التقرير الإعلامي السادس عشر - 8 يناير/كانون الثاني 2012
الكاتب : المكتب السياسي - هيئة الشام الإسلامية
الأحد 8 يناير 2012 م
عدد الزيارات : 3156

تقرير شبه يومي يتضمن مسحاً بأهم ما ورد من أخبار الثورة السورية في مختلف الصحف العربية والعالمية.

المنشقون السوريون يرفضون إطلاق النار على المدنيين

صحيفة التلجراف(8/1/2012) تناولت الوضع الميداني السوري، وأجرت حواراً مع أحد الجنود المنشقين عن النظام السوري، يبلغ من العمر 23 عاماً، ويدعي "محمد إسماعيل". وقال "محمد إسماعيل" -القناص المحترف – أنه أجبر على إطلاق الرصاص على المحتجين من قبل قادته العسكريين، وإلا فإن الموت كان سيكون مصيره. ويشير "إسماعيل" إلى أنه كان يتعمد عدم إصابة المحتجين إصابات مباشرة، وأنه اضطر في النهاية إلى الهرب إلى شمال لبنان، حيث يقيم حالياً في إحدى قراها بعد أن فر من الجيش بسبب ممارساته غير الأخلاقية بحق المحتجين من المدنيين العزل.

احتمالات باستمرار عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا أو سحبها

قالت صحيفة الاوبزرفر البريطانية (8/1/2012) في مقابلة أجرتها مع الجنرال الدابي رئيس فريق المراقبين، قوله بأن مهمة المراقبين لا تزال في البداية، وأن أمامها أشياء كثير لتنجزها، فالدابي الذي يترأس بعثة قوامها 67 مراقباً يؤكد أن النظام السوري لم يضيق عليهم عملهم وانه تعاون مع البعثة، وسيقدم الدابي تقريراً اليوم الأحد في اجتماع الجامعة العربية بهدف تقييم بعثة المراقبين وما إذا كان من المفيد استمرارها أو سحب المراقبين وإحالة الموضوع السوري إلى الأمم المتحدة، ويذكر أن قطر التي تقود الضغط العربي على النظام السوري غير راضية عن مهمة المراقبين طالما لم تتوقف أعمال القتل في سوريا، مما يثير ذلك من تكهنات حلو وجود أطراف في الجامعة العربية تعطل مسار الحسم في الشأن السوري أو أنها تمنح الفرص للنظام السوري لينقذ نفسه، فليس أمام الجامعة إلا حلول تفعيل البعثة أو سحبها أو الذهاب لمجلس الأمن.

وفي الشأن ذاته ذكرت صحيفة الحياة اللندنية (8/1/2012) أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع السوري ستجتمع اليوم في القاهرة لعرض نتيجة عشرة أيام من عمل المراقبين العرب، وسط ضغوط من المعارضة السورية، و من بين أعضاء في اللجنة نفسها، بين مطالب بسحب المراقبين، وبين من يدعو إلى الإبقاء على مهمتهم وتعزيزها حتى الأسبوع الأخير من الشهر الحالي بحسب نص الاتفاق قبل الحكم على نجاحها، ومن المتوقع أن تتخذ الجامعة اليوم قراراً في مواجهة مماطلات النظام السوري، وان هناك اتجاها لبلورة موقف عربي متقدم يدعم تطلعات الشعب السوري، حيث أن تقرير بعثة المراقبين العرب الذي سيعرض في الاجتماع سيتضمن صوراً وخرائط ومعلومات مفصلة عن الأحداث التي تابعها المراقبون، وأن اللجنة ستقوم بتقويم الوضع وإبداء كل التصورات والأفكار لإنجاح مهمة البعثة، واتخاذ قرار إزاء الوضع الراهن في سوريا.

منشقون سوريون يتجمعون في شمال لبنان

صحيفة الواشنطن بوست(8/1/2012) تتناول أيضاً موضوع المنشقين العسكريين عن الجيش السوري، والمقيمين في شمال لبنان. وتقول الصحيفة إن معظم هؤلاء العسكريين السابقين هم من الطائفة السنية، ويعيشون بسرية تامة، وفي فقر مدقع، وأن أعدادهم قليلة، وأسلحتهم خفيفة وشخصية، وهي في معظمها الأسلحة التي هربوا بها من الخدمة العسكرية في الجيش السوري. وتشير الصحيفة إلى أن هؤلاء المنشقون يريدون تدخل المجتمع الدولي في الأزمة من أجل وقف نزيف الدماء في سوريا.

