"الدابي" ينفي التصريحات المنسوبة له والجيش الحر يوقف هجماته ويطلب عقد لقاء مع البعثة العربية
* بعدما أثارت تصريحاته الكثير من الجدل حول جدوى عمل البعثة العربية بسوريا، نفى رئيسها الفريق أول الركن "محمد مصطفي الدابي" (سوداني الجنسية)، التصريحات التي نسبت له بشأن الوضع المطمئن في سوريا، فيما تواصل البعثة علمها بمختلف المدن، وذلك بالتزامن مع تنظيم تظاهرات حاشدة تحت شعار "الزحف إلى الساحات"، للمطالبة بإسقاط النظام ما خلف عددًا من القتلى والجرحي.
1ـ تعرض البعثة العربية لإطلاق نار:
* رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل البعثة "عدنان الخضير":
ـ بعثة المراقبين تعرضت لإطلاق نار خلال مباشرة عملها على أرض الواقع، وتم بالفعل التعرض لإطلاق النار، بيد أنها لم تحدد من أي جهة حدث، لأنه تم بشكل متبادل وسيتم التحقق بشأنه.
ـ الجامعة العربية زودت البعثة بكل وسائل الرصد والتوثيق من حيث كاميرات التصوير الفوتوغرافي والفيديو وجميع وسائل الاتصال والتنقل، حيث:
· زودت قطر البعثة بـ10 سيارات عسكرية.
· زود العراق البعثة بـ10 سيارات ووعد بالإسهام بـ20 سيارة أخرى.
· دول مجلس التعاون الخليجي ستقدم للبعثة 5 سيارات لاحقًا.
ـ هناك 28 مراقبًا عربيًا لحقوا بوفد البعثة، ويجري الاستعداد لإرسال وفد آخر من المراقبين يصل عددهم إلى أكثر من 40 مراقبًا من دول مجلس التعاون الخليجي والعراق، والذين سيتلقون تعليماتهم من رئيس البعثة في سوريا.
ـ خصصت جامعة الدول بريدًا إلكترونيًا لتلقي شكاوى الإعلاميين في حالة عدم السماح لهم بدخول سوريا والعمل بحرية بداخلها.
2 ـ نفي "الدابي" التصريحات المنسوبة إليه:
* المسؤول الإعلامي بالمجلس الوطني السوري "أحمد رمضان":
ـ رئيس بعثة المراقبين "محمد مصطفى الدابي"، كذب التصريحات المنسوبة إليه حول تقييمه للوضع في سوريا، والتي أثارت ردود فعل سلبية لدى المعارضة والشارع السوري، والأمين العام للجامعة سيطلب من كل المراقبين عدم التحدث إلى أي وسيلة إعلامية أو رسمية.
ـ لم يتم بعد تحديد موعد لصدور أول تقرير للمراقبين العرب بسوريا، والجامعة العربية خصصت غرفة عمليات تقوم بمتابعة عمل المراقبين بشكل مكثف.
ـ الجامعة أكدت أنه لم يتم أي تعديل على "بروتوكول التعاون" الموقع مع سوريا، عكس ما يروج له النظام السوري من أنه تمت تعديلات على البروتوكول المتفق عليه.
ـ الجامعة العربية أكدت للوفد أنه لا يتم إبلاغ النظام السوري بحركة المراقبين، ولكن يتم إبلاغه بالمنطقة التي يتم التوجه إليها قبل مدة تتراوح بين 10 إلى 30 دقيقة فقط حتى لا يقوموا بأي تعديلات في الوضع الميداني.
1ـ السياسية:
أـ إعلان "الجيش الحر" عن وقف هجماته:
* قائد الجيش السوري الحر العقيد "رياض الأسعد":
ـ اتخذت قرارًا عسكريًا بوقف العمليات منذ بدء عمل المراقبين، وهذا القرار يبقى ساري المفعول حتى صدور تقرير الجامعة العربية الذي نتمنى أن يكون مهنيًا وواضحًا وحقيقيًا، وإذا لم يكن كذلك "لن نقف مكتوفي الأيدي".
ـ القرار يشمل وقف الأنشطة العسكرية التي كنا نقوم بها لحماية المتظاهرين، وهذا ما جعل أعداد القتلى تتزايد منذ ذلك الحين إلى الضعف، لكن يبقى لنا الحق في الدفاع عن النفس وعن "الجيش السوري الحر" في حال تعرضنا لأي هجوم من قبل النظام.
ـ "لم نفهم ماهية تصريح رئيس البعثة أو الخلفية التي انطلق منها وماذا يقصد من توصيفه للوضع في سوريا بشكل عام وحمص بشكل خاص، لكننا نؤكد أننا لم نقابل أحدًا منهم لغاية الآن، لذا نتمنى أن يتم التواصل معنا لأننا نعرف الكثير من الخفايا والمعلومات حول كل الأعمال الإجرامية التي يقوم بها النظام".
ـ هناك أكثر من 1500 ضابط معتقل إضافة إلى أكثر من 100 ألف معتقل ونحو 50 ألف مفقود لا نعرف مصيرهم ونطالب المراقبين بإيلاء هذه القضية الاهتمام اللازم.
