التقرير الإستراتيجي (17) [ 15-30 يونيو 2012 ]
الكاتب : المكتب السياسي - هيئة الشام الإسلامية
الأحد 1 يوليو 2012 م
عدد الزيارات : 21813

تقرير أسبوعي تعدّه وحدة الرّصد بالمكتب السياسي في هيئة الشام الإسلامية، يتضمن معلومات مفصلة عن التطورات العسكرية والمواقف الدولية من الأحداث الجارية في سوريا، ويعتمد على تقارير عسكرية غربية، ودراسات مراكز الفكر، وغيرها من المواد التي لا تنشر في وسائل الإعلام.

أولاً: الأوضاع الميدانية:

شهدت العاصمة السورية في الأسبوع الأخير من شهر يونيو 2012 انتشاراً أمنياً مكثفاً، تزامن مع قصف بلدة "قدسيا" الواقعة على بعد 6 كم من القصر الرئاسي، وأقر نظام الرئيس السوري "بشار الأسد" باقتراب المعارك من معاقله، متحدثاً عن مقتل عشرات "الإرهابيين" على أعتاب دمشق وإحباط عملية "معركة دمشق الكبرى".
وأكد مصدر أمني غربي في 28 يونيو أن بشار أسد بات يقبع تحت الحراسة المشددة من قبل الحرس الجمهوري في قصره، ولم يخرج من القصر خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو نظراً لتدهور الأوضاع الأمنية، وأكد المصدر أن لم يعد يسمح لعائلة الرئيس بالخروج من القصر، وبأن بشار وزوجته يعانون من الكآبة وتدهور معنوياتهم، ويستم الجو العام في القصر الجمهوري بالريبة والشك.
ونظراً لتسرب أخبار ذلك التشديد الأمني على بشار وعائلته؛ عمد الإعلام السوري إلى إظهار زوجته أسماء وهي تلعب الكرة الطائرة لتكذيب تلك الأنباء، لكن الأنباء تؤكد أن الوضع في الداخل على عكس ما تظهره وسائل الإعلام؛ فقد عمدت حراسة القصر إلى توظيف مجموعة من منسوبي الاستخبارات العسكرية لتذوق أي طعام يقدم لبشار وزوجته اللذين أصبحا يشكان في أقرب المقربين، وذلك بعد تسرب الأنباء عن تعرضهما لمحاولتي تسميم فشلتا في غضون الأيام الماضية، وأكد المصدر أن بشار لا يشرب كأساً من الماء إلا بعد أن يقوم أحد موظفي الأمن بشرب ربعها على أقل تقدير.
ونظراً لتكرر محاولات تسميم مسؤولين كبار في النظام خلال الفترة الماضية؛ فإنه لم يعد يسمح لأي مسؤول بزيارة بشار في قصره المحصن بجبل قاسيون إلا عبر المرور بإجرءات أمنية مشددة من قبل الحرس الجمهوري الذي قام بإغلاق جميع معابر القصر، ولم يعد من الممكن الدخول إليه إلا من خلال مدخل يمر تحت الأرض. ويؤكد بعض المطلعين أن جميع سيارات النقل والتموين تخضع لتفتيش دقيق من قبل حرس القصر.