مهمة "مشعل" المستحيلة ومأزق حماس في سوريا

يصف "عيسى الشعيبي" في صحيفة الغد الأردنية (8/1/2012) أن المهمة التي أوكلتها الجامعة العربية لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل" بالمهمة المستحيلة. ويرى الكاتب أن الانتفاضة السورية قد وضعت حماس بين الطرقة والسندان، فإن وافق "خالد مشعل" على لعب دور الوسيط، يكون بذلك قد تخلى عن حليفه القديم السوري، الذي ما تزال تربطه به صلات متنوعة، وإن رفض لعب دور الوسيط، فسيكون عاجزاً عن إيجاد مقر بديل لحركة حماس في إحدى الدول العربية التي ترعى المبادرة العربية، إذا ما سقط النظام السوري.

ويبدي "عبد الله إسكندر" في صحيفة الحياة اللندنية(8/1/2012) تخوفه من أن يتحول الاجتماع الاستثنائي للجنة الوزارية العربية اليوم إلى خلافات بين رغبات بعض الدول العربية التدويل وتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن، ورغبات دول أخرى بالتمديد لبعثة المراقبين العرب لفترة أخرى. ويقول الكاتب أنه إذا تم الاتفاق على مهلة جديدة للنظام، فإن أرقام الضحايا سيتزايد بشكل كبير، مع إصرار النظام على الحل الأمني وحده. ويرى الكاتب أن الأحداث في سوريا هي انتحار بطيء، وأن زيادة أعداد الضحايا سيجعل الوصول لحل سلمي للأزمة أمراً بعيد المنال وفق الكاتب.

وكتب "ميشيل كيلو" في صحيفة الشرق الأوسط (8/1/2012)، قائلاً إن الدعوات الداخلية والخارجية لتدخل المجتمع الدولي في الأزمة السورية تحرج المجتمع الدولي، وتظهر قدراته الحقيقة على إحداث تغيير أو امتلاك تأثير في الأزمة السورية. ويرى الكاتب أن الحماسة الدولية تجاه الانتفاضة السورية مرت بعدد من المراحل حتى اليوم، فبعد الحماسة الأولى التي أعقبت نشوب الانتفاضة، ساد الفتور المجتمع الدولي، مما أصاب السورين بخيبة الأمل، وأعطاهم الشعور بأنهم معزولون. ويضيف الكاتب أنه مع عجز العرب عن إيجاد مخرج أو حل للأزمة، يتجه السوريون إلى الغرب لاتخاذ مواقف تحسم الأوضاع في سوريا.

يقول "منار الرشواني" فيصحيفة الغد الأردنية (8/1/2012) أن التردد العربي والدولي تجاه الأزمة السورية يزيد من أعداد الضحايا المدنيين الذين يسقطون برصاص قوات الأمن. ويرى الكاتب أن الرئيس السوري "بشار الأسد" هو رئيس عاجز، وغير مسيطر على كافة مقاليد السلطة، والحكم في سوريا، وأنه ما كان له أن يستمر طوال أكثر من 10 سنوات دون مساندة حلقة ضيقة من المستفيدين من وجوده على رأس السلطة للسيطرة على مقاليد الأمور في سوريا. ويضيف الكاتب أن "بشار الأسد" يفضل أن يكون في دائرة الاستهداف الشعبي، على أن يكون له موقف من الأحداث الجارية، ويسيطر على تلك الحلقة الضيقة من المسئولين الأمنيين والعسكريين، ويقدم تنازلات للشعب السوري.