ـ "الجيش السوري الحر" لا يزال موجودًا في كل المناطق السورية، ومنها (دمشق وأدلب وحماه ودير الزور وغيرها)، وهناك علامات استفهام كبيرة حول تنفيذ "البروتوكول العربي"، الذي لا يزال منقوصًا، ولاسيما لناحية سحب الآليات العسكرية وعودة الجيش السوري لثكناته.
ـ النظام عمد إلى تغيير لون الآليات المنتشرة في المناطق السورية، وتم دهنها بالأزرق وكتبوا عليها (مكافحة الإرهاب) في محاولة منهم لإظهار أنها تابعة للشرطة والأمن وليس للجيش. كذلك، عمدوا إلى سحب الهويات العسكرية من عناصر الجيش ووزعوا عليهم هويات أخرى خاصة بالأمن الداخلي بعدما ارتدوا "زيًا أسود".
ب ـ المطالبة بزيادة أعداد المراقبين:
* رئيس المجلس الوطني السوري المعارض "برهان غليون":
ـ نطالب من "نبيل العربي"، زيادة أعداد البعثة حتى تستطيع الانتشار بكفاءة في جميع المدن التي تشهد مواجهات وعنفًا من النظام ضد الشعب.
ـ العنف الذي تشهده سوريا الآن أكثر بكثير من عدد المراقبين الموجودين فيها حاليًا، وينبغي أن يكون لدى البعثة وسائل لوجيستية أكبر وأفضل حتى تتحرك بشكل أسرع، كما يجب على أعضائها الكف عن التصريحات لأنها "ربما تفسر خطأ".
ـ قدمت عدة ملاحظات للأمين العام للجامعة العربية حول بعثة مراقبي الجامعة العربية بسوريا، وأعتقد أن هناك تعاونًا كبيرًا الآن بين الشعب وبين المراقبين من أجل كشف جرائم النظام السوري، ووضع حد لوسائل العنف التي يستخدمها ضد الشعب.
ـ بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا تعرضت لإطلاق نار في حي "الخالدية" بحمص، والذي حمى هؤلاء المراقبين هو الشعب بعد أن أدخلوهم إلى المنازل.
2 ـ الميدانية:
* مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان "رامي عبد الرحمن":
ـ نظمت تظاهرة حاشدة ضمت أكثر من 250 ألف متظاهر في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، بدعوة من ناشطين معارضين للنظام السوري، ما أٍفر عن إصابة 24 مواطنًا بجروح.
ـ قتل 9 مدنيين في حماه، و6 في درعا، وأربعة في تلكلخ، و5 قتلى في حمص، و6 قتلى في إدلب، إضافة إلى قتيل واحد في كل من داريا والمعضمية بريف دمشق.
ـ تمكن عدد من أهالي الشهداء من عقد لقاء مع أحد أعضاء وفد المراقبين العربي، في مدينة "دوما"، وشرحوا له الانتهاكات التي تقوم بها قوات الأمن السورية والجيش السوري.
1ـ الولايات المتحدة الأمريكية:
أ ـ انتقاد عمل "الدابي":
* مصدر بالخارجية الأمريكية "لم تعلن هويته":
ـ رئيس وفد المراقبين العرب "محمد الدابي" شكل "صداعًا لنا"، لاسيما فيما يخص صلته بنظام الرئيس "عمر البشير"، ودوره في القتال في إقليم دارفور.
ـ الخارجية كررت ثقتها في "الدابي"، بيد أن وسائل الإعلام مازالت تشير إلى علاقته بنظام الرئيس السوداني "عمر البشير"، وصلته بجرائم حرب ارتكبت في دارفور.
ب ـ تأييد استمرار البعثة العربية:
* المتحدثة باسم الخارجية "فيكتوريا نولاند":
ـ لا أريد التعليق على طلب "المجلس الوطني السوري" استقالة رئيس البعثة، لأننا سنحكم عليها وفق تنفيذها لما وعدت به الجامعة الشعب السوري.
ـ وجود المراقبين في سوريا قدم بعض الفوائد للمتظاهرين، حتى إذا فشل في وقف الحملة القاتلة لنظام الرئيس "بشار الأسد".
ـ "نحن نشعر بقلق فعلى الرغم من وجود المراقبين على الأرض، وعلى الرغم من أنهم يلعبون دورًا في بعض الأماكن، يبدو واضحًا استمرار العنف".
ـ الجامعة العربية تعتزم مضاعفو عدد المراقبين، فسوف تنشر ما بين 150 و300 مراقب، ولهذا نعتقد أننا نحتاج إلى السماح لهم بمواصلة على أرض الواقع، ومتابعة ما إذا سيكون ذلك كافيًا.
ج ـ المطالبة بنقل السلطة في دمشق:
* المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "مارك تونر":
ـ الولايات المتحدة ستواصل إصرارها على نقل السلطة ديمقراطيًا في سوريا في نهاية المطاف، وستواصل دراسة السبل لتكثيف الضغوط لتحقيق هذا الهدف.
