التقرير الإعلامي 332 - جثث مقاتلي حزب الله تصل اللبنان والأسد " حسمها ! " - 19 آيار/مايو 2013
الكاتب : المكتب الإعلامي بالتعاون مع موقع نور سورية
الأحد 19 مايو 2013 م
عدد الزيارات : 3004

حرب نفسية أكثر منها واقعية مفادها أن قوات النظام وحزب الله دخلوا إلى مدينة القصير بحمص، إلا أنه صدر نفي قاطع بعدم تمكنهم من الدخول نتيجة المقاومة الباسلة من الثوار رغم الهجمات الشرسة والقصف الجوي الأعنف من نوعه على المنطقة، بينما يرتقب العالم انعقاد مؤتمر جنيف الثاني ليرى ما ستنتجه المصالح المشتركة الروسية الأميركية من أفكار وحلول.

انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:

أعداد القتلى:
قتل 126 شخصا، معظمهم في القصير بحمص وريف دمشق حيث آلات القصف والطيران الحربي تحصد أرواح 57 شخصا على الأقل، مع توقع الزيادة في العدد، في مجزرة كبيرة، وفي بلدة بيت تيما بالغوطة الشرقية لدمشق يقضي 5 مجاهدين نحبهم بالاشتباكات، وفي قرية الزكاة بريف حماة 3 شهداء أيضا نتيجة القصف، بينما قتل في الرقة 3 أشخاص بانفجار لغم قرب تل أبيض، وبين الشهداء 7 نساء و6 أطفال. (1)
هذا وتوزع عدد القتلى في المحافظات على هذا الترتيب: حمص : 57 بينهم 3 نساء، وريف دمشق : 25 بينهم 4 أطفال وامرأة وشهيد تحت التعذيب، وحلب : 14 بينهم طفلان، ودرعا : 11 بينهم امرأة، وحماة : 5 بينهم امرأتان وطفلة، وادلب : 6، ودير الزور : 5، والرقة : 3. (1)
مئات من مناطق القصف:
ووثقت لجان التنسيق المحلية 343 نقطة قصف في عموم سوريا، كان أعنفها على القصير بحمص التي شهدت قصفاً لم يسبق له مثيل، وسجل القصف بالطيران الحربي في 36 نقطة، والقصف بالقنابل العنقودية في سوحا بحماه، والقصف بصواريخ أرض - أرض في تل رفعت بحلب، بينما ألقيت البراميل المتفجرة في سلمى باللاذقية والغوطة الشرقية بريف دمشق، وتركز القصف الصاروخي في 67 نقطة، والقصف بقذائف الهاون في 81 نقطة، أما القصف المدفعي فقد سجل في 145 نقطة على مختلف المناطق السورية. (2)
مجزرة القصير:
ارتفع عدد شهداء مجزرة القصير إلى 48 شهيداً في عدد قابل للزيادة، وأكثر من 450 جريحا جراء القصف الجنوني المستمر من قبل قوات النظام وحزب الله اللبناني على المدينة، وتوقع ناشطون ارتفاع العدد أكثر بسبب النقص الحاد في الكادر والمواد الطبية وقصف المشفى الميداني منذ فترة بسيطة جدا.(1)
وأفادت معلومات بأن النظام السوري نفّذ تهديده، وبدأ هجومه مستخدما كل أنواع الأسلحة، على مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية، التي يسيطر عليها الجيش الحر منذ أكثر من سنة. (5)
حرق المنازل والمحاصيل الزراعية:
شهدت خان شيخون ومعرة النعمان في ادلب حرائق ضخمة للمحاصيل الزراعية بالقرب من قرية تحتايا ليلتهم الحريق الأراضي الزراعية باتجاه الشرق، وذلك بسبب سقوط قذيفة من قبل جيش النظام على المنطقة، فيما حاول الأهالي في إطفاء النيران وتدارك أرزاقهم بأيديهم.
وفي حلفايا تم اقتحام المدينة من قبل قوات النظام من ثلاثة محاور بعد انسحاب الثوار منها وجرت خلال الاقتحام عمليات حرق للمنازل السكنية وشوهدت سحب الدخان الأسود تغطي سماء المدينة.(1)

المقاومة الحرة:

