ثمانون
الكاتب : د. حيدر الغدير
الخميس 28 مارس 2019 م
عدد الزيارات : 3912

 

ثمانون

أشفقت إذْ صار عمري أمسِ ستينا             والعمرُ في حُلوه والمرِّ يطوينا 
فلُمتُ نفسيَ في حزن فقد نشطت             في الخير حيناً ولكنْ فرَّطَتْ حينا 
وقلتُ: يا نفسُ توبي، فالرحيلُ دنا              والفوز في غدنا أغلى أمانينا 
♦♦ ♦♦ ♦♦ 
ونمت يوماً وبعض اليوم في دعةٍ          وحينما قمت كان العمر سبعينا 
فعدت للتوب إذ أبصرته فرساً          يغدو فألحق من صحبي الميامينا 
وقلت: يا نفسُ سبعيني مضت حلماً          فجددِّي التوبَ إنَّ الموت آتينا 
♦♦ ♦♦ ♦♦ 
ونمت في سِنةٍ طابت بما وُعِدت            وحين صحويَ عانقت الثمانينا 
رأيت شيبيَ شمسَ الصيف ساطعةً            والوهنَ فيَّ جراحاتٍ وسِكِّينا 
وأبصرتْ مقلتي في لحظةٍ كفني              والقبرَ بيتاً كما شدناه يحوينا 
تُرى أأرحلُ أم يمتدُّ لي أجَلي               فإن غفوتُ قليلاً صار تسعينا 
♦♦ ♦♦ ♦♦ 
غداً سآتيك يا ربّي وبي أملٌ        بالعفو آلاؤه فاحتْ رياحينا 
أرى بشائره سعداً ومغفرةً         وجنةً حسنُها نضراً ينادينا 
لمّا دعوتُك في سرِّي وفي علني       قالت ملائكةُ الرضوان آمينا 
وإن لطفَك لا حدٌّ لأنعمه               وإنه سوف يغنينا ويقنينا 
وهو الخُوان الذي تربو أطايبُه         إذا طمعنا فتأتينا أفانينا 


https://islamicsham.org