وفي يوم الثلاثاء 26 يونيو لوحظ توغل عناصر من القوات الخاصة الفرنسية والتركية بعمق 3 كيلو مترات من جهة إدلب، وأشارت مصادر أمنية إلى وجود قوات خاصة بريطانية داخل سوريا في الفترة ذاتها.
وعلى إثر تسرب تلك الأنباء صرح بشار في اليوم ذاته: "إننا في حالة حرب شاملة في سوريا، ويجب تركيز طاقاتنا لتحقيق النصر فيها".
وقد شهد الأسبوعان الأخيران من شهر يونيو زيادة في عدد المنشقين عن الجيش النظامي؛ حيث أعلن ثلاثون ضابطاً برتب عسكرية رفيعة (منهم ضابط برتبة لواء، وعقيدان) انشقاقهم، وعبروا الحدود باتجاه تركيا مع عائلاتهم.
ويعتقد مطلعون أن عدد المنشقين برتبة لواء قد وصل إلى 13 ضابطاً، لكنهم يخفون أنباء انشقاقهم لتأمين أوضاع عوائلهم، ويقيمون في الوقت الحالي في تركيا حيث يقدمون معلومات قيمة عن وضع جيش النظام، الذي أنهكته المواجهات.
وعلى إثر تدهور الأوضاع بين دمشق وأنقرة؛ أكد نائب رئيس الوزراء التركي بولند أرنج يوم الإثنين 25 يونيو أن الحكومة التركية تدرس إمكانية قطع الإمدادات الكهربائية عن دمشق، وأضاف أن تركيا قد امتنعت حتى الآن عن القيام بذلك لأسباب إنسانية، لكنها يمكن أن تلجأ إلى مثل هذا الإجراء إذا استمرت دمشق في تهديد أمن البلاد.
وبحسب تقرير مطول في مجلة "تايم" ذكر ضابط منشق في المنطقة الشمالية أن السلطات التركية لم تعد تشدد في وصول الأسلحة إلى الجيش الحر، وتقول المجلة أن معظم الأسلحة التي تنقل إلى الداخل تتم من خلال وسطاء.
وبحسب مهربي الأسلحة العاملين في المنطقة فإن "الضوء الأحمر" على الحدود التركية تحول الآن إلى "أخضر" حيث أصبح الجنود الأتراك يغضون الطرف عن حركات المقاتلين الذين يستخدمون طرقاً وعرة عبر الجبال وينقلون الأسلحة على ظهور الحمير.
وأشار تقرير آخر لصحيفة "غارديان" يوم السبت 23 يونيو إلى عمليات تهريب الأسلحة عبر القرى التركية من خلال الجيش الحر الذي اشترى شحنة من أسلحة صينية قديمة وبنادق كلاشينكوف تم تجميعها من العراق، إضافة إلى كمية من الذخائر والمواد الطبية التي يتم نقلها عبر مناطق وعرة.
وتحدث التقرير عن احتشاد عدد كبير من السياح والصحافيين في مدينة أنطاكيا، وتواصلهم مع شبكات منظمة تقوم بإدخال الرجال والسلاح لدعم الجيش الحر، ونقل عن مواطن في قرية حدودية بالقرب من سوريا أن الفضل يعود إلى وجود طرق وعرة تسمح للمهربين بنقل البضائع إلى الجيش الحر.