ـ واشنطن تؤكد دائمًا أننا سنواصل ممارسة الضغوط المتزايدة على الرئيس "بشار الأسد" عبر آليات مختلفة، ويجب إعطاء فرصة لمراقبي جامعة الدول العربية، كي تنجز عملها، وإذا تمكنت البعثة من تحقيق جميع الأهداف المعلنة، فإنه سيعني أن مهمتها جاءت بنتائج حقيقية.
ـ يجب على الحكومة السورية على السماح لمراقبي جامعة الدول العربية بالوصول إلى جميع المناطق من أجل إجراء "تحقيق شامل" في العنف المتصاعد منذ أشهر.
ـ من المهم أن يتمتعوا بإمكانية الوصول إلى جميع المناطق من أجل إجراء تحقيق شامل وكي يتمكنوا من أداء عملهم بقدرة كاملة.
ـ يتعين على المراقبين متابعة أكبر قدر ممكن من الاحتجاجات، ومحاورة أكبر عدد ممكن من رموز المعارضة، وتنفيذ مهمتهم بشكل حقيقي.
2ـ فرنسا:
الناطق باسم الخارجية الفرنسية " برنار فاليرو":
ـ "المهمة بدأت للتو، ولم نتمكن بعد من إعطاء كل قوتها، سيكون من المبكر أن نحكم الآن على نتائج أو على مخرج".
ـ "المهم هو أن يتمكن مراقبو الجامعة العربية من إتمام مهمتهم بكل حرية وكل استقلالية على مجمل الأراضي السورية".
3ـ روسيا:
أ ـ الإشادة بعمل البعثة العربية:
* بيان وزارة الخارجية الروسية:
ـ روسيا مرتاحة لبداية مهمة مراقبي الجامعة العربية، وإن التقارير الأولية حول الوضع "مطمئنة".
ـ استنادًا إلى تصريحات رئيس البعثة العربية "مصطفي الدابي"، فإن الأوضاع هناك تدعو إلى التفاؤل ولم تسجل أي صدامات، وجميع أعضاء البعثة يؤكدون تعاون السلطات المحلية معهم.
ـ نرى أن من المهم جدًا ضمان الدعم القوي من أجل تحقيق المهام الموكلة إلى مراقبي الجامعة العربية على المستويين الدولي والإقليمي.
ـ موسكو ترحب ببداية عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا، لأن هذه البعثة التي تقوم بزيارات ميدانية لمختلف مناطق سورية.
ـ "من الواضح أن عمل بعثة المراقبين ما زال في بدايته وعليها أن تقوم بالكثير وخاصة من خلال اتصالاتها بالسكان المدنيين، وارتباطًا بهذا ندعو القيادة السورية إلى عدم تخفيض مستوى التعاون مع بعثة الجامعة العربية وخلق ظروف ملائمة لإنجاز مهمتها.
ـ روسيا تعول على مهنية ونزاهة أعضاء بعثة المراقبين العرب، لأن مهمتهم تهدف إلى منع العنف وفتح الطريق لتحقيق مبادرة الجامعة العربية الرامية إلى تسوية الأزمة سلميًا من خلال حوار وطني من دون أي تدخل خارجي. وتعتقد أنه من المهم ضمان الدعم اللازم لبعثة الجامعة العربية على المستويين الدولي والإقليمي لتنفيذ المهام المناطة بها.
ب ـ إدانة المؤامرة ضد دمشق:
* وزير الخارجية الروسي "سيرجي لافروف":
ـ "إننا على تواصل دائم مع المسؤولين السوريين وندعوهم إلى التعاون في شكل تام مع مراقبي الجامعة العربية وإلى إيجاد شروط عمل سهلة تمنح أكبر قدر من الحرية".
ـ "روسيا قلقة من دعوات تطلقها بعض الدول وتطلب من المعارضة السورية، ألا تتعامل مع البعثة على أنها تشكل محاولة جدية لتحديد الوقائع على الأرض، ومثل هذه الدعوات تلحق ضررًا بهذه المهمة وتلعب دورًا استفزازيًا".
ـ وجود مراقبين تابعين للجامعة العربية في سوريا يساعد معارضي النظام السوري على رغم انه لم يسمح بوقف القمع في البلاد.
* مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة "فيتالي تشوركين":
ـ هناك أطراف خارجية تحاول تأجيج الوضع في سوريا، لأن ما نشهده اليوم هو أن البعض يحاول تأجيج المشكلة، لأن جميع عناصر التطرف والإرهاب تطفو على السطح عادة عندما توجد أزمة.
4ـ الصين:
* المتحدث باسم وزارة الخارجية "هونغ لي":
ـ ثمة ترحيب بالتحقيقات الموضوعية لمراقبي الجامعة العربية في سوريا.
ـ الصين تأمل في أن تتمكن الأطراف المعنية من بذل جهود مشتركة لتمكين البعثة من العمل بإخلاص وصدق لتوفير الظروف التي تتيح إيجاد مخرج مناسب للأزمة.
5ـ الاتحاد الأوروبي:
* المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية "مايكل مان":
ـ الاتحاد الأوروبي يعمد إلى إجراء تقييم ومراجعة مستمرة للعقوبات المتخذة بحق النظام في سوريا، بيد أنه لا تغير في المواقف الحالية.
