العلامة المحقق الشيخ محمود العطار
الكاتب : مجد مكي
الخميس 28 مارس 2019 م
عدد الزيارات : 5205

 

العلامة المحقق الشيخ محمود العطار

 

ترجمة العلامة الشيخ محمود العطار منقولة من خطه بيده:
ولادته ونشأته:
(أقول: أنا الفقير إلى رحمة ربه الغفار، محمود بن المرحوم رشيد بن الشيخ محمد العطار، من أهالي دمشق الشام، ولادتي سنة 1287 هـ في دمشق في ثمن القنوات، ونشأت فيها حتى صار عمري ثماني، أو تسع سنين، وضعني والدي في المدرسة حتى ختمت القرآن والكتابة، فلما صار عمري نحو إحدى عشرة سنة، أخدت في قراءة مقدمات العربية، والتجويد، والإملاء على الشيخ طاهر الجزائري، ابن السيد صالح الجزائري الدمشقي المتوفى سنة 1338 بدمشق، مؤلف "توجيه النظر إلى علوم الأثر"، وهو مطبوع بمصر في المطبعة الجمالية سنة 1328 هـ، وغيره.
ثم طلبت العلم على الشيخ محمد الخطابي النابلسي الذي رحل أخيراً إلى الهند وتوفي بها سنة 1300، وكذا على تلميذه الشيخ حسن اللحام بهاء الدين الشامي الذي رحل أيضاً إلى الهند، وسنكفورا [سنغافورة]، وحصل له الشهرة العظيمة وعلو القدر والجاه في العلم، والطريق، ثم رجع إلى الشام وتوفي بها سنة 1303 هـ.


