التقرير الإعلامي 327 - 4 ملايين نازح داخل سوريا بلا ملجأ - 13 آيار/مايو 2013
الكاتب : المكتب الإعلامي بالتعاون مع موقع نور سورية
الاثنين 13 مايو 2013 م
عدد الزيارات : 1985

مؤتمر جنيف 2 تحت الإعداد الروسي الأميركي المتواصل والتأييد الكامل مع تأكيد روسي لأهمية مشاركة إيران، بينما لا زالت المعارضة متمسكة بشروط مشاركتها فيه، معلنة أن لا حوار مع الأسد ولا من يمثل في أي مؤتمر كان.

انتهاكات النظام الأمنية والعسكرية:

أعداد القتلى:
كانت حصيلة شهداء يوم الاثنين 74 شهيدا معظمهم في ريف دمشق حيث قضى 8 شهداء من أفراد الجيش الحر نحبهم في الاشتباكات مع جيش النظام في غوطة دمشق الشرقية، ومثلهم 7 في بلدة الجربا، وفي دوما 5 شهداء قضوا نحبهم بالقصف، وفي السفيرة بحلب تم العثور على 6 جثث معدمة، أما في القصير بحمص فـ 5 شهداء كانوا ضحية الاشتباك مع حزب الله اللبناني، وبين الشهداء 7 أطفال وشهيد تحت التعذيب.
هذا وتوزع أعداد القتلى في: دمشق وريفها: 35 بينهم 3 أطفال وشهيد تحت التعذيب، وحلب: 11، وحمص : 7 بينهم طفل، وإدلب: 7 بينهم طفلان، والقنيطرة : 4، وحماة : 3، ودرعا : 3 بينهم طفل، ودير الزور : 3، والرقة : 1. (1)
مداهمات واقتحامات:
هاجمت قوات النظام عددا من المناطق كحي المهاجرين وجامعة حلب – كلية الهندسة الكهربائية والإليكترونية وقرى كمام والسلومية وغيرها، وشنت حملات دهم واعتقالات وتفتيش للمنازل في كل من الجادة الخامسة والشمسية والباشكاتب، والجامعة بعد رفع الطلاب "راية العقاب" في الكلية لإثارة فزع عناصر الأمن الموجودة في المنطقة، إضافة إلى إحراق المحاصيل الزراعية في قرى كمام والسلومية وأبل وأيضا اندلعت حرائق كبيرة في قرى البويضة والدمينة الغربية نتيجة القصف. (1)
وفي درعا جنوب البلاد، شنت قوات النظام حملة حرق للمنازل في بلدة خربة غزالة، بعد استعادة سيطرتها عليها من الجيش الحر، كما قصفت بلدات المسيفرة، وعلما، والشيخ مسكين، ومحجة، وأم المياذن، والمليحة الشرقية. (2)
غاراتان جويتان:
وشهدت زملكا غارتين جويتين من الطيران الحربي استهدفتا المدينة بالقرب من المتحلق الجنوبي، بالتزامن مع قصف المدينة من المدفعية الثقيلة ومدافع الهاون، إضافة إلى اشتباكات متفرقة على أطراف المتحلق الجنوبي بالقرب من المدينة. (1)
وقال ناشطون إن قوات النظام السوري قصفت "مسجد خالد بن الوليد" في حي الخالدية، وذلك أثناء اقتحام حيي جورة الشياح والخالدية في المدينة. (2)

المقاومة الحرة:

مهاجمات للمطارات وإسقاط مروحية:
تواصلت عمليات الجيش الحر المحاصر لمطار دير الزور العسكري وتم تكبيد قوات النظام خسائر فادحة بالعدة والعتاد بعد أن أمطروا مطار دير الزور العسكري وكتيبة الصواريخ بوابل من قذائف الهاون وصواريخ سجيل 1 وسجيل 2، وفي حلب قاموا بالتعاون مع مجلس مدينة حلب لفك منبر الجامع الأموي في حلب القديمة للحفاظ عليه من القصف والرصاص المتفجر وتم تأمينه في مكان آمن.
وأيضا قام الثوار باستهداف مطار منغ العسكري بالمدفعية وذلك باستهداف مباني الضباط داخل المطار وتحقيق إصابات مباشرة وسط اشتباكات عنيفة في محيط المطار بين الجيشين الحر و النظامي، كما قاموا بإسقاط مروحية لقوات النظام محملة بالذخيرة كانت متجهة إلى مطار أبو الظهور الحربي. (1)
وقالت مصادر من المعارضة السورية إن الجيش الحر هاجم رتلاً عسكريا في مدينة النبك على الطريق الدولي متجها نحو مدينة حمص. (2)
انشقاق كبير:
قال ناشطون إن حوالي مائتي جندي من الجيش النظامي السوري انشقوا في المنطقة الشرقية ولجؤوا إلى عناصر الجيش السوري الحر، في حين تتواصل أعمال القصف والاشتباكات في عدة أنحاء بسوريا، لا سيما في دمشق وريفها وحمص وحلب.
وبُث شريط مصور على مواقع الثورة السورية تظهر فيه مجموعة من جنود جيش النظام السوري وقد أعلنوا انشقاقهم. (2)