ويتناول "عبد الرحمن الراشد" في صحيفة الشرق الأوسط (8/1/2012) انشقاق أول مسئول سوري كبير، وهو "محمود الحاج أحمد"، المفتش الأول في الجهاز المركزي للرقابة المالية في مجلس الوزراء السوري، والمفتش في وزارة الدفاع البريطانية. ويقول الكاتب إن انشقاق "محمود الحاج أحمد" تلقي الضوء على بعض الجوانب التي تسمح بفهم النظام السوري وآليات عمله، لأن المشكلة الكبرى –وفق الكاتب- التي يواجهها المحللون العالميون هي فهم هذا النظام الغامض، ومعرفة نقاط ضعف النظام وقوته. ويشير الكاتب إلى أنه لا أحد يعرف على وجه الدقة إمكانيات النظام السياسية والعسكرية والمالية، ومصادر تمويله، ومدى صلابة وتماسك الأجهزة العسكرية والأمنية، ومن هي الحلقة الضيقة الممسكة بالسلطة في سوريا. ويضيق الكاتب ان الطريقة الأفضل للحصول على معلومات عن الوضع السوري يكمن في انشقاق مسئولين سوريين عن النظام.

أما "ميساء يوسف" في صحيفة الوطن السورية(8/1/2012) فقد نددت بأعمال العنف التي باتت جزءاً من حياة اليوميين اليومية. وانتقدت الكاتبة بعض القوى التي تعمل تحت لافتة المعارضة، لأنها تعمل على تمزيق المجتمع السوري، بدلاً من العمل على تعزيز الوحدة الوطنية السورية

اجتماع الجامعة العربية اليوم يبحث تقرير بعثة المراقبين

كتبت صحيفة الشرق الأوسط (8/1/2012) أنه بينما من المقرر أن يعقد في القاهرة اليوم اجتماع في مقر الجامعة العربية لبحث أول تقرير ترسله بعثة المراقبين في سوريا حول الأوضاع على الأرض، قالت واشنطن إنها تنتظر قرارا عربيا من هذا الاجتماع للتمهيد لمشاورات في مجلس الأمن الدولي لبحث الأزمة السورية بعد غد الثلاثاء. ونقلت الصحيفة عن "فيكتوريا نولاند"، المتحدثة باسم الخارجية الأميركية أن قرار الجامعة العربية بعد اجتماع اليوم سيمهد لمشاورات مجلس الأمن حول سوريا. وتضيف الصحيفة أن الأمين العام لجامعة الدول العربية "نبيل العربي" أكد للصحيفة أن "خالد مشعل" قد أوصل رسالته بالفعل إلى القيادة السورية، وأن الجامعة العربية ستتعاون مع الأمم المتحدة لحماية المدنيين السوريين.

وتناولت صحيفة السوسنة الأردنية (8/1/2012) تصريحات الكاتب والفيلسوف الفرنسي "برنار هنري ليفي" لبرنامج "نقطة نظام" على قناة "العربية"، أن الحرب في ليبيا لم يكن يريدها أحد باستثناء العقيد الليبي "معمر القذافي"، مشيراً إلى أن الزعيم الراحل هو من خطط للحرب ودبرها في بلاده. وأشار "ليفي" إلى أنه لو كان مكان الرئيس السوري "بشار الأسد" لما غمض له جفن منذ لحظة قتل "القذافي". وأضفت الصحيفة أن "ليفي" قد نشر مؤخراً كتاباً بعنوان "الحرب دون أن نحبها" عن تجربته أثناء الحرب في ليبيا.

واهتمت صحيفة القدس الفلسطينية (8/1/2012) بالفيلم الذي أنتجه الصحافي الأميركي "أنتوني شديد" عن سوريا وأبرز المحطات في حكم عائلة "الأسد"، وكيف سيطرت العائلة بقبضة من حديد على الدولة. ويستعرض الفيلم تاريخ سوريا، منذ وصول الأسد إلى الحكم إلى الأحداث الحالية، مستضيفاً عدداً من المفكرين والكُتاب المهتمين بالشأن السوري. ويروي الفيلم أن أول تحدٍّ حقيقي ثبّت أقدام النظام الضربة الكبرى على معقل الإخوان المسلمين في سوريا، مدينة حماة، والمجزرة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف، وقادها "رفعت الأسد"، شقيق الرئيس السوري حينها. وبدأت تلك المجزرة في 2  فبراير عام 1982 واستمرت 27 يوماً، وقام النظام السوري بتطويق مدينة حماة وقصفها بالمدفعية ومن ثم اجتياحها عسكرياً، وارتكاب مجزرة كان ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين من أهالي المدينة. وأشار الفيلم إلى أن والدة الرئيس الحالي "بشار الأسد" تطالبه بإتباع نهج والده في القضاء على المعارضة، رغم أن "بشار" الذي كان يدرس ليكون طبيباً للعيون في ذلك التوقيت، وكان بعيداً تماماً عن المشهد السياسي على عكس أخيه "باسل" الذي كان مرشحاً لخلافة والده.

