اللعب عند الأطفال
الكاتب : د. ياسر بن مصطفى الشلبي
الاثنين 30 يوليو 2018 م
عدد الزيارات : 5685

 

اللعب عند الأطفال

 

لاشك أن الطفل هو رجل الغد، وأمل المستقبل الذي يعول عليه في بناء المشروع الحضاري المنشود، ولا يمكن أن نحقق آمالنا دون تربية الطفل تربية رشيدة وتشكيل عقليته ونفسيته وفق المبادىء والقيم الحضارية الذاتية لأمتنا، وأعتقد أن اللعبة خير ما يوصل هذه المفاهيم لأطفالنا بما يتناسب ومستواهم العقلي .      

 

كثير من الناس، مع ما تشهده الساحة التربوية من تطور ونضوج، يعتقدون بأن اللعب مسلٍّ، والساعات التي يقضيها الأطفال فيه هي وقت ضائع لايسهم في تربية الطفل أو تثقيفه مما يدفعهم للطلب من أطفالهم أداء الواجبات المدرسية وعدم اللعب إلا أثناء العطل أو حين انتهاء الدراسة، بل وربما ذهب البعض أبعد من ذلك بتحويل العطلة إلى فرصة تسنح للاستزادة من النهم العلمي لتحصيل العلامات وبلوغ المجاميع التي تؤهله لدخول أعلى الكليات في ظل عصر أضحت الرغبات فيه مقرونة بالدرجات.

معما للألعاب من أهمية في حياة الطفل من الناحية التربوية والنفسية والعقلية فاللعب يؤدي وظيفة مهمة في حياته، فهو يشغل مكانًا كبيرًا في نمو الأطفال، و يوفر لهم الراحة النفسية ،ويسهل عليهم الاندماج في المجتمع وتكوين علاقات مع أقرانهم، كما يمنع عنهم الملل الذي يجعل الطفل سيئ الخلق ومؤذيا، بل أصبح اللعب في السنوات الحالية وسيلة من أجل التعلم والتعليم.

    إن مما ينبغي معرفته لكل والد ومربٍّ ومشتغل في ميدان الطفولة فهم حياة الطفل والعوامل التي تحكم عملية نموه، ولن يتيسر لنا ذلك إلا بدراستنا لتلك القوى المختلفة التي تدفعه لأن يعبر عنها في أشكال مختلفة من السلوك والنشاط الذي يقوم به الطفل بمختلف صوره سواء أكان في اللعب أم في الرسم أو في حله وتركيبه للأشياء أو لصياغته لموضوعات معينة بالرمل أو الصلصال أو غير ذلك من صور النشاط، إنما كلها تعبير عن نفس الطفل وشخصيته، ومن ثم فهي تقتضي منّا كلَّ تشجيع واهتمام.

لذا نجد رجال التربية يذهبون في تعريف اللعب بأنه "نشاط موجه أو غير موجه يقوم به الأطفال من أجل تحقيق المتعة أو التسلية ، ويستغله الكبار ليسهم في تنمية سلوكهم وشخصياتهم بأبعادها المختلفة الجسمية والعقلية والوجدانية".

من أجل ذلك كله كان علينا أن نعي حقيقة ما يقوم به الطفل من ألعاب وأنشطة، وأنه ليس نوعًا من العبث الصبياني الذي لا غرض من ورائه ولا فائدة فيه فنعمد إلى إيقافه، بل الأمر على خلاف ذلك، فالطفل من خلال لعبه ونشاطه إنما يحقق ذاته بجوانبها المختلفة:

وتبدو الحاجة إلى اللعب عند الأطفال في غضبهم عندما نتحكم بشكل واضح في ألعابهم وقفزهم وتسليتهم وجريهم، فاللعب وممارسة النشاط الحر يمكن الطفل من إظهار مواهبه وقدراته المختلفة.

   ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المجال أن الألعاب التي نتحدث عنها هي تلك الألعاب التي تخدم تلك الأهداف وتسهم في تحقيق التربية المثالية التي تسهم في تنشئة جيل متوازن آخذين في الحسبان رغبات الأطفال واحتياجاتهم ومدى تطورهم وعمرهم وجنسهم حين اختيار أدوات اللعب، ولعل من المستحسن أن يخضع اختيارك لألعاب أطفالك للأسس التالية:


https://islamicsham.org