 

ثانياً: التحركات العسكرية الدولية

شاب الغموض والتناقض مواقف المسؤولين الأتراك إزاء حادثة إسقاط المقاتلة التركية قبالة الشواطئ السورية يوم الجمعة 22 يونيو، ورجحت مصادر أمنية أن تكون العملية قد جاءت كرد فعل على دور الاستخبارات الأمريكية والتركية المفترض في ترتيب فرار الطيار السوري على متن طائرة "ميغ-21" إلى الأردن، خاصة وأن المقاتلة التركية التي تم إسقاطها كانت تحلق على مستوى منخفض لتفادي رادارات سلاح الجو السوري، تماماً مثل طائرة الميغ السورية التي حلقت على مستوى منخفض لإتمام عملية الفرار.
ويبدو أن الروس قد انزعجوا من فقدان السوريين إحدى طائرات "ميغ" روسية الصنع، فقاموا بالانتقام من خلال إسقاط المقاتلة التركية من طراز فانتوم أمريكية الصنع.
وكان بشار أسد قد أصدر أوامر يوم الخميس 21 يونيو بمنع أي مقاتلة سورية من التحليق في الجو خوفاً من فرار المزيد من الطيارين بطائراتهم، حيث يعتقد السوريون أن الاستخبارات الأمريكية كانت خلف تنسيق عملية انشقاق الطيار ولجوئه إلى الأردن، وأن هناك المزيد من الطيارين الذين سيحاولون الفرار.
وكان الطيار السوري قد أقلع في سرب من الطائرات من قاعدة خلخلة الجوية التابعة للواء 73 من ملاك الفرقة 20، ضمن تدريبات جوية تهدف إلى اختبار قدرة مقاتلات "ميغ-21" على التحليق، ولم يلبث أن اختفى أثره على الرادارات السورية، ونظراً لأن طائرات ذلك السرب لم تكن في وضعية جيدة فقد ظنت القيادة العسكرية أن الطائرة قد أصيبت بعطل فني، خاصة وأن عملية الفرار إلى الأردن قد تطلبت 90 ثانية فقط، ثم علم السوريون من وسائل الإعلام أن قائدها قد أعلن انشقاقه وطلب اللجوء في الأردن.
وتؤكد المصادر أن النظام السوري قد استخدم مضادات طائرات روسية من عيار "بانتسير-1"، القادرة على إسقاط طائرات تحلق على مستوى منخفض من على بعد نحو 12 كيلو متراً، وقد قامت الكتية 73 التابعة للواء السادس والعشرين المرابط بالقرب من اللاذقية بإسقاط الطائرة التركية.
وتؤكد المصادر الأمنية أن هذا النوع من مضادات الطائرات قد زود به نظام دمشق قبل أسابيع قليلة، لكن المثير للقلق هو أن المقاتلين السوريين لم يتموا تدريباتهم على استخدام تلك الصواريخ، مما يثير الشكوك حول إمكانية أن تكون فرقة روسية هي التي تولت عملية إسقاط الطائرة.
وعلى الرغم من أن الأتراك لم يفصحوا عن سبب تواجد مقاتلاتهم بالقرب من الأجواء السورية، إلا أن المصادر تؤكد أنهم يقومون بطلعات جوية يومية لاختبار الدفاعات السورية، مما دفع بنظامي روسيا ودمشق إلى إسقاط إحدى المقاتلات لإشعار الأتراك بوجود دفاعات جوية قادرة على صد أي هجوم مرتقب.
وأكدت مصادر أمنية أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد أجرى عدة اتصالات مع الرئيس الأمريكي يومي السبت والأحد 23 و24 يونيو لإقناعه بأن إسقاط الطائرة التركية يمثل فرصة سانحة للقيام بضربات جوية خاطفة تمهد لفرض منطقة حظر للطيران، لكن الرئيس الأمريكي لم يتجاوب مع أردوغان.
وكان سلاح الجو التركي قد وضع على أهبة الاستعداد للقيام بعملية جوية واسعة، إلا أن عدم تعاون الولايات المتحدة قد أدى إلى وقف تلك الإجراءات مما تسبب في تناقض تصريحات المسؤولين الأتراك إزاء التصعيد السوري، وضعف مواقفهم تجاه تصعيد دمشق.
ويأتي التصعيد السوري نتيجة للدعم الذي تلقاه نظام دمشق من موسكو في الأيام الماضية، حيث بدأ الروس في تقديم الأسلحة علانية إلى السوريين بهدف ردع الغرب من محاولة التدخل العسكري في سوريا، وقد صرح مدير قسم تصدير الأسلحة بالجيش الروسي أناتولي إيساكين في 16 يونيو أن الأسلحة الروسية المصدرة إلى سوريا ستؤمن المياه والأجواء السورية بصورة كبيرة، ونصح الدول الغربية بعدم محاولة اختبار قدرة مضادات الطائرات ومضادات السفن.