مواجهات دامية:
تصدى الثوار في حمص لهجوم هو الأعنف من نوعه على القصير شنته قوات حزب الله اللبناني بغطاء جوي ومدفعي لقوات النظام وقاموا بقتل العشرات من عناصر حزب الله بينهم قادة في هذه الاشتباكات، واستهدفوا تجمعات قوات الحزب في منطقة الهرمل بصواريخ غراد وحواجز ربلة والمشتل بصواريخ غراد أيضاً. (2)
استهدافات مباشرة وقتل جنود:
وفي العاصمة دمشق وريفها استهدف المجاهدون مبنى مشفى الشرطة العسكري ومجمع خدمات عش الورور التي تعتبر ثكنات عسكرية بقذائف الهاون وحققوا إصابات مباشرة، واستهدفوا حاجز المزابل بالقلمون وحققوا إصابات مباشرة بصفوف قوات النظام، واستهدف اللواء 39 بعدرا بقذائف الهاون، وقتلوا العديد من شبيحة النظام وقواته أثناء استهدافهم لحافلة تقلهم في بلدة البحارية.
وفي دير الزور استهدف الثوار مطار المدينة العسكري بقذائف الهاون، وسيطروا في درعا على سوق سويدان الذي يعتبر نقطة انطلاق لعناصر النظام وتجمعا لهم، وحرروا في حماه حاجز تل ملح ودمروا دبابة وناقلة جنود، ودمروا أيضا حاجز محردة وقاموا بتفجير مستودعات الذخيرة، أما في حلب فقد قتل الثوار عددا من العناصر النظامية ودمروا مدرعة لقوات النظام في حي الليرمون.
هذا ويذكر أن الثوار دمروا عددا من الآليات والمدرعات لقوات النظام في مناطق مختلفة من سوريا، في اشتباكات عنيفة دارت في 168 نقطة. (2)

جثث مقاتلي حزب الله:
أكدت مصادر وصول جثث 20 مقاتلاً تابعين لحزب الله قضوا في القصير (ريف حمص) بسوريا إلى مستشفيات بيروت.
وعرف من القتلى فادي الجزار عباس محمد عثمان، ومحمد فؤاد رباح، وأحمد وائل رعد، ومحمد قاسم عبدالساتر، ورضوان قاسم العطار، وحاتم حسين، وحسن فيصل شكر، وهذا الأخير هو ابن شقيقة فايز شكر، مسؤول حزب البعث السوري في لبنان.
كما تم نقل 62 جريحاً أصيبوا في معارك القصير إلى مستشفيات في لبنان. وطلب مستشفى الرسول الأعظم في الضاحية الجنوبية لبيروت التبرع بالدم بسبب اكتظاظه بالجرحى. (4)
الجيش النظامي لم يدخل وسط القصير:
نفى الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في القصير أحمد القصير دخول الجيش النظامي أو عناصر من حزب الله إلى المدينة. (5)، كما نفى ناشطون سوريون ما نقله التلفزيون السوري الرسمي عن مصدر عسكري بأن الجيش النظامي دخل وسط مدينة القصير في ريف حمص والتي أكدت مصادر الثوار أن مجزرة وقعت فيها وأن عشرات القتلى والجرحى سقطوا، في حين أقرت مصادر مقربة من حزب الله اللبناني بمقتل ستة عشر من عناصره وجرح ستين آخرين في نفس المعارك.
وكشف نشطاء أن الاشتباكات في القصير كانت أشرس قتال يشارك فيه حزب الله طوال الصراع المستمر في سوريا منذ أكثر من عامين، وأضافوا أن حزب الله يساعد الرئيس بشار الأسد فيما يبدو على تأمين ممر حيوي في حال كان ذلك مطلوبا مع التطورات الميدانية. (3)
وأعلن الجيش السوري الحر أنه يسيطر على القصير حتى الآن رغم أن جنود الأسد أطبقت على أطرافها مع عناصر حزب الله الذي دفع بأعداد كبيرة منها للقتال مع الجيش الحر.
وتحاصر القوات النظامية المدعمة بعناصر من حزب الله اللبناني الشيعي الموالي للنظام السوري مدينة القصير منذ أسابيع، من أجل السيطرة على هذه المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أكثر من عام. (4)
5 قرى وبلدات محررة:
قال الثوار إنهم سيطروا على خمس قرى وبلدات في حماه بعد معركة سموها الجسد الواحد، ضد قوات النظام، ويقول عدد من سكان بعض تلك البلدات إن المسلحين من الشبيحة الموالين لقوات النظام دمروا منازل كثيرة قبل خروجهم منها تحت وطأة هجمات الثوار. (3)
حرب وهمية:
قال العميد أسعد الزعبي: إنه منذ 30 سنة كان يخطط النظام لمهاجمة إسرائيل بشكل وهمي، وكان ينوي إخراج 23 طلعة طائرة، وأما اليوم فإنه أخرج 28 طلعة طائرة على القصير.
و"معركة القصير" التي يرتفع عدد ضحاياها على مدار الساعة ولا يتوقف القتل ولا حتى لحظة واحدة، أصبحت بضائقة شديدة، على الرغم من أنه، بحسب الناشط هادي العبدالله لـ"العربية"، فإن الثوار استطاعوا تدمير دبابتين وسيارة محملة بالجنود من حزب الله اللبناني، وتم قتل كل من فيها، بالإضافة لتدمير جرافة للحزب عند منطقة الغيضة. (4)

