من أوراق الديوان الموصلي
وقفتُ في الجانبِ الشرقيِّ مبتئِسا
أرنو إلى الجانبِ الغربيِّ مُنْدَرسا
فقلتُ في النفسِ قولاً ما أُردِدُهُ
فحُبسةُ النفْسِ لم تُعطِ الجَوى نفَسا
حتى أقولَ مقالاً صاخِباً ذَرِباً
والصبحُ صارَ وقَيْتَ الصبحِ بِي غلَسا
سوداءُ بعدَ بياضٍ ذي مدينتُنا
مذ داسَها البغيُ واستشْرى بِها وقسَا
فأيُّ وصفٍ يَراها في رمادتِها
وينسجُ الشعرُ فيها بُردةً وكِسَا
فلا غطاءَ لهذا البؤسِ أجمعِهِ
يخالهُ الناسُ ماءً طهَّرَ الدنَسا
ما كانَ ذاكَ .. ولا كانتْ بطولُتهُ
صارتْ بهِ الموصلُ الحسناءُ أندلسا
خسارتانَ بوزنِ المجدِ قدْ غَلتا
فكيفَ يرجعُ مجدٌ بعدَما انتكَسا
ذاكَ الصغيرُ بكى في يومِ خجلتِهَ
و كمْ حقيرٍ تغاضى خِسةً .. وخَسا
وانعادتِ الحالُ فِينا في مرابعِنا
فانظرْ تجدْها تراباً ناطقاً حُبِسا
وصارَ فِيها الذي يبُكى لحاضرِهِ
و "البعثُ للهِ " قُلْ هذا لعلَّ عسَى