أماصحيفة الحياة اللندنية(8/1/2012)، فترى أن الوجه الأبرز للثورة السورية، هو "التظاهرة"، التي تترواح أعدادها بين مجموعات من عشرات الأفراد أو مئات الألوف إلى الفضاء العام ومحاولة احتلال حيّزات منه لبعض الوقت، مع إطلاق الهتافات ورفع اللافتات المناهضة للنظام والداعية إلى سقوطه.وتقول الصحيفة إن "التظاهرة" هي المكون الميداني الأول للثورة الذي عرفه العالم، ويعتبر ولا يزال منبع كرامة السوريين والبرهان على شجاعتهم وجدارتهم بالحرية. ويشمل هذا المكون كل الأفعال الاحتجاجية الإيجابية والسلبية، بما في هذه الإضراب.

توقعات بأن العلاقة بين جنبلاط و النظام السوري بلغت مرحلة اللاعودة

قالت صحيفة الشرق الأوسط(8/1/2012)، أن العلاقة بين رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، والقيادة السورية وصلت إلى نقطة الصفر، لا سيما بعد التصريح الأخير للزعيم الدرزي الذي أكد فيه أن الأزمة السورية لن تحل إلا بتغيير جذري للنظام، فيبدو من الهجوم المنسق الذي شنه بعض حلفاء سوريا في لبنان على جنبلاط، واتهموا فيه الأخير بأنه يتشارك مع أمريكا ضد النظام السوري، أن العلاقة بين الطرفين بلغت نقطة اللاعودة.

كيف ستبدو سورية بعد سقوط الاسد؟

هآرتس 6/1/2012

كان هذا أسبوعاً اقل اعتيادا في المظاهرات ضد النظام تواصلت وفي يوم الجمعة الماضي وصل عدد المشاركين في الاحتجاج ضد حكم بشار الأسد رقما قياسيا لبضع مئات الآلاف. ولكن تواجد عشرات المراقبين العرب في الدولة خفض بقدر ما مستوى عنف قوات الأمن. وهكذا قل قليلا عدد القتلى، وبدلا من 40-50 قتيلا في اليوم في المتوسط، قتل في أسبوع ما بعد وصول المراقبين 20-25 شخصا في اليوم في المتوسط. وصول المراقبين، رجال الجامعة العربية، أثار انتقادا شديدا من جانب منظمات المعارضة، والذين ادعوا بان وصولهم بالذات يساعد الرئيس على البقاء في الحكم.

كما أن تعيين مصطفى الدابي، الجنرال السوداني الذي كان أغلب الظن شريكا في قتل الشعب في دولته، رئيسا للفريق أثار احتجاجا شديدا. في الأسبوع الماضي نجح الدابي في أن يكتسب لنفسه غير قليل من الأعداء في أوساط معارضي النظام وذلك بعد أن قال فور وصول الفريق إلى حمص إن الوضع في المدينة 'هادئ للغاية'. ومع أنه ادعى بأنه من السابق لأوانه استخلاص الاستنتاجات، إلا أن من الصعب فهم مثل هذا القول إذا أخذنا بالاعتبار وضع حمص، التي قبل بضع سنوات من وصول المراقبين كانت تحت قصف من الجيش السوري.

الجامعة العربية وعدت أول أمس بإرسال مجموعة كبيرة أخرى من المراقبين في الأيام القريبة القادمة، في محاولة لصد الانتقاد عليها. بل إن أعضاء فريق المراقبين استأجروا مكاتب في عدة مدن وأعلنوا بأنهم سيسجلون فيها شهادات من السكان عما يجري. ولكن سكان حماة اشتكوا هذا الاسبوع من أنهم يخشون من الوصول إلى المكاتب في المدينة، لأنه عند مداخلها يرابط رجال من قوات الأمن السوريين، الذين يوثقون الداخلين والخارجين.