المعارضة السورية:

شروط المشاركة في المؤتمر الدولي:
تمسكت المعارضة السورية المتمثلة بالمجلس الوطني و«الائتلاف» بشروطها للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي دعت إليه كل من روسيا وأميركا في 23 مايو (أيار) الحالي حول الأزمة السورية، وأكّد أحمد رمضان، عضو الائتلاف والمجلس الوطني، أنّ الكفّة تميل لعدم المشاركة في المؤتمر ما لم يحدث تغيرات جذرية على صعيد نقاط أساسية، أهمها عدم مشاركة إيران في المؤتمر وأن لا يكون الرئيس بشار الأسد موجودا في المرحلة الانتقالية، أعلن الائتلاف أنّه في طور التشاور مع السعودية وقطر وتركيا في شأن المشاركة. (4)
رفض الحوار مع النظام في أي مؤتمر:
من جهته أبدى جورج صبرة، الرئيس المؤقت للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، عدم ارتياحه لتصريحات الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء البريطاني بشأن تسوية الصراع في سوريا.
وجدد التأكيد على أن المعارضة السورية ترفض مطلقاً أي حوار مع الأسد أو من يمثله، ولا تقبل مشاركته في أي مؤتمر دولي بخصوص سوريا. (2)

الوضع الإنساني:

7500 امرأة قتلت في سوريا:
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما وصفته بالقتل خارج نطاق القانون بحقّ المرأة خلال الثورة السورية، حيث بلغت نسبة القتلى من النساء 9% من المجموع الكُلي للقتلى المدنيين.
وبلغ عددهن أكثر من 7500 قتيلة على يد قوات الأسد، بينهن 2500 طفلة، و257 رضيعة دون الثلاث سنوات.
وأشارت الشبكة إلى أن لديها دلائل على أن أكثر من 40 امرأة قتلت برصاص قناص كان على يقين تام بأنه يقتل امرأة، كما تم توثيق مقتل 24 سيدة تحت التعذيب في معتقلات النظام. (3)
النظام يمنع الصليب الأحمر:
حمّل الصليب الأحمر الدولي جيش النظام السوري مسؤولية عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى مدينة دمشق وريفها، لافتاً إلى أن النظام يسيطر على معظم تلك المناطق. وأشارت المنظمة الدولية إلى أن وصول المساعدات إلى الأهالي، تعيقه الحواجز التي تقيد المدينة وتعترض سبيل موظفي المنظمة.
إلى ذلك، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن حاجتها لنحو خمسين مليون يورو لتلبية احتياجات السوريين لهذا العام. وحذر مدير عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر في الشرق الأوسط والأدنى، روبرت مارديني، من انعكاس تأثيرات الصراع السوري على دول الجوار بشكل كارثي، مؤكداً أن الأوضاع في سوريا في ترد مستمر. (3)
الوضع كارثي:
وشدد مارديني على أن الوضع بات كارثياً، فالفجوة تتسع بين احتياجات السوريين في البقاء على قيد الحياة والاستجابة الإنسانية على أرض الواقع. وأكد أن المنظمة أمام واقع استثنائي من الاحتياجات الإنسانية. ولفتت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن عملياتها الإنسانية في سوريا تعد الأكبر على مستوى العالم، كما ناشدت الأطراف احترام قواعد الحرب الأساسية، فالواقع الميداني يشير إلى مخالفات مستمرة وأوضاع يائسة. (3)
4 ملايين نازح داخل سوريا بلا ملجأ:
إلى ذلك، أشارت اللجنة إلى أن ربع مجموع العاملين فقدوا وظائفهم منذ بدء النزاع، وأن أسعار سلة من المواد الغذائية ارتفعت بأكثر من 50%. وأكدت أن ارتفاع الطلب مقابل انخفاض المواد المعروضة سبب زيادة أسعار المستلزمات الأساسية مثل الخبز بنسبة قد تصل إلى 1000%. وأكدت أن حصصاً غذائية شهرية وصلت إلى 450 ألف شخص غالبيتهم من النازحين. (3)