ـ على السلطات في دمشق إلى تنفيذ بنود المبادرة العربية كافة، لأنها تنص على وقف العنف وإطلاق سراح السجناء السياسيين وسحب الجيش من المدن والسماح لوسائل الإعلام بالعمل.
6 ـ بريطانيا:
* وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "إلستير بيرت":
ـ أجريت اتصالاً هاتفيًا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية "نبيل العربي"، لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا، لأن المملكة المتحدة دعمت باستمرار الجهود التي تبذلها الجامعة العربية لتشجيع نظام "الأسد" على وضع لحد لدوامة العنف.
ـ ناقشت مع الأمين العام لجامعة الدول العربية "نبيل العربي"، موضوع نشر بعثة المراقبة لمتابعة امتثال سوريا لخطة الجامعة العربية لحل الأزمة الراهنة.
ـ نرحب بخطط الجامعة لزيادة حجم البعثة، لأن ذلك من شأنه تعزيز قدرتها على متابعة الوضع بصورة مستقلة في سوريا وإعداد تقريرها في الوقت المناسب.
7 ـ إيطاليا:
* وزير الخارجية "جوليو سانتاغاتا":
ـ "وقف القمع في سوريا له "أولوية قصوى" بالنسبة لروما، والمبادرة العربية هي الطريق الوحيدة لذلك".
ـ "نحن قلقون جدًا إزاء تصعيد العنف المستمر في سوريا، يجب أولاً أن يُسمح للمراقبين بالقيام بعملهم، ومن ثم هناك حاجة إلى اتخاذ قرار واضح وصارم من مجلس الأمن".
ـ مبادرة السلام العربية هي الطريق إلى الأمام لوقف العنف، ويجب تنفيذها بالكامل وبشكل فوري.
8ـ الأمم المتحدة:
* المتحدث باسم الأمم المتحدة "مارتن نسيركي":
ـ "المنظمة الدولية تتوقع من السلطات السورية أن تتعاون في شكل كامل مع مراقبي الجامعة العربية، وتسمح لهم بالتنقل في البلاد من دون قيود".
ـ"لا بد من أن تتمتع بعثة المراقبين بإمكان الوصول إلى الأمكنة من دون قيود، وأن تحظى بتعاون كامل من جانب الحكومة السورية مع تأمين استقلالها وحيادها في شكل تام".
ـ "نأمل في أن تتخذ الجامعة العربية كل التدابير الممكنة لتقوم بعثة المراقبين بالتفويض المعطى لها انسجامًا مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان".
1ـ اتجاهات غربية:
* مؤشرات بقاء النظام السوري(2):
ـ تقع مهمة المراقبة لجامعة الدول العربية في سوريا في خطر شديد من الانحدار إلى مهزلة دامية، حيث إن أعمال العنف قد ازدادت بشكل ملحوظ منذ بدء عمل اللجنة، وليست هناك أي إدانة للنظام السوري من قبل المراقبين.
ـ هناك أكثر من مؤشر على فشل عمل اللجنة،وهي:
· الشكاوي التي يبديها المراقبين الدوليين بسبب تضييق الخناق على مهامهم من قبل قوات الأمن السورية.
· سقوط عدد قتلى كبير من المدنيين بالتزامن مع زيارة اللجنة.
· التشكيك في قدرة رئيس اللجنة "مصطفى الدابي" على إدارتها.
ـ هناك مؤشرات تؤكد فشل مهمة المراقبين العرب لسوريا، حيث تواجه الجامعة العربية موقفًا صعبًا، بينما يستمر نظام "الأسد" في قتل المدنيين، ويجب على رئيس بعثة المراقبين "محمد الدابي"، والجامعة العربية أن يصدروا تقريرًا واضحًا عما يحدث.
ـ يجب في هذه الحالة على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها أن يقرروا استمرار الاعتماد على الجامعة العربية، أو يتخذوا إجراءاتهم الخاصة، لدعم الشعب السوري.
2ـ اتجاهات عربية:
أ ـ السيناريوهات المستقبلية للأزمة السورية(3):
ـ قبيل بدء عمل البعثة العربية بسوريا والشكوك تحوم حول مدى نجاحها في مهامها، وذلك بعد تسعة أشهر من القمع والعنف الذي مارسه النظام ضد الشعب السوري، وأسفر عن أكثر من السبعة آلاف قتيل، والأربعة عشر ألف مفقود، والسبعين ألف معتقل، وما يزيد على المائة ألف مشرد، فضلاً عن أعداد اللاجئين التي لم تحصر إلى تركيا ولبنان والأردن والعراق.
ـ مستقبل الأزمة يحمل أحد الخيارين بقاء النظام أو رحيله، فلو أن النظام استمر ونجح في احتواء المعارضة من الداخل والخارج عبر وساطة الجامعة العربية، للتفاوض حول "حل سياسي" للأزمة، فإن الشعب السوري لن يقبل بهذا الحل وسيستمر في ثورته.
ـ الحرب الأهلية بين السنة والعلويين في سوريا لن تقع حال رحيل "نظام الأسد"، أما الذي سيحدث فهو "نزاع داخلي" بين الشبان الثائرين والمنشقين عن الجيش من جهة، والجيش والقوى الأمنية من جهة أخرى.