محافل استخبارية غربية قالت هذا الأسبوع انه رغم الانخفاض النسبي في حجم العنف، فان الميل على الأرض في غير صالح الأسد يواصل التعزز. آلاف عديدة من الفارين من جيش الأسد ينضمون أيضا، بينهم عشرات في رتبة رائد فما فوق وعدة عقداء. وفي الأسبوع الماضي سجلت شهادات أولى على أن الجيش يهاجم المناطق التي يتجمع فيها رجال المعارضة حتى بواسطة النار من الجو.

في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية مقتنعون بأنه في '2012 سيحسم الأمر'، أي سيسقط بشار، ولكنهم غير مستعدين في أن يلتزموا بتاريخ محدد أكثر. ليس مؤكدا أن الأسد نفسه يفهم ذلك. فمن تابع المقابلة الشهيرة التي أجرتها معه المذيعة الأمريكية بربارة وولترز، اخذ الانطباع بان الرجل يعيش في مثابة فقاعة وان التابعين له يقطعونه عن المعلومات الصحيحة عما يجري على الأرض.

وثيقة تفاهم

يبدو أن مراكز القوة المختلفة يستعدون ليوم ما بعد سقوط النظام العلوي. من الصعب ايجاد اليوم أحد ما في الشرق الأوسط مستعد لأن يراهن على أن يبقى بشار الأسد في الحكم لسنوات عديدة أخرى. المؤشر الأكثر وضوحا على وضع الأسد المهتز جاء هذا الأسبوع عندما دعا زعيم الدروز في لبنان وليد جنبلاط، الذي تذبذب مرات لا تحصى، إيران وروسيا إلى تأييد التغييرات في النظام في دمشق.

الشذوذ الوحيد هو طهران. حلفاء الأسد في إيران وإن كانوا بدأوا قبل نحو شهرين ينتقدون سياسة الرئيس السوري، ولكنهم عادوا مؤخرا إلى التعاطي معه علنا كمن سيمسك بلجام الحكم في لسنوات طويلة أخرى.

ومع ذلك، من الصعب التقدير مسبقا كيف ستبدو بعد سقوط الرئيس. لا يوجد اليوم محفل معارضة بارز ومعروف يقود المظاهرات ضد الأسد، ولا حتى الإخوان المسلمين. يحتمل أن يكون المحفل ذا المغزى بين جملة المجموعات والشخصيات الذين يسمون 'معارضي النظام' هو العقيد رياض الأسعد، قائد 'جيش الحر'. هذا هو الاسم الرسمي لقوات العصابات التي تعمل ضد الجيش السوري. ويدعي الأسعد بان تحت قيادته توجد 23 كتيبة، ولكن حاليا يبدو أن هذه وحدات بحجم هو اقرب إلى السرايا، ذات معدات عسكرية قديمة.

المجموعات المختلفة التي تتشكل منها المعارضة السورية بعيدة عن الوصول الى اتفاق على مستقبل بعد خلع الأسد. ظاهرا، محاولة خلق وثيقة تفاهم أعطت ثمارها السبت الماضي بعد أن وقعت المجموعتان المركزيتان بين معارضي النظام، 'المجلس السوري الوطني' و'لجنة التنسيق الوطنية' على اتفاق تلتزمان فيه بخلق مستقبل ديمقراطي. وحسب الوثيقة، بعد خلع الأسد سيعلن عن سنة انتقالية في نهايتها تجرى انتخابات للبرلمان وللرئاسة في ظل الحفاظ على حرية الدين لكل مواطني . ولكن لسبب غير واضح لم تضم المجموعتان الموقعتان على الوثيقة إليهما الأسعد ورجاله. بعد يوم من التوقيع على الاتفاق بدأ أعضاء مركزيون في المجموعتين وفي محافل المعارضة الأخرى بالتنكر لمضمونه.