المواقف والتحركات الدولية:

الضغط على إعداد سوريا بدون الأسد:
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن بلاده تتطلع لعقد مؤتمر دولي في جنيف حول سوريا، وإن واشنطن ولندن ستستمران بالضغط للإعداد لسوريا من دون الأسد.
وأضاف أوباما في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون، إن واشنطن ستواصل تحقيقاتها حول استخدام النظام للأسلحة الكيماوية. (3)
رغبة أميركية بريطانية في حكومة قادرة على السيطرة:
اتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، على زيادة الضغوط من أجل دفع المعارضة السورية لتشكيل حكومة قادرة على تولي الأمور في سوريا، وتعهدا بزيادة المساعدات الإنسانية للمعارضة والعمل معها لتشكيل حكومة قادرة على البقاء والسيطرة على البلاد. (4)
مشاركة بوتين لم تعلم بعد:
صرح المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الحديث عن مشاركته في المؤتمر سابق لأوانه، وإن كل شيء يتعلق بمستوى المشاركين فيه، في حين نقلت وسائل إعلام روسية عن ديمتري بيسكوف المتحدث الرسمي باسم بوتين قوله إن الكرملين لا يملك معلومات تفصيلية عن المؤتمر الدولي بشأن سوريا، مضيفاً أن الحديث عن مشاركة الرئيس الروسي فيه سابق لأوانه، وأن كل شيء يتوقف على إطار هذا المؤتمر ومستوى المشاركين فيه. (2)
دعوة إلى مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2:
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الاتفاق الروسي - الأميركي حول سوريا ما زال قائما، وشدد على ضرورة مشاركة إيران بمؤتمر جنيف 2، مشيرا إلى أنّ حزب الله لا يقاتل في سوريا بل يحمي المقدسات الشيعية. (4)
المساعدات غير المميتة:
من جهته، قال كاميرون إنه يجب جعل سوريا توافق على مرحلة انتقالية تلبي طموحات الشعب.
كما أعلن أنه ستتم مضاعفة "المساعدات غير المميتة" للمعارضة السورية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن بريطانيا ستزيد الضغوط في الاتحاد الأوروبي من أجل مرونة أكبر بشأن تصدير السلاح لسوريا.
وفي السياق دعا كاميرون إلى دعم لبنان والأردن للتعامل مع طوفان اللاجئين السوريين، قائلا إنه "يتعين على العالم إنهاء هذا القتل، ووقف استخدام الأسلحة الكيمياوية في سوريا". وفي وقت سابق، لم يستبعد كاميرون اللجوء لتحرك أشد ضد النظام السوري بشأن استخدام أسلحة كيمياوية. (2)
سوريا فيها أكبر برنامج كيماوي:
قال غاري سيمور، المستشار السابق للرئيس الأميركي باراك أوباما، إن لدى سوريا أكبر برنامج ناشط للأسلحة الكيماوية في العالم، بما في ذلك غاز السارين السام.
وأشار سيمور إلى أن ضخامة هذا البرنامج تعقّد مهمة التدخل العسكري الأميركي للسيطرة عليه.
وأضاف المستشار السابق في مجال أسلحة الدمار الشامل أن حماية هذه الأسلحة لن تكون مهمة سهلة، لأن البرنامج السوري كبير جدا ويتوزع على مرافق إنشاء وتخزين وتسليح وسـتكون هناك حاجة إلى استخدام قوة كبيرة للسيطرة على كافة المنشآت. (3)
10 آلاف مقاتل إيراني في سوريا:
نظم الحرس الثوري الإيراني، تجمعاً كبيراً، ضم أكثر من عشرة آلاف من قوات التعبئة الإسلامية (الباسيج)، بهدف إرسالهم إلى سوريا والقتال دفاعاً عن المراقد الدينية، وعن الجولان، وحضر التجمع الكبير القائد البارز العميد سعيد قاسمي، الذي يمتلك تجارب كبيرة في حرب العصابات، من خلال مشاركته في فصول الحرب العراقية، خصوصاً عمليات المرصاد في مواجهة هجوم واسع شنته قوات تابعة لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة العام 1988.(3)