وقد تزامنت هذه التصريحات مع تسرب أنباء عن قيام مسؤولين عسكريين أمريكيين بعقد لقاءات مع ضباط من الجيش الحر في واشنطن بهدف تأمين الأسلحة اللازمة لهم لمساعدتهم في بسط سيطرتهم على شمال البلاد، حيث نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" يوم السبت 16 يونيو معلومات مهمة عن التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وقادة من الجيش الحر، ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها أن ممثلاً رفيعاً عن الجيش السوري الحر التقى خلال الأسبوع الماضي مع شخصيات دبلوماسية ومسؤولين أمريكيين.
وأضاف التقرير أن ضباط الجيش الحر قد التقوا مع السفير روبرت فورد والمنسق الأمريكي الخاص لشؤون الشرق الأوسط فريدريك هوف في وزارة الخارجية الأمريكية، والتقوا بعد ذلك مع: "أعضاء رفيعين في مجلس الأمن القومي الأمريكي الذي يقدم النصح للرئيس باراك أوباما في شأن سياسات الأمن القومي".
وذكر التقرير أن الوفد السوري كان: "مزوداً بجهاز آي باد يحتوي على خطط مفصلة" تعتمد على برنامج "غوغل إيرث" لإيضاح مواقعهم والأهداف المفترضة التابعة للحكومة السورية.
وأضاف التقرير أن ممثلي الجيش السوري الحر وضعوا قائمة بأنواع الأسلحة التي ينوون تقديمها إلى المسؤولين الأمريكيين خلال الأسبوعين القادمين، وقالت الصحيفة إن هذه القائمة تحتوي على أسلحة ثقيلة بما فيها الصواريخ المضادة للدبابات والبنادق الآلية.
وكانت مصادر أمنية قد تحدثت في الفترة ذاتها عن تلقي الجيش الحر شحنات من الأسلحة الثقيلة من خلال معابر تركية، واشتملت الشحنات الجديدة على بنادق "كلاشينكوف" ورشاشات من أنواع أخرى، وصواريخ مضادة للدبابات، وقاذفات صاروخية، وغيرها من العتاد العسكري الذي تم نقله باستخدام عربات عسكرية تركية أفرغت حمولتها عند الحدود مع سوريا. ثم قام المقاتلون بنقلها فيما بعد إلى مناطق قريبة من دمشق، ولكن ليس داخلها.
وأكد مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية أن الولايات المتحدة قد درست بالفعل جميع الخيارات المتاحة لديها في الوقت الحالي، وهي بصدد التحرك لاتخاذ إجراءات حاسمة تهدف إلى وقف نزيف الدم في البلاد، وقد تتضمن القيام بضربات جوية تهدف إلى فرض منطقة حظر للطيران وتأمين مخازن الأسلحة البيولوجية، كما تقوم قيادة الأسطول الأمريكي السادس في البحر الأبيض المتوسط بمراقبة شواطئ وأجواء المنطقة من خلال مجموعة سفن وغواصات تحتوي على أجهزة رصد ورادارات متطورة.
وفي مقابل التصعيد العسكري الغربي، بادرت موسكو إلى إرسال وحدات من القوات الخاصة لتعزيز قاعدتها البحرية في ميناء طرطوس، وبصحبتهم طائرات مروحية مقاتلة، ومضادات طائرات من عيار ""بانتسير-س1" القادرة على استهداف طائرات على مستوى منخفض، إضافة إلى صواريخ "بوك-م2" التي يمكن أن تصيب طائرات مقاتلة على علو 82 ألف قدم، فضلاً عن صواريخ مضادة للسفن يمكن أن تصيب أهدافاً على بعد 180 ميل من السواحل السورية.
وبحسب المصدر فإن وحدة من مشاة البحرية الروسية ترابط على ظهر السفينة وهي على استعداد تام لتنفيذ المهام الموكلة إليها، كما فعلت ذلك أثناء مناورات الناتو "بالتوبس – 2012" البحرية الدولية التي شاركت فيها سفينة الأنزال "كالينينغراد".
وكانت بعض وسائل الإعلام الروسية والغربية قد أفادت في وقت سابق بأن سفينتي الإنزال الروسيتين "تسيزار كونيكوف" و"نيقولاي فيلتشينكوف" بصدد القيام برحلة بحرية بعيدة المدى إلى الساحل السوري لإيصال فريق من مشاة البحرية المخصص لحراسة القاعدة الروسية في طرطوس.
وقال المصدر إن سفينة "تسيزار كونيكوف" ستقوم بقياس المجالات المغناطيسية والصوتية في ميدان التدريب القتالي التابع للأسطول، كما ستجري السفينتان أعمال الصيانة المخطط لها.

