كتاب الالتزام الدينيّ منهج وسط
الكاتب : موقع على بصيرة
الثلاثاء 26 مارس 2019 م
عدد الزيارات : 4071

 

كتاب الالتزام الدينيّ منهج وسط
للشيخ عبد الرحمن حسن حبنّكة الميداني رحمه الله


هذا الكتاب: "الالتزام الدينيّ منهجٌ وسطٌ"، للشيخ: عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني رحمه الله، كتابٌ قيّمٌ في موضوعه، جاء في (128) صفحة، وقد عالج فيه الشيخ موضوع الغلو والتفريط في كلٍ من العقائد والمفاهيم الأساسية، والأحكام الشرعية، والسلوك الدينيّ، والولاء. أصدرته "رابطة العالم الإسلاميّ" ضمن سلسلة "دعوة الحقّ"، في السنة الرابعة، في محرم 1405هـ، تشرين الأول 1984، برقم (34).
• المقدّمَة:
ذكر المؤلف في المقدّمة: "أنّ أتباع الأديان والمذاهب تُصاب مجتمعاتُهم بداءين: الداء الأول: التهاون والتفريط، في دركات متنازلات، حتى دركة الانسلاخ الكليّ. الداء الثاني: المبالغة والغلوّ في انحراف يوهم أنّه صاعد حتّى درجة الانسلاخ الكليّ".
• مفاهيم التفريط والغلوّ:
1. الاعتدال ذو مراتب: عليا، وسطى، ودنيا، فما هو دون المرتبة الدنيا تفريط، وهو مذمومٌ، وما بعد المرتبة العليا منحدر الغلوّ، وهو مذموم أيضًا.
2. يوجد قسم من الحقائق تضيق مسافة حدودها، حتّى تبدو أنّها قوالب لا تحتمل المخالفة بأقلّ المقادير، مثل العقود والعهود، فالواجب أن تطابق مطابقةً كاملةً ما تمّ عليه العقد أو العهد دون زيادة أو نقصان.
• تعريف التفريط والغلوّ في الدين:
1. التفريط في الدين يكون بتقليص مساحة الدين، أو بمجافاة هذه الحدود وعدم القيام بأيّ حقّ من حقوق الدين، والتفريط إنْ لم يكن من مستوى الكفر، فهو اتّباع للهوى، وإيثار للشهوات، وحبّ للعاجلة.
2. الغلوّ في الدين يكون بتجاوز حدود الله فيه، ويكون بسبب المبالغة في الاندفاع القويّ دون بصيرةٍ، بُغية الظفر بأعلى درجات الدين، ويرافق ذلك قفزٌ أرعنٌ، واضطراب في الرؤية، وفسادٌ في تصوّر الحقيقة.
كلٌّ من التفريط والغلوّ يكون في الأركان الأربعة: (العقائد والمفاهيم الدينية الأساسية، الأحكام الشرعية، السلوك الديني، الولاء للدين أو باسم الدين)
أولاً: بيان التفريط والغلوّ في العقائد والمفاهيم الأساسية:
يكون بالتهاون في القضايا التي تدخل في هذه المجالات، والتسامح في عدم الأخذ بها؛ وبتوسيع أو تقليص حدودها، أو إزاحة مواضعها، أو تغيير صفاتها أو شروطها أو أركانها، تهاونا بالتزام حدودها. ويكون بمجاوزة حدّ الحقّ فيها، بدافع المبالغة الزائدة عمّا ينبغي، للأخذ بها والتحمّس لها، ومناصرتها. وهذا التجاوز لا يكون إلّا إلى باطلٍ. وقد يكون الغلوّ في العقائد والمفاهيم الدينية ناتجًا عن وسوسة شياطين الجنّ والإنس، فيندفع هؤلاء الغلاة في باطلهم، وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعًا. وقد يكون الغلوّ ناتجًا عن طمعٍ بمصلحة دنيوية من هذا الغلو، وقد يكون مَكرًا بالدين وأهله.