آراء الصحف والمفكرين:

«حزب الله» يقتل السوريين لإقامة دولة العلويين، بهذا عنون غسان الإمام مقاله، وتابع:
كيف يبدو المشهد السياسي/ الميداني، بعد الغارات الإسرائيلية، وتفجيرات الحدود السورية/ التركية؟
بيارق الحرب عادت لتسبق «زمامير» السلام في موسكو: هجوم النظام السوري المضاد مستمر على كل الجبهات، مدعوما بتورط «حزب الله» الميداني، ومتطوعين إيرانيين وعراقيين. أما السلام فيمشي متعثرا على عكازين: عكاز أميركية مهزوزة. وعكاز روسية صلبة.
ها هي إسرائيل تتورط أيضا، عبر ردع إيران و«حزب الله» بالغارات الجوية على مستودعات الأسلحة الإيرانية، بالقرب من دمشق. الاحتمال الجديد الآن هو تورط تركيا، بعد اتهامها النظام السوري بالمسؤولية، عن تفجير قرية «الريحانية» في إقليم «هاتاي».
«هاتاي» هو الاسم التركي لمحافظة إسكندرون السورية في أعلى الساحل الشرقي للبحر المتوسط. وكانت فرنسا المنتدبة على سوريا سلمت أراضي إسكندرون إلى تركيا، لإرضائها وثَنْيِها عن الانضمام إلى ألمانيا، في الحرب العالمية الثانية (1939).
سكان الريحانية - كما يبدو من اسمها - عرب علويون، من بقايا الهجرة العلوية إلى سوريا، بعد ضم إسكندرون إلى تركيا. وهم مع الأقلية العلوية التركية (خمسة إلى عشرة ملايين تركي) لا يكنُّون ودًّا لنظام أردوغان الإسلامي السني. ومنحازون عاطفيا وطائفيا، إلى النظام العلوي في سوريا.
لا صداقات دائمة، في السياسة، إنما هناك مصالح دائمة. العلاقة التركية/ السورية تراوحت، على مدى السنوات المائة الأخيرة، بين القطيعة. والجفاء. فكلام. فسلام. فموعد. فلقاء. فَقُبَلٌ على الخدود. لكن مع ذبح النظام السوري لشعبه، انحازت تركيا إلى الثورة بالدعم عبر الحدود، فعاقبها بشار بقطع تجارة «الترانزيت» التركية المزدهرة مع الأردن والخليج.
كان الوجود العلوي الأقلوي في تركيا سببا ضمنيا، من أسباب ضيق المناورة أمام نظام أردوغان، في الضغط والتهديد لنظام بشار. نعم، دعم النظام التركي فصائل المعارضة السورية. لكن بقايا العلويين العرب في الإسكندرون (هاتاي) ضاقوا ذرعا بالنازحين السوريين، من السُنة العرب والأكراد، وخاصة الثوار المسلحين من «جبهة النصرة». وفي ظني المتواضع أن تفجير «الريحانية»، هو من صنع هذه «الجهادية» المتشددة، ردا على مضايقات علويي إسكندرون لها. لكن تركيا تتهم النظام السوري بارتكابه. الكرة الآن في الملعب التركي: هل يرد أردوغان؟ أين؟ وكيف؟ أم يصمت مكتفيا بدعم الثورة عبر الحدود. وإذا رد، فستكون تركيا المتورط المباشر الجديد في سوريا، بعد روسيا. إيران. «حزب الله». إسرائيل. أما فتح جبهة الجولان، فهو تهديد إيراني أَجْوَف. إيران و«حزب الله» يشعران بالحرج. فكلاهما لم يردّا بعد على نسف الغارات الإسرائيلية لمستودعات الأسلحة الإيرانية التي تتولى الفرقة العلوية الرابعة تسويقها إلى ترسانة الحزب في لبنان. جبهة الجولان فوق طاقة «حزب الله» على إشعالها، وخاصة بعد تدمير إسرائيل صواريخ (أرض/ جو) الإيرانية. وعدم الرد إحراج له أكبر من إحراج إيران. فالحزب يقتل أشقاءه العرب السوريين في بلدهم. ويدعم بدم الشيعة مشروع بشار لإقامة دولة علوية، تمتد من دمشق جنوبا إلى حمص في الوسط، فالساحل السوري شمالا وغربا.
تذمر الشيعة اللبنانية الهامس، من تورط حزبها في الجولان والحرب السورية، يتصاعد مع رؤية المواكب الجنائزية العائدة بقتلى الحزب من سوريا. بالإضافة إلى ذلك، فقد لا ترضى السُنة اللبنانية بالمشاركة في حكومة لبنانية جديدة، شركاؤهم الشيعة فيها يقتلون أشقاءهم العرب السُنة في سوريا. وإذا تعذر تشكيل الحكومة، فسيفقد الحزب وإيران إمكانية الهيمنة، على القرار السياسي اللبناني التي أتاحتها لها حكومة نجيب ميقاتي المستقيلة.