سفره للحج وشيوخه بمكة والمدينة:
وسافرت إلى الحج مع أخي الأكبر سنًّا مني، وقد ناهزت الاحتلام والبلوغ، وقد بلغت سنة 1301هـ، وكانت الوقفة يوم الجمعة، وقد اجتمعت بمكة بالشيخ رحمة الله الهندي (وقد توفي يوم الجمعة في 22 من رمضان سنة 1308هـ)، مؤلف "إظهار الحق"، بالمدرسة الصولتية، ودعا لي.
وجئت المدينة المنورة، واجتمعت ببعض العلماء الكبار من هنود وغيرهم: كالعلامة محمد أمين رضوان شيخ "دلائل الخيرات" بالمسجد النبوي المتوفى سنة 1329 هـ، والسيد أحمد ابن السيد إسماعيل البرزنجي مفتي الشافعية بالمدينة، المتوفى بدمشق الشام ليلة الأحد 3 / 4 سنة 1337 هـ، وحضرت دروسهم.
حفظه للقرآن وشيوخه في القراءات:
ثم بعد سنة شرعت في حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب، وختمته في مدة سنة أو أقل، وأخذت بتجويده على شيخ القراء بدمشق الشيخ أحمد الحلواني من أوَّله إلى سورة العنكبوت، ثم حفظت الشاطبية على الغيب، وجمعت القراءات السبعة على المحقّق الشيخ حسن موسی المصري الموظف بدمشق إلى سورة الرعد، وحصل مانع من الإكمال عنده، ثم حفظت الدُّرَّة تكملة القراءات العشرة، وجمعت العشرة من طريق الشاطبي على شيخ قراء زمانه الشيخ عبد الله الحمَوي، وأخذت الإجازة.
ملازمته للشيخ بدر الدين الحسني وعبد الحكيم الأفغاني:
ثم اشتغلت بطلب العلم بجد عند الشيخ بدر الدين، المحدِّث الشهير المعمَّر، المتوفي صباح يوم الجمعة في 27 ربيع الأول سنة 1354هـ بعد (87) سنة كان فيها نوره ساطعاً، لم يضعف فيها شعاعه؛ إذ كان تولده سنة 1267 هـ. هكذا عن ترجمة رأيتها ألقيت في حفلة تأبين العلامة المذكور للعلامة الأستاذ عبد الرزاق نجم الدين الحمصي في مؤلفه "المنبر السيَّار"، ج(1)، وقرأت عنده من جميع الفنون ما لا أحصيه، ثم قرأت على الشيخ عبدالحكيم الأفغان : الدر المختار فقه حنفي، وشرح المنار للعلائي، والشافية في الصرف، وغيرها .
قراءاته على شيوخ دمشق:
وقرأت على الشيخ عبد القادر الأسطواني: "الدر" من أوله إلى كتاب الحج، وشرح المنار .
وقرأت على الشيخ سليم العطار: البيضاوي مع بعض حاشية الخفاجي، وكذا متن البخاري، والجامع الصغير، وشرح البيقونية، وحاشية الأمير على عبد السلام، وغيرها. وقرأت على أخيه الشيخ محمد العطار: الإظهار، والكافية، والأشموني وغير ذلك. وقرأت على الشيخ بكري العطار: النحو، والمنطق، وكتاب امتحان الأذكياء للبرکوي.
وقرأت على الشيخ محمد الخاني: جمع الجوامع، وحاشية الحضري على ابن عقيل، وحواشي السعد على العقائد، والصبان على الملوي (منطق).
وقرأت على الشيخ أحمد الحلبي حفيد الشيخ سعيد الحلبي، وعلى الشيخ نجیب کیوان، ثم قرأت على السيد محمد جعفر الكتاني الجزء الأول من مسند الإمام أحمد، وبعض الثاني، ومع هذا ما قطعت القراءة على الشيخ بدر الدين، والشيخ عبد الحكيم.
واشتغلت في التعلم والتعليم والتدريس في مدرسة دار الحديث، وفي الجامع الأموي قبل أن يحرق، وقد حرق سنة 1311.
رحلاته مع الشيخ بدر الدين الحسني وملازمته له في سفره وحضره:
وسافرت مع الشيخ بدر الدين إلى بیروت، ويافا، والقدس، والخليل، وكنت ألازمه في سفره وحضره، ثم سافرت معه أيضاً إلى الحجّ من طريق البحر سنة 1318هـ، ورجعت معه من البر، ثم سافرت معه أيضاً إلى الحج سنة 1333 هـ، من طريق البر في سكة الحديد إلى المدينة المنورة، ثم إلى مكة أيام الشريف عون، وكان الشيخ شعيب المغربي يدَّرس في الحرم [أي: العلامة الشيخ أبو شعيب الدكالي المولود 1295 هـ / 1878م - والمتوفي 1356 هـ / 1937]، واجتمعت مع الأستاذ [بدر الدين] بأكابر العلماء مثل: الشيخ أبي بكر شطا، وأمثاله.
وظائفه:
وقد عيِّنت مفتياً ومدرساً في بلاد الكرك، والطَّفيلة مدة بالامتحان في علوم كثيرة، ثم تركت، وعيِّنت مدرسا رسمياً في مسجد بني أمية.
تدريسه في مدرسة الفلاح بجدة وسفره إلى الهند لإقراء المتخرجين فيها:
وفي سنة 1334 هـ ،قعدت في جُدة مدرساً للصنف العالي قريب سنة، ثم صارت الحرب، ثم حَجَجْت مع ولدي محمد وأمه، واجتمعت بمحمد علي زينل منشئ، مدارس الفلاح، فأجبرني أن أقعد بجُدة مدرساً، فقعدت قریب سنة، ثم جئتها أيضاً وقعدت بها، وكنت أقرأ دروسًا خمسة في المدرسة، ودروساً أخرى في المساجد، وللطلبة، ثم طلبني محمد علي إلى الهند ببمبي مع الشيخ أمين سويد لإقراء المتخرجين من مدارس الفلاح عشرين من أهالي مكة وجدة ، منهم: السيد إسحاق عزوز، واللنقا، وجعفر فلمبان، والسيد محمد حسن كتبي، وأخوه السيد، أقرأ لهم البيضاوي ومسلماً، وعلوماً أخرى، قعدت قریب سنة، ثم رجعت إلى الشام ، ثم طلبني أيضاً إلى الهند ببمبي، فجئتها سنة 1367 هـ للتدريس لهؤلاء.
رجوعه للشام وتعيينه مدرسًا وخطيبا ووظائفه:
ثم رجعت إلى الشام، وعيِّنت مدرساً، وخطيباً في جامع باب المصلى، وما زلت أقرئ الدروس من كل فنّ في المدرسة المذكورة إلى الآن.
ثم عيِّنت عضواً في جمعية العلماء بدمشق، وعضواً في الأوقاف للجنة الامتحان، وعيِّنت قبلها مدرساً للبنات الأيتام، واستعفیت، ثم عُيِّنت مدرساً بالمدرسة الكليَّة الشرعيِّة التي أحدثت من طرف حكومة الشيخ محمد تاج الدين باسم والده بدر الدين سنة 1359 هـ، وحججت -ولله الحمد -مرات كثيرة في أثناء القراءة، وسافرت إلى مصر مرات، وإلى العراق، والبصرة مرتين، وإلى الآن أنا في حجرتی بدار الحديث أقرئ ولله الحمد، وصار لي فيها قرب ستين سنة، وأسأله تعالى أن لا يقطعنا عن العلم والتعليم.
العلماء الذين اجتمع بهم في مصر:
وقد اجتمعت بمصر بعلماء فحول، وحضرت دروسهم: كالشيخ البحراوي، والشيخ الشربيني، والشيخ الأشموني، والأنبابي، والرافعي، والشيخ محمد بخيت، ونجاتي، وأبو خطوة.
طباعة شرح كنز الدقائق لشيخه الأفغاني:
وقد طبعت شرح الكنز للشيخ عبد الحكيم الأفغاني بمصر، وقعدت مدة ستة أشهر، واجتمعت بعلماء آخرين ولله الحمد والمن، تحدثاً بنعمة الله تعالی.
ولي صحبة عميقة مع أحمد بك الحسيني العالم الشهير ذي التآليف المفيدة، وله شرح الأم في عشرين مجلداً. انتهى.
نقلا عن رابطة العلماء السوريين- بتصرف
 


https://islamicsham.org