كيف نتعامل مع وباء (كورونا)؟
الكاتب : جهاد بن عبدالوهاب خيتي
الاثنين 16 مارس 2020 م
عدد الزيارات : 45856

كيف نتعامل مع وباء (كورونا)؟

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذه وقفات حول وباء كورونا (كوفيد-19)، دعاني إليها كثرة ما يشاع ويتحدّث به الناس حول هذا المرض وكيفية التعامل معه.

وهذا كله -بلا شكّ- يؤدي إلى الوقوع في المخالفات الشرعية من جهة الاعتقاد والعمل، وقد يؤدّي إلى التسبّب في الوقوع في المرض أو نشره بين الناس.

وسوف أختصر الحديث حول هذا الموضوع في سبع وقفات:

الوقفة الأولى: لا شك أنّ هذا المرض إنّما نزل بقدر الله، ولحكمة يعلمها سبحانه:

 

الوقفة الثانية: أنّه خطير، وخطورته تكمن في ثلاثة أمور:

 

الوقفة الثالثة: كيف نتعامل معه؟

وهذا كل مشروع، فقد كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّا قَدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ)([3]).

ووضع لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أساس العزل الصحي في حال تفشّي الأوبئة فقال: (الطَّاعُونُ رِجْسٌ أُرْسِلَ عَلَى طَائِفَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ)([4]).

 

الوقفة الرابعة: فيما يتعلّق بالمسائل الشرعية المترتّبة على تجنّب المخالطة:

يترتب على تجنّب المخالطة أمور منها:

وكذا الخوف من المرض، قال المرداوي الحنبلي رحمه الله: "ويعذر في ترك الجمعة والجماعة: المريض بلا نزاع، ويعذر أيضًا في تركهما لخوف حدوث المرض"([6]).

ومن كان مريضًا وجب عليه اجتناب المسجد حتى يُشفى، ويُمنع إن لم يمتنع بنفسه، قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: "سبب المنع في نحو المجذوم: خشية ضرره، وحينئذ فيكون المنع واجبًا فيه"([7]).

وقد صدرت كثير من الفتاوى من الجهات الشرعية المعتبرة في أنحاء العالم تبيّن أنّ هذا الوباء عذرٌ لترك الجمعة والجماعة حتى يرفعه الله عنّا.

وإذا انتشر الوباء وعمّ في بلد وصدر أمرٌ من أولي الأمر بإغلاق جميع أماكن اجتماع الناس بما فيها المساجد؛ فيجب إغلاقها حتى يرتفع الوباء ويزول الخطر.

 

الوقفة الخامسة: العلاج:

أسأل الله أن يعجّل برفع هذا البلاء، وأن يقينا شرّه، وأن يرحمنا برحمته الواسعة، وأن يسبغ علينا العافية، إنه رؤوف رحيم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 


([1]) رواه ابن أبي شيبة (29867)، وأحمد (22413).

([2]) رواه الترمذي (2139).

([3]) رواه مسلم (126-2231).

([4]) رواه البخاري (3473).

([5]) رواه مسلم (256-654).

([6]) الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف (2/300).

([7]) الفتاوى الفقهية الكبرى (1/212).

([8]) رواه أحمد (3578).

([9]) رواه أبو داوود (3874).

([10]) متفق عليه: البخاري (5736)، مسلم (65-2201).

([11]) متفق عليه: البخاري (5687)، مسلم (88-2215)، وفيه: (وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ الشُّونِيزُ).

([12]) متفق عليه: البخاري (5692)، مسلم (87-2214).


https://islamicsham.org