أهمية بلدة «القصير» التي تحاصرها قوات النظام و«حزب الله»، تتركز في كونها مع ما تبقى من أحياء حمص المحاصرة، مفتاح الطريق الاستراتيجي، بين دمشق والمدن الجبلية والساحلية التي تسكنها الأقلوية العلوية.
المجابهة في القصير وحمص تبدو طائفية بحتة. فقوى المعارضة المحاصرة، مع عشرات ألوف المدنيين والجرحى، يغلب عليها طابع القوى «الجهادية»، كـ«جبهة النصرة» وغيرها، فيما أضفت عليها مشاركة «حزب الله» طابع حرب شيعية/ سنّية. ثمة تصور لديَّ بأن فصائل الجيش السوري «الحر» تتردد في التدخل لفك الحصار، لرفض «النصرة» القاعدية الانضواء تحت قيادة «الحر»، والالتزام باستراتيجية الهجوم والدفاع لديه.
سارع النظام العلوي إلى إغلاق جبهة «الجهاديات» السنّية اللبنانية التي فتحتها في بانياس وطرطوس، مرتكبا مجزرة نالت المدنيين السُنّة على الساحل. لكن مجرد القدرة على فتح هذه الجبهة، يجب أن يذكِّر بشار وجناحه العلوي الاستئصالي، بأن إقامة دولة علوية محاصرة بالأغلبية السنية، هي وهم من أوهام التقسيم. بشار لا يقرأ التاريخ. فقد سبق للسوريين أن قَوَّضُوا مشروع تقسيم سوريا إلى خمس دويلات طائفية، بعد احتلال سوريا في عام 1920.
كان أمل المعارضة السورية كبيرا، في تسليح أميركا وأوروبا لفصائلها. لكن ذبذبة التسليح وعدم التسليح جعلت الجناح «الحمائمي» في إدارة أوباما يتراجع عن التسليح، ليضغط على المعارضة، بعد تفاهم موسكو، لتفاوض نظام بشار! وهكذا نجحت روسيا في إلزام أميركا، بحل سياسي غير عادل، من دون أن تلتزم هي وشريكتاها (الصين وإيران)، بسحب بشار وجناحه الاستئصالي من مائدة المفاوضات المقترحة.
من هنا، فالخريطة الميدانية ستتحكم بمن يقبل. أو يرفض التفاوض. التنظيمات «الجهادية» رفضت سلفا. «الإخوان» قبلوا بمفاوضة النظام، باستنطاق «الائتلاف» الذي يهيمنون عليه. هيثم منّاع العودات حجز لنفسه سلفا مقعدا تلفزيونيا على مائدة المفاوضات، قبل زميله حسن عبد العظيم («عظيم» هيئة التنسيق الداخلية الراضية بمفاوضة النظام)، فيما دشن ميشيل كيلو، في القاهرة، تنظيما معارضا جديدا، ربما لحساب «علمانية» العميد مناف وأبيه العماد مصطفى طلاس.
في هذه الأثناء، حقق النظام في هجومه المضاد مكاسب موضعية، على أكثر من جبهة. وإذا استمر تدفق السلاح الإيراني والروسي، فسوف تتحول المناطق الواسعة التي حررتها المعارضة إلى جزر محاصرة معرضة إلى الانهيار وتقويض الثورة.
إشكالية المعارضة السورية تكمن في فوضاها، وانعدام وحدتها سياسيا وعسكريا. الجيش «الحر» يسيطر على الجيب الواسع الممتد من شرق سوريا الصحراوي إلى محافظتي حلب وإدلب شمالا وغربا. لكن العشائر سارعت إلى الهيمنة على قطاع النفط الذي كانت عوائل أسرة الأسد تتحكم في موارده. فبات مستحيلا تمويل مشروع استعادة الدولة لشرعيتها ومصداقيتها أمام العرب والعالم.
لعل تحركا مشتركاً سعودياً. قطرياً. تركياً، قادر على حسم قضية الحرب والسلم، قبل احتمال تحول «تفاهم» موسكو، إلى «اتفاق» ثنائي للحسم، في قمة أوباما/ بوتين في منتصف يونيو (حزيران) المقبل.
وأحسب أن الدول الثلاث قادرة على اتخاذ موقف من المفاوضات المقترحة بين المعارضة والنظام، إذا ما تمكنت من تثبيت مكاسب المعارضة الميدانية، وفرض حد أدنى من الوحدة والتنسيق على فصائلها، وإذا ما اقتنعت قطر، بضرورة لجم المعارضة «الجهادية» المستوردة من الخارج. (4)