ومع ذلك، فمحاولة وصف السيناريوهات بشأن مستقبل في عصر ما بعد بشار تطرح عدة إمكانيات مشوقة. هذا الأسبوع أجرى 'المركز المقدسي للشؤون العامة والسياسية' برئاسة د. دوري غولد، نقاشا بمشاركة عدة خبراء وباحثين من المركز لشؤون الشرق الأوسط. الإمكانية الأكثر تطرفاً، على حد قول العميد احتياط د. شمعون شبيرا، الذي كان السكرتير العسكري لبنيامين نتنياهو في ولايته الأولى كرئيس للوزراء، هي أنه في اللحظة ما قبل خلعه سيحاول الأسد 'ان يسجل في تاريخ العالم العربي كمن تجرأ على شن حرب ضد إسرائيل'. وبتعبير آخر، فان الرئيس سيحاول إطلاق الصواريخ على إسرائيل.

بالنسبة للبدائل المحتملين الآخرين للأسد، على حد قول شبيرا معقول أن ينشأ ائتلاف لنخبة سنية (منقسمة اليوم بين مجموعات المعارضة التي توجد في دمشق وفي تركيا). وينبغي أن يضاف إليها نائب الرئيس السابق عبد الحليم خدام، ورئيس المجلس السوري الوطني برهان غليون. 'فرضية عملي هي أن الطائفة العلوية ستفقد قوتها ومكانتها بعد سقوط بشار. توجد إمكانية أخرى سفك دماء طائفي، ينتهي بإقامة ائتلاف سني'.

سيناريو متطرف آخر، كان موضع خلاف داخل مجموعة الخبراء هو إمكانية أن يوقع النظام الجديد على اتفاق سلام مع إسرائيل. وعلى حد قول شبيرا، اذا ما قام في نظام يحظى بتأييد واشنطن، فستحاول الإدارة الأمريكية أن تحقق بواسطته اتفاق سلام جديد في الشرق الأوسط. وهو لا يستبعد إمكانية أن يوافق النظام الجديد على كل الترتيبات الأمنية التي تطالب بها إسرائيل مقابل الانسحاب الكامل من الجولان، بما في ذلك سحب القوات السورية حتى دمشق. سمير نصار، احد قادة المجلس السوري الوطني قال هذا الأسبوع في مقابلة مع 'واشنطن بوست' انه من المتوقع أن تقبل الجديدة المبادرة العربية للسلام.

العقيد احتياط جاك نارييه، الذي كان المستشار السياسي لرئيس الوزراء إسحق رابين، اختلف مع شبيرا وادعى بأنه لا يرى النظام السوري الجديد يتطوع لأن يكون الأول بين الأنظمة الجديدة الذي يقيم سلاما مع إسرائيل. كما أن نارييه لا يؤمن في إمكانية أن تصبح دولة كانتونات، في ضوء تركيبتها السكانية والدينية (نحو 80 في المائة سنة). وعلى حد قوله، فان الرمز الوطني في قوي جدا وكذا العنصر العلماني. 'البنية المدنية للإخوان، التي كانت في مصر في عهد حسني مبارك، غير موجودة، مؤكداً أن: "الإسلاميين هم جزء من الانتفاضة، ولكنهم ليسوا رأس حربتها".

وقال نارييه إنه في ضوء الضعف المتوقع للنظام الجديد، فانه لا يرى أيضا حرباً مع إسرائيل في الأفق. تسفي مزال، سفير إسرائيلي سابق في مصر، يعتقد أن إمكانية أخرى يجب أخذها بالحسبان هي أن ينجح بشار، الذي لا يزال يظهر قدرة سيطرة على الجيش في أن يبقى كجزء من تحالف جديد يقوم. وعلى حد قول مزال، فان الفرضية في انه بعد 6 آلاف قتيل لن توافق المعارضة على إبقاء الأسد تستند إلى المنطق الغربي. وقال انه 'توجد إمكانية أن يكون بشار جزءا من تحالف قوى ونقل الحكم يتم بشكل مدروس وحذر. إضافة إلى ذلك، يحتمل أن يسعى العلويون إلى التخلص منه ويرتبطون بالسنة، دون مواجهة طائفية'.