ثانيًا: بيان التفريط والغلو في الأحكام الشرعية:
يكون التفريط في الأحكام التشريعية بـ:
- استباحة فعل ما حرّم الله، أو باستباحة ترك ما أوجب الله، أو باعتبار ما رغّب الله في فعله ندبًا أو رغّب في تركه ندبًا كالمباحات المطلقة التي يستوي فعلها وتركها حكمًا.
- حمل ما أمر الله به أمر إلزام ورتب العقاب على تركه على أنّه ندب، وحمل ما نهى الله إلزام ورتّب العقاب على تركه على أنّه نهي ندبٍ.
- التلاعب بدلالات النصوص، للتخفيف من درجة الحكم التشريعي الذي يستفاد منها، وكذلك الحكم بغير ما أنزل الله.
- إنزال مرتبة المحرمات الكبائر إلى مستوى المحرمات الصغائر، وإنزال المحرمات الصغائر إلى مستوى المكروهات، وإنزال مرتبة أركان الإسلام إلى مستوى الواجبات العادية، وإنزال مرتبة الواجبات إلى مستوى المندوبات.
- تتبع الآراء الاجتهاديّة الضعيفة، أو تتبع الرخص في المذاهب أو تتبع أسهل الآراء فيها، لمجرد التخفيف دون بحث استدلاليّ خاصٍّ في المسألة.
- التحريم من غير دليل كافٍ للتحريم؛ والإيجاب والفرضية من غير دليلٍ كاف للإيجاب والفرضيّة.
- الرغبة في امتلاك قلوب العامّة، الذين يعظمون المتشددين ويرون أنّهم أكثر ورعًا فيمجدونهم، ويسمعون منهم فتاواهم.
- التعصّب المذهبي، مع وجود مذاهب أخرى معتبرة تقول بخلاف رأي المذهب.
ثالثًا: بيان التفريط والغلوّ في السلوك الديني.
يكون التفريط في السلوك الديني على ثلاثة أحوال:
1. النقص عن الالتزام بفعل الواجبات وترك المحرمات.
2. النقص من مراعاة فعل المندوبات وترك المكروهات.
3. النقص في مراعاة فعل الأولى والأفضل والأحسن، وترك خلاف الأولى والأحسن.
ومن أمثلته: صيام الدهر، أو قيام الليل كله دون راحة، والتقشف المضني للجسد أو القاتل له، أو ترك الزواج تقرّبًا إلى الله تعالى.
رابعًا: بيان التفريط والغلوّ في الولاء.
يكون التفريط في الولاء بصورٍ كثيرةٍ منها:
- التفريط بالانتصار لدين الله خوفًا أو تهاونًا أو موالاةً لأعداء الله.
- التفريط في نصرة المستضعفين من المسلمين إذا تعرّضوا لظلمٍ.
- موادّة أعداء الله، واتخاذ بطانة من الكافرين أو المنافقين يستشارون وتكشف لهم الأستار والأسرار.
- مجالسة الذين يخوضون في آيات الله كفرًا وطعنًا أو استهزاءً دون القيام بالانتصار الواجب لدين الله أو مفارقة المجلس.
- الإعراض عن استعمال المؤمن القويّ الأمين الناصح لله ولرسوله وللمؤمنين.
ويكون الغلوّ في الولاء بصورٍ كثيرةٍ منها:
- مجاوزة حدّ الحقّ في المناصرة والتأييد، كالانتصار للدين بالأكاذيب والقصص الخرافية والادعاءات الغيبية الكاذبة.
- حبّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أكثر من حبّ الله، أو إعطائه بعض صفات الألوهيّة.
- الولاء لشخص أو جماعةٍ أو حزب بالمناصرة بالباطل والحكم الباطل.


موقع على بصيرة- بتصرف


https://islamicsham.org