المعارضة السورية:

دعوة إلى اتخاذ موقف حماية:
دعا الائتلاف الوطني السوري إلى اجتماع طارىء لوزراء خارجية جامعة الدول العربية "لاتخاذ ما يلزم لحماية" المدينة، كما دعا الائتلاف مجلس الأمن الدولي إلى "التنديد بعدوان حزب الله". (3)
بيان المجلس الوطني:
أصدر المجلس الوطني السوري بيانا، يطالب فيه الجامعة العربية بالتحرك لوقف غزو سوريا من قبل إرهابيي حزب الله أو إيران، ويحذر من أن المؤتمر الدولي لن يرى النور، إن لم يتوقف غزو سوريا أولا.
ولفت البيان إلى أن بعض القوات المقبلة من خارج سوريا ترتكب جرائم إبادة وحرب على الأرض السورية، فمدينة القصير محاصرة وتتعرض لقصف وحشي تدميري، ومحاولات اجتياح ومسح المدينة وسكانها من الوجود، على يد قوات حزب الله وقوات إيرانية. وطالب البيان الجامعة العربية بعقد اجتماع عاجل وباتخاذ موقف عملي وحاسم تجاه استباحة الأرض والدم السوريين، محملا إياها المسؤولية الأخلاقية والسياسية والقانونية للتحرك لوقف ذبح السوريين في القصير على أيدي غرباء ينتهكون كل المبادئ التي أنشئت على أساسها الجامعة العربية. (5)
استغاثة طبيب:
من جانبه وجه الطبيب الميداني، محمد المحمد من منطقة القصير، نداء وطلباً لمساعدة القصير في معركتها التي يعتبرها الثوار والسوريون والنظام وحتى حزب الله المعركة الفاصلة.
وقال الدكتور المحمد، الذي عرف بعمله في المشافي الميدانية في حمص منذ بداية الثورة: "إلى ثوار القلمون. إخوتنا في الله لم يبق لنا بعد الله إلا أنتم. نحن نقتل ونذبح على أيدي القتلة المأجورين في قرى ريف حمص الجنوبي "البويضة – الضبعة -المسعودية – الصالحية" ومدينة القصير. (4)
تململ علوي:
كشف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أن «ارتفاع عدد الضحايا عند العلويين خلق حالة من التململ داخل قسم كبير في الطائفة، لكنه في الوقت عينه جعل قسما آخر يتمسك بموقفه الداعم للنظام، لأن العدو بنظرهم هو (جبهة النصرة) والإرهابيون الذين يريدون إبادة الطائفة ولا بد من تقديم التضحيات لعدم تحقيق ذلك». ويلفت إلى أن «ما يقارب 40 في المائة من أبناء الطائفة بدؤوا يعيدون حساباتهم بخصوص الموقف من الأحداث الجارية، ولا يعني ذلك بالضرورة الانحياز إلى المعارضة، وإنما طرح أسئلة على النظام تتعلق بهذا العدد المهول من الضحايا». (5)

الوضع الإنساني:

أكثر من مليون ونصف لاجئ:
أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد اللاجئين المسجلين الذين لجؤوا إلى الدول المجاورة تجاوز المليون ونصفا، معربة عن القلق من تضاعف أعدادهم إلى ثلاثة ملايين بنهاية العام.
وأوضحت المفوضية أن نحو 473 ألف لاجئ سوري فروا إلى الأردن و470 ألفا إلى لبنان و347 ألفا إلى تركيا ونحو 147 ألفا للعراق و67 ألفا إلى مصر، ونحو عشرة آلاف لجؤوا إلى بلدان شمال أفريقيا، لكن الوكالة الأممية رجحت أن يكون العدد الحقيقي أكبر بكثير.
وعبرت المفوضية عن قلقها خصوصا من تعاظم الهوة المتزايد بين الحاجات الإنسانية للاجئين والموارد المتوفرة، بحسب الناطق باسمها دان ماكنورتون. (3)
دعم خليجي وأميركي وأوربي:
وأكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن الأردن سيبقي حدوده مفتوحة أمام تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن، وقال جودة: «هناك مساعدات تقدمها الدول الخليجية وأميركا وأوروبا إلى اللاجئين السوريين في الأردن، ولكن المساعدات غير كافية بسبب تدفق اللاجئين السوريين المتواصل». وقال إن «أفضل ما نعمله هو أولا إدخال مساعدات إنسانية وطبية إلى جنوب سوريا عبر الأمم المتحدة، وثانيا التركيز على إنشاء المخيمات للاجئين السوريين في الأردن». (5)

المواقف والتحركات الدولية:

موعد انعقاد جنيف2:
كشف بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في موسكو عن نتائج مشاوراته مع ممثلي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وعدد من البلدان الأخرى حول الموعد المناسب لانعقاد المؤتمر الدولي الخاص بالتسوية السياسية في سوريا، مشيرا إلى توصله إلى قناعة بأن مطلع يونيو (حزيران) المقبل سيكون موعدا مناسبا لعقده في مدينة جنيف السويسرية.
وقال بان كي مون خلال زيارة له لمقر وكالة أنباء «ريا نوفوستي»: إنه على يقين بأهمية سرعة انعقاد المؤتمر الذي سبق وطرح سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية فكرة عقد هذا المؤتمر خلال مباحثاته مع نظيره الأميركي جون كيري في موسكو في 7 مايو (أيار) الحالي. (5)
قلق فرنسي:
أعلنت فرنسا أنها "قلقة جدا" من الأوضاع في القصير، وأعربت عن تخوفها من حصول "مجزرة جديدة بحق السكان المدنيين".
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو "إن فرنسا تخشى من تداعيات عمل عسكري شامل لنظام دمشق وحلفائه" في إشارة إلى قوات حزب الله. وأضاف أن بلاده تناشد كل الأطراف القادرة على منع حصول مجزرة جديدة بحق السكان المدنيين أن تتحرك في أسرع وقت ممكن. (3)
الأسد المنهك هو الخيار الأنسب لإسرائيل:
نقلت صحيفة "تايمز" البريطانية عن مسؤولٍ إسرائيلي تفضيل بلاده بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم، ومصلحتُها في استمرار القتال الداخلي في سوريا، وأوردت الصحيفة، نقلا عن مصادر استخباراتية أميركية، أن روسيا، مثل إسرائيل، تتناسب مصالحها مع بقاء الأسد، ولذلك تدعمه عسكريا.
وكشف مسؤول إسرائيلي رفيع للصحيفة اللندنية أن بقاء نظام الأسد المنهك هو الخيار الأنسب لإسرائيل وللمنطقة برمتها مقارنة بالثوار، على حد تعبيره. (4)
تهديد إسرائيل بصف سوريا:
هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بقصف سوريا مرة أخرى في حال تعرضت إسرائيل لتهديداتها الصاروخية أو في حال أقدمت على محاولة نقل أسلحة إلى حزب الله في لبنان.
وكان نتنياهو يرد بذلك على ما أوردته صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، حول توجيه سوريا صواريخها من طراز «تشرين» أرض - أرض بعيدة المدى، صوب تل أبيب، فقال، في مستهل جلسة حكومته، إن «إسرائيل تتابع تطورات الأحداث في سوريا عن كثب وتستعد للتعامل مع أي سيناريو محتمل». وتابع القول: «الشرق الأوسط يمر هذه الأيام بإحدى أكثر الفترات حساسية منذ عشرات السنين وعلى رأسها الاهتزاز المتصاعد في سوريا. إننا نتابع عن كثب التطورات والتغيرات التي تحدث هناك، ونعد العدة لمجابهة أي سيناريو محتمل». (5)