 

ثالثاً: الديبلوماسية الدولية ومخططات التقسيم

أكدت مصادر أمنية مطلعة أن المحادثات بين نتنياهو وبوتين قد تركزت يوم الإثنين 25 يونيو على كيفية مواجهة خطر صعود الإسلاميين في العالم العربي، وذلك على خلفية تولي د. محمد مرسي رئاسة الجمهورية في مصر، وأكد نتنياهو لبوتين أن تصاعد قوة الإخوان المسلمين في كل من سوريا ومصر سيؤدي إلى إضعاف السلطة الهاشمية في الأردن وتقوية الإسلاميين المعارضين فيها، مما يعرض أمن إسرائيل للخطر، في حين تعتبر روسيا أن ظهور هذه القوى السنية سيضعف من دورها الإستراتيجي في دعم القوى الشيعية متمثلة في إيران ونظام دمشق والجماعات التابعة لهما.
وذكر المصدر أن بوتين قد أبدى انزعاجه من عرض واشنطن أن يتولى فاروق الشرع الحكم في المرحلة الانتقالية وأن يكون نائبه هو آصف شوكت بحيث يتم المحافظة على العنصر الأمني-العسكري العلوي طوال الفترة الانتقالية.
وفي 21 يونيو تحدث تقرير بريطاني عن إمكانية أن تقوم بريطانيا والولايات المتحدة بعرض العفو على بشار أسد ومنحه مخرجاً مناسباً إذا وافق على التنحي بعد تخويل صلاحياته إلى نائبه للبدء في عملية سياسية من خلال مؤتمر يعقد في مدينة جنيف السويسرية برعاية الأمم المتحدة.
وتأتي تلك المخططات على إثر تلقي الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء البريطاني ما يشجعهما من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مباحثات أجرياها معه بشكل منفصل كل على حدة خلال مشاركة الزعماء الثلاثة في مؤتمر مجموعة العشرين في المكسيك مؤخراً.
ونقل التقرير عن مسؤول بريطاني رفيع قوله: "من حضر منا اللقاءات الثنائية (مع بوتين) يخرج باعتقاد أن ما رشح عن تلك اللقاءات يكفي لجعل الأمر يستحق بذل محاولة للتفاوض حول عملية انتقالية في سوريا".
وكشف التقرير عن أن وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، وبناءً على نتائج محادثات بوتين مع كاميرون وأوباما، تقوم ببذل جهود ديبلوماسية لإقناع المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا كوفي عنان بتغيير صيغة خطته ذات النقاط الست والهادفة إلى تشكيل مجموعة اتصال بشأن سوريا.
ويتابع التقرير أن كلينتون ستحاول إقناع عنان بضرورة العمل على خطة بديلة ترمي إلى استضافة مؤتمر دولي في جنيف تُدرس فيه عملية نقل السلطة في سوريا على غرار ما جرى في اليمن وفق المبادرة الخليجية.
وكانت مصادر أمنية قد تحدثت في الأسبوع الماضي عن إمكانية أن تسفر الأحداث عن انقسام البلاد إلى ثلاثة أجزاء، حيث يتوقع أن تسيطر المعارضة على الأجزاء الشمالية والشمالية الغربية بدعم تركي-غربي، وأن يسيطر الروس على المنطقة الساحلية حيث تتحرك السفن العسكرية الروسية في الوقت الحالي باتجاه تلك المنطقة لإحكام سيطرتها عليها، وأن تبقى دمشق بيد بشار بدعم من إيران و"حزب الله".
وترى بعض المصادر أن المجازر المروعة التي ارتكبها النظام تهدف إلى إجلاء سكان القرى السنية المعارضة ودفعهم للتحرك باتجاه الشمال حيث يعتقد النظام أنه فقد السيطرة على القطاع الشمالي بالفعل.
ويرى محللون أن المناورات الروسية-الصينية-الإيرانية المرتقبة تهدف إلى تأسيس وجود عسكري لهذه القوى بهدف المحافظة على مناطق نفوذها في حال انهيار النظام بصورة مفاجئة، ولمنع تركيا والدول الغربية من إحكام السيطرة على كامل البلاد في حال سقوط النظام.
وكانت وكالة الأنباء الفارسية قد أعلنت عن الإعداد لمناورات عسكرية ضخمة تتضمن نحو 90 ألف مقاتل، و400 طائرة مقاتلة، و900 دبابة، ويتوقع أن تطلب بكين في الأيام القادمة من السلطات المصرية السماح بمرور 12 قطعة عسكرية عبر قناة السويس متجهة إلى ميناء طرطوس، ويرى محللون أن هذه العملية تهدف إلى إقناع الولايات المتحدة وحلفائها بجدية الصين وروسيا في منع واشنطن من محاولة السيطرة على البلاد بعد إسقاط النظام، خاصة وأن المناورات ستتم على أراض سورية.

 


https://islamicsham.org