ـ نظام "الأسد" ما تزال أمامه آمال داخلية وخارجية، في البقاء، حيث:
· الآمال الداخلية:مثل اعتقاد القدرة على إخماد الثورة، لأن مناطق الالتهاب الحقيقي محدودة أو أنها لم تتطور منذ ثلاثة أشهر، وهي تتمثل في درعا وريفها، وإدلب وريفها، وحماة وريفها، وحمص وريفها.
· الآمال الخارجية:تتمثل في حلفاء النظام وهم إيران وشيعة العراق لاسيما رئيس الوزراء "نوري المالكي"، و"حزب الله" بلبنان، حيث توحدت هذه الجهات للدفاع عن نفسها ونظام حليفها الرئيس "الأسد".
ـ الحكومة اللبنانية بتشكيلها الحالي تعد خاضعة لـ"حزب الله" الحليف الأول للنظام السوري وحلفائه في لبنان، حيث يشكل لبنان بوضعه الحالي منفذًا ماليًا وتجاريًا للنظام السوري، كما يستطيع أركانه ورجال أعماله ممارسة أعمالهم من خلال نظامه المصرفي الذي بدأ يتعرض للرقابة الأمريكية والدولية الشديدة.
ـ "المالكي" ينظر للثورة العربية ككل السياسيين الشيعة، على أنها تمثل "صحوة سنية"، ولدى بعض تياراتها عداء للشيعة، وهذا فضلا عن البعد السياسي والاستراتيجي، فالمحور الإيراني محور شيعي، والعلويون بالمعنى الاستراتيجي، وليس الديني أو المذهبي، صاروا جزءًا من الامتداد الإيراني بالمنطقة مثل شيعة لبنان أو بعض شيعة الخليج.
ب ـ دعوة "الدابي" لترك عمله كرئيس للبعثة(4):
ـ اختيار الجامعة العربية للفريق السوداني "محمد الدابي"، ليرأس فريق بعثتها لسوريا، كان "غير موفق"، حيث:
· أنه كان جزءًا من النظام السوداني التي اتهم بارتكاب جرائم في إقليم دارفور.
· طالب بعض المعارضين السودانيين ومنهم منسق "مشروع كفاية" "عمر إسماعيل"، بالتحقيق مع "الدابي" لوجود أدلة على ارتكاب جرائم حرب في السودان
ـ نظام "الأسد" كان قد راهن على موقف السودان الداعم له، واختيار شخصية سودانية لرئاسة البعثة العربية، ربما تجعل حكم "الدابي" "منحاز".
ـ يفترض ببعثة المراقبين العرب أن تكون بعيدة عن الشكوك، وتتمتع بالنزاهة الكافيةلمنع التشكيك فيها.
(1) ديلي تليجراف، التايمز، جارديان، نيويورك تايمز، وكالة الأنباء السورية، تشرين السورية، الشرق الأوسط، القدس العربي، الشروق، المصري اليوم، الحياة، إيلاف، الخليج الإماراتية، وكالة الأنباء القطرية، وكالة الأنباء الإماراتية، وكالة الأنباء السعودية، وكالة الأنباء الكويتية، الشرق القطرية، البيان الإماراتية، الاتحاد الإماراتية، الوطن السعودية، الدستور الأردنية، الرياض السعودية، وكالة الأنباء الفرنسية، أسوشيتد برس انترناشونال، رويترز، وكالة الأنباء الألمانية، العربية نت، الجزيرة نت، راديو سوا، الحرة نت، السومرية نيوز، وكالة كردستان للأنباء، وكالة الأنباء الصينية، وكالة أنباء الأناضول، 30ـ31/12/2011.
(2) افتتاحية واشنطن بوست، افتتاحية اندبندنت، 31/12/2011.
(3) رضوان السيد، الشرق الأوسط، 31/12/2011.
(4) مشاري الذايدي، الشرق الأوسط، 31/12/2011.
تناولت صحيفة الاندبندنت (31/12/2011) تقريراً عن الأوضاع في سوريا، قالت فيه، أنه على الرغم من مضي أسبوع على وصول البعثة العربية، إلا انه ليست هناك بوادر لانحسار العنف أو سحب الجيش من المدن، وهي الأهداف التي جاءت البعثة من أجلها، بل على العكس من ذلك فالعنف قد تزايد في بعض المناطق مع نزول المتظاهرين بغية أن يكون تواجد البعثة العربية في سوريا عامل ضاغط على النظام لتخفيف حدة العنف، علاوة على قيام قوات الأمن بتقييد حركة أعضاء البعثة، وهذا أدى إلى أنهم لم يتواصلوا كثيرا مع المحتجين في الشوارع ، ولم يوقف عمليات القتل للمدنيين في بعض المدن حتى أثناء وجود أفراد البعثة فيها، وهذا ما طرح علامات إستفهام كثيرة حول مصداقية البعثة العربية.