آراء الصحف والمفكرين:

لقد حسمها الأسد!
هذا عنوان مقال لطارق الحميد قال فيه:
وسط الحديث الدولي عن «تفاؤل» و«تشاؤم» حول إمكانية عقد مؤتمر حول سوريا بتنسيق روسي أميركي، تحدث بشار الأسد لصحيفة أرجنتينية مشككا بنجاح هذا المؤتمر، ومتهما الغرب بالتخطيط للتدخل في سوريا، ومعلنا عن عزمه الترشح بالانتخابات القادمة، مما يعني أن لا قيمة للجهود الدبلوماسية المبذولة، ولا كل هذه الزيارات الدولية لموسكو.
ففي مقابلته مع صحيفة «كلارن» الأرجنتينية، يقول الأسد: «لا نعتقد أن كثيرا من الدول الغربية تريد حلا في سوريا»، محملا هذه الدول مسؤولية دعم من سماهم «الإرهابيين»، ومضيفا: «ندعم ونؤيد هذه الجهود لكن يجب أن نكون واقعيين.. لا يمكن أن يكون هناك حل من طرف واحد في سوريا. هناك حاجة إلى طرفين على الأقل». وأكد الأسد في نفس المقابلة أنه سيرشح نفسه للانتخابات المقبلة، مع عدم الموافقة على دخول مراقبين دوليين للإشراف على هذه الانتخابات إلا من «دول صديقة» مثل روسيا والصين!
وهذه التصريحات تعني أن الأسد قد حسمها وأطلق رصاصة الرحمة على الجهود الدولية الساعية لإيجاد مخرج سلمي للأزمة. ومن المهم بالطبع التوقف أمام تصريحات الأسد هذه وتحليلها، فاتهامه للدول الغربية بدعم «الإرهابيين»، والتخطيط للتدخل في سوريا لا يكشف عن غرور الأسد واعتقاده أنه منتصر، بل إنه يكشف أيضا عن تخوفه مما قد تفعله روسيا، فالأسد لا يضمن أن يبيعه الروس مقابل ثمن سياسي سواء اليوم أو عند الانتخابات القادمة، خصوصا أن التضحية بالأسد في الانتخابات القادمة تعني الحفاظ على النظام، وهذا أمر قد يقبله حتى الإيرانيون وقتها، ومن باب أهون الضررين، ولذا نجد الأسد يؤكد على عزمه الترشح للانتخابات القادمة. والأمر الآخر في تصريحات الأسد قوله إنه لا حل دون طرفين في سوريا، وهذا هو نفس المنطق الإسرائيلي في التعامل مع الفلسطينيين في عملية السلام طوال السنوات العشر الأخيرة، ونجد الأسد يلجأ إليه اليوم لمحاولة ترسيخ فكرة أن المعارضة السورية مشتتة وغير متفقة، وبالتالي فإنه لا جدوى من عقد مؤتمر دولي، ومحاولة الأسد هذه لترسيخ فكرة تشتت المعارضة هي نفس ما يحاول الروس فعله، لكن لأهداف مختلفة عن أهداف الأسد، فموسكو تحاول ترسيم خارطة نفوذها بسوريا ما بعد الأسد، بينما محاولة الطاغية لترسيخ فكرة تشتت المعارضة تعني سعيه لوأد المؤتمر الدولي، والحفاظ على كرسي الحكم ولو على حساب دماء السوريين، وخراب سوريا كلها.
وعليه، وطالما أن الأسد قد حسمها وأطلق رصاصة الرحمة على المؤتمر الدولي وكل الجهود الدبلوماسية، وأعلن مجددا عزمه الترشح بالانتخابات القادمة، فالمفروض أن يصار الآن إلى تسليح الثوار، والإسراع في دفن هذا النظام الإجرامي حماية لسوريا والسوريين، وكل المنطقة. ولذا فإن السؤال الآن هو: ما الذي بقي ليتحرك المجتمع الدولي، خصوصا بعد أن حسمها الأسد بنفسه؟ (5)
الأسد باق حتى إشعار آخر!
وبهذا العنوان افتتح عماد الدين أديب مقاله الذي فيه:
يتعيّن على كل متابع للأزمة السورية أن يقرأ بتأنّ وعمق حوار الدكتور بشار الأسد مع وكالة الأنباء الأرجنتينية، الذي أذيع، الجمعة الماضي. في هذا الحوار، أكد الرئيس السوري على الرسائل التالية:
