حيال رفع الحظر المفروض على تسليح المعارضة، وقوله: إن التدخل الخارجي بسوريا مصيره الفشل، لكن رغم كل ذلك فإن بوتين تصرف ببرغماتية واضحة بعد أن استوعب الضربة البريطانية التي كشفت حيلة موسكو تجاه الأزمة السورية حيث أعلن بوتين أن بلاده لم تسلم صواريخ «إس-300» للنظام الأسدي، وهذا تكذيب روسي واضح لما ورد بمقابلة الأسد الأخيرة مع قناة «المنار» حول تسلم جزء من صفقة الصواريخ!
وبالطبع فإن الدهاء البريطاني لم يحرج موسكو وحدها، بل إنه يحرج الإدارة الأميركية أيضا التي قال وزير خارجيتها إن بلاده تدخلت متأخرة بالأزمة السورية، فواشنطن تعتقد أن بمقدورها إقناع الروس دبلوماسيا لإخراج الأسد، وهو أمر أقرب للخيال طالما لم يكن هناك ثمن سيتسلمه الروس مقابل رأس الأسد، ولا أحد يعرف هذا الثمن، أو من خلال فرض واقع على الأرض بدعم الثوار بالسلاح لإجبار الروس على التراجع كما فعل البريطانيون بدهاء، ومن دون تسليم الثوار رصاصة واحدة، على الأقل علنا! لكن ما حدث كان العكس حيث خدر الروس الأميركيين بـ«جنيف2» وزادوا من مساعدتهم للأسد وبدعم من إيران وحزب الله على أمل أن يتم القضاء على الثوار قبل المؤتمر الدولي لتجريد الأميركيين من كل أوراقهم. وكل ذلك يقول لنا إن الثورة السورية هي ضحية السذاجة الأميركية الواضحة، وليس الآن، بل منذ عامين للأسف. (5)
وكتبت رندة تقي الدين مقالا وسمته بـ "عنوان «جنيف - ٢» متوقع"، قالت فيه:
تأخر الولايات المتحدة في التدخل لإنهاء الأزمة السورية الذي تحدث عنه وزير الخارجية الأميركي جون كيري يعكس واقع الحال وضعف سياسة الرئيس أوباما الخارجية التي ركزت على الانسحابات العسكرية من العراق وأفغانستان من دون وضع استراتيجية فاعلة لما بعد التواجد الأميركي في المنطقة. فالأزمة السورية وتطوراتها أظهرت غياب نفوذ إدارة أوباما بوجه روسيا في هذه المنطقة أو أنها سلمت المنطقة لروسيا لأن مصالحها ليست مهددة بسورية مفككة أو لبنان أمنه مزعزع. فأوباما معني ومهتم أكثر بإيران ودورها في المنطقة وبالتحديد بالنسبة لإسرائيل أكثر من اهتمامه بسورية ومصير الأسد وألوف القتلى الذين يسقطون يومياً بقمع الجيش النظامي السوري. فنظراً إلى الانسحاب الأميركي من هذا النزاع، أصبح شبه مؤكد أن «جنيف - ٢» سترضخ لشروط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي لا يقبل لا برحيل الأسد ولا بتسليم سلطاته وقد تم قبول بقاء الأسد على أن يتم تجريده من صلاحياته منذ «جنيف - ١».
فالتدخل الروسي اليوم في سورية أقوى بكثير في ميزان القوى على الأرض من غياب غربي وجوده يقتصر على التصريحات وتحذيرات لا متابعة لها. في حين أن روسيا تمد سورية بالسلاح والصواريخ والطائرات والتدريب وإحاطة القوى العسكرية السورية في حربها مع شعبها. أما الغرب فينتقل من خطوط حمر كلامية إلى جدل حول مؤتمر دولي معروف مصيره مسبقاً. وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس يردد أن الصعوبات هائلة أمام مؤتمر «جنيف - ٢» وأنه ينبغي محاولة إيجاد حل سياسي للصراع السوري.
إن «جنيف - ١» ترك موضوع رحيل الأسد مبهماً اثر اتفاق أميركي روسي بين هيلاري كلينتون وسيرغي لافروف عشية الاجتماع...