كل المشاركين في النقاش اتفقوا على أن حزب الله وإيران سيكونان الخاسرين الأكبرين من سقوط الأسد. وعلى حد قول شبيرا، فقد بدأ حزب الله منذ الآن بالاستعداد 'لليوم التالي' ويوجد تخوف في أن ينقل جزءا هاما من صواريخ بعيدة المدى في حوزته إلى الأراضي اللبنانية، بعد أن احتفظ بها في الماضي في منشآت في الجانب السوري من الحدود منعا لقصف إسرائيلي لها. وأبدى قلقه من انتقال الأسلحة الكيماوية التي بحوزة السوريين إلى حزب الله. ولكن ليس واضحا كيف سيعمل حزب الله بعد خلع الأسد.

وعلى حد قول فريق الباحثين، توجد إمكانية سيطرة عسكرية من حزب الله على لبنان، ولكن تصعيد التدخل السياسي للمنظمة ممكن أيضا. ومؤخرا فقط بدأ حزب الله يبادر إلى تغيير اتفاق التقاسم الطائفي في لبنان والذي كان ساري المفعول منذ 1943، بحيث يحصل على تمثيل مناسب لقوته في الساحة السياسية (حسب الاتفاق، لا يمكن لمواطن من اصل شيعي أن يكون رئيسا أو رئيسا للوزراء). حزب الله يمكنه ان يقترح ذلك على البرلمان الحالي بل وان يمرر المشروع بأغلبية الأصوات، ولكن عندها من المتوقع معارضة مسيحية بل وربما عنيفة.

برأي شبيرا، في حالة مطالبة حزب الله بالانتخابات بالطريقة الجديدة التي تناسب قوته وتسمح له بانتخاب رئيس، قد تنشأ حرب أهلية تؤدي إلى تحول لبنان إلى كانتونات.

المقدم احتياط ميكي سيغال، رجل الاستخبارات السابق الباحث في الساحة الإيرانية ادعى بان إمكانية أن يسقط الأسد تقلق السلطات في طهران. ولكن على حد قوله اليقظة الإسلامية في أرجاء الشرق الأسط تمنح الإيرانيين تعويضاً ما. في المنطقة الإسلامية كما يمكن الافتراض، سيكون لهم أسهل بلورة معسكر برئاستهم.

وعلى حد قول سيغال تستثمر إيران الآن جهودا كبيرة لنشر الشيعة في 'ساحتها الخلفية'، في البحرين، في المناطق الشيعية للسعودية وبالأساس في العراق. وهناك، كما يعتقد فريق الخبراء، تخصص إيران مقدرات ووسائل تشبه تلك التي استثمرتها في لبنان في الثمانينيات من القرن الماضي. ولا تستبعد إمكانية أن يصبح العراق ما بعد خروج الجيش الأمريكي العضو الجديد في المحور الراديكالي الذي تقوده إيران في المنطقة.

انعدام الاستقرار في الجانب السوري يؤثر أيضا على إسرائيل من عدة جوانب. فعلى المدى القريب سجلت في العام الماضي، محاولتا عنف لمتظاهرين اجتياز الحدود في هضبة الجولان، انتهتا بعشرات القتلى بنار الجيش الإسرائيلي. من المتوقع ان تستمر الظاهرة بقوة اكبر كلما احتدمت الاضطرابات الداخلية، وستتضمن أيضا محاولات القيام بعمليات من الحدود، مثلما سبق أن حصل في سيناء. وتتابع إسرائيل بقلق وضع ترسانة السلاح لدى الجيش السوري، سواء الصواريخ أم الأسلحة الكيماوية والبيولوجية.

توجد مسألة أخرى اجتذبت حتى الآن اهتماما قليلا فقط: إلى جانب التسلح المتصاعد بالصواريخ قاد الأسد في السنوات الأخيرة خطوة تسلح بصواريخ مضادة للطائرات والدبابات من إنتاج روسي. والصواريخ المضادة للطائرات كفيلة بان تقيد حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في الساحة الشمالية. التوتر في الجيش السوري، إلى جانب التحسن في قدرته يزيدان خطر وقوع حادثة مع طائرات إسرائيلية في الشمال في هذه الفترة.

 


https://islamicsham.org