أولا: إنه لن يترك الحكم لأنه لن يقدم على «الهروب» (على حد قوله)، وسوف يترك تقرير استمراره في الحكم من عدمه إلى الشعب السوري في الانتخابات الرئاسية عام 2014.
ثانيا: إن جيشه لم يستخدم السلاح الكيماوي في أي مرحلة من مراحل الصراع.
ثالثا: انتقاد وزير الخارجية كيري لتدخله في الشأن الداخلي السوري.
بناء على ما سبق، نحن أمام حاكم قرر أن لا يهرب أو يستقيل أو يتنحى، ولكن أن يستمر في الحكم حتى نهاية ولايته الحالية، التي تنتهي العام المقبل.
ونحن أيضا أمام رئيس يرى أن الأزمة في سوريا تحت السيطرة، وأنه «مرتاح» لوضعية قواته ومكانته وحكومته، وأن ضغط الأزمة الذي كان يفرض نفسه عليه في الشهور السابقة قد خفّ بشكل كبير.
ويبدو أن الرئيس بشار يراهن على 3 أمور أساسية:
أولا:
إن حجم الدمار والقتل يؤدي إلى تطهير بلاده بشكل دموي حاسم للقوى المناوئة للنظام.
ثانيا: مخاوف كل من أميركا وروسيا وأوروبا وتركيا والأردن من أن يكون بديل نظام الأسد نظام إسلامي سني متطرف مرتبط بـ«القاعدة» أو بالتنظيمات الإسلامية المتشددة عالميا، مما يهدد مكانة سوريا ودول الجوار.
ثالثا: استمرار الدعم الروسي والإيراني وحزب الله بقوة لنظام الأسد معنويا وماديا وتسليحيا، مما يطيل من أمد وعمر النظام الحاكم في مواجهة المعارضة المسلحة له.
ويراهن أيضا نظام الأسد على الخلاف التقليدي والدائم بين فصائل المعارضة السورية، وهي حالة عربية كلاسيكية، حيث يزداد الخلاف بين فصائل المعارضة أكثر من خلافهم مع نظام الحكم.
أكثر مخاطر بقاء نظام الأسد، كما هو دون تغيير يُذكر، أنه يكرس مبدأ خطيرا، وهو: يستطيع أي حاكم في الحكم أن يقتل أكثر من مائة ألف مواطن من مواطنيه، ويؤدي إلى نزوح أكثر من ثلث شعبه، وتدمير بنيته التحتية، واستخدام كل أسلحة الدمار ضد المدنيين، إلى حد استخدام الطائرات القاذفة المقاتلة، واستخدام مدفعية الميدان الثقيلة ضد المدن والسكان العزل، ويفلت من أي عقاب، بل ويستمر جهارا نهارا في الحكم.
إن استمرار هذه الحالة هي التحدي الأخلاقي الأكبر أمام موسكو وواشنطن، اللتين قررتا الاستقالة من مسألة الأخلاق هذه. (5)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(6)
محمد بلال أنور حوارة - دمشق - العمارة
صافي مصطفى خواجة / الخوجة - ريف دمشق - سقبا
زياد القلعجي - ريف دمشق - دوما
أحمد سليك - ريف دمشق - دوما
محمد كردي - حلب -
علي حسين الجدعان - ريف دمشق - عدرا البلد
سلمان النجار - ريف دمشق - كفربطنا
أحمد سعيد الحموري - ريف دمشق - دوما
ماهر محمد الحجي المقداد - درعا - بصرى الشام
قاسم محمد سعيد الرفاعي - درعا - صيدا
محمود محمد اليونس - درعا - محجة
محمد النوفلي - درعا - حي طريق السد
أيمن احمد الخضر - ادلب - جبل الزاوية: المغارة
علاء نضال اليوسف - ادلب - أريحا
أحمد رياض حويجة - ادلب - مدايا
ساجد خالد كمالي - حمص - مسكنة
صفوان عقاب حسين الشريف - دير الزور - مدينة دير الزور
محمد ناجي الشلبي / الشبلي - دير الزور - الحميدية
خالد المجبر - حماه - حلفايا
عبدو نضال جاروخ - ادلب - ادلب المدينة