إن مؤتمر «جنيف - ٢» محكوم بمساومة على حساب الشعب السوري. فبوتين أدرك أهمية العلاقة الأميركية الروسية لأوباما وأنها أقوى من اهتمام رئيس أميركي ضعيف على الساحة الدولية بسورية التي ليست استراتيجية بالنسبة له. كما أن بوتين أدخل في حساباته عدم وجود وحدة حال أوروبية في السياسة الخارجية. فأوروبا كثيراً ما تنتقد انقسام المعارضة السورية في حين أن الخلافات الأوروبية كثيراً ما تشل أعمالها. فعنوان «جنيف - ٢» مكتوب مسبقاً ولا شك أن روسيا بوتين استعادت بعض النفوذ في المنطقة من خلال تراجع وضعف سياسة أوباما فيها. (6)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(7)
صالح هنداوي الخرفان - دير الزور - حي الموظفين
خالد عبد الله زقريط - حمص - القصير
فاطمة أحمد حريري - ادلب - بنش
محمد زياد البكري - ادلب - التمانعة
هدية حسن بشبش / بشيش - ريف دمشق - كفربطنا
سهام عبد العال - ريف دمشق - القاسمية
أحمد محمد المحاميد - درعا - النعيمة
قصي سعد العبود - درعا - النعيمة
محمد موسى محمد عيد المسالمة - درعا - درعا البلد
أنس عطا الله الصلخدي - درعا - النعيمة
خليل إبراهيم المفعلاني - درعا - النعيمة
محمد عوض العبود - درعا - النعيمة
حسين عبده يعقوب - درعا - صيدا
عمار أحمد النابلسي - درعا - النعيمة
أحمد نبيل عبود - درعا - النعيمة
خالد محمد حامد العبود - درعا - النعيمة
أحمد جميل العبود - درعا - النعيمة
عاهد عبد الحكيم الديات - درعا - السهوة
مهدية أسعد خطيب - حلب - معارة الأرتيق
نور الهدى عبد الله قشقو - حلب - معارة الأرتيق
محمد عوض الحمد - حمص - الدار الكبيرة
هديل عبد الجواد المنديل - ادلب - سرمين
حسام الخياط - دمشق - شارع بغداد
عبد الغفور الأحمد الموسى - حلب - حوير العيس
عمر عبد الكريم الغرباوي - درعا - الصنمين
زاهر مشعلجي - حمص - باب السباع
حسين المصري  - دمشق - الحجر الاسواد
علاء جريدة - القنيطرة - خان أرنبة
فاطمة شيخ محمد - دمشق - الحجر الاسواد
موفق عمر  - دمشق - دير سلمان
علي حسن البري - دمشق - وادي بردى: أفرة
يوسف محمد الشيخ - اللاذقية - سلمى
حسن عيسى - القنيطرة - 
جمعة الصطوف "الديري" - حمص - تيرمعلة
مهند عبد السلام الصويج - دير الزور - الميادين
هاجر أكرم المداد - دير الزور - الحميدية
مهند عبد السلام العبد ربه - دير الزور - الحميدية
سهيلة مهيدي المداد - دير الزور - الحميدية
بشار محمد القهوجي - درعا - طفس
نزار محمد عبد الرزاق الحراكي - درعا - المليحة الغربية
علي فوزي الكفري - درعا - غصم
أيمن حسين مطر - حمص - القصير
زياد مشارقة - حمص - القصير
محمد عزيز أورفلي - دير الزور - 
عبد القادر صادق - ادلب - 
عبد الرؤوف مؤمنة  - ريف دمشق - جوبر
أنس محمود شلب الشام  - حمص - الصفصافة
عمر حسين البراك  - دير الزور - مراط
نور محمد حسين الرمضان  - دير الزور - 
أحمد الحيوان - دير الزور - الميادين
أحمد حج حسن فرندل  - حلب - تل رفعت
أنس عطا الله العيسى - درعا - النعيمة
محمد حسن الفاضل المحاميد - درعا - درعا البلد
المصادر:
1- لجان التنسيق المحلية.
2- الجزيرة نت.
3- وكالة رويترز.
4- العربية نت.
5- الشرق الأوسط.
6- الحياة.
7- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.


https://islamicsham.org