قصيدة دمشق
اليومَ في اسْطَنْبولَ ريحٌ عاتيَهْ
والبردُ يعبَثُ في الدروب الخاويَهْ
والليلُ والأمطارُ مرآةٌ بها
مرَّتْ دمشقُ حزينةً متهاويَهْ
الوجهُ وجهُ الشام أعرفهُ كما
عينايَ تعرِفُ وجْهَ بِنْتي ( غالِيَهْ ) !!!
وحجابها المعقودُ أعرفُ خيطَهُ
ذاك الذي نسَجَتْهُ كفُّ ( مُعاويَهْ )
مرّتْ دمشقُ وألفُ ذئبٍ خلْفَها
يعوي ... وألفُ كتيبةٍ متغاويَهْ
فالكلُّ يعرفُ ما يريدُ ... ووحدَها
هذي الدمشقُ تسيرُ نحو الهاويَهْ !!!
مسكينةٌ يا شامُ ... أنتِ يتيمةٌ
مثلي ... وأنتِ صدى القلوب الباكيَهْ
مسكينةٌ يا شام أنتِ ... وكلّنا
- مهمّا تأسَّفْنا - وحوشٌ ضاريَهْ
وحدي جلستُ على السرير ... فغرفتي
قرب الخليجِ على خواصرِ رابيَه
منها أطلُّ على دمشقَ بمُهجتي !!!
ويداي تمسحُ دمعَ ( بابِ الجابِيَهْ ) !!!
أتلمّسُ التاريخَ ... أَفتحُ بابهُ
أرنو إلى تلك القطوف الدانيَهْ
مَنْ مرّ في الشامِ القديمةِ لحظةً
يُدْرِكْ لِمَ الراياتُ كانت عاليَهْ !!!
واللهِ لولا الشامُ ... لَمْ تُرْفَعْ على
قِمَمِ الحضارةِ في المدائنِ ساريَهْ !!!
قَبْلَ اكتشافِ الغربِ سرَّ دوائه
أهدَتْ دمشقُ الغربَ سرَّ العافيَهْ
أهدَتْ إلى الدنيا سَحاباً لم يزلْ
إمّا ينابيعاً وإمّا ساقيَهْ
لو أنْصَفَتْ هذي الحضارةُ أهلَها
لأتَتْكِ خَجْلى عند بابكِ جاثيَهْ !!!
مِنْ غرفتي ... والعامُ في اسطنبولَ
يحملني على كفّ الثواني الباقيَه
وهديرُ أصواتِ ( الفراقِعِ ) في السماءِ
يقول لي : سنواتُ عمركَ فانيَهْ !!!
قبّلتُ خدَّ الشامِ عَبْرَ قصيدتي
وسكبتُ شهدَ محبتي في القافيَهْ