حسان خالد الصليبي - حمص - القصير
طارق نهاد الأسود - درعا -
ياسر رحيل النهار - حمص - بابا عمرو
عادل سويد - حمص - القصير
علي محمد المحمد - حمص - القصير
طلعت محمد العتر - حمص - القصير
عبد الله عبد القاهر المحميد - حمص - القصير
بسام حسين عياش - درعا -
أبو إبراهيم - حمص - القصير
خالد جمال خانكان - حمص - القصير
معتصم صعب - حمص - القصير
نورة سعيد - حمص - القصير
خالد رحال - حمص - القصير
محمود عبد الكريم بكور - حمص - القصير
مالك عبد الرحيم فرح - حمص - القصير
محمد الأحمد - حمص - القصير: سقرجة
ماهر سكر - حمص - القصير
سيف الحسن - حلب - الشيخ مقصود
أحمد عبد الرحمن الحموي - حمص - القصير
حسام ماردللي - حلب - حي الجديدة
عبودي خضرة - حمص - القصير
عصام توفيق رعد - حمص - القصير
مازن خوام - حلب - بستان القصر
طلعت أحمد - حمص - القصير
معمر المشهداني - حمص - القصير
أحمد شمس الدين - حمص - القصير
خضر صبرا - حمص - القصير
حسين أسعد محرز - حمص - القصير
محمد عباس حرفوش - حمص - القصير
محمود قنواتي - حلب -
أحمد خضر الفاضل - حمص - القصير
أحمد محمد خضر - حمص - القصير
عبد الباري العلي - حمص - القصير
فادي شوربة - حمص - النبك
أحمد عبدو رضوان - حمص - القصير
حسام عبد القادر الخضر - حمص - القصير: سقرجة
جمال مشهداني - حمص - القصير
تيسير طه غزالة - حمص - القصير
أحمد محمود الزالق - حلب - الباب
أحمد رمضان معمو - حلب - عفرين
عبد الله محمود عكس - حلب - حريتان
حمزة توفيق اللكة - ريف دمشق - دوما
أحمد السليك - ريف دمشق - دوما
باسل محمد تركماني - حمص - القصير
عبد المنعم رفاعي العكل - دير الزور - مدينة دير الزور
رائد الجمعة - ريف دمشق - الذيابية
عبد العزيز العتر - حمص - القصير
عدنان - حماه - الحماميات
أبو حفص - حمص - القصير
محمد الحسين السعيد - حمص - القصير
اياد محمد خضر الجاعور - حمص - القصير
خليل الهادي  - دير الزور -
صبحي محمد الحمود - حمص - القصير
أكرم يوسف إبراهيم الديري - درعا - الشيخ مسكين
محمد السواح - ريف دمشق - حرستا
حسام عبد الرحمن أندورة - دمشق - القابون
ضياء ياسر انيس - ريف دمشق - دوما
ايناس ياسر انيس - ريف دمشق - دوما
محمد ياسر انيس - ريف دمشق - دوما
محمد قربي - ادلب - أريحا
ورود عبد الرحمن الحريري - درعا - الحراك
ياسر سمران - دير الزور - مدينة دير الزور
أحمد رياض الشيخ - ادلب - مدايا
يونس أحمد غازية - درعا - انخل
عمر لطفي عويص - درعا - انخل
أيمن أحمد غازية - درعا - انخل
تركي الدلي - الرقة -
أحمد شهاب - حمص - القصير
خضر حرفوش - حمص - القصير
أبو عبد العزيز - حمص - القصير
وردان الطويل - حمص - كرم الزيتون
آمنة نصر الزهوري - حمص - القصير
إيمان تنال الزهوري - حمص - القصير
محمود عبد الرزاق خلف - حمص - القصير
عبد الإله جابر - حمص - القصير
محمد أكرم ادريس - حمص - القصير
عبد العزيز العدلية - حمص - القصير


المصادر:
1- الهيئة العامة للثورة السورية.
2- لجان التنسيق المحلية.
3- الجزيرة نت.
4- العربية نت.
5- الشرق الأوسط.
6- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.


https://islamicsham.org