وقالت الصحيفة أن أكثر البوادر إثارة للقلق كانت في تصريحات مصطفى الدابي رئيس الوفد الذي قال إن الأوضاع في حمص لا تبعث على القلق، مع أنه جرى تداول بعض اللقطات التي يظهر فيها المراقبون وهم يشهدون إطلاق نار كثيف وسقوط جرحى، مما أثار العديد من التساؤلات حول صلاحية الدابي كرئيس للبعثة، والذي عمل في جهاز الاستخبارات السوداني وكان من رجال الرئيس السوداني عمر البشير المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية.
وختمت الصحيفة قائلة أن البعثة قد تكتسب مصداقية في حال استبدال الدابي، وإلا فان مهمتها ستبدو كمهمة شكلية لاتساهم في حل المشكلة السورية.
كتبت المجلة فورين بوليسي الأمريكية (31/12/2011) قائلة أنه بينما يشتد العنف في سوريا، يعد المسؤولون في الإدارة الأميركية بهدوء لعدد من الخيارات من أجل مساعدة المعارضة السورية مثل إقامة منطقة حظر طيران والتحضير لمبادرات دبلوماسية أخرى، ثمة من ينتقد في واشنطن بطء ردود فعل إدارة أوباما على تدهور الأوضاع الأمنية في سوريا حيث بلغ عدد القتلى 5000 شخص. وفي رأي عدد من رجال القانون أن البيت الأبيض يكتفي بالعمل من بعيد بينما تأخذ تركيا وفرنسا والجامعة العربية المبادرة لتطبيق إستراتيجية أكثر تشدداً للضغط على نظام الأسد، ولكن في المقابل يقول المسؤولون الأميركيون إنهم يتحركون بحذر من أجل عدم تعريض سوريا لمزيد من عدم الاستقرار، ومن أجل جمع أكبر عدد ممكن من المعلومات عن تعقيدات الوضع في هذا البلد قبل التورط في ما يحدث.
يُُعتبر المحلل للشؤون العسكريّة في موقع صحيفة 'يديعوت أحرونوت' (31/12/2011) على الإنترنت من أكثر المقربين لدوائر صنع القرار الأمنيّ في الدولة العبريّة، وبالتالي فإنّ التحليلات التي يقوم بنشرها على الموقع الالكتروني تعتمد في ما تعتمد على تسريبات من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن كبار ضباط جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأمس الجمعة نشر بن يشاي تحليلاً تلخيصيًا عن السنة الماضية، وعن توقعاته بالنسبة للعام القادم 2012 حيث لخص سنة 2011 التي تشارف على الانتهاء، بأنها زادت الوضع سوءا بكل ما يتعلق بأمن إسرائيل، مشيرا إلى انه لا يوجد أي مكان في إسرائيل اليوم يقع خارج مرمى صواريخ إيران وسورية وحزب الله وقطاع غزة، خصوصًا بعد حصول حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) على صواريخ متطورة للغاية، بما في ذلك، صواريخ أرض جو، تمّ تهريبها من ليبيا عبر شبه جزيرة سيناء.
وزاد المحلل العسكريّ قائلاً إنّ مخزون الصواريخ المذكورة تطور كما ونوعا وبلغ 100 إلف صاروخ، ثلثها صواريخ وقاذفات ثقيلة ومتوسطة موجهة نحو منطقة وسط إسرائيل، ناهيك عن أن حزب الله والفصائل الفلسطينية في غزة قاموا بتطوير قدراتهم الدفاعية الأرضية وتسلحوا بصواريخ متطورة ضد الدبابات، الأمر الذي يعزز قدرتهم على مواجهة هجوم إسرائيلي في حال حاولت إسرائيل السيطرة على مناطق إطلاق الصواريخ في الجنوب اللبناني وفي قطاع غزة أو حتى محاولة إسقاط سلطة حماس.
وبرأيه، فإنّ الأخبار التي تصل من إيران لا تبشر بالخير، إنما تنذر بالسوء، على حد تعبير بن يشاي، حيث يتواصل ادخار اليورانيوم المخصب بشكل مضطرد وإجراء التجارب والتقدم باتجاه القنبلة النووية، أمام عجز العالم عن بلورة إستراتيجية قادرة على لجم المشروع النووي الإيراني.
علاوة على ذلك، أشار المحلل العسكريّ إلى يشي التغيرات العاصفة التي مر بها العالم العربي والتي تجعل إسرائيل في حالة عدم ثبات أمام التحولات التي تعجز عن رؤية مداها ونهاياتها وعلى رأسها تطورات الوضع في سوريا ومصر الأمر الذي يتطلب منها الاستعداد لأسوأ الاحتمالات.
وتابع قائلاً إنّ كل ذلك يحدث في ظل أزمة اقتصادية عالمية، تتأثر بها إسرائيل ويتراجع دور الولايات المتحدة وفي ضوء زيادة عزلة إسرائيل دوليا وإقليميا وتعثر عملية السلام.