أسماء ضحايا العدوان الأسدي:

بعض من عرفت أسماؤهم من ضحايا العدوان الأسدي على المدن والمدنيين: (اللهم تقبل عبادك في الشهداء)(5)
أحمد عابدين آغا - ريف دمشق - حرستا
معاذ نجدت السيد علي - ادلب - بنش
حسين أحمد الهدهود - حمص - تلبيسة: قرية السعن
عمر وردتين - ريف دمشق - المليحة
محمود ظاظا - ريف دمشق - المليحة
محمود العص - دمشق - القابون
أحمد جمعة حسينات - ادلب - جسر الشغور: مشمشان
فاروق الهامة - دير الزور - المريعية
أنس أبو الليل - ريف دمشق - البحارية
مصباح أبو الليل - ريف دمشق - البحارية
ماجد المهباش - ريف دمشق - البحارية
عمر عبدو القصير - ريف دمشق - دوما
عبد الهادي عبدو القصير - ريف دمشق - دوما
نضال عبدو العوا - ريف دمشق - دوما
عمر بكور - ريف دمشق - دوما
محمد بشير إبراهيم - ريف دمشق - قرية الجربا
أنور قريعي - ريف دمشق - قرية الجربا
وسام حمود - ريف دمشق - قرية الجربا
سامر حمود - ريف دمشق - قرية الجربا
فارس الحكيم - ريف دمشق - قرية الجربا
خليل حمادة - ريف دمشق - 
شريقان علو - ريف دمشق - 
عز الدين محمود - ريف دمشق - 
خالد عويجة - ريف دمشق - 
محمود السالم - ريف دمشق - 
علي الدلي - ريف دمشق - 
خالد مسعود - ريف دمشق - 
ضياء الضبع - ريف دمشق - 
حسن رضا ستيتة - ريف دمشق - عربين
مهدي حمود - ريف دمشق - قرية الجربا
أورال حمد الدلي - الرقة - 
جمال ضرار ادريس - حمص - المباركية
محمد علي الحسين - حمص - قرية خربة التين نور
سامي تركي عديوي - حمص - بابا عمرو
أكرم زكريا الشامي - ادلب - سراقب
عبد الوهاب عبد الهادي العلو - ادلب - سرمين
شهد معتز الطويش - ادلب - معرة النعمان
ثابت عبد القادر عمار - حمص - القصير
محمد الشيخ - حمص - 
مصطفى عثمان ادريس - حلب - الأنصاري الشرقي
مأمون مصطفى الزامل - حلب - العامرية
أسعد علي الحسين"السالم" - حماه - حلفايا
فادي خليل - حماه - الجراجمة
أسامة حسن الحمادي - حماه - كفرزيتا
عبد الناصر معمر الزعبي - درعا - طفس
نايا الشرع - ريف دمشق - جديدة عرطوز
سمير الخطيب - ريف دمشق - المعضمية
ماسة محمود الحاج - دير الزور - 
محمد جهاد مياسة - ريف دمشق - دوما
أحمد خالد دريبي العقلة - درعا - جاسم
محمد جحا - دمشق - جوبر
محمد حسين شحادة - ريف دمشق - النشابية
علي شيخو - حلب - الشيخ مقصود
لؤي محمود عثمان المبسبس - درعا - طفس
محمد المبارك - حمص - القصير: جوسية
أحمد المحمد - ادلب - معصران
علاء النزال - ريف دمشق - عرطوز: جديدة الفضل
تميم سامر سرحان - حماه - حي باب الجسر
سعيد بكورة - ريف دمشق - دوما
حلمي حمود - ريف دمشق - قرية الجربا
المصادر:
1- الهيئة العامة للثورة السورية.
2- الجزيرة نت.
3- العربية نت.
4- الشرق الأوسط.
5- مركز توثيق الانتهاكات في سوريا.


https://islamicsham.org