أمّا في ما يتعلق بالعام القادم 2012، فإنّه يصفها بأنّها سنة تفاؤل ،بعد التلخيص المتشائم ل 2011، حيث يقول انه من غير المؤكد أن يتحول الربيع العربي إلى شتاء إسلامي، ويتوقع أن ترتدع إيران وان تهدأ مصر وأن يتلقى حزب الله ضربة قاصمة بعد انهيار نظام الأسد. بن يشاي، الذي رسم صورة قاتمة لوضع إسرائيل في النصف المتشائم من تحليله الذي خلص فيه إلى القول إن إسرائيل في مرمى 100 ألف صاروخ ومحاطة ببحر من العزلة، يرسم اليوم صورة شبه وردية عندما يشير إلى تطورات ايجابية ليست بالقليلة من شانها أن تؤدي إلى تحسن الوضع الأمني الاستراتيجي لإسرائيل في المدى المتوسط والبعيد.
وبحسبه، فإنّ أهم هذه التطورات، هي الضربة التي سيتلقاها ما يصفه، بمحور الشر الإيراني، إذا ما سقط النظام السوري والتصميم المعزز بالأفعال للدول الخليجية العربية السنية على مواجهة ما يصفه، بالخطر الاستراتيجي القادم من إيران بكل الوسائل السياسية والاقتصادية والعسكرية. هذا بالإضافة إلى أن توجهات الحركات الإسلامية التي افرزها الربيع العربي هي اقل خطورة على إسرائيل مما بدا لصنّاع القرار في تل أبيب للوهلة الأولى، يقول بن يشاي، مشيرا إلى أن حركة الإخوان المسلمين تعطي أفضلية للدعوة (الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية) على فريضة الجهاد، لذلك يعتقد أنها ستعتمد سياسة براغماتية وستجتهد في تمييز نفسها وحتى محاربة السلفيين.
من جهة ثانية فان سقوط النظام السوري سيحول حزب الله إلى لقمة سائغة، ليس فقط لإسرائيل بل لخصومه في لبنان ذاتها، يقول بن يشاي، لأنه يحرمه من حليفه اللوجيستي ونقطة تواصله مع إيران ولذلك فان حزب الله سيزين أي رد فعل مستقبلي تجاه إسرائيل حتى في حال تعرضت إيران لهجوم عسكري، على حد تعبيره. ويخلص المحلل الإسرائيليّ إلى القول إنّ سوريّة باتت ساحة المعركة الحالية بين إيران وبين دول الخليج السنية وعلى رأسها السعودية وقطر وحتى تركيا السنية، التي تعرف أن سقوط نظام الأسد سيضرب القدرات الإستراتيجية لإيران، من هنا تنبع تحركات الجامعة العربية التي تتغطى بالمنطلقات الإنسانية لأول وهلة، من جهتها إيران قطعت المساعدات المالية عن حماس المقربة من الإخوان المسلمين وترفض الوقوف إلى جانب نظام الأسد،على حد قول المحلل العسكري الإسرائيلي.
أمّا في ما يتعلق بالشأن الفلسطينيّ، فقال المحلل بن يشاي إنّه يتحتم العودة إلى طاولة المفاوضات مع السلطة برئاسة محمود عبّاس، الذي يراوغ في الفترة الأخيرة، لأنّ تجديد المفاوضات الإسرائيليّة ـ الفلسطينيّة، على حد قوله، من شأنه أنْ يُخفّض من عزلة الدولة العبريّة عالميًا، وأيضًا يسمح لتل أبيب بالتحضر لتوجيه الضربة العسكريّة للبرنامج النوويّ الإيرانيّ، لافتًا إلى أنّ رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الأمن باراك يعرفان هذه الحقيقة، ولكنّ السؤال: هل يملك الاثنان الشجاعة الكافية للإقدام على تقديم التنازلات من أجل العودة إلى مائدة المفاوضات مع الفلسطينيين، على حد تعبيره.
الرسائل والاشارات التي تصل عمان من الرياض توحي بان المملكة العربية السعودية متحفظة او على الاقل مترددة فيما يخص دعم خطط الاردن للانفتاح على حركة حماس واحتضانها مجددا سياسيا ولوجستيا.
وما يصل للاردنيين من ايحاءات صادرة عن مكتب وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، يتضمن رسالة مباشرة تقول بان الرياض وفي هذه المرحلة تقترح تأجيل العودة السياسية لقادة حركة حماس للساحة الاردنية، ووقف اندفاع الوساطة القطرية والاقتصار في هذه المرحلة على العودة الانسانية ذات الطابع الانساني بتلك النسخة التي يبشر بها رئيس الوزراء الاردني عون الخصاونة.
وطوال الاسابيع القليلة الماضية تسربت عائلات شخصيات مهمة في حركة حماس الى بلدان مجاورة لسورية، من بينها الاردن ومصر ولبنان، مع عدد كبير وصل قطر فعلا ويبحث عن مكان للاستقرار فيه.
وحسب مصدر مقرب جدا من الحكومة الاردنية تحدث لـ'القدس العربي'، فان زوجات واطفال عدد كبير من قادة حماس في مكاتب دمشق غادروا فعلا، وان عددا لا يستهان به دخل الاردن فعلا وحصل على جوازات سفر اردنية، ومن تبقى في مكاتب دمشق عمليا بعد هذه الهجرة البطيئة هم بعض العاملين وبعض قيادات الصف الثاني بحيث يقترب وجود حماس اليوم من الاقتصار على 'غفارة' سياسية في مكاتب حماس.
ويبدو ان استضافة العائلات وتوفير ملاذات انسانية لعناصر حماس في دمشق خطوة يوافق عليها الجانب السعودي فيما يخص مشروع الاردن وقطر لانجاز عودة سياسية لقادة حماس الى الساحة الاردنية، والرياض هنا تتحفظ على العودة السياسية ولا تعارض الانسانية.
وفي الكواليس ثمة شرط سعودي يحذر الاردن من التطبيع المباشر والسريع مع حماس، فالحكومة الاردنية تلاحظ بان تناغماتها مع قادة حماس لم تحصل مثلها اطلاقا على الجانب السعودي، فكل النوافذ السعودية لا زالت مغلقة امام قادة حماس والزعيم السياسي للحركة خالد مشعل اشتكى مؤخرا لشخصية سياسية اردنية من ان الاخوة في الرياض اغلقوا حتى قناتين قديمتين 'كنا نتبادل عبرهما الرسائل'.
ولا يخفي السعوديون شرطهم بان تتخلص حماس تماما من علاقتها الايرانية حتى تتلقى الاتصالات منها، وهو امر حاول مشعل ورفاقه شرحه بالاشارة الى ان المسألة دعوة ضمنية للانتحار، فمن غير الممكن مغادرة دمشق والانقلاب على طهران فجأة ومن دون مبررات وحتى من دون التزام برعاية سعودية مقابلة.
لهذه الاسباب وعلى نطاق واسع يمكن ملاحظة حجم السعي الاردني للتأمل والتفكير قبل الاستجابة الكاملة للوساطة القطرية التي تقترح تحولا شاملا في العلاقات السياسية بين الاردن وقادة حماس، وهو امر يتوقعه ويلمح اليه حتى الناطق باسم الحكومة الاردنية راكان المجالي ووزراء اخرون.
لكن القيادي الاسلامي والوكيل القانوني لحركة حماس في الاردن المحامي موسى العبداللات يبدو مستعدا للقول بان الوساطة القطرية نجحت فعلا ليس فقط بترتيب العلاقات بين الاردن وحماس، ولكن باقناع السلطات الاردنية بتطوير هذه العلاقات والتجاوز السريع لخلافات السنوات الماضية.
ورفض العبداللات عندما سألته 'القدس العربي' توضيح مقاصده عن التطوير الذي يلمح اليه وسقفه لكنه قال: اتوقع في المستقبل الوشيك لقاء بين الاخ مشعل وصانع القرار الاردني برعاية قطرية، وعلينا الا ننسى ان حماس اصبحت لاعبا مهما في الاقليم بعد المصالحة والتطورات الاخيرة وخصوصا الربيع العربي.
(*) القدس العربي، 31/12/2011.
كتبت صحيفة الصنداي تلغراف (1/1/2012) أن سوريا قد تراجعت عن تعهدها للجامعة العربية بإطلاق سراح 700 سجين، كانت قد وعدت بإخلاء سبيلهم، كجزء من المبادرة العربية. وتقول الصحيفة أن المبادرة تنص على حق المراقبين العرب بتتبع الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن في شوارع المدن السورية، وزيارة السجون الحكومية. وتنقل الصحيفة عن نشاطين قولهم أن السلطات السورية أطلقت سراح أعداد قليلة للغاية من المحتجزين في سجونها، وأن التراجع عن وعود إطلاق سراح المعتقلين السياسين كجزء من سياسة المماطلة وكسب الوقت التي تنتهجها سوريا. وترى الصحيفة أنه إذا وجدت الجامعة العربية أن سوريا لا تتعاون مع بعثة المراقبين، فإن الضغط الدولي على النظام سوف يتزايد بشكل كبير. وتشير الصحيفة إلى ما أوردته منظمة "هيومن رايتس واتش" من أن النظام السوري قد نقل المعتقلين إلى السجون الحربية التي لا يمكن للمراقبين العرب زيارتها وفق بروتوكول بعثة المراقبين.
قالت صحيفة الشرق الأوسط (1/1/2012) أنه لا تزال مدينة حمص السورية تستقطب اهتمام بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية، التي تتنقل بصعوبة بين منطقة وأخرى لاستطلاع الوضع ونقل مطالب الأهالي، في حين اعتبر ناشطون في حمص أن مهمة المراقبين محفوفة بالمخاطر، وهم اليوم بحاجة إلى حماية أمنية، وهذا طرح تساؤلات عن الطبيعة الحقيقية لعمل البعثة العربية، أهي لتوثيق القتل والعنف الحاصل في سوريا أم لوقفه؟
وأضافت الصحيفة بأن وفد المراقبين تمكن أمس للمرة الأولى من الوصول إلى حي السلطانية الواقع ضمن بابا عمرو، بسبب الحصار المفروض عليه منذ أكثر من شهر، وأنه الأكثر دمارا في حمص، وأن المحاصرين يقتاتون من المؤن القديمة المخزنة لديهم، و أن أبناء الحي اغتنموا فرصة دخول المراقبين إلى المنطقة وخرجوا بمظاهرة يزيد عدد المشاركين فيها على الـ30 ألفا مطالبين بإسقاط النظام، لكن الأمن والجيش النظامي فتح النار عليهم رغم وجود